وﺛﻴﻘﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟـ »ﺳﺪ اﻟﻨﻬﻀﺔ« ﺑﲔ ﻣﺼﺮ واﻟﺴﻮدان وإﺛﻴﻮﺑﻴﺎ
ﻓﻲ ﺣﲔ أﻋﻠﻨﺖ ﻣﺼﺮ »ﻧﺠﺎح« اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟـﺘـﺴـﺎﻋـﻲ ﺑــﺸــﺄن »ﺳـــﺪ اﻟـﻨـﻬـﻀـﺔ« اﻹﺛــﻴــﻮﺑــﻲ، اﺗﻔﻘﺖ اﻟﺪوﻟﺘﺎن وﻣﻌﻬﻤﺎ اﻟﺴﻮدان ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺳﺒﻞ دﻋﻢ ﻣــﺴــﺘــﻮى اﻟــﺘــﻔــﺎﻫــﻢ واﻟـــﺘـــﻌـــﺎون، ﺑــﻤــﺎ ﻓـــﻲ ذﻟــﻚ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﻋـﺪة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑــﻘــﻮاﻋــﺪ اﳌــــﻞء واﻟـﺘـﺸـﻐـﻴـﻞ ﻟـﻠـﺴـﺪ ﻃـﺒـﻘـﴼ ﳌـﺒـﺪأ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﺎدل واﳌﻨﺼﻒ ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ اﺗﺨﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟـــﺮاءات اﳌﻼﺋﻤﺔ ﳌﻨﻊ وﻗﻮع أي أﺿﺮار.
واﺗــــﻔــــﻖ اﳌــــﺴــــﺆوﻟــــﻮن اﻟــﺘــﺴــﻌــﺔ )رؤﺳــــــﺎء اﳌـــﺨـــﺎﺑـــﺮات، ووزراء اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ واﻟــــــﺮي، ﻓﻲ ﻣـﺼـﺮ واﻟـــﺴـــﻮدان وإﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ( ﺧـــﻼل اﺟـﺘـﻤـﺎع اﻟـﺬي اﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻪ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ أدﻳﺲ أﺑﺎﺑﺎ، ﻋﻠﻰ إﻣﻬﺎل اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﳌﺪة ٣ أﺷﻬﺮ، وﺑﺤﺪ أﻗﺼﻰ ﻳﻮم ٥١ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﳌﻘﺒﻞ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺸﺎوراﺗﻬﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ وزراء اﻟــﺮي ﺑـﺎﻟـﺪول اﻟﺜﻼث ﻗﺒﻞ رﻓﻊ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻨﻬﺎ إﻟﻰ »اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﺴﺎﻋﻲ.«
وﺗــﺨــﻮض ﻣـﺼـﺮ واﻟـــﺴـــﻮدان وإﺛـﻴـﻮﺑـﻴـﺎ، ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ٣ ﺳﻨﻮات ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺘﻌﺜﺮة ﺑﺸﺄن » ﺳﺪ اﻟﻨﻬﻀﺔ « اﻟﺬي ﺗﻘﻮل اﻟﻘﺎﻫﺮة إﻧﻪ ﺳﻴﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺎه اﻟﻨﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪر ﺑـ٦٥ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه، وﺗﺪاﻓﻊ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺑــﺄن اﻟـﺴـﺪ ﻟــﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﻋﻘﺒﺔ أﻣـــﺎم ﺗـﺪﻓـﻖ اﳌـﻴـﺎه، وﺗـﺤـﺘـﻜـﻢ اﻟـــــﺪول اﻟــﺜــﻼث اﳌـﻌـﻨـﻴـﺔ إﻟـــﻰ ﻣﻜﺘﺐ اﺳﺘﺸﺎري ﻓﻨﻲ ﻫﻨﺪﺳﻲ دوﻟﻲ ﻟﺪراﺳﺔ اﻵﺛﺎر اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ. وأﻛﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﺴﺎﻋﻲ، أﻣﺲ، اﻟﺘﺰام اﻟﺪول اﻟﺜﻼث ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﻋﻼن اﳌــﺒــﺎدئ ﺣــﻮل ﺳـﺪ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟــﺬي ﺗـﻢ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮم ﻋـﺎم ٥١٠٢، ﺑـﲔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﺼﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺴﻲ، وﻧﻈﻴﺮه اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺒﺸﻴﺮ، ورﺋـﻴـﺲ اﻟــــﻮزراء اﻹﺛـﻴـﻮﺑـﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﺎﻳﻠﻲ ﻣﺎرﻳﺎم دﻳﺴﺎﻟﲔ.
وﺑــــﺤــــﺴــــﺐ ﺑـــــﻴـــــﺎن رﺳـــــﻤـــــﻲ ﺻــــــــــﺎدر ﻋــﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎع، ﻓﻘﺪ ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ »ﻗﻤﻢ دورﻳﺔ ﺑﲔ ﻗﺎدة دوﻟﻬﻢ ﻛﻞ ٦ أﺷﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎوب ﺑﲔ ﻋﻮاﺻﻢ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث، وذﻟﻚ وﻓﻘﴼ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت رؤﺳﺎء اﻟﺪول واﻟﺤﻜﻮﻣﺎت، وﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻦ روح اﻟﻮﺣﺪة ﺑﲔ دوﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ آﻣـﺎل ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺑــﺴــﻼم وأﻣـــﻦ ورﻓــﺎﻫــﻴــﺔ، ﺑــﻨــﺎء ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻌـﺎون ﺑﻴﻨﻬﻢ .«
وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻟﻠﻘﺎء ﻓﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ ) ﺗﻤﻮز ( اﳌﻘﺒﻞ، ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺴﺒﻞ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﻧﺸﺎء »اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻠﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ« ﻟﺮﻓﻌﻬﺎ ﻟﻘﺎدة اﻟﺪول اﻟﺜﻼث ﻋﺒﺮ اﻟــﻮزراء اﳌﻌﻨﻴﲔ. وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺴﺎر اﻟﻔﻨﻲ، ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﻳﻘﻮم اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ )ﺑـﺼـﻮرة اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺧــﺮوﺟــﴼ ﻋـﻠـﻰ أﺳــﻠــﻮب ﻋـﻤـﻞ اﻟـﻠـﺠـﻨـﺔ وﻗــﻮاﻋــﺪ ﻋﻤﻠﻬﺎ( ﺑـﻤـﻮاﻓـﺎة اﳌﻜﺘﺐ اﻻﺳــﺘــﺸــﺎري ﺑﺠﻤﻊ ﻛــﺎﻓــﺔ اﻻﺳــﺘــﻔــﺴــﺎرات واﳌـــﻼﺣـــﻈـــﺎت اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﺑﻤﺸﺮوع اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻻﺳﺘﻬﻼﻟﻲ، واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﻆ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ داﺧﻞ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ، ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗـﻤـﺜـﻞ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺮﺳــﺎﻟــﺔ أي ﺗــﻮﺟــﻴــﻪ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ اﻻﺳﺘﺸﺎري، وﺗﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ رد ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﻜﺘﺐ ﺧﻼل ٣ أﺳﺎﺑﻴﻊ.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻗﺎل اﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺸﺆون اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﳌﻴﺎه ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻷﻫــﺮام ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، اﻟﺪﻛﺘﻮر أﻳﻤﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب، ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ « ، إن ﻣﺎ أﺛﻤﺮه اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﺴﺎﻋﻲ » ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻋـﺘـﺒـﺎره ﺟـﺪﻳـﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻞء اﻟﺴﺪ أو ﺗﺄﺟﻴﻠﻬﺎ«، وﻗــﺎل: »ﻣـﺨـﺮﺟـﺎت ﻫــﺬا اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻟﻢ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﻨﻮاﻳﺎ وﻣﺤﺎوﻟﺔ دﻓﻊ اﳌﺴﺎر اﻟﻔﻨﻲ، دون أن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﺒﻠﻮرة اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻓﻲ إدارة اﳌﻴﺎه ﻓﻲ ﺣﻮض اﻟﻨﻴﻞ .«