اﻷﻣﻦ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻳﺘﻌﻘﺐ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ
ﻛﺸﻔﺖ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻦ ﺧﻠﻴﺔ ﺗﻜﻔﻴﺮﻳﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ٥ ﻋﻨﺎﺻﺮ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺘﺎة، أﻟﻘﺖ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻨﻴﻬﻠﺔ )ﻏﺮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ(، وأﻛﺪت أﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب، وأﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺗﺘﺮاوح ﺑﲔ ١٢ و٧٢ ﺳﻨﺔ. واﻋﺘﻤﺪت ﻗﻮات اﻷﻣﻦ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗﻬﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻹرﻫــﺎب، وﺗﻤﺠﻴﺪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، إﻟﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻫﺬه اﻟﺨﻠﻴﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺗﺪوﻳﻨﺎت وﻣﻘﺎﻻت ﻣـﻨـﺸـﻮرة ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻮﻗـﻊ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«.
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن، ﻗﺎل ﻣﻬﺪي اﳌﺒﺮوك، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث ودراﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت، إن ﻗﻮات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب ﻏﻴﺮت ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﺑﻌﺪ أن ﺗﺄﻛﺪت ﻣﻦ أن اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻷﺳﻠﻮب اﳌﻔﻀﻞ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﻻﺳــﺘــﻘــﻄــﺎب اﻟــﺸــﺒــﺎب اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻲ، وأﺿــﺎف أن اﻷرﻗــﺎم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ أﺛﺒﺘﺖ أن ﻧﺤﻮ ٥٧ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﻨــﺎﺻــﺮ اﳌـــﺘـــﻮرﻃـــﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﻢ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﺧﻠﻒ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺤﺎﺳﻮب، ﻣﻘﺎﺑﻞ دور ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻣﺎ ﺗﺰال ﻋﺪة ﺧﻼﻳﺎ إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ، ﺗﺘﺒﻨﻰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮي، ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻲ اﻟﺴﺮ، وﺗﻘﺪم اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺼﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼد. وﺗﻘﺪر ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت ﻋﺪد ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﺑﲔ ٠٠٣ و٠٠٤ ﺧﻠﻴﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت وزراء اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺪﻓﺎع واﻟﻌﺪل ﺣﲔ ﻳﺆﻛﺪون أن ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﺒﺎق ﺗﻠﻚ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت، وإﺑﻄﺎل ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﺎ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ.
وﻳــــــﺠــــــﺮي إﻳــــــﻘــــــﺎف ﻋــــﻨــــﺎﺻــــﺮ ﻣـــﺘـــﺸـــﺪدة وﺗﻜﻔﻴﺮﻳﺔ ﻓـﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣـﺘـﻮاﺗـﺮ، وذﻟـﻚ ﻣـــﻦ ﺧـــﻼل ﺗـﻌــﻘـﺐ أﻧـﺸـﻄـﺘـﻬـﻢ وﺗــﺪوﻳــﻨــﺎﺗــﻬــﻢ، واﺧــﺘــﺮاق ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣـﻮاﻗـﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﺣﺪات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب. وﻛﺎن ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب وﻏﺴﻞ اﻷﻣﻮال، اﳌﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺧـﻼل ﺳﻨﺔ ٥١٠٢، ﻗـﺪ ﺗﻀﻤﻦ ﻋـﻘـﻮﺑـﺎت ﺿـﺪ اﻷﻓــﻌــﺎل اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ارﺗﻜﺎﺑﻬﺎ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﴼ واﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ.
وإﺛـــــــــﺮ اﻟــــﻬــــﺠــــﻤــــﺎت اﻹرﻫــــــﺎﺑــــــﻴــــــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻗﻮات اﻷﻣﻦ واﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺑــﲔ ﺳــﻨــﻮات ٤١٠٢ و٦١٠٢، أﻋــﻄــﺖ ﺧﻠﻴﺔ أزﻣــــﺔ ﺣـﻜـﻮﻣـﻴـﺔ ﺗـﻌـﻠـﻴـﻤـﺎت ﻟــﻮزﻳــﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗﺼﺎل »ﺑـﺎﻟـﺘـﻜـﻔـﻞ ﺑـــﺎﻹﺟـــﺮاءات اﻟــﻼزﻣــﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪي ﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﳌﺤﺮﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﻒ واﻹرﻫﺎب«، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺄﻛﺪت ﻣﻦ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ.