إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺘﻬﻢ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺒﻴﻊ إﻳﺮان أﺟﻬﺰة إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ
رﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻻت ﲣﻔﻴﻒ ﺣﺪة اﻷزﻣﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﻓـــﻲ وﻗــــﺖ ﺑــــﺪأت ﻓــﻴــﻪ ﻣــﺴــﺎع ﻣﻦ وراء اﻟـــﻜـــﻮاﻟـــﻴـــﺲ ﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺪ اﻷزﻣــــــﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑــﲔ ﺗﺮﻛﻴﺎ وإﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ وﻣـﻨـﻊ ﺗﻮﺳﻴﻌﻬﺎ، ورﻏــﻢ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﻲ ﺗـــﻞ أﺑـــﻴـــﺐ ﻋــﻠــﻰ أﻧـــﻬـــﺎ ﺳــﺘــﻜــﻮن أزﻣـــﺔ ﻋﺎﺑﺮة ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﺠﺮد اﻧﺘﻬﺎء ﻣﻮﺳﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ أﻧﻘﺮة، أﻗﺪﻣﺖ أوﺳﺎط ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺮﻳﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ ﺳﺮي ﻳﺘﻬﻢ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺒﻴﻊ أﺟﻬﺰة إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ إﻟﻰ إﻳـــــﺮان. واﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ ﻋــﺒــﺎرة ﻋــﻦ رﺳــﺎﻟــﺔ وﺟﻬﺘﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ إﻟﻰ اﻷﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﻣــﺆﺧــﺮا، ﺗﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ إﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻮل »وﺻﻮل ﻣﻨﺘﺠﺎت إﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﻴـﺔ ﻣـﺘـﻄـﻮرة إﻟــﻰ إﻳــــﺮان، ﺑﻤﺎ ﻳـــﺘـــﻌـــﺎرض وﻗـــــــــﺮارات ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣــــﻦ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﻓﺮض ﻗﻴﻮدا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻠﺢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ«.
وﺟــﺎء ﻓـﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ أن اﻟﺸﺒﻬﺎت ﺗﺪور ﺣﻮل ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺼﺪرا ﻟﺒﻴﻊ إﻳﺮان ﻋـــﺘـــﺎدا إﻟــﻜــﺘــﺮوﻧــﻴــﺎ ﻳـﻈـﻬـﺮ ﻓـــﻲ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ اﳌـﻨـﺘـﺠـﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻳﻤﻨﻊ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻹﻳــﺮان ﻓـﻲ إﻃــﺎر ﻗــﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ »١٣٢٢« ﻟـﻌـﺎم ٥١٠٢، اﻟـــﺬي ﻳﺤﻈﺮ ﺑـﻴـﻊ إﻳــﺮان ﻣــﻨــﺘــﺠــﺎت وﺗــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺎ ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي.
وﺣﺴﺐ ﻣﺼﺎدر ﻓﻲ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ، ﻓﺈن اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻌﻼ ﺑﺪأت اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ أﻳﻀﺎ ﺑﻄﻠﺐ ﻓﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓـﻲ اﳌــﻮﺿــﻮع، وذﻟــﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺒﲔ أن ﺷـﺮﻛـﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫــﻲ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ اﻟﻌﺘﺎد اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻟﺬي أرﺳﻞ إﻟﻰ إﻳﺮان، وﺗﻌﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻤﻜﺜﻔﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ. وﻗﺎﻟﺖ اﳌﺼﺎدر إن دوﻟــﺔ اﻹﻣــــﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫـﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔﺖ ﻫـﺬه اﻟﻔﻀﻴﺤﺔ، وذﻟـﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿﺒﻄﺖ ﻓــﻲ ﺷـﻬـﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳــﻠــﻮل( ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ٧١٠٢ إرﺳﺎﻟﻴﺔ ﻋﺘﺎد إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ إﻟﻰ إﻳﺮان، ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻜﺜﻔﺎت ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻛـﺎن ﻳﻤﻨﻊ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻹﻳﺮان ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ.
وﺗﺒﲔ أن ﻫــﺬه اﻷﺟـﻬــﺰة أﻧﺘﺠﺖ ﻓــﻲ ﺷـﺮﻛـﺔ »ﺳـﻠـﻢ ﺑــﺎور ﻛﺒﺎﺳﻴﺘﻮرز« وأن اﻹرﺳﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻜﺜﻔﺎت ﻣﻦ ﻧﻮع ٠٨١ CSP» - ٠٠٣« اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ.
وﻓـﻲ رد ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻟﻨﺸﺮ، ادﻋـﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، أﻣﺲ اﻟﺨﻤﻴﺲ، أﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺒﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﻨﺘﺠﺎت ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗـﺮﻛـﻴـﺔ، ﻣــﻦ دون أن ﺗـﻜـﻮن ﻟـﺪﻳـﻬـﺎ أي ﻓــﻜــﺮة ﺑـــﺄن ﻫـــﺬه ﺳـﺘـﺼـﻞ إﻟـــﻰ إﻳــــﺮان. وادﻋــﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ أن وﺻــﻮل اﳌﻨﺘﺠﺎت إﻟﻰ إﻳﺮان ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﺧﺪﻋﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ. وﺗﻮﻗﻌﺖ اﻷوﺳــﺎط اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ أن ﻳﺆدي ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺮ إﻟﻰ ﺿــﻐــﻮط ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ ﻓﻲ دول اﻟــﻐــﺮب، ﺣـﻴـﺚ إن ﻫــﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﻛﻞ دوﻟﺔ ﺗﺒﻴﻊ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ أﺳﻠﺤﺔ أو أﺟﻬﺰة أﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﺮدد أﻟﻒ ﻣﺮة، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ وﺻﻮل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ إﻳﺮان.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺔ ﺛــﺎﻧــﻴــﺔ، ﺑـــــﺪأت ﺗـﺴـﻤـﻊ أﺻــــﻮات ﻓــﻲ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺗـﻄـﻠـﺐ ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ واﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋــﻦ دﻫــــﻮرة اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت إﻟــﻰ ﺣﻀﻴﺾ ﺟــــــــﺪﻳــــــــﺪ، ﺧـــــﺼـــــﻮﺻـــــﺎ ﻓــــــــﻲ اﳌـــــﺠـــــﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي، ﺣﻴﺚ إن ﺧﺴﺎرة ﻛﺒﻴﺮة ﺳﺘﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮﻓﲔ.
وﻗـﻠـﻞ وزﻳــﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، ﻣﻮﺷﻲ ﻛﺤﻠﻮن، ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ - اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ اﻟـﺒـﻴـﻨـﻴـﺔ. وﻗـــﺎل ﻛﺤﻠﻮن إن اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑـﲔ ﺗﺮﻛﻴﺎ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ، وﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﺘﻀﺮر، وﺣﺴﺐ رأﻳﻪ ﻟﻦ ﺗﺘﻀﺮر ﺟﺮاء اﻷزﻣﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة. وﻋﺰا ﻛﺤﻠﻮن اﻷزﻣـــــﺔ، ﻓــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ أﺟــــﺮاه ﻣــﻊ إذاﻋـــﺔ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ، إﻟـــﻰ اﻷزﻣــــﺎت اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳــﻮاﺟــﻬــﻬــﺎ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ، رﺟﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏﺎن وﺧﻮﺿﻪ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ٤٢ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﻘﺒﻞ.
وﻳـﺸـﻦ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻮن إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن ﻫﺠﻮﻣﴼ ﻛﺜﻴﻔﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ، رﺟﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏﺎن، ﻣﻨﺬ إﻋﻼﻧﻪ ﻋﻦ ﻃﺮد اﻟﺴﻔﻴﺮ واﻟﻘﻨﺼﻞ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﻣــــﻦ أﻧــــﻘــــﺮة وإﺳـــﻄـــﻨـــﺒـــﻮل وﺗــﺼــﻮﻳــﺮ اﻟﺴﻔﻴﺮ أﺛـﻨـﺎء ﺗﻔﺘﻴﺸﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ ﻓــﻲ اﳌــﻄــﺎر أﺛــﻨــﺎء ﻣــﻐــﺎدرﺗــﻪ، وﻫـــﻮ ﻣﺎ وﺻـــﻒ ﻓــﻲ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺑــﺄﻧــﻪ »إﻫــﺎﻧــﺔ«، ردت ﻋﻠﻴﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺈﻫﺎﻧﺔ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﻟـــﺪى إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻋــﻨــﺪ دﺧــﻮﻟــﻪ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻋـﺒـﺮ اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ إﺧﺮاج ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻫﻮﻳﺘﻪ.