ﻋﻮن ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻘﻀﺎء إﻟﻰ ﻣﺆازرة اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻔﺴﺎد

دﻋــــــﺎ رﺋــــﻴــــﺲ اﻟـــﺠـــﻤـــﻬـــﻮرﻳـــﺔ اﻟــﻌــﻤــﺎد ﻣــﻴــﺸــﺎل ﻋــــﻮن اﻟــﻘــﻀــﺎة ﻓــﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن ﻟــﻠــﻌــﺐ دور أﺳــﺎﺳــﻲ ﻓﻲ اﺟﺘﺜﺎث اﻟﻔﺴﺎد، وﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟــــــﺪوﻟــــــﺔ ﻓـــــﻲ ﻣـــﻌـــﺮﻛـــﺘـــﻬـــﺎ ﻣـــﻌـــﻪ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ إﻳﺎﻫﻢ ﺑﺄن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﻣﻨﺎء ﻓــــﻲ اﳌـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻘـــﻮاﻧـــﲔ واﻟـــﻘـــﺪوة، ﻣــﻌــﺘــﺒــﺮا أﻧـــﻪ إذا ﻛــﺎن اﻟــﻘــﻀــﺎء ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎ، ﻓـــﺎن اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ ﻳﺼﺒﺢ ﺳﻠﻴﻤﺎ وﻻ ﻳﻌﻮد اﳌﻮاﻃﻦ ﺿــﺤــﻴــﺔ اﻟــــﺨــــﻮف ﻣــــﻦ أن ﻳــﻔــﻘــﺪ ﺣﻘﻪ.

ﻛـــــﻼم اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﻋـــــﻮن ﺟـــﺎء ﺧــــــــﻼل اﺳــــﺘــــﻘــــﺒــــﺎﻟــــﻪ أﻣــــــــﺲ ﻓــﻲ ﻗــﺼــﺮ ﺑــﻌــﺒــﺪا اﻟــﻘــﻀــﺎة اﻟـﺴـﺒـﻌـﺔ اﻟﺠﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻴﻨﻮا ﻣﺆﺧﺮا ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻘﻀﺎء اﻷﻋـﻠـﻰ. وأدى اﻟــــﻘــــﻀــــﺎة اﻟـــﻴـــﻤـــﲔ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮﻧـــﻴـــﺔ أﻣــــﺎم اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﻋـــﻮن اﻟــــﺬي أﻛــﺪ أن اﻟــﻘــﻀــﺎء »ﻫـــﻮ ﻣـــﻦ ﻋــﻠــﻴــﻪ أن ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻧﲔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻨﻲ«. وﻟﺬﻟﻚ »ﻓﺈن اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺬي أدﻳﺘﻤﻮه اﻟﻴﻮم ﻫﻮ اﻣﺘﺪاد ﻟﻘﺴﻢ اﻟـﻴـﻤـﲔ اﻟــﺬي أدﻳــﺘــﻪ، ﻓـﺄﻧـﺘـﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟـﺤـﻔـﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟـﻘـﻮاﻧـﲔ. أﻧﺘﻢ اﻟﺠﻨﻮد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ«.

وأﻣــــﻞ ﻣــﻦ ﻛــﺎﻓــﺔ اﻟــﻘــﻀــﺎة أن ﻳﺬﻛﺮوا ﻣﺎ ﺳﺒﻖ وﻃﻠﺒﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﺎت ﺳــﺎﺑــﻘــﺔ، أن ﻳـﺮﻓـﻌـﻮا إﻟﻴﻪ أي ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻳﻮاﺟﻬﻮﻧﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ«. وأﺿﺎف ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎة: »ﻻ ﺗﻘﻌﻮا ﻓـﻲ اﻟﺤﻴﺮة ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﻮاﻧﲔ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻗــﺴــﻤــﻜــﻢ، وﻻ ﺗـﺴـﺘـﺠـﻴـﺒـﻮا ﻟــﻠــﻀــﻐــﻮط واﳌـــﺮاﺟـــﻌـــﺎت ﻣـــﻦ أي ﺟـﻬـﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ. أﻧــﺎ أﻏـﻄـﻲ اﻟـﻘـﻀـﺎء ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻲ، وأﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ داﺋــــﻤــــﺎ ﻟـــﻠـــﺪﻓـــﺎع ﻋــــﻨــــﻪ«. وﺗــﻤــﻨــﻰ ﻋــﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﻀـﺎة أن ﻳﺤﻔﻈﻮا ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻘﻀﺎء، »ﻷﻧﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋـﻴـﻨـﻪ ﺗــﺤــﻔــﻈــﻮن ﻛــﺮاﻣــﺔ اﻟـﺤـﻜـﻢ، وأﻧــﺘــﻢ ﻣــﻊ اﳌــﺠــﻠــﺲ اﻟــﺪﺳــﺘــﻮري ﺗﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺳﺘﻮر«.

وﻛــــــﺎن وزﻳــــــﺮ اﻟـــﻌـــﺪل ﺳـﻠـﻴـﻢ ﺟـــﺮﻳـــﺼـــﺎﺗـــﻲ أﻛـــــﺪ »إن ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟﻘﻀﺎء اﻷﻋﻠﻰ اﻛﺘﻤﻞ، واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟــﻘــﻀــﺎﺋــﻴــﺔ ﺑــﺎﺗــﺖ ﺗـﺘـﻤـﺘـﻊ ﺑـﻬـﺬه اﻟـــﻴـــﺪ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻣــــﻦ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺷﻌﺎرﻛﻢ اﻷﻛﺒﺮ: اﺟﺘﺜﺎث اﻟﻔﺴﺎد ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻐﻴﺔ إﻧﻬﺎض ﻣـــﺸـــﺮوع اﻟـــــﺪوﻟـــــﺔ. وﻓـــﻘـــﻜـــﻢ اﻟــﻠــﻪ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ«.

ﺑـــﺪوره، ﻗــﺎل رﺋـﻴـﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻘــﻀــﺎء اﻷﻋــﻠــﻰ اﻟــﻘــﺎﺿــﻲ ﺟــﺎن ﻓـــﻬـــﺪ: »إن ﻣــــﻦ أوﻟــــــﻰ واﺟـــﺒـــﺎت اﻟــﻘــﺎﺿــﻲ أن ﻳــﻜــﻮن ﻣـﺴـﺘـﻘـﻼ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ، إﻻ أﻧﻪ ﻳـﻘـﺘـﻀـﻲ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ ﺧـــﻂ دﻓــــﺎع ﻋﻦ ﻫـــﺬه اﻻﺳــﺘــﻘــﻼﻟــﻴــﺔ ﻛــﻲ ﻻ ﻳــﻜــﻮن ﻣﺠﺒﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎل ﻳﻮﻣﻴﴼ دﻓﺎﻋﴼ ﻋـﻨـﻬـﺎ«. وﻛـﺸـﻒ أن »اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ واﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﻟﺸﺄن اﻟــﻌــﺎم ﻳــﻤــﻄــﺮون ﻫــﻮاﺗــﻒ ﺑـﻌـﺾ اﻟﻘﻀﺎة ﺑﺎﺗﺼﺎﻻت ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﻳﺎت ﺗﺤﻘﻴﻖ أو ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ«، داﻋﻴﴼ إﻟﻰ »اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫـﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻞ اﻟـــﻘـــﺎﺿـــﻲ وﺗـــﻀـــﻌـــﻪ ﻳـــﻮﻣـــﻴـــﴼ ﻓـﻲ اﻣـــﺘـــﺤـــﺎن ﺗــﺠــﺮﺑــﺔ اﻟـــﺴـــﻘـــﻮط ﻓـﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺿﻌﻒ«.