Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻛﺎرﺗﺮ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪة زﻋﻤﺎء ﻋﺮب ﻹﻧﺠﺎح ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺴﺎدات ـ ﺑﻴﻐﻦ

ﺗﻨﺸﺮ ﻣﺮاﺳﻼت ﻣﺎ ﺑﻌﺪ »ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ«

-

وﻗــﻄــﺎع ﻏــﺰة ﺑــﺄن ﻳــﻘــﺮروا ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ. وﻗﺎل: »أﻋﻠﻢ أن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ. ﻟﻜﻨﻨﻲ أرﻳﺪ أن أؤﻛﺪ ﻟﻚ اﻟﺘﺰاﻣﻲ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳـﻼم ﻋــﺎدل وداﺋــﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ. آﻣﻞ أن ﺗﺸﺎرﻛﻨﻲ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي. وﺳﻴﻘﻮم وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﺎﻧﺲ ﺑﺰﻳﺎرﺗﻜﻢ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻓﻲ ٣٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ«.

ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ٥٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ٨٧٩١، أرﺳـﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ ﺧﻄﺎﺑﴼ ﺧﺎﺻﴼ إﻟﻰ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ اﻟـــﺴـــﺎ­دات ﺟـــﺎء ﻓــﻴــﻪ: »ﻳــﺠــﺐ أن ﻧﺴﺮع ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻹﻃﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﺎوﺿﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺎء، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺪأ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻏـﺰة. ﺳﻴﻨﺎﻗﺶ اﻟﺴﻔﻴﺮ إﻳﻠﺘﺲ ﻣﻌﻜﻢ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮي ﺣﻮل اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﻬﺎ ﺣﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺜﻴﺮة ﻟﻠﺠﺪل ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺎء. ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺎ زﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻧﺘﺤﺮك ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن. ﺳﻮف ﻳﻜﻮن اﻟﺴﻔﻴﺮ إﻳﻠﺘﺲ ﻣﺴﺘﻌﺪﴽ ﻟﻨﻘﻞ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮك إﻟﻲ ﺷﺨﺼﻴﴼ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ«.

وﺗــﻀــﻤــ­ﻨــﺖ اﻟـــﻮﺛـــ­ﺎﺋــــﻖ أﻳـــﻀـــﴼ ﺧـــﻄـــﺎﺑ­ـــﴼ ﻣـﻦ اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺘﻞ أﺑﻴﺐ إﻟﻰ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن« ﻳــﺬﻛــﺮ ﻓـﻴـﻪ اﻟـﺴـﻔـﻴـﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻲ ﻓــﻲ إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻞ أﻧـﻪ اﺟــﺘــﻤــ­ﻊ ﻣـــﻊ ﻣــﻮﺷــﻴــ­ﻪ دﻳـــــﺎن ﻣــﻨــﺘــﺼ­ــﻒ ﻳــــﻮم ٦٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺠﻤﻴﺪ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻏـﺰة، وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﺮح اﳌﻮﻗﻒ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد. وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺘﻞ أﺑـﻴـﺐ: »ﻗــﺎل دﻳــﺎن إﻧـﻪ ﺗﺤﺪث إﻟـﻰ ﻣﻨﺎﺣﻢ ﺑﻴﻐﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم ﺑﺸﺄن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن، وﺗﻤﺖ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺧﻄﺎب ﺑﻬﺬا اﻷﻣــﺮ إﻟـﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـ­ﻠـﻲ ﻟﻜﻦ ﻟـﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﺑـﻌـﺪ، وﺳﻴﺘﻢ إرﺳــﺎﻟــﻪ اﻟــﻴــﻮم أو ﻏـــﺪا ﺑـﻌـﺪ ﻋـــﻮدة اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة.

ووﻓﻘﴼ ﳌﻼﺣﻈﺎت ﺑﺎراك أﻫﺎروﻧﻲ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﳌﻨﺎﺣﻢ ﺑﻴﻐﻦ ﻓـﺈن ﺑﻴﻐﻦ أراد اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﺪم ﺑﻬﺎ اﻟﺨﻄﺎب ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ واﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﺪد ﻣـــﺪة ﺗـﺠـﻤـﻴـﺪ اﻻﺳــﺘــﻴـ­ـﻄــﺎن. وﻗــﺎل دﻳـﺎن إﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ أرﺳـﻞ ﺑﻴﻐﻦ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﻟــــﻰ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ ﻋــﺒــﺮ ﺑــــــﺎرا­ك, وﺗــﻀــﻤــ­ﻨــﺖ ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ﳌــﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ ﺧــﻼل ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻌﺎﻫﺪة اﻟﺴﻼم ﻣﻊ ﻣﺼﺮ. وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﺑﻴﻐﻦ ﺳﻴﻠﺰم ﻧﻔﺴﻪ أﻣﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺘﺠﻤﻴﺪ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ وﻏﺰة ﳌﺪة ٣ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ. وﻫﻮ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ«.

وﻳﺸﻴﺮ اﻟﺨﻄﺎب إﻟﻰ أن ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺪة ﺗﺠﻤﻴﺪ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت وﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺳﻴﻨﺎء ﻣﻊ ﻣﺼﺮ أم ﻻ. وﻳﻘﻮل اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ: »ﻗﺎل دﻳﺎن إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﻓﺮق ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﺠﻤﻴﺪ ﻣﺮﺗﺒﻄﴼ ﺑﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺳﻴﻨﺎء أو اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ - ﻏﺰة. وإن اﳌﺤﺎدﺛﺎت اﻷﺧــــﻴــ­ــﺮة ﻳــﺠــﺐ أﻻ ﺗــــــﺪوم أﻛـــﺜـــﺮ ﻣــــﻦ ٣ أﺷــﻬــﺮ. وﺷﺪد ﻋﻠﻰ أن ﺑﻴﻐﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﺪ أي اﻟﺘﺰام ﺑﺘﺠﻤﻴﺪ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﻟﻔﺘﺮة اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ٥ ﺳﻨﻮات«.

وﻛــﺎﻧــﺖ ﻗـﻨـﺎﻋـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻲ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﺑــﺄن رﺋـﻴـﺲ اﻟــــﻮزرا­ء اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـ­ﻠـﻲ ﻣـﻨـﺎﺣـﻢ ﺑﻴﻐﻦ ﻗﺪ واﻓﻖ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن وﻫـﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺪة ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺳﻴﻨﺎء )٣ أﺷـﻬـﺮ(، وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس، ﻧﻘﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﺎدات ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺑــﻜــﺎﻣــ­ﺐ دﻳــﻔــﻴــ­ﺪ، وﻋــﻠــﻴــ­ﻪ واﻓـــــﻖ اﻟــــﺴـــ­ـﺎدات ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت. وﻫﺬا ﺗﺮك اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺣﺮج ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، وذﻛﺮ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ أن ﻫـﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﳌﻐﻠﻮط ﺳﻴﺴﺒﺐ ﻣﺸﻜﻼت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ. وﻗﺎل إن ﻣﻮﺷﻴﻪ دﻳﺎن أدرك ﻣﺪى ﺳﻮء ﻫﺬا ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ.

وﺗﺸﻴﺮ اﻟﻮﺛﻴﻔﺔ إﻟﻰ أن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﻧﺪﻣﻮا ﻋﻠﻰ ﺳﻮء اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ، ﻟﻜﻦ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﻴﻐﻦ إﻟﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﺳـــﺮاﺋـ­ــﻴـــﻠـــ­ﻲ ﺳــﺘــﻠــﺰ­م اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻹﺳــﺮاﺋــ­ﻴــﻠــﻴــﺔ ﺑـﺘـﺠـﻤـﻴـ­ﺪ اﻻﺳــﺘــﻴـ­ـﻄــﺎن ﳌــــﺪة ٣ أﺷـــﻬـــﺮ ﻓــﻘــﻂ ﻣﻦ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺳﻴﻨﺎء. وﺳﺘﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺠﺔ ﻟﺪى اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﺑﺄن اﻟﺘﺠﻤﻴﺪ ﻛﺎن ﻣﺮﺗﺒﻄﴼ ﺑﺴﻴﻨﺎء ﻫــﻲ أن اﳌــﻔــﺎوﺿ­ــﺎت ﻣــﻊ ﻣــﺼــﺮ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻳــﺠــﺐ أﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺪة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٣ أﺷﻬﺮ.

ﻓــﻲ ﻳـــﻮم ٧٢ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـ­ﺮ أرﺳــﻠــﺖ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﺔ ﺧـﻄـﺎﺑـﴼ إﻟــﻰ ﺳـﻔـﺎرﺗـﻬـ­ﺎ ﻓــﻲ ﺗــﻞ أﺑﻴﺐ ﻳــﺘــﻀــﻤ­ــﻦ رﺳـــﺎﻟـــ­ﺔ ﺷــﻔــﻬــﻴ­ــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ ﻛــﺎرﺗــﺮ إﻟـﻰ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ إﻟـﻰ ﺑﻴﻐﻦ ﻟــﻮﺿــﻊ ﺣـــﻞ ﳌــﺴــﺄﻟــ­ﺔ ﺗـﺠـﻤـﻴـﺪ اﳌــﺴــﺘــ­ﻮﻃــﻨــﺎت ﻓﻲ اﻟــﻀــﻔــ­ﺔ اﻟــﻐــﺮﺑـ­ـﻴــﺔ وﻏـــــﺰة. وﺟـــــﺎء ﻧـــﺺ اﻟــﺮﺳــﺎﻟ­ــﺔ ﻛـﺎﻟـﺘـﺎﻟـ­ﻲ: »ﻛـﻤـﺎ أﺷـــﺮت ﻟــﻚ ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ، ﻓــﺈن ﻓﻬﻤﻲ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺸﺄن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﺧﻼل اﺗـﺼـﺎل ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻣـﻊ رﺋﻴﺲ اﻟـــﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻣـــﻨـــﺎﺣ­ـــﻢ ﺑــﻴــﻐــﻦ ﻓــــﻲ ﻳـــــﻮم ٨٢ ﺳــﺒــﺘــﻤ­ــﺒــﺮ ٨٧٩١. وﻗــﺎل ﻛـﺎرﺗــﺮ: »أﺷـﻌـﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ إزاء ﺳــﻮء ﻓﻬﻤﻨﺎ. ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﻓﻜﺮ ﻓـﻲ رﺑــﻂ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻣﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﻏﺰة ﺑﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺳﻴﻨﺎء. ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻫـﻨـﺎك أي ﻧـﻘـﺎش ﺣــﻮل اﻟــﻮﻗــﻒ اﻻﺧـﺘـﻴـﺎر­ي ﳌﺪة ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات. آﻣﻞ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻔﺎﻫﻤﺎت اﳌﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﺪى اﻟﻄﺮﻓﲔ«.

وذﻛــﺮت وﺛﻴﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺆرﺧﺔ أﻋﺪﺗﻬﺎ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻀﻐﻂ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﳌـﻠـﻚ ﺣﺴﲔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻀﻢ إﻟــﻰ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻛــﺎﻣــﺐ دﻳــﻔــﻴــ­ﺪ، أن اﻟــﺮﺳــﺎﺋ­ــﻞ واﻻﺗـــﺼــ­ـﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺪرك أن اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻫﻮ ﻣﺴﺎر ﺻﻌﺐ وﻣﺤﻔﻮف ﺑﺎﳌﺨﺎﻃﺮ، وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﺈن ﻋﺪم اﻻﻧـــﺨـــ­ﺮاط ﻳـﺤـﻤـﻞ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﳌــﺨــﺎﻃـ­ـﺮ أﻳــﻀــﴼ. وﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﺮﺳـﺎﺋـﻞ اﳌـﻮﺟـﻬـﺔ إﻟــﻰ اﻷردن واﺿﺤﺔ وﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ إذا اﻧﺨﺮﻃﺖ ﻋﻤﺎن ﻓﻲ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻓﺴﻴﻌﻨﻲ ذﻟـﻚ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. وأﺿﺎﻓﺖ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ أن ﻗﺎﺋﺪ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻷردﻧﻴﺔ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﺑﻦ ﺷﺎﻛﺮ ذﻛﺮ أﻧﻪ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٨٧٩١، أﺧﺒﺮه ﻣﺴﺘﺸﺎر رﺋﺎﺳﻲ أﻣﻴﺮﻛﻲ أن اﻷردن ﻛﺎن ﺳﻠﺒﻴﴼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ اﳌــﻔــﺎوﺿ­ــﺎت ﻣــﻊ إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻞ. وأﺿـــﺎﻓــ­ـﺖ اﻟـﻮﺛـﻴـﻘـ­ﺔ أن اﳌــﻠــﻚ ﺣــﺴــﲔ أدرك أﻧــــﻪ ﻟـــﻦ ﻳــﺼــﻞ أﺑـــــﺪﴽ إﻟــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮ­ى اﻷﻫـــﻤـــ­ﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻟـــــﺪى إﺳـــﺮاﺋــ­ـﻴـــﻞ ﻋـﻨـﺪ اﻟــﻮﻻﻳــﺎ­ت اﳌـﺘـﺤـﺪة، وأﻧــﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﺑــﺪﴽ أن ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت، وﻫﻮ ﻣﺎ وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺄزق ﻛﺒﻴﺮ.

وذﻛﺮت اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ أن اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﻛﺎن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺈﺣﺒﺎط ﺷـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻌـﻮدﻳ­ـﲔ. ووﺻــﻒ وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟـﺴـﻌـﻮدي اﻷﻣـﻴـﺮ ﻓﻬﺪ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺳﻢ وﻏـﻴـﺮ ﻓـﻌـﺎل ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻛــﻞ ﻗــﻮة اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮﻓﻪ. وﺣﺚ ﻓﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ اﺛﻨﲔ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﳌﻤﻜﻨﺔ ﻷن اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻨﻔﺪ. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي واﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺒﺪأ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄل ﺣﺴﲔ: ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ؟ رد ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻴﺮ ﻓﻬﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺘﺤﻘﻖ أوﻻ ﻣـﻦ اﳌـﻠـﻚ ﺧـﺎﻟـﺪ. وﻫــﻮ ﻣـﺎ أﺛــﺎر ﻏﻀﺐ اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ، اﻟﺬي ﻇﻦ أن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺢ اﳌﻠﻚ ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق أﺳﺎﺑﻴﻊ. وأﺷﺎرت اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ إﻟﻰ أن اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﻟـﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﳌـﺴـﺎﻋـﺪا­ت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟــﻸردن ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.

وأﺿﺎﻓﺖ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ أن اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﻗﺎم ﺑﺠﻮﻟﺔ ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺮف ﻣﻮﻗﻒ اﻟـﻘـﺎدة اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺪد ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻨﻬﺎ. ﺣﻴﻨﻬﺎ أدرك أن اﻟﻘﻄﺮﻳﲔ ﻗﻠﻘﻮن ﺑﺸﺄن ﺿﻐﻮط ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق. ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮﺗﻪ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑـﺄن اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﻗﻠﻘﻮن ﺑﺸﺄن ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﻟﻮ ﺗﻢ إﺳﻘﺎط ﺷﺎه إﻳﺮان.

وﺗـﻘـﻮل اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ إﻧــﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋــﺎم، ﻛــﺎن اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﻳﺮى اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻴﻼ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﺪال. وﻓﻲ ﻋﻤﺎن، وﺟﺪ ﺣﺴﲔ أن اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﺿﻊ أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ذي ﻗﺒﻞ، ﺣﻴﺚ ﻋﲔ ﻗﺎﺑﻮس ﻗﺎدة ﺟﺪد وﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻬﺪات ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺎﻟﻮﻻء. وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﺞ ذﻫﺐ إﻟﻴﻪ اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ وﺟﺪ ﻏﻀﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﺎدات ﻳﺘﺠﺪد، ﻟﻴﺲ ﻷن اﻟﺴﺎدات وﺿﻊ ﻣﺼﺮ أوﻻ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺗﻜﺘﻴﻜﺎﺗﻪ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻪ. وﺗﻘﻮل اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ إن اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﺧﻄﻂ ﺑــﻌــﺪ ذﻟـــﻚ ﻟــﻜــﺘــﺎ­ﺑــﺔ رﺳـــﺎﻟـــ­ﺔ إﻟـــﻰ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ ﻛــﺎرﺗــﺮ ﻳﺸﺮح ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺸﺄن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻼم واﺗــﻔــﺎﻗ­ــﺎت ﻛـﺎﻣـﺐ دﻳـﻔـﻴـﺪ. وﻛـــﺎن ﻳﺨﻄﻂ ﻟـﺰﻳـﺎرة اﻟــﻮﻻﻳــﺎ­ت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﺑﻌﺪ ﻓـﺘـﺮة وﺟـﻴـﺰة ﻣـﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺸﻌﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﺑﺄن ﺗﻮﻗﻴﺖ اﻟﺰﻳﺎرة ﺳﻴﻜﻮن ﺳﻴﺌﴼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وأﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.

 ??  ?? ﻗﻤﺔ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ ﺑﲔ ﻛﺎرﺗﺮ واﻟﺴﺎدات وﺑﻴﻐﻦ )ﻏﻴﺘﻲ(
ﻗﻤﺔ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ ﺑﲔ ﻛﺎرﺗﺮ واﻟﺴﺎدات وﺑﻴﻐﻦ )ﻏﻴﺘﻲ(
 ??  ?? اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎع ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ )ﻏﻴﺘﻲ(
اﳌﻠﻚ ﺣﺴﲔ ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎع ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ )ﻏﻴﺘﻲ(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia