اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼق ﺳﺒﺎق اﻟﻔﻀﺎء... أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻫﻲ اﻟﺨﺎﺳﺮة

اﺣﺘﺠﺎج ﻧﺴﺎﺋﻲ ﺗﺪارى وراء ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻟـﺰﻓـﺎف اﻷﻣـﻴـﺮ ﻫــﺎري. إﺿﺎﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪة إﻟـﻰ ﻣﻮﺿﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻋﻠﻰ رﻣﻮز ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻋﺎدات ﺗﻔﻮق أﻋﻤﺎر زﻋﻤﺎء اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﻌﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ.

أﺻﺒﺢ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻣﻬﻨﺔ ﻟﺠﻴﻞ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺎت ﻟﻢ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺟﻴﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ﺗﻘﺸﻒ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺪﺧﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء وﺗﺮﺗﻖ أﻣﻬﺎﺗﻨﺎ اﻟﺠﻮارب ﻓﺸﺒﺒﻨﺎ ﺑﺠﻠﺪ ﺳﻤﻴﻚ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ. واﺣــﺘــﺠــﺎﺟــﺎﺗــﻨــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻟــﺤــﻘــﻮق اﻹﻧـــﺴـــﺎن واﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﳌﻲ وإﻧﻬﺎء اﻟﺤﺮب.

اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﺴﻴﺪات أﺟﺴﺎﻣﻬﻦ أﻛـــﺒـــﺮ ﻣــــﻦ ﻣـــﻘـــﺎﺳـــﺎت اﳌــــﻼﺑــــﺲ اﳌــﺘــﻮﺳــﻄــﺔ. اﳌــﻘــﺎﺳــﺎت ﺗــﺘــﺮاوح ﻣــﺎ ﺑــﲔ ٠١ ﻟـﻠـﻤـﻮدﻳـﻞ أو اﳌﺎﻧﻴﻜﺎن، و٨١ أو ٠٢ ﻟﻠﻤﻤﺘﻠﺌﺔ اﻟﺠﺴﻢ. ﻣﺎ ﺑـﲔ »ﻏـﺼـﻦ اﻟــﺒــﺎن« و»ﺷــﺠــﺮة اﻟﺠﻤﻴﺰ« ﻓﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮات أﺳﺘﺎذ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻚ أﻣﲔ.

ﺗـــــــــﺮاوح ﻣـــﻘـــﺎﺳـــﺎت اﳌــــﻼﺑــــﺲ اﻋـــﺘـــﺎدﺗـــﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ أن اﻟﺘﻘﻄﺖ ﺣﻮاء أوراق اﻟﺘﻮت، وﻟــﺬا ﻓﺎﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺣـﻮل ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻷﺟـﻴـﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻣﻨﻄﻘﻬﺎ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ.

اﻟﻨﺴﻮﻳﺎت ﻳﺤﺘﺠﺠﻦ ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع ﺳﻌﺮ

ﻓـــﻲ أﻋـــﻘـــﺎب إﻃـــــﻼق اﻟــﺴــﻮﻓــﻴــﺎت ﻟﻠﻘﻤﺮ اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻲ ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ - ١ ﻓﻲ ﻋﺎم ٧٥٩١، رأﻳﻨﺎ ﻛﻴﻒ أن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟـــــﺨـــــﺎﺻــــــﺔ واﻷﺑـــــــــﺤـــــــــﺎث اﻟـــﻌـــﻠـــﻤـــﻴـــﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺎﻟﻠﺤﺎق ﺑﺮﻛﺐ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت، واﻟﻔﻮز ﻓﻲ ﺳـﺒـﺎق اﻟـﻔـﻀـﺎء، واﻻﺣـﺘـﻔـﺎظ ﺑﻘﺼﺐ اﻟﺴﺒﻖ ﻓﻴﻪ ﻟﻌﻘﻮد ﻣﻤﺘﺪة ﻣﻦ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. وﻣــﺎ ﻣﻦ ﺷــــﻚ أن اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﺣـﻘـﻘـﺖ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ.

واﻟـــــﻴـــــﻮم، ﻓـــــﺈن ﻣــﺸــﻬــﺪ اﻟـــﺼـــﺮاع اﻟــــﺤــــﺎﻟــــﻲ ﺗـــﺪﻓـــﻌـــﻪ وﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻣـــﺘـــﺰاﻳـــﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ، واﻟـﺘـﻲ أوﺟـﺰﻫـﺎ ﻣﺪﻳﺮ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ داﻧـﻴـﻴـﻞ ﻛﻮﺗﺲ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻮق اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ«. وﻣــﻊ ذﻟــﻚ، ﻓــﺈن أﻛﺜﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﺣﺪاﺛﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺴﺘﻨﺪ وﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﺨﺘﺮﻋﺎت ﺣﻘﺒﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة اﻟﺘﻲ وﻟﺖ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ.

وﻳـﻌـﺮض ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪة. وﻣﻦ ﺷﺄن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة أن ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻟﻜﻦ ﻣﺮة أﺧﺮى، ﻻ ﻳﺰال ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻠﺤﺎق ﺑﺎﻟﺮﻛﺐ.

واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻛﺘﻠﻚ اﻟــﺘــﻲ ﺷــﺮﻋــﺖ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ ﻓــﻲ اﻋـﺘـﻤـﺎدﻫـﺎ ﻓـﻲ أﻋـﻘـﺎب إﻃــﻼق اﻟﻘﻤﺮ ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ، ﺳــــﻮف ﺗــﺴــﺎﻋــﺪ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻠــﻮغ اﻟــﻐــﺎﻳــﺔ. وأﺟﻞ، ﻻ ﺗﺰال اﳌﺨﺎﻃﺮ ﺟﻤﺔ وﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى ﻧﻔﺴﻪ، إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻛﺒﺮ.

وﻫــﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ وﺟـﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻳـﺼـﻌـﺐ ﻓـﻬـﻤـﻪ وإدراﻛـــــــﻪ، وﻟــﻜــﻦ ﻫــﺬا ﻫـﻮ اﻷﻣــﺮ اﳌـﻬـﻢ: إذ إن اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟــﻜــﻤــﻮﻣــﻴــﺔ ﺗــﺴــﺘــﻔــﻴــﺪ ﻣــــﻦ اﻟــﻔــﻴــﺰﻳــﺎء اﻟــﻜــﻤــﻮﻣــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﺤــﻜــﻢ ﻓـــﻲ اﻟــــﺬرات واﻟﺠﺴﻴﻤﺎت دون اﻟﺬرﻳﺔ وﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟـــﺪﻳـــﺪة ورﺑـــﻤـــﺎ ﻗـــﻮﻳـــﺔ. ﻋــﻠــﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ ﺛﻮب ﻣﻘﺎس ٨١ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎس ٠١ أو ٢١، ﻳﻄﺎﻟﱭ ﺑﺎﳌﺴﺎواة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر، وﻳﺘﻬﻤﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﻼﺑﺲ واﻷزﻳــﺎء ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ »ﻣﺆاﻣﺮة ذﻛـــﻮرﻳـــﺔ« ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺠــﻨــﺲ اﻟــﻠــﻄــﻴــﻒ. ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷزﻳــــــﺎء ﺗــــﺪر ٦٦ ﺑــﻠــﻴــﻮن ﺟـﻨـﻴـﻪ إﺳـﺘـﺮﻟـﻴـﻨـﻲ )٩٨ ﺑﻠﻴﻮن دوﻻر( دﺧـﻼ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ.

اﻟـــﻨـــﺴـــﻮﻳـــﺎت اﺗـــﻬـــﻤـــﻦ اﳌــــﺴــــﺆوﻟــــﲔ ﻋــﻦ اﳌﻮﺿﺔ )اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻘﻂ، ﻓﻘﺪ ﺑﺮأن اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﻃﺒﻌﴼ( ﺑﻤﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺒﺪﻳﻨﺎت »ﺑﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﺴﻤﻨﺔ«.

اﳌـــﺘـــﺤـــﺪﺛـــﺔ ﺑــــﺎﺳــــﻢ ﻣــــﺤــــﻼت »ﺗــــــــﻮب – ﺷـــــــﻮب« اﻟــﻌــﺒــﻴــﺔ وﻣـــﻼﺑـــﺴـــﻬـــﺎ ﺑـــﺄﺛـــﻤـــﺎن ﻓـﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ، أﺟﺮت ﻣﻘﺎﺑﻼت ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻟﺘﺸﺮح أن اﳌﻘﺎس اﻷﻛﺒﺮ ﻳﺤﺘﺎج إﻟــﻰ ﻗــﻤــﺎش أﻛــﺒــﺮ، وﻣــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ إﻛــﺴــﺴــﻮارات اﻟﺰﻳﻨﺔ ووﻗﺖ أﻃﻮل ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎﻛﺔ.

أﻣﺮ ﺑﺪﻳﻬﻲ ﻷﺑﻨﺎء ﺟﻴﻠﻲ، أن ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻣﺎت ووﻗﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﺳﻌﺮﻫﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﺧﺮى أﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ.

وﻷن اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺣﻮار داﺋﻢ، ﻓﻘﺪ دﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﺪل أﻃﺮاف أﺧـــــﺮى أﺛــــــﺎرت ﻗــﻀــﺎﻳــﺎ ﺑــﻌــﻴــﺪة ﻋـــﻦ اﻟـﺴـﺒـﺐ اﻷﺻﻠﻲ وﻫﻲ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ.

ﻗــــﺎﻟــــﻮا إن اﻟــﺴــﻤــﻨــﺔ ﺗـــﻀـــﺮ ﺑــﺎﻟــﺼــﺤــﺔ، اﳌـــــﺜـــــﺎل، ﺗــﺘــﻘــﻴــﺪ ﺳــﺮﻋــﺔ ﺣـــــــﻮاﺳـــــــﻴـــــــﺐ اﻟــــﻌــــﺼــــﺮ اﻟـــــﺤـــــﺎﺿـــــﺮ، ﻣــــــﻦ ﺣــﻴــﺚ اﻟﻘﻮة واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ، ﺑﻘﻴﻮد وﺣـــــﺪات اﻟــﺘــﺮاﻧــﺰﺳــﺘــﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷواﻣـــــــــــﺮ واﻟــــﻮﻇــــﺎﺋــــﻒ؛ وذﻟــــــــــــــﻚ ﻷن وﺣـــــــــــﺪات اﻟــــــﺘــــــﺮاﻧــــــﺰﺳــــــﺘــــــﻮر ﻫـــﻲ ﺑـــــــــﺎﻷﺳـــــــــﺎس ﻣـــﻔـــﺎﺗـــﻴـــﺢ ﺗــــﺸــــﻐــــﻴــــﻞ وإﻳـــــــﻘـــــــﺎف ﻟــﺘــﺪﻓــﻖ اﻹﻟــﻜــﺘــﺮوﻧــﺎت ﻓـﻲ اﻟﺤﻮاﺳﻴﺐ )واﻟﺘﻲ ﺗــﺘــﺮﺟــﻢ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺎدة ﺑــﻘــﻴــﻢ اﻷﺻــﻔــﺎر واﻵﺣﺎد، أو »اﻟﺒﺘﺎت«(.

وﻟﻜﻦ ﺗﻌﺪ اﻟﺤﻮﺳﺒﺔ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻼﻟﺘﻔﺎف ﺣـﻮل ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻮد ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻣـﺮاوﻏـﺎت اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء اﻟــﻜــﻤــﻮﻣــﻴــﺔ. وﻋــﻠــﻰ وﺟــــﻪ اﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺪ، ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟــــ »اﻟـــﺒـــﺘـــﺎت« ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻮاﺳــﻴــﺐ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ أن ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة، وﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑـﺼـﻮرة آﻧﻴﺔ وﻣــﻦ ﻣـﺴـﺎﻓـﺎت ﺑـﻌـﻴـﺪة، ﻛـﻤـﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺠﺴﻴﻤﺎت وﻣﻮﺟﺎت ﺑﺼﻮرة ﻣــﺘــﺰاﻣــﻨــﺔ. وﻫــــﺬه اﻟــﺒــﺘــﺎت اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة، واﳌــﻌــﺮوﻓــﺔ ﺑــﺎﺳــﻢ اﻟـﺒـﺘـﺎت اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ أو »اﻟﻜﻮﺑﻴﺘﺲ«، ﺗﻨﺸﺊ اﳌﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻫﻮ أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﺤﻮاﺳﻴﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.

وﺗﻌﺪ ﻫـﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺂﻓﺎق ﺟـﺪﻳـﺪة وﻫﺎﺋﻠﺔ. إذ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﻤﺢ ﺑـﺴـﺮﻋـﺔ أﻛــﺒــﺮ ﻟـﻠـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻷﻛــﺜــﺮ دﻗـﺔ وأﻣﺎﻧﴼ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﺮوﻓﴼ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ، ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻴﺢ ﻓﻘﻂ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، وإﻧﻤﺎ إﺣـﺪاث ﺛﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء، اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ ﻛـﺴـﺮ اﻟـﺸـﻔـﺮات إﻟــﻰ اﻋــﺘــﺒــﺎرات اﻷﻣــﻦ اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ وﺣﺘﻰ اﻟﻨﻤﺬﺟﺔ اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ، وﻓـﺘـﺢ آﻓــﺎق واﻋـــﺪة ﻓـﻲ اﻟـﻄـﺐ وﻋﻠﻮم اﳌﻮاد.

وﻛــــﻞ ﻣـــﻦ ﻳـــﺤـــﻮز ﻗــﺼــﺐ اﻟـﺴـﺒـﻖ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻟــﺘــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺎ أوﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻛﺬﻟﻚ اﻟـﻘـﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﺪﻓﺎﻋﺎت اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ، وﺷــﺒــﻜــﺎت اﻟـــﻄـــﺎﻗـــﺔ اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎﺋــﻴــﺔ، واﻟــﺘــﻼﻋــﺐ ﺑـﺎﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ ﻛـﻤـﺎ ﻳــــﺮوق ﻟـﻪ. واﻟـﺴـﺒـﻴـﻞ اﳌــﺆﻛــﺪ ﻟــﺮدع ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﻟﻦ ﻳﻜﻮن إﻻ ﺑﺎﻟﻔﻮز ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺎق اﳌﺤﻤﻮم.

وﺑـــــــــــــﺮﻏـــــــــــــﻢ ذﻟـــــــــــــﻚ، ﻳــــــــﺴــــــــﺎور اﻟـــــﻜـــــﺜـــــﻴـــــﺮون اﻟــﻘــﻠــﻖ ﺑــــﺄن اﻟـــﺼـــﲔ ﻗـﺪ ﺗـــﺼـــﺪرت اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ ﻓـﻲ ﻫﺬا اﳌﻀﻤﺎر. وﻣﻊ أن إﺟــﻤــﺎﻟــﻲ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎرات ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻼد ﻣـﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺠﻬﻮﻟﺔ، ﻓــﺈن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑــــﻨــــﺎء ﻣــﺨــﺘــﺒــﺮ وﻃــــﻨــــﻲ ﺑــﻤــﺴــﺎﺣــﺔ ٤ ﻣـﻼﻳـﲔ ﻗــﺪم ﻣـﺮﺑـﻊ وﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٠١ ﺑﻼﻳﲔ دوﻻر، وﻫﻮ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﺪراﺳﺎت ﻋﻠﻮم اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ واﳌﻘﺮر اﻓﺘﺘﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﻋﺎﻣﲔ.

وﻟـــﻘـــﺪ أﻃـــﻠـــﻘـــﺖ اﻟـــﺼـــﲔ ﺑــﺎﻟــﻔــﻌــﻞ ﻗــﻤــﺮﴽ ﺻـﻨـﺎﻋـﻴـﴼ ﻟـﻠـﺘـﺠـﺎرب اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﻀﺎء. وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻻﺗــﺼــﺎﻻت اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ، ﻧﺠﺢ اﻟﻘﻤﺮ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻓﻲ إرﺳﺎل أﻛﻮاد »ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻟﺘﺸﻔﻴﺮ« ﻣـﻦ اﻟﻔﻀﺎء ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.

وﺑﺎﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺼﲔ ﻓــــﻲ ﻫـــــﺬا اﳌــــﺠــــﺎل، ﻣـــﻮﻟـــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ، ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﺒﻠﻎ ٠٠٣ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻘﻂ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٦١٠٢.

وﻓﻲ ﻋﺎم ٨٥٩١، أي ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺎم واﺣـﺪ ﻋﻠﻰ دﺧـﻮل اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﻟﻰ اﳌﻀﻤﺎر ﻓﻲ أﻋﻘﺎب إﻃﻼق اﻟﻘﻤﺮ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ، ﻣﻨﺤﺖ وﻛﺎﻟﺔ ﻧــﺎﺳــﺎ اﻟــﻔــﻀــﺎﺋــﻴــﺔ ﻣــﻴــﺰاﻧــﻴــﺔ ﺳـﻨـﻮﻳـﺔ ﻣــﺒــﺪﺋــﻴــﺔ ﻗـــــﺪرت ﺑــﻨــﺤــﻮ ٠٠٨ ﻣـﻠـﻴـﻮن دوﻻر وﻓــﻖ أﺳــﻌــﺎر اﻟــﻴــﻮم. وﺑﺤﻠﻮل ﻋـــﺎم ٢٦٩١، وﻣـــﻊ اﺣــﺘــﻼل اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣــﺮة أﺧـــﺮى - وﻫـــﺬه اﳌـــﺮة ﻓــﻲ ﺳﺒﺎق رﺣـــــﻼت اﻟــﻔــﻀــﺎء اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ - ﻗـﻔـﺰت ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ وﻛﺎﻟﺔ ﻧﺎﺳﺎ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ ﺑﻼﻳﲔ دوﻻر دﻓﻌﺔ واﺣـﺪة. وﻟﻢ ﺗﻌﺪ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ ﺑﻌﺪﻫﺎ أﺑﺪﴽ.

وﻟـــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ ﻣــــﻦ اﻟـــﺴـــﻬـــﻞ اﻟــﺘــﻐــﻠــﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎق ﺿﻤﻦ ﻣﻀﻤﺎر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ. ﻓﺈن راﻣﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻹﻣﺴﺎك ﺑﺰﻣﺎم اﳌﺒﺎدرة، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺿﺮورة اﻟﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻔﻮرﻳﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺗــﻤــﻮﻳــﻞ اﻟــﺘــﻘــﺪم ﻓــﻲ ﻣــﺠــﺎل اﻟﺘﺸﻔﻴﺮ اﻟــﻜــﻤــﻮﻣــﻲ، واﻟــﺤــﻮﺳــﺒــﺔ اﻟـﻜـﻤـﻮﻣـﻴـﺔ، واﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ.

وﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺠﺎﻻت دﺧﻠﺖ ﺣﻴﺰ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻋــﻨــﺪ ﻣــﺴــﺘــﻮى »اﳌـــﻌـــﺮﻓـــﺔ اﻟـﺴـﻄـﺤـﻴـﺔ اﳌــﺒــﺪﺋــﻴــﺔ« ﻟــﻴــﺲ إﻻ. وﻟـــﻘـــﺪ أدرﺟــــﺖ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ ﻛﺄﺣﺪ أﻛـــﺒـــﺮ ٠١ أﻓـــﻜـــﺎر ﻟـــﺪﻳـــﻬـــﺎ، ﺛـــﻢ ﺣـﻘـﻘـﺖ اﺳــــﺘــــﺜــــﻤــــﺎرات ﺑـــﻤـــﻼﻳـــﲔ اﻟــــــــــﺪوﻻرات ﻓـــــﻲ أﺑـــــﺤـــــﺎث اﻻﺗـــــــﺼـــــــﺎﻻت اﻵﻣـــــﻨـــــﺔ. وﻗــــــــﺎم ﻣـــﻜـــﺘـــﺐ اﳌــــﺸــــﺎرﻳــــﻊ اﻟــﺒــﺤــﺜــﻴــﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﻫـــﻮ اﻟــﺘــﺎﺑــﻊ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة ﳌــﺪﻳــﺮ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ، ﻓــﻲ اﻵوﻧــﺔ اﻷﺧـﻴـﺮة ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر ﺟﺎﻣﻌﺘﻲ، ﺟﻨﻮب ﻛـــﺎﻟـــﻴـــﻔـــﻮرﻧـــﻴـــﺎ، ﻟــــﻘــــﻴــــﺎدة ﺗـــﻜـــﺘـــﻞ ﻣــﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء واﺧﺘﺒﺎر ٠٠١ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻛﻴﻨﺎت اﻟﻜﻮﺑﻴﺘﺲ اﻟﻜﻤﻮﻣﻴﺔ. وأﻛـﺒـﺮ ﺣـﺎﺳـﻮب ﻛﻤﻮﻣﻲ ﻳﻌﻤﻞ اﻵن ﻫــﻮ ﻋــﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻧــﻈــﺎم ﻣﻦ ٢٧ ﻛﻮﺑﻴﺘﺲ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﺷﺮﻛﺔ »ﻏﻮﻏﻞ« اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ.

وﻫــــــــــﻨــــــــــﺎك، ﻓــــــﻀــــــﻼ ﻋــــــــﻦ ذﻟــــــــﻚ، ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ وأﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ أﺧﺮى ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻜﺴﺐ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﻢ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﳌــﺠــﺎل اﳌــﻬــﻢ، ﺑــﻤــﺎ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓﺎرد، وﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎرﻳﻼﻧﺪ. ﻏــﻴــﺮ أن ﻫـــﺬه اﻟــﺠــﻬــﻮد ﺳـــﻮف ﺗﻤﺜﻞ ﻧــﻘــﻄــﺔ اﻟــﺘــﺤــﻮل اﳌــﻬــﻤــﺔ ﻓــﻘــﻂ إذا ﻣﺎ أﻋﻄﺖ ﺣﻜﻮﻣﺘﻨﺎ اﻷوﻟـﻮﻳـﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟــﻜــﻤــﻮﻣــﻴــﺔ، ﻋــﻠــﻰ ﻧــﺤــﻮ ﻣـــﺎ ﺻـﻨـﻌـﺖ ﻣﺴﺒﻘﴼ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻔﻀﺎء واﻟﺪﻓﺎع ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ. * رﺋﻴﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻨﻮب ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ

وﻋﻀﻮ ﻓﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟـــﻘـــﻮاﻧـــﲔ ﺗــــــﺆدي ﻫـــــﺬه اﻟـــﺨـــﻄـــﻂ، ﻋــــﻦ دون ﻗـﺼـﺪ، إﻟــﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟـﺘـﻔـﺎﻋـﻼت واﻟﺘﻌﺎﻣﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﳌﺸﺮوع، أو ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻃـــﺮﻳـــﻖ ﺗــﻌــﺎﻣــﻞ أﻓـــــــﺮاد اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ وﺑــﺎﻟــﻄــﺒــﻊ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ... ﻓﺘﺠﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟـﺬي رﺳﻤﺘﻪ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻣـﺸـﺮوع اﻟﻨﻴﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ ﻳــﺆدي إﻟﻰ ﺟــﻬــﻨــﻢ، أو ﺗــﺤــﻮﻳــﻞ ﺣـــﻴـــﺎة اﻟــــﻨــــﺎس اﻟــﺬﻳـــﻦ ﻳﻔﺘﺮض أن ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ اﳌـﺸـﺮوع إﻟـﻰ ﺟﺤﻴﻢ ﺑﻴﺮوﻗﺮاﻃﻲ. ﻋﺎﻟﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ روﺑﺮت ﻣــﻴــﺮﺗــﻮن )٠١٩١ - ٣٠٠٢( دﻓــــﻊ ﻟـﻠـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ ﺑﻌﺒﺎرة »ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻏﻴﺮ اﳌﻘﺼﻮدة The .«Law of unintended consequences ﺧﻄﺔ رﻛﺰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺪف ﻣﺤﺪد ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺿـــﻴـــﻖ، وﻓـــﺎﺗـــﻪ أﺧــــﺬ اﻟـــﻌـــﻮاﻣـــﻞ اﻷﺧــــــﺮى ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻓﺘﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺨﻄﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ.

ﺟـﻴـﻠـﻨـﺎ ﻛــــﺎن ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻨــﻔــﺲ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ ﻛﺒﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺪوﻟﺔ أو اﳌﺴﺆوﻟﻮن ﻳﺘﺪﺧﻠﻮن ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ اﳌﻮاﻃﻦ ﻟﺮﻛﻦ اﻟﺴﻴﺎرة أﻣﺎم ﻣﻨﺰﻟﻪ، أو ﻣﺎذا ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ وﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﺑﺎت وﻣﺎ ﺗﺤﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺳﻜﺮ.

ﺗــﺪﺧــﻞ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻷﺧــﻴــﺮة ﺗــﺠــﺎوز زﻳــــﺎدة اﻟــﻀــﺮاﺋــﺐ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟـﺴـﻠـﻮك ﻟﻴﺼﻞ إﺻﺪار ﻗﻮاﻧﲔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء ﻧﻜﺘﺔ ﻻ ﺗﻌﺠﺐ اﻟﺒﻌﺾ »ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺮاﻫﻴﺔ«، وﺗﺒﻌﺖ اﳌــﺆﺳــﺴــﺎت واﻹدارات اﻟـﺠـﺎﻣـﻌـﻴـﺔ اﳌــﻮﺿــﺔ، اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺮﻏﺒﺎت اﻻﺗﺤﺎدات اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﻨﻊ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﺑﺎرزﻳﻦ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮات ادﻋﻰ اﻟﻄﻠﺒﺔ أن ﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ رﺟـــﻌـــﻲ أو ﻳــﺜــﻴــﺮ ﺣــﺴــﺎﺳــﻴــﺘــﻬــﻢ. وﺗـــﻴـــﺎرات ﺗـﻄـﺎﻟـﺐ اﻟــﻴــﻮم ﺑــﺈزاﻟــﺔ ﺗـﻤـﺎﺛـﻴـﻞ ﻣﺴﺘﻜﺸﻔﲔ وﻣﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ أﺳﻬﻤﻮا ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺟﺎﻣﻌﺎت أو ﺗﺮﻛﻮا أوﻗﺎﻓﴼ ﺗﺪﻓﻊ ﻣﺼﺮوﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﺪراﺳﻴﺔ.

اﻟـﻨـﻴـﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟــﻔــﺮد أدت إﻟـﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣـﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت ﻓـﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻏﻴﺮت ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ، ﻓﺰاد اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻔﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ. وﻗﺪ ﻳﺒﺪو اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ »اﳌﻌﺘﺎد«، أﻣﺮﴽ ﻃﺮﻳﻔﴼ ﻛﺤﺎل ﻣﻘﺎﺳﺎت اﳌﻼﺑﺲ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻜﺲ ذﻫﻨﻴﺔ ﺟﻴﻞ ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ وﻳﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ.

اﳌـﺸـﻜـﻠـﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــﺔ، ﺧــﺮﻳــﺠــﻮ اﻟـﺠـﺎﻣـﻌـﺎت ﻳــﻨــﺘــﻈــﺮون ﻣــﻦ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ إﻳــﺠــﺎد ﻓـــﺮص ﻋـﻤـﻞ، وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺴﻜﻦ وﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟـﺰواج ﺑﺪﻻ ﻣﻦ رﺳـﻢ ﺧﻄﻂ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻓﺮدﻳﺔ أو ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻬﻢ واﻻﻗﺘﺮاض ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻮك ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺟﻴﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ إﻧﺠﻠﺘﺮا، وﺟﻴﻞ ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ.