ﺑﺎﻣﻮك ﻓﻲ ﻃﻬﺮان... وﻟﻴﻞ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻳﻔﺴﺪ زﻳﺎرﺗﻪ
دور اﻟﻨﺸﺮ ﺗﻮاﺟﻪ ﺧﻄﺮ اﻹﻓﻼس... وﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺸﺮاء ﰲ ﻣﻌﺮض إﻳﺮان اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب
»ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ، ﺑﺼﻔﺘﻲ ﻛﺎﺗﺒﴼ إﻳـﺮاﻧـﻴـﴼ، أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ﻣـﻦ أﺳـﻠـﻮب اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـــــﻊ أورﻫـــــــــــﺎن ﺑــــــﺎﻣــــــﻮك«. ﻫـــﺬا ﻣـــــﺎ ﻗــــﺎﻟــــﻪ ﻣــﺼــﻄــﻔــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮر اﻟﺮواﺋﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﻗﺮاءة، وﻫــﻮ واﺣـــﺪ ﻣــﻦ ﻗـﻼﺋـﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﲔ اﻟــــﺬﻳــــﻦ اﺣـــﺘـــﺠـــﻮا ﻋـﻠـﻰ ﺣـﻈـﺮ ﻓـﻌـﺎﻟـﻴـﺎت اﻟــﺮواﺋــﻲ اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺠﺎﺋﺮة »ﻧﻮﺑﻞ« أورﻫــــــﺎن ﺑـــﺎﻣـــﻮك ﻋــﻠــﻰ ﻫـﺎﻣـﺶ ﻣﻌﺮض ﻃﻬﺮان اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب. اﻵﺧــــــــــــﺮون ﻟــــﻸﺳــــﻒ اﻟـــﺘـــﺰﻣـــﻮا اﻟﺼﻤﺖ.
ﺑــــــــﺎﻣــــــــﻮك اﻟـــــــــــــﺬي ﺗـــﺤـــﻈـــﻰ ﻣــﺆﻟــﻔــﺎﺗــﻪ ﺑــﺎﻫــﺘــﻤــﺎم ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻟــــﻘــــﺎرئ ﻓــــﻲ إﻳـــــــــﺮان، ﺗــﺰاﻣــﻨــﺖ زﻳﺎرﺗﻪ إﻟﻰ ﻃﻬﺮان ﻣﻊ ﻣﻌﺮض اﻟﻜﺘﺎب ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺎرك ﻓــﻲ ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻟـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺎت؛ ﻣﺜﻞ ﺗـــﻮﻗـــﻴـــﻊ ﻛـــﺘـــﺒـــﻪ ﻓـــــﻲ اﳌــــﻌــــﺮض، وإﻟﻘﺎء ﺧﻄﺎب ﻓﻲ »ﺑﻴﺖ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻛــﺘــﺒــﻪ ﻓـــﻲ إﺣـــــﺪى دور اﻟـﻨـﺸـﺮ وﺳﻂ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.
ﻟـــﻢ ﻳـــﺬﻛـــﺮ اﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﻮن ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻹﻟﻐﺎء اﻟــــﻔــــﻌــــﺎﻟــــﻴــــﺎت، ﻟـــﻜـــﻦ اﻟـــــﺮواﺋـــــﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺴﺘﻮر ﻓـﻲ ﺣﺴﺎﺑﻪ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ »إﻧﺴﺘﻐﺮام« ﻗﺎل ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻊ: »ﺑﻐﺾ اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ ﻋــــﻦ أﻧـــــﻪ )اﳌـــــﻨـــــﻊ( ﻏـﻴـﺮ أﺧـﻼﻗـﻲ وﻏـﻴـﺮ ﻣـﺪﻧـﻲ، ﺗﻮﺿﺢ ﻫـــــﺬه اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﺔ إﻟـــــﻰ أي درﺟــــﺔ ﻳـﺠـﻬـﻞ ﺑــﻌــﺾ اﳌــﺴــﺆوﻟــﲔ ﻓﻲ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺜﻞ اﻟـﺘـﻨـﻤـﻴـﺔ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ واﻟــﺘــﻌــﺎون اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ«، ﻣـﺸـﻴـﺮا إﻟــﻰ وﺟــﻮد »ﻧﻈﺮة أﻣﻨﻴﺔ« ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر ﻣﻨﻊ أﻧﺸﻄﺔ ﺑﺎﻣﻮك. ﺑﺄﻳﺎم ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ، ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﻨﻮاب اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ ﻓﻲ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ إن ﺑــﺎﻣــﻮك »ﺿـــــﺪ اﻟــــﺪﻳــــﻦ وﺿـــــﺪ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ واﻷﻣـــــــــــﻦ«، ﻣــﻄــﺎﻟــﺒــﺎ اﻷﺟـــﻬـــﺰة اﻻﺳــــﺘــــﺨــــﺒــــﺎراﺗــــﻴــــﺔ ﺑــﻤــﻼﺣــﻘــﺔ ﻣـﻨـﻈـﻤـﻲ ﻫــــﺬه اﻷﻧــﺸــﻄــﺔ. ﻫﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
ﺑﺎﻣﻮك ﻟﻴﺲ اﺳﻤﺎ ﻣﺠﻬﻮﻻ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ﻓـــﻲ إﻳــــــــــﺮان... ﻛــﺘــﺒــﻪ اﳌـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﺗـﺮﺟـﻤـﺖ إﻟــﻰ اﻟـﻠـﻐـﺔ اﻟـﻔـﺎرﺳـﻴـﺔ وﺻـﺪرت ﻓﻲ ﻋﺪة ﻃﺒﻌﺎت. ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ أن ﺗﺤﻈﻰ زﻳﺎرﺗﻪ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﻴﺮة ﻓـــﻲ إﻳـــــــﺮان، ﺳـــــﻮاء ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ اﻟﻘﺮاء أو وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم.
وﺗـﺸـﻴـﺮ اﻟــﺘــﻘــﺎرﻳــﺮ إﻟـــﻰ أﻧـﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ ﺣــﻈــﺮ أﻧﺸﻄﺔ ﺑـــﺎﻣـــﻮك ﻓـــﻲ ﻣــﻌــﺮض اﻟــﻜــﺘــﺎب، ﻓـﺈن اﳌـﺌـﺎت ﻣـﻦ ﻣﻌﺠﺒﻴﻪ وأﻫـﻞ اﻷدب ﻃﺮﻗﻮا أﺑـﻮاب دار اﻟﻨﺸﺮ اﻟـــﺘـــﻲ اﺳــﺘــﻀــﺎﻓــﺘــﻪ؛ دار ﻧـﺸـﺮ »ﻗـــــﻘـــــﻨـــــﻮس«. وﻋــــﻠــــﻰ ﺻــﻌــﻴــﺪ وﺳــــﺎﺋــــﻞ اﻹﻋـــــــــﻼم، ﻓـــــﺈن ﺛــﻼﺛــﴼ ﻣــﻦ أﻫـــﻢ اﻟـﺼـﺤـﻒ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟــــﺠــــﻴــــﻞ اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪ ﻓـــــﻲ إﻳـــــــﺮان )ﺻــﺤــﻒ »اﻋــﺘــﻤــﺎد« و»ﺷــــﺮق« و»ﺳــــــــﺎزﻧــــــــﺪﻛــــــــﻲ«( ﺧــﺼــﺼــﺖ ﺻــــــــــــﻮرة اﻟــــﺼــــﻔــــﺤــــﺔ اﻷوﻟــــــــــﻰ واﻟـــﻌـــﻨـــﻮان اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻲ ﻟـــﺰﻳـــﺎرة ﺑﺎﻣﻮك وأﺟﺮت ﺣﻮارات ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺮواﺋﻲ اﻟﺘﺮﻛﻲ.
ﺑــــــﺎﻣــــــﻮك أﻇـــــﻬـــــﺮ ﻟــــﻠــــﻘــــﺎرئ اﻹﻳــــــــــﺮاﻧــــــــــﻲ ﻓـــــــﻲ اﻟـــــــــﺤـــــــــﻮارات اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ ﻣــﺪى اﻃــﻼﻋــﻪ اﻟــﻮاﺳــﻊ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻔــﻜــﺮ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ. ﺗـﺤـﺪث ﺑـــﺈﺳـــﻬـــﺎب ووﻋـــــــﻲ ﻋــﻤــﻴــﻖ ﻋـﻦ آراء ﻋــﻠــﻲ ﺷــﺮﻳــﻌــﺘــﻲ وﺣـﺴـﲔ ﻧــــﺼــــﺮ ودارﻳــــــــــــــﻮش ﺷـــﺎﻳـــﻐـــﺎن وﺻﺎدق ﻫﺪاﻳﺖ، واﻧﺘﻘﺪ ﺑﺸﺪة ﺳـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟـﺮﻗـﺎﺑـﺔ، ﻣﻌﺮﺑﴼ ﻋﻦ أﻣـــﻠـــﻪ ﺑـــــﺄن ﺗــﺤــﺘــﺮم اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺣﻖ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ.
وأورﻫﺎن ﺑﺎﻣﻮك ﻫﻮ اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﺠﺎﺋﺰة »ﻧﻮﺑﻞ« ﻟﻶداب اﻟﺬي ﻳﺰور ﻃﻬﺮان ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ ﻓـﻲ ٩٧٩١. وﻣــﻦ ﻫﺬا اﳌـﻨـﻄـﻠـﻖ، ﻓــﺈن ﺣــﻀــﻮره وﻣﻨﻊ ﻓــﻌــﺎﻟــﻴــﺎﺗــﻪ ﻗـــﺪ ﻳــﻌــﺪ أﻫـــﻢ ﺣــﺪث ﻓﻲ اﻟــﺪورة اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﻣﻦ اﳌﻌﺮض، ﺣﺘﻰ أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻣــــــﻦ ﻋـــــــﺪم ﺣـــــﻀـــــﻮر اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺣﺴﻦ روﺣﺎﻧﻲ ﻣﺮاﺳﻢ اﻻﻓﺘﺘﺎح.
وﺧــــﺎرج ﻫــﺬا اﻟــﺤــﺪث، ﻓـﺈن اﳌــﻌــﺮض، اﻟـــﺬي ﻳﻨﻈﻢ ﺑﻌﺪ ١٣ ﻋـﺎﻣـﺎ ﻓــﻲ ﺟـﺎﻣـﻊ، ﻳﻜﺸﻒ، ﻛﻤﺎ ﻳــﻘــﻮل ﻧــﺎﺷــﺮ ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«، اﻟــﻮﺿــﻊ اﳌــﺄﺳــﺎوي ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻓﻲ إﻳﺮان.
ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺎﺷﺮ، اﻟﺬي ﻳﻔﻀﻞ ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ، إن ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ أﺻﺤﺎب دور اﻟﻨﺸﺮ اﺗﺠﻬﻮا ﻷﻋــﻤــﺎل أﺧـــﺮى، ﻓـﻌـﺪد ﻃﺒﻌﺎت اﻟﻜﺘﺐ ﻏﻴﺮ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﻋـــﺎدة ٠٠٣ ﻧﺴﺨﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺗــﺮاﺟــﻌــﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٩ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺴﺎﺑﻖ، وﺣﺘﻰ ﻫﺬا اﻟــﻌــﺪد اﻟـﻘـﻠـﻴـﻞ ﻻ ﻳــﺠــﺪ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟــﻠــﺒــﻴــﻊ. ﻓــﻨــﻈــﺮة ﺧــﺎﻃــﻔــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻘﺮاء ة ﺗﺒﲔ أﻧﻬﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻗﻞ اﳌﻌﺪﻻت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ووراء ذﻟـــﻚ ﻋـــﺪة أﺳــﺒــﺎب؛ ﻣﻨﻬﺎ اﻷﺳﻌﺎر اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ، وﺗﻔﺎﻗﻢ ﺳﻌﺮ اﻟــﺪوﻻر، ﻓﺎﻟﻮرق أﻏــﻠــﺒــﻪ ﻣــﺴــﺘــﻮرد. وﻛــــﺎن وزﻳــﺮ اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ اﻹﻳــــــﺮاﻧــــــﻲ ﻗـــــﺪ وﻋـــﺪ ﻓـــﻲ ﻣـــﺮاﺳـــﻢ اﻓــﺘــﺘــﺎح اﳌــﻌــﺮض ﺑـــــﺄن ﺗـــﻮﻓـــﺮ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــــﻮرق ﺑـﺴـﻌـﺮ اﻟـــــﺪوﻻر اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ. ﻗـﺎل ذﻟـــﻚ ﺑـﺘـﻔـﺎﺧـﺮ. ﻟـﻜـﻦ اﻟـﻨـﺎﺷـﺮﻳـﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺧﻼف ذﻟﻚ.
وﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ دور ﻧﺸﺮ اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ، ﻳـﻤـﻜـﻦ رؤﻳـــﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺴﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮاء اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺸﻜﻞ أوﺿﺢ. ﺻﺎﻟﺔ ﺗﻀﻢ ﻧﺤﻮ ٠٠٤ دار ﻧــﺸــﺮ وﺗــﻌــﺎﻧــﻲ اﻟـــﻴـــﻮم ﻣﻦ ﺗــﺮاﺟــﻊ اﻟـــﺰﻳـــﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘﻠﻖ. ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻦ ﺳﻌﺮ رواﻳــــــﺔ، ﻓــﻘــﺎل إﻧـــﻪ ٧٫١ ﻣـﻠـﻴـﻮن رﻳﺎل، أي ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺳﺪس اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﺮاﺗﺐ ﻓﻲ إﻳﺮان. اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻳــﻘــﻮل ﺳـﻌـﺮ اﻟـﻜـﺘـﺐ ﻟــﻢ ﻳﺮﺗﻔﻊ، ﻟــﻜــﻦ ﻗــﻴــﻤــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻠــﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ ﺗﺮاﺟﻌﺖ.
ﻟـــــﻜـــــﻦ اﻷﺳـــــــــﻌـــــــــﺎر ﻟـــﻴـــﺴـــﺖ اﳌــــﺸــــﻜــــﻠــــﺔ اﻟــــــﻮﺣــــــﻴــــــﺪة. ﻳـــﻘـــﻮل ﻧﺎﺻﺮي، ﻧﺎﺷﺮ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﻨﺸﺮ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع، إن »أﺻﻌﺐ ﺷﻲء ﻧﻮاﺟﻬﻪ ﻫﻮ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ، ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺑﻘﺎء ﻋﺸﺮات اﻟﻜﺘﺐ ﻓــــﻲ ﻣــــﺨــــﺎزن وزارة اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ ﻟــﻌــﺪم ﺣـﺼـﻮﻟـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ رﺧﺼﺔ اﻟﻨﺸﺮ ﳌﻌﺎرﺿﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ«.
اﻟــــــــﺤــــــــﻜــــــــﻮﻣــــــــﺔ ورﺋــــــــﻴــــــــﺲ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ روﺣـــﺎﻧـــﻲ وﻋـــﺪوا ﻣﺮارا ﺑﺤﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﻮﺿﻊ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺎ ﻳـــﺒـــﺪو ﻳــــــﺰداد ﺳــــﻮء ا. ﺑــﺤــﺚ ﺑــﺴــﻴــﻂ ﻓـــﻲ اﳌــﻄــﺒــﻮﻋــﺎت ﻳـﺒـﲔ أن ﻫــﻨــﺎك ﻛــﻤــﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟـــ»ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟــــﺪوﻟــــﺔ«. وﺗــﻜــﻮن اﳌــﺸــﻜــﻠــﺔ ﻻﻓـــﺘـــﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳــﺠــﺎز ﻛﺘﺎب ﻣﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ اﻷﺳﻮاق ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮه ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻐﻮط ﺑﻌﺾ »اﳌﺮاﻛﺰ اﻵﻳـﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺔ«. ﻧـﻤـﻮذج ﻟﻬﺬا ﺣـــﺪث ﻓــﻲ ﻣــﻌــﺮض ﻫـــﺬا اﻟــﻌــﺎم، ﻓـــﻘـــﺪ ﺻــــــــﺎدرت اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت ٥٣ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻟﺘﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣـﻊ »ﻗﻮاﻧﲔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ«؛ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺮﺧـﻴـﺺ وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﻟﻠﻨﺸﺮ، ﻫﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻋﺸﺮات اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺻﺎدرﺗﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺗﺴﻤﻴﺔ »اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ«.
إﻟـﻬـﺎم ﻓﺘﺎة ﻣﺤﺠﺒﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻓــﻲ إﺣـــﺪى دور اﻟـﻨـﺸـﺮ اﳌﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺗﺘﺴﺎءل: ﻣﻦ ﻳﻘﻮل إن اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ أزﻣـﺔ؟ ﻣﺒﻴﻌﺎﺗﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪة.
وﻟــﻜــﻦ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗـﻠـﻘـﻲ ﻧـﻈـﺮة إﻟﻰ ﻛﺘﺐ دار اﻟﻨﺸﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑــﻬــﺎ إﻟـــﻬـــﺎم ﺗــﺠــﺪ أن اﻟـﺼـﺒـﻐـﺔ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟــﻄــﺎﺋــﻔــﺔ اﻟــﺸــﻴــﻌــﻴــﺔ. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺗﺠﺪﻫﺎ أﺳﻌﺎرﴽ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ. وﻫﻲ ﺗﻌﺘﺮف أن وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣﺼﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﺒﻴﻌﺎت دار اﻟﻨﺸﺮ، ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ٥٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ. وﻫـــﺬا ﻳـﻈـﻬـﺮ أن وزارة ﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬا اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ دور اﻟﻨﺸﺮ وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ.
»اﻟـــﻜـــﺘـــﺎب ﻳــﺠــﺐ أن ﻳـﻬـﺪي اﻹﻧـــﺴـــﺎن وﻧــﻘــﻴــﺾ ذﻟـــﻚ ﻳـﻜـﻮن ﻛــــﺘــــﺎﺑــــﺎ ﺿـــــــــﺎﻻ ﻳـــــﺤـــــﺮم ﺑــﻴــﻌــﻪ وﺣـــﻴـــﺎزﺗـــﻪ«. ﻫــــﺬا رأي اﳌــﺮﺟــﻊ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻣﻜﺎرم ﺷﻴﺮازي، اﳌﺮﺟﻊ اﳌــﺘــﺸــﺪد اﳌــﻘــﺮب ﻣــﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ إﺣﺪى دور اﻟﻨﺸﺮ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﳌﻌﺮض. واﻟﻜﺘﺎب اﻟﻀﺎل ﺑﺮأﻳﻪ ﻫﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻻ ﻳـــﻌـــﻜـــﺲ وﺟــــﻬــــﺔ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ!
ﻫــــــﺬا اﻟـــــﺪﻋـــــﻢ ﻣـــــﻦ اﻟـــﺠـــﻬـــﺎز اﻟـﺪﻳـﻨـﻲ ﻛــﺎن اﻟﺴﺒﺐ ﻓـﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـــﺎﻟـــﻌـــﺎم اﳌــــﺎﺿــــﻲ، ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗــــﻞ ﻣــــﻦ ﺣــﻴــﺚ اﻷﻋـــــــــﺪاد، إذ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﳌﺒﻴﻌﺎت ﻓـﻲ ﻣﻌﺮض ﻛـﺘـﺎب ﻃـﻬـﺮان ﻫــﺬا اﻟـﻌـﺎم ٠٠٠١ ﻣــﻠــﻴــﺎر رﻳــــــﺎل، وﻫــــﻮ ﻣـــﺎ ﻳـﻈـﻬـﺮ ارﺗــﻔــﺎﻋــﺎ ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ٥٫٠١ ﻗـﻴـﺎﺳـﺎ إﻟـــــــﻰ ﻧـــﺴـــﺨـــﺔ اﻟـــــﻌـــــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻣــــﻦ اﳌــــﻌــــﺮض. وزﻳــــــﺮ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ ﻳــﺘــﻔــﺎﺧــﺮ ﺑــﺬﻟــﻚ ﻟــﻜــﻨــﻪ ﻻ ﻳﺸﻴﺮ إﻟـــﻰ اﻟــﺘــﻀــﺨــﻢ اﻟــﺴــﻨــﻮي اﻟـــﺬي إذا ﺣﺴﺒﻨﺎه ﺳﺘﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮاﺟﻊ اﳌﺒﻴﻌﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ؛ اﻟـﺘـﻀـﺨـﻢ ﻓــﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟﻜﺘﺐ ﻛــﺎن ﺑـﲔ ٥١ إﻟــﻰ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
ﻟﻜﻦ أﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻣﻊ اﻟﻮزﻳﺮ. ﻳﻘﻮل ﻛﺎﺗﺐ: »إﻧﻬﻢ ﻳــﺒــﻴــﻌــﻮن اﻟــﻜــﺘــﺐ اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ إﻟــﻰ درﺟــﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﺗـﺮاﺟـﻊ اﳌﺒﻴﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮل اﻷﺧﺮى«.
ﻫــــﺬا وﺷــــــﺎرك ﻓـــﻲ ﻣــﻌــﺮض ﻃﻬﺮان ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﺪوﻟﻲ اﻟـ١٣ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ٠٠٣٢ دار ﻧـﺸـﺮ ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ٠٠٤ دار ﻧﺸﺮ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﻰ ﺑﻄﻬﺮان، وﻫﻮ أﻛﺒﺮ ﺣﺪث ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓــﻲ ﺑــﻠــﺪ ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ ﻓــﻴــﻪ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟــﻜــﺘــﺎب إﻟــــﻰ ﺻــﻨــﺎﻋــﺔ ﻣﻔﻠﺴﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺳــﻴــﺎﺳــﺎت اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ. وﻧﻤﻮذج ذﻟﻚ، اﻻﺧﺘﻔﺎء اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺎت ﻓﻲ ﺷﺎرع »اﻧﻘﻼب« وﺳــﻂ ﻃـﻬـﺮان، اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻨﺎﺑﺾ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺧﺮى.