ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ: اﺳﺘﻬﺪاف ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ اﳍﺠﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻐﻀﺐ واﻟﻘﻠﻖ
ﻫﻮﻟﻨﺪا: إﻃﻼق ﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﺎب ﺳﻮري ﻛﱪ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﺄﺳﴼ
أﻃـﻠـﻘـﺖ اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ اﻟـﻬـﻮﻟـﻨـﺪﻳـﺔ اﻟـﻨـﺎر ﻋـﻠـﻰ ﺷـــﺎب ﺳـــﻮري ﻳـﺒـﻠـﻎ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ ٦٢ ﻋﺎﻣﴼ، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻛﺎن ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﺷﺮﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻫـﻮ ﻳﻬﺘﻒ »اﻟـﻠـﻪ أﻛـﺒـﺮ« وﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻳﺪه ﻓﺄﺳﴼ، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺨﻴﺪم اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﺟﻨﻮب ﻫﻮﻟﻨﺪا. ووﻗﻊ اﻟﺤﺎدث ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺗﺼﻞ أﺣـﺪ اﻟﺴﻜﺎن ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﻹﺑﻼﻏﻬﺎ ﺑــﻮﺟــﻮد ﺷــﺨــﺺ ﻳـﺤـﻤـﻞ ﻓــﺄﺳــﺎ ﻓــﻲ ﻳــﺪه وﻳــﻬــﺘــﻒ » اﻟـــﻠـــﻪ أﻛــــﺒــــﺮ « ، واﻧـــﺘـــﻘـــﻞ رﺟـــﺎل اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ إﻟـــﻰ اﳌـــﻜـــﺎن وﺣـــﺎوﻟـــﻮا إﻗـﻨـﺎﻋـﻪ ﺑــﺎﻟــﻬــﺪوء ﻻﺳــﺘــﺠــﻮاﺑــﻪ، وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ رﻓـﺾ ﺟﺮى اﻗﺘﺤﺎم اﳌﺴﻜﻦ وإﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﻣـﻤـﺎ أدى إﻟــﻰ إﺻـﺎﺑـﺘـﻪ وﻧـﻘـﻠـﻪ إﻟــﻰ أﺣـﺪ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج.
وﻓــــــﻲ ﺗـــﺼـــﺮﻳـــﺤـــﺎت ﺻــــﺒــــﺎح أﻣـــﺲ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـﻼم، ﻗﺎل ﻋﻤﺪة اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮر ﻻﻣــــﻴــــﺮس، إن اﻟـــﺸـــﺎب ﻛــــﺎن ﻳــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣـﻦ ﻣـﺸـﻜـﻼت ﻧﻔﺴﻴﺔ، وﻟـﻜـﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺒﻴﺮة، وﻫﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ واﻟﺪﻳﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢، وﻛـﺎن ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻮﻛﺎﻻت ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺴﺎﻋﺪة . واﺳﺘﺒﻌﺪ اﻟﻌﻤﺪة وﺟﻮد دواﻓﻊ إرﻫﺎﺑﻴﺔ، رﻏﻢ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺄن ﻛﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﺗﻈﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺟﻮد ﻋﻤﻞ إرﻫﺎﺑﻲ.
ﺟـــﺎء ذﻟـــﻚ ﺑـﻌـﺪ ﺳــﺎﻋــﺎت ﻣــﻦ ﺣــﺎدث وﻗــﻊ ﻓــﻲ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟــﺠــﺎرة ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ، ﻧﻔﺬه ﺷﺨﺺ ﻗﻴﻞ أﻳﻀﺎ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻬﺘﻒ »اﻟﻠﻪ أﻛـﺒـﺮ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﺬ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﺑﺴﻜﲔ ﻋﻠﻰ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ ﺷــﺮﻃــﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻟﻴﻴﺞ ﺷـﺮق اﻟﺒﻼد . وﻗﺎل ﻛﺎرﻟﻮ ﻣﻴﺪو، رﺋﻴﺲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻷﻓــﺮاد اﻟﺸﺮﻃﺔ واﻷﻣــﻦ: »إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺗﺤﺴﻴﻨﺎت، ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ إﺟـﺮاءات ﺳﻨﻘﻮم ﺑـﺎﺗـﺨـﺎذﻫـﺎ دون ﺷــﻚ؛ ﻟﻘﺪ ﻧﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ .«
وﻛﺎن ﻣﻤﺜﻞ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻳﺮد ﻋﻠﻰ ﻫﺠﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء اﳌـﺎﺿـﻲ اﻟــﺬي ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﺎﺟﻢ ٣ أﺷﺨﺎص، ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺮﻃﻴﺘﺎن. وﻗﺎل إن اﺣﺘﺮام اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﺪ اﺧﺘﻔﻰ وإن اﺗﺤﺎده ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻮﺿﻊ . ﻗـــــﺎل ﻣـــﻴـــﺪو: »ﻟـــــﻢ أﺗـــﻠـــﻖ ﻣــﻄــﻠــﻘــﴼ رﺳــﺎﺋــﻞ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﺻﻨﺪوق ﺑﺮﻳﺪي ﻣﺜﻞ ) أول ﻣﻦ ( أﻣﺲ . اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ : رﺳﺎﺋﻞ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑـﺄن ﻳﺘﻢ ﻋﻤﻞ ﺷـﻲء ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﺮﻃﺔ.«
ﻳــﺸــﻌــﺮ »اﻻﺗــــﺤــــﺎد« ﺑــــﺄن اﻟـــﻨـــﺎس ﻟﻢ ﻳﻌﻮدوا ﻳﺤﺘﺮﻣﻮن ﻗﻮات اﻷﻣﻦ، وأن ﻫﻴﺒﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺿـﺎﻋـﺖ، وﻗــﺎل ﻣـﻴـﺪو: »ﻟــﻢ ﻳﻌﺪ ﺿﺒﺎط اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻳﺸﻌﺮون ﺑـﺎﻷﻣـﺎن... ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ.« وأوﺿﺢ »ﻣﻴﺪو « أن ﺿﺒﺎط اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ ﺿـــﺎﻋـــﺖ ﻛــﺮاﻣــﺘــﻬــﻢ وﻫـﻴـﺒـﺘـﻬـﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺴﺎﺧﺮة » ﺷﺎرﻟﻲ إﻳﺒﺪو « ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮه . وﻗﺎل : »ﻟــﻘــﺪ ﺷــﺎرﻛــﻨــﺎ ﻓـــﻲ ﻧــﻘــﺎش ﻣــﻨــﺬ ﺷــﻬــﻮر ﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺪ ﻣـــﺎ إذا ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣــﻬــﻨــﺔ اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺮﻫﻘﺔ .«
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، أداﻧﺖ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﳌﺴﻠﻤﻲ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ اﻟﻬﺠﻮم اﻟــﺬي وﻗـﻊ ﻓﻲ ﻟــﻴــﻴــﺞ، واﻟـــــﺬي أودى ﺑــﺤــﻴــﺎة اﺛــﻨــﲔ ﻣﻦ اﻟــﺸــﺮﻃــﻴــﺎت ورﺟـــﻞ ﻳـﺒـﻠـﻎ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ ٢٢ ﻋﺎﻣﺎ. ﻛﻤﺎ أﻋﺮﺑﺖ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻔﻬﺎ ﻣﻊ أﺳﺮ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.
وﺟــﺎء ﻓـﻲ ﺑﻴﺎن اﻟﻬﻴﺌﺔ ﺑﺒﺮوﻛﺴﻞ: »ﻫــــﺬه اﻷﺣـــــﺪاث اﻟــﺪراﻣــﺎﺗــﻴــﻜــﻴــﺔ ﺗـﺬﻛـﺮﻧـﺎ ﻣــــﺮة ﺟـــﺪﻳـــﺪة ﺑــــﺎﻷﺣــــﺪاث اﻷﺧــــــﺮى اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻤــﻴــﺰت ﺑــﺎﻟــﻠــﺤــﻈــﺎت اﻷﻛـــﺜـــﺮ ﻇــﻼﻣــﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ. وﻣﻬﻤﺎ ﻛـﺎن داﻓـﻊ اﳌﻬﺎﺟﻢ ﻓﻲ وﻗــــﺖ ﻫــــﺬا اﻟــﻌــﻤــﻞ اﻟـــﺮﻫـــﻴـــﺐ، ﻓــﻤــﻦ اﳌـﻬـﻢ ﳌﺠﺘﻤﻌﻨﺎ أن ﻳﺘﺤﺪ ﺣﻮل ﻗﻴﻤﻪ، ورﻓﺾ ﻛــﻞ اﻟـﻌـﻨـﻒ، وﺗـﺄﻛـﻴـﺪ اﻟـﺘـﻌـﺎﻳـﺶ اﻟﺠﺪﻳﺪ أﺳـــﺎﺳـــﺎ ﻣــﺸــﺘــﺮﻛــﺎ. اﻻﺳــﺘــﻘــﻄــﺎب ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻌﺐ ﻟﻌﺒﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ.« ﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﻫﺎﺟﻢ اﳌﻌﺘﺪي ) ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ . ﻫـ ( ﺷﺮﻃﻴﺘﲔ ﺻـﺒـﺎح ﻳــﻮم اﻟـﺜـﻼﺛـﺎء اﳌـﺎﺿـﻲ ﻓـﻲ وﺳﻂ ﻟﻴﻴﺞ ﺑﺴﻜﲔ ﻗﺒﻞ ﻧﺰع ﺳﻼح إﺣﺪاﻫﻤﺎ، وإﻃــﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ أﺛﻨﺎء وﺟﻮدﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﺛﻢ ﻗﺎم ﺑﻘﺘﻞ رﺟﻞ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٢٢ ﻋـﺎﻣـﺎ، وﻫــﻮ راﻛــﺐ ﻓـﻲ ﺳﻴﺎرة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن اﻟﺤﺎدث . وأﺻﻴﺐ ٤ ﺿﺒﺎط ﺷﺮﻃﺔ آﺧﺮﻳﻦ.
وﻳﺸﻴﺮ ﻣﻜﺘﺐ اﳌﺪﻋﲔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﲔ إﻟــﻰ أن ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻨـﺎﺻـﺮ ﺗﺸﻴﺮ إﻟـﻰ دواﻓﻊ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﻣﻲ، ﺧﺼﻮﺻﺎ أن اﳌﻌﺘﺪي ﺻﺮخ ﻣﺮارا: »اﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ .«
وﻗـﺎل ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، إﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻬﺠﻮم اﳌﺴﻠﺢ اﻟــﺬي وﻗـﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﻴﺞ ﺷﺮق ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ﻋﻤﻼ إرﻫﺎﺑﻴﺎ. وﻗﺎل إﻳﺮﻳﻚ ﻓﺎﻧﺪﻳﺮ، اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﳌﻜﺘﺐ، ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻤﻼ إرﻫﺎﺑﻴﺎ، وإن اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺪأ ﻋﻠﻰ أﺳـﺎس اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ أن ﻟـﻪ ﻋـﻼﻗـﺔ ﺑــﺎﻹرﻫــﺎب ﺑـﻨـﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ، وﻫﻲ دﻋﻮة ﻣﺆﻳﺪﻳﻪ إﻟــﻰ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ واﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﺤﺘﻬﻢ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.