٧٦ نائباً ديمقراطياً منزعجون من هدم بيوت فلسطينيين
أعضاء في الكونغرس الأميركي يطالبون بوقفه
تلقى رئيس الـوزراء الإسرائيلي، بـنـيـامـين نـتـنـيـاهـو، خـلال الأسـبـوع الحالي، رسالة موقعة من ٧٦ عضوا فـي الكونغرس الأمـيـركـي، مـن الحزب الـديـمـقـراطـي، يطالبونه فيها بوقف هـدم قـريـة »سـوسـيـا« الفلسطينية، وكذلك وقف أي عملية هدم مشابهة، مـؤكـديـن أن هـذا الـهـدم يـتـعـارض مع القيم الأميركية الإسرائيلية المشتركة التي يؤمنون بها.
وجـاء فـي الـرسـالـة المـؤرخـة بالحادي والعشرين من الشهر الحالي، أن »هـدم المـنـازل الفلسطينية يقوض الأمـن الإسرائيلي على المـدى البعيد، ويهين كرامة الفلسطينيين، ويهدد حل دولتين لشعبين، الـذي يمكن تحقيقه بطرق سلمية .«
وحـسـب مـصـادر إسـرائـيـلـيـة، فـإن الـرسـالـة أثـارت غضب نتنياهو، خصوصا أن من بادرت إليها ونشرتها كانت جان شكوفسكي، وهي واحدة من أقدم السياسيين اليهود في الولايات المتحدة، وعضو في مجلس الشيوخ منذ سنة ١٩٩٩. وقـد كتبت تـقـول إن »قـريـة (سـوسـيـا) تـقـع جـنـوب الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، ويعيش فيها نحو ٤٠٠ شـخـص، وهـي ضمن المـنـاطـق المصنفة (ج)، الـواقـعـة تحت سـيـطـرة الـجـيـش الإسـرائـيـلـي إداريـا وأمـنـيـا. وفـي طـردهـم شـيء يزعجني جدا كيهودية وكأميركية.«
وخـاطـب أعـضـاء الـكـونـغـرس نتنياهو بقولهم في الرسالة : »لقد أعلن أعضاء في حكومتك، وبشكل صريح، نيتهم هـدم وإزالـة نحو ٤٠ فـي المائة من المنشآت في سوسيا، بما في ذلك منازل ومدرسة أطفال القرية، وألواح الطاقة الشمسية، وهي المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية في القرية. وأكثر من ذلك، صرح وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، العام الماضي، بأن العمل جارٍ لإخـلاء القرية بكاملها، ومعها أيضا تجمع الخان الأحمر قـرب مستوطنة مـعـالـيـه أدومـيـم (شـرق الـقـدس)، خـلال أشـهـر. وفـيـمـا تـعـيـش الـقـرى الـفـلـسـطـيـنـيـة فـي ظـل كـابـوس أوامـر الهدم، تقوم الإدارة المدنية الإسرائيلية (هـيـئـة تـابـعـة لـلـجـيـش تـديـر شـؤونـا خـاصـة بالفلسطينيين فـي الـضـفـة)، بـتـوسـيـع المـسـتـوطـنـات لـلـيـهـود في الضفة. إن الإخلاء القسري للتجمعات الفلسطينية والـتـوسـع الاستيطاني فـي مـنـاطـق فـي الـضـفـة يـفـتـرض أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية، يتعارضان مع القيم المشتركة للدولتين (الولايات المتحدة وإسرائيل) كالعدالة واحترام حقوق الإنسان«. وحذروا من أن »هـذه الإجـراءات أحـاديـة الجانب تـغـيـر الـواقـع عـلـى الأرض، وتـهـدد رؤيـة حـل الـدولـتـين، وتـهـدد مستقبل إسرائيل كـدولـة ديمقراطية يهودية، وتؤثر بشكل مرفوض على التطلعات الوطنية الفلسطينية .«
ودعا أعضاء الكونغرس نتنياهو إلـى »الـنـظـر بـشـكـل عـادل فـي طلبات الـفـلـسـطـيـنـيـين بـمـمـارسـة حـقـهـم في الـبـنـاء، بـدلا مـن إخـلاء الـتـجـمـعـات الفلسطينية بالقوة .«
وعـرف مـن بـين المـوقـعـين عـلـى الـرسـالـة: سـتـيـف كـوهـين، وجـون يارموث، وجيمس ماكوفيرن، وبيتر ويلش، وبربرا لي، وبوبي راش، ومارك تاكانو، ورو خانا، وتشيلي بنجيري، وجيمي راكسن.
واعتبرت منظمة »جي ستريت،« وهـي جماعة ضغط يهودية أميركية لـيـبـرالـيـة تـسـعـى لإحـلال الـسـلام من خـلال حـل الـدولـتـين، أن هـذه الرسالة تعكس مدى قلق المشرعين الأميركيين مـن سـيـاسـات إسـرائـيـل فـي الـضـفـة الـغـربـيـة، بـحـسـب مـوقـع المـنـظـمـة الإلكتروني.