اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﻤﺪد ﻣﻬﻤﺔ ﻗﻮات »أﻣﻴﺼﻮم« ﻓﻲ اﻟﺼﻮﻣﺎل
ﺗـﺒـﻨـﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــﻦ اﻟـﺪوﻟـﻲ ﺑــﺎﻹﺟــﻤــﺎع، ﻗـــﺮارﴽ ﻳﺠﻴﺰ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻲ إﺑــــﻘــــﺎء ﺑــﻌــﺜــﺘــﻪ ﻟـﺤـﻔـﻆ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﺼﻮﻣﺎل )أﻣﻴﺼﻮم( ﺣـﺘـﻰ ١٣ ﻳـﻮﻟـﻴـﻮ )ﺗــﻤــﻮز( اﳌـﻘـﺒـﻞ. واﺗﺨﺬ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﻓﻲ وﻗﺖ ﻳﺮﺗﻘﺐ ﺻــــــﺪور ﺗــﻘــﺮﻳــﺮ ﺣــــﻮل اﻟــﺼــﻮﻣــﺎل ﺑﺤﻠﻮل ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ.
وﻛﺎن ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻗﺪ ﺳﻤﺢ ﻓـــــﻲ ﻗـــــــــﺮاره ﻟــــﻼﺗــــﺤــــﺎد اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻲ ﺑﺨﻔﺾ ﻋــﺪد ﻗـــﻮات »أﻣــﻴــﺼــﻮم«، ﻛـــــﻤـــــﺎ ﺗــــﺨــــﻄــــﻂ اﻷﻣـــــــــــﻢ اﳌــــﺘــــﺤــــﺪة ﻟﺴﺤﺐ ﻫﺬه اﻟﻘﻮات ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ ﻣﻦ اﻟــﺼــﻮﻣــﺎل ﺣـﺘـﻰ ﻋــﺎم ٠٢٠٢. ﻟﻜﻦ اﻟـــﺪول اﳌــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟـﻘـﻮات )ﻛـــﻴـــﻨـــﻴـــﺎ وأوﻏــــــﻨــــــﺪا وﺑـــــﻮروﻧـــــﺪي وﺟــﻴــﺒــﻮﺗــﻲ وإﺛـــﻴـــﻮﺑـــﻴـــﺎ( ﻻ ﺗـــﺰال ﺗﻌﺎرض ﻫﺬا اﻻﻧﺴﺤﺎب . وﺗﺮى ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ واﻗﻌﻲ وﻣﻦ ﺷﺎﻧﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻟﻨﺼﺮ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﺘﻪ اﻟﻘﻮات اﻷﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻗﺘﺎﻟﻬﺎ ﺿـﺪ ﺣﺮﻛﺔ » اﻟﺸﺒﺎب « اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻮﻣﺎل . وﺗﻮﺟﻮد » أﻣﻴﺼﻮم « ﻓﻲ اﻟﺼﻮﻣﺎل ﻣـﻨـﺬ ﻋــﺎم ٧٠٠٢ ﺑــﻘــﻮة ﻣـﻜـﻮﻧـﺔ ﻣﻦ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ١٢ ﺟﻨﺪﻳﴼ ﻣﻘﺎﺗﻼ ﻟﺪﻋﻢ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﳌــﺪﻋــﻮﻣــﺔ دوﻟـــﻴـــﴼ ﺿﺪ ﺣـﺮﻛـﺔ »اﻟــﺸــﺒــﺎب«، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﺼــﻮﻣــﺎﻟــﻲ ﻧــﻘــﺼــﴼ ﻓـﻲ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ وﺳــﻮء ﺗﻨﻈﻴﻢ وﻳـﻮاﺟـﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓـﻲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺗﺸﻜﻠﻪ ﺣﺮﻛﺔ »اﻟﺸﺒﺎب.«
وﻳــﺸــﻬــﺪ اﻟــﺼــﻮﻣــﺎل، اﻟــﻐــﺎرق ﻓﻲ ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ ﻣﺪﻣﺮة ﻣﻨﺬ ١٩٩١، ﺗـﻤــﺮدﴽ ﻣﺴﻠﺤﴼ ﺗــﻘــﻮده »اﻟـﺸـﺒـﺎب« ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٧٠٠٢، ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺳﻘﻮط ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻠﻰ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧــﻪ ﺗــﻢ ﻃــﺮد ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ اﻟـﺤـﺮﻛـﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻓﻲ أﻏﺴﻄﺲ ) آب ( ١١٠٢، ﺛــﻢ ﺗــﻮاﻟــﺖ ﻫـﺰاﺋـﻤـﻬـﺎ ﺣـﺘـﻰ ﻓﻘﺪت اﻟﺠﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻗﻠﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣـــﺎ زاﻟــــــﺖ ﺗــﺴــﻴــﻄــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ رﻳـﻔـﻴـﺔ واﺳــﻌــﺔ ﺗــﺸــﻦ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺣـﺮب ﻋــﺼــﺎﺑــﺎت وﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ ﺗـــﺴـــﺘـــﻬـــﺪف ﻣـــﻘـــﺪﻳـــﺸـــﻮ وﻗــــﻮاﻋــــﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺻﻮﻣﺎﻟﻴﺔ أو أﺟﻨﺒﻴﺔ.
إﻟـــــــــﻰ ذﻟـــــــــــﻚ، دﻋـــــــــﺎ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ اﻟــــﺼــــﻮﻣــــﺎﻟــــﻲ ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﻠـــﻪ ﻓﺮﻣﺎﺟﻮ واﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة إﻟﻰ وﻗﻒ ﻓﻮري ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﻌﺪاﺋﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﻮات إﻗﻠﻴﻤﻲ ﺑﻮﻧﺖ ﻻﻧﺪ )أرض اﻟﻠﺒﺎن( وأرض اﻟﺼﻮﻣﺎل اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻲ أﻋـﻘـﺎب اﻟﻘﺘﺎل اﳌﻜﺜﻒ ﻓـﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻮﻛﺎراك ﻓﻲ ﺳﻮول.
ودﻋــــــــــﺎ ﻓـــــﺮﻣـــــﺎﺟـــــﻮ وﻣـــﺎﻳـــﻜـــﻞ ﻛﻴﺘﻴﻨﻎ، اﳌـﻤـﺜـﻞ اﻟــﺨــﺎص ﻟﻸﻣﲔ اﻟــﻌــﺎم ﻟـﻸﻣـﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻟﻠﺼﻮﻣﺎل، اﻷﻃــــــــــــﺮاف اﳌــــﺘــــﺤــــﺎرﺑــــﺔ إﻟـــــــﻰ ﺣــﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻮار.
وﺣــــــــﺚ ﻛــﻴــﺘــﻴــﻨــﻎ اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﲔ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺪﺧـــﻮل ﻓـــﻲ ﺣـــــﻮار ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺗـﺠـﺎه وﻗــﻒ إﻃـــﻼق اﻟــﻨــﺎر واﺗـﻔـﺎق ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﻌﺪ اﻧﺪﻻع ﻗﺘﺎل أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻗﻮات ﻣﻦ أرض اﻟﺼﻮﻣﺎل ﺑﺸﻦ ﻫﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺤﺮﺳﻬﺎ ﻗﻮات ﻣﻦ »ﺑﻮﻧﺖ ﻻﻧﺪ.«
وﺑــﻌــﺪ ﻳـــﻮم واﺣــــﺪ ﻓــﻘــﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﺣﻜﻮﻣﺔ إﻗﻠﻴﻢ ﺑﻮﻧﺖ ﻻﻧﺪ ﺑــــ »اﻟـــﺮد اﻟـﻌـﻨـﻴـﻒ ﻋـﻠـﻰ أي ﻫﺠﻮم ﻋﻠﻰ أراﺿـﻴـﻬـﺎ أو ﺷﻌﺒﻬﺎ«، ﺣﺚ اﳌﺴﺆول اﻷﻣﻤﻲ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﺰاع ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺤﺜﻴﺚ ﻹﻳﺠﺎد ﺣﻞ ﺳﻠﻤﻲ ﻟﺨﻼﻓﺎﺗﻬﻤﺎ .
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، أﻋﺮب ﻓﺮﻣﺎﺟﻮ ﻋﻦ أﺳﻔﻪ ﻹراﻗﺔ اﻟﺪﻣﺎء، ﻗﺎﺋﻼ : » ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻮﻗﻒ اﻟﻔﻮري ﻟﻠﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻮﻛﺎرق ودون أي ﺷﺮوط ﻣﺴﺒﻘﺔ .«
وﺑــﻌــﺪﻣــﺎ اﻋــﺘــﺒــﺮ أن اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺤﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﻫﻮ اﻟﺤﻮار، دﻋــﺎ ﻓﺮﻣﺎﺟﻮ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ اﳌﺘﻨﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﻴﻞ أف واﻳﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹﻗﻠﻴﻢ ﺳﻨﺎج، إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻒ اﻟﻔﻮري ﻟﻠﻘﺘﺎل .