Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺄن ﻳﺤﺎﻛﻢ ﻣﺘﻄﺮﻓﻮﻫﺎ اﳌﻘﺒﻮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻋﺘﻘﺎﳍﻢ

ﻟﻮ درﻳﺎن ﻋﻦ ﻣﻴﻠﻴﻨﺎ ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ: اﳌﺘﻬﻤﺔ ﰲ ﺑﻐﺪاد »إرﻫﺎﺑﻴﺔ« ﻳﺠﺐ أن ﲢﺎﻛﻢ ﰲ اﻟﻌﺮاق

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮ ﻧﺠﻢ

ﻣـــــــــ­ﺮة ﺟــــــــﺪ­ﻳــــــــﺪ­ة، ﺗــــــﺒــ­ــــﺮز ﺑـــﻮﺟــــ­ﻪ اﻟـــﺴـــﻠ­ـــﻄـــﺎت اﻟـــﻔـــﺮ­ﻧـــﺴـــﻴـ­ــﺔ اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﻴــﺔ واﻟـﻘـﻀـﺎﺋ­ـﻴـﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺎت، أو اﳌـﻘـﻴـﻤـﺎ­ت ﻋـﻠـﻰ اﻷراﺿـــــ­ﻲ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺔ، اﻟـــﻠـــﻮ­اﺗـــﻲ اﻟــﺘــﺤــ­ﻘــﻦ ﺑــﺘــﻨــﻈ­ــﻴــﻢ داﻋــــﺶ اﻹرﻫـــــﺎ­ﺑـــــﻲ ﻓــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــ­ــﺎ أو اﻟــــﻌـــ­ـﺮاق، واﻟﻌﺸﺮات ﻣﻨﻬﻦ ﻣﻌﺘﻘﻼت ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ. وﻛﻜﻞ ﻣﺮة، ﺗﻜﺸﻒ ﺑﺎرﻳﺲ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ واﺿﺢ ﻗﻮاﻣﻪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻋﻮدة ﻫﺆﻻء إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. وﺑــﺎﻟــﺘـ­ـﻮازي ﻣـﻊ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟـﻨـﺴـﺎء، ﺛﻤﺔ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻫﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣــﻊ اﻷﻃـــﻔـــ­ﺎل، إﻣـــﺎ اﻟــﺬﻳــﻦ اﺻﻄﺤﺒﻬﻢ أﻫﻠﻬﻢ إﻟﻰ »ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻘﺘﺎل«، أو اﻟﺬﻳﻦ وﻟـــﺪوا ﻫــﻨــﺎك. وﺑﻌﻜﺲ ﻣﻠﻒ اﻟـﺮﺟـﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮا إﻟﻰ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﺑﻐﺮض اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻣـﺜـﻼ، ﻓـﺈن »ﺣﺴﻢ« اﻟـﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﺘﻪ اﻟﻨﺴﺎء ﻳﺒﺪو أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ. وﻫﺬا ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﺣﺎل اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻴﻠﻴﻨﺎ ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ اﳌﻌﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، اﻟﺘﻲ ﻋــﺎدت إﻟــﻰ واﺟـﻬـﺔ اﻷﺣـــﺪاث ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة.

ﻣﻴﻠﻴﻨﺎ ﺑـﻮﻏـﺪﻳـﺮ ﺗﺨﻀﻊ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻟــﻠــﻤــﺤ­ــﺎﻛــﻤــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــــﻌــ­ـــﺮاق، ﺣـــﻴـــﺚ ﺗـﻢ اﻟــﻘــﺒــ­ﺾ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻓـــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــ­ﺔ اﳌــﻮﺻــﻞ اﻟﺼﻴﻒ اﳌﺎﺿﻲ. وﺑﺪاﻳﺔ، ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺳﺒﻌﺔ أﺷـﻬـﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ. وﻛـﺎن ﻳﻔﺘﺮض إﺑﻌﺎدﻫﺎ إﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣـﻊ أن ﺗﻜﻮن ﻗـﺪ أﻣﻀﺖ ﺣﻜﻢ اﻟﺴﺠﻦ. إﻻ أن اﻷﻣـﻮر ﺳـﺎرت ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣـــﻌـــﺎﻛ­ـــﺲ، إذ إن ﻣــﺤــﻜــﻤ­ــﺔ اﻟــﺘــﻤــ­ﻴــﻴــﺰ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ أﻋﺎدت دراﺳﺔ اﳌﻠﻒ، واﻋﺘﺒﺮت أن اﻷﻣـﺮ »ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ دﺧــﻮﻻ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﺑﺴﻴﻄﴼ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن زوﺟﻬﺎ ﺳﻴﻨﻀﻢ إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ«، وﺗﺒﻌﺘﻪ »رﻏـــﻢ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺑــﺬﻟــﻚ«. وﻟــﻬــﺬا اﻟﺴﺒﺐ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﳌﺤﺎﻛﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪة، وﻟﻜﻦ ﻫــﺬه اﳌــﺮة ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻹرﻫـــﺎب واﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ إرﻫﺎﺑﻲ. وإذا ﺗﻤﺖ إداﻧﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﺘﻬﻤﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺮﺟﺢ أن ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑــﺎﻹﻋــﺪا­م، اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي ﺳﻴﺰﻳﺪ اﳌـﺴـﺄﻟـﺔ ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﺔ، ﺣــﻴــﺚ إن ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ أﻟـﻐـﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋـــﺪام ﻣﻨﺬ ﻋــﻘــﻮد، وﺗﺮﻓﺾ أن ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﻜﻢ ﺿﺪ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻮﻫﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ إرﻫﺎﺑﻲ.

ﻓـــــﻲ اﻟــــﺤـــ­ـﺪﻳــــﺚ اﻟــــــــ­ﺬي أدﻟـــــــ­ـﻰ ﺑــﻪ إﻟــﻰ اﻟـﻘـﻨـﺎة اﻹﺧــﺒــﺎر­ﻳــﺔ »أل ﺳــﻲ أي«، أﻋـــﺎد وزﻳـــﺮ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ ﺟـــﺎن إﻳـــﻒ ﻟﻮ درﻳـﺎن اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﻣﺮﻳﻦ: اﻷول، أن ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ إرﻫﺎﺑﻴﺔ، وﺑﻤﺎ أﻧﻬﺎ اﻋﺘﻘﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻓﻴﺘﻌﲔ أن ﺗﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟـﺒـﻠـﺪ، أي ﻓــﻲ »اﳌــﻜــﺎن اﻟـــﺬي ارﺗﻜﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ«. واﻋﺘﺒﺮ ﻟﻮ درﻳـﺎن أن ﻫـــﺬا »أﻣــــﺮ ﻃـﺒـﻴـﻌـﻲ« ﻷن ﻳـﻮﻏـﺪﻳـﺮ »ﻗـــﺎﺗـــﻠ­ـــﺖ ﺿــــﺪ اﻟـــــﻮﺣـ­ــــﺪات اﻟــﻌــﺮاﻗ­ــﻴــﺔ، وﻟــــﺬا ﻳــﺠــﺐ أن ﺗــﺤــﺎﻛــ­ﻢ ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺮ­اق«. أﻣـــﺎ اﻷﻣــــﺮ اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ، وﻫـــﻮ ﻓـــﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ اﺳﺘﺒﺎق ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪام اﳌﺮﺟﺢ ﺿﺪ ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﺻﺪر ﻋﻦ اﳌﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧـﻴـﺮة، ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻦ ﻟﻮ درﻳﺎن أن ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻖ اﻟﺪﻓﺎع، ﻛﻤﺎ أن وزارﺗﻪ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ أن »ﺗـﺘـﺎﺑـﻊ ﻗﻨﺼﻠﻴﺘﻨﺎ وﺿـﻌـﻬـﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء أن ﻳﺼﺪر ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ )داﻋﺶ( ﻗﺎﺗﻠﺖ ﺿﺪ اﻟﻌﺮاق«. وﻳﻌﻨﻲ ﻛﻼم اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻤﻠﻴﴼ أن ﺑﺎرﻳﺲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻟﺪى اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺣﻜﻢ اﻹﻋـﺪام ﻓﻲ ﺣﺎل ﺻﺪوره إﻟﻰ ﺣﻜﻢ آﺧﺮ.

ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮرﻫﺎ أﻣﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟــﻰ، ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ ﺗﺤﻤﻞ ﻃﻔﻠﻬﺎ اﻷﺻﻐﺮ »ﻣـﻦ ﺑﲔ أرﺑﻌﺔ أﻃﻔﺎل ﺛﻼﺛﺔ ﻣــﻨــﻬــﻢ أﻋـــﻴـــﺪ­وا إﻟــــﻰ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ«. وﻧـﻔـﺖ ﻫــﺬه اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻫــﻲ واﺣـــﺪة ﻣﻦ ﻣــﺌــﺎت اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺎت اﻟــﻠــﻮاﺗ­ــﻲ اﻟﺘﺤﻘﻦ ﺑــــﺄزواﺟ­ــــﻬــــﻦ، أو اﻧــﺘــﻘــ­ﻠــﻦ ﺑــﻤــﻔــﺮ­دﻫــﻦ إﻟــﻰ ﺳـﻮرﻳـﺎ واﻟــﻌــﺮا­ق، أﻣــﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ، أن ﺗــﻜــﻮن إرﻫــﺎﺑــﻴ­ــﺔ أو ﻣـﻨـﻀـﻮﻳـﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ إرﻫــﺎﺑــﻲ، ﻣـﺆﻛـﺪة أﻧﻬﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﻛـ»رﺑﺔ ﻣﻨﺰل«. ﻛﺬﻟﻚ أﻛﺪت أن زوﺟﻬﺎ وﻫـﻮ ﻓﺮﻧﺴﻲ اﻋﺘﻨﻖ اﻹﺳــﻼم واﺳﻤﻪ ﻣﺎﻛﺴﻤﻴﻠﻴﺎن ﺗﻴﺒﻮ، ﻃـﺎه ﺑﺴﻴﻂ وﻟﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻣــﻘــﺎﺗــ­ﻼ ﻓـــﻲ ﺻــﻔــﻮف »داﻋـــــﺶ«. واﻟﺤﺎل أن اﻷﺧﻴﺮ ﻛﺎن اﺳﻤﻪ ﻣﻮﺟﻮدﴽ ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﺗﻬﺪﻳﺪﴽ ﻟﻸﻣﻦ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﺳﺒﻖ أن ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟـﺜـﻼث ﺳـﻨـﻮات، ﻣــﻨــﻬــﺎ ﺳـــﻨـــﺘـ­ــﺎن ﻣــــﻊ وﻗـــــﻒ اﻟــﺘــﻨــ­ﻔــﻴــﺬ، ﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻪ إﻟــﻰ ﺧﻠﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ »ﻓـﺮﺳـﺎن اﻟــﻌــﺰة« اﻟـــﺬي أﻣـــﺮت وزارة اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴ­ـﺔ ﺑﺤﻠﻬﺎ. وﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎم ٥١٠٢ اﻧﺘﻘﻞ ﻫﺬا اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧــﺎﻧــﺘــ­ﻴــﺮ اﻟـــﻘـــﺮ­ﻳـــﺒـــﺔ ﻣــــﻦ ﺑــــﺎرﻳــ­ــﺲ إﻟـــﻰ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺛﻢ اﺳﺘﻘﺮا ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ. وﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﻋــﺎم ٧١٠٢ أﻟـﻘـﻲ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ ﻣـﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، وﻫـﻲ ﻣﺨﺘﺒﺌﺔ ﻓﻲ ﻛﻬﻒ ﺑﺎﳌﻮﺻﻞ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ. أﻣﺎ ﻣﺼﻴﺮ زوﺟﻬﺎ ﻓﻤﺎ زال ﻣﺠﻬﻮﻻ. وﺗﻌﺘﻘﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ أﻧــﻪ ﻗـﺪ ﻗـﺘـﻞ. ﻓـﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﺣــﺎﻟــﻴــ­ﴼ ﻓـــﻲ ﺑـــﻐـــﺪا­د، ﻳــﺮﻳــﺪ اﻟـــﺪﻓـــ­ﺎع أن ﻳﺜﺒﺖ أن اﳌﺘﻬﻤﺔ ﻣﻴﻠﻴﻨﺎ ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ ﻟﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻋــﻀــﻮﴽ ﻓــﻲ »داﻋــــــﺶ«. واﻟــﺤــﺎل، وﻓـﻖ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎرﻳﺲ، أﻧــــﻪ ﻋــﻨــﺪ ﺗــﻮﻗــﻴــ­ﻔــﻬــﺎ ﻋــﺜــﺮ ﻣــﻌــﻬــﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻟﲔ. وﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎز اﻟـﺬي ﻟﻢ ﺗﻤﺢ ﻣــﻌــﻄــﻴ­ــﺎﺗــﻪ، اﻛــﺘــﺸــ­ﻒ اﳌــﺤــﻘــ­ﻘــﻮن ﺛﺒﺘﴼ ﺑﻤﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ و»اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ« ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ وﻣﻌﻄﻴﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أﺧﺮى ﻣﺎ ﻳﺮﺟﺢ أﻧﻪ ﺟﻬﺎز زوﺟﻬﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـﺈن ذﻟـﻚ ﻳﺜﺒﺖ أﻧـﻪ ﻛـﺎن ﻋﻀﻮﴽ ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ »داﻋــﺶ«. وﺗﻔﻴﺪ ﺷﻬﺎدة اﻟﺠﻨﻮد اﻟﺬﻳﻦ أوﻗﻔﻮﻫﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﻮﻫﺖ ﺑﻌﺒﺎرات اﻟﺘﻤﺠﻴﺪ ﻟـــ»داﻋــﺶ«، ﻛﻤﺎ أن ﺻــﻮرة ﻟــﻬــﺎ ﺗــﺒــﲔ أن ﺗـــﺮﺳـــﻢ ﺷـــــﺎرة اﻟــﻨــﺼــ­ﺮ. وﺛﻤﺔ ﺷﻜﻮك ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن ﺑﻮﻏﺪﻳﺮ ﻗﺪ اﻧﺘﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـــــ»داﻋــــﺶ«، اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﻠـﻌــﺐ دور ﺷـﺮﻃـﺔ اﻷﺧـــﻼق ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ.

ﻳــﺘــﻮﻗــ­ﻒ اﻟــﻴــﻮم ﻣـﺼـﻴـﺮ ﺑـﻮﻏـﺪﻳـﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺎ ﺳــﺘــﻘــﺮ­ره ﻣـﺤـﻜـﻤـﺔ اﻟـﺘـﻤـﻴـﻴ­ـﺰ اﻟـــﻌـــﺮ­اﻗـــﻴـــﺔ. إﻻ أن ﺣــﺎﻟــﺘــ­ﻬــﺎ ﺗـﻌـﻜـﺲ ﻣﺸﻜﻠﺔ أوﺳﻊ ﻃﺮﺣﺖ ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، وأﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ إﻟﺤﺎﺣﴼ ﺑﻌﺪ ﺳـﻘـﻮط ﻣـﻌـﺎﻗـﻞ »داﻋــــﺶ« ﻓــﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ واﻟـــــﻌـ­ــــﺮاق. وﻋـــﻨـــﺪ­ﻣـــﺎ ﺳـــﺌـــﻞ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻲ ﻧــﻬــﺎﻳــ­ﺔ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ ﻋﻦ ﻣـﺼـﻴـﺮ اﻟــﻨــﺴــ­ﺎء واﻷﻃـــﻔــ­ـﺎل، أﺟـــﺎب أن »ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺘﺪرس ﻋﻠﻰ ﺣﺪة«. وﻟﻜﻦ اﻟـــﻮاﺿــ­ـﺢ أن ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻏـﻴــﺮ راﻏــﺒــﺔ ﻓﻲ رؤﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ذﻫﺐ إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺑﺴﺒﺐ اﳌــــﺨـــ­ـﺎوف اﻷﻣـــﻨـــ­ﻴـــﺔ، وأﻳـــﻀـــ­ﴼ ﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ ﻫــﺆﻻء اﻟـﻌـﺎﺋـﺪﻳ­ـﻦ، ﻓـﻲ ﺣــﺎل ﺳﺠﻨﻬﻢ، ﻋـــﻠـــﻰ اﻵﺧـــــﺮﻳ­ـــــﻦ ﺑـــﺎﻋـــﺘ­ـــﺒـــﺎر اﻟــﺴــﺠــ­ﻮن ﻫـــﻲ أﺣـــــﺪ أﻫـــــﻢ »ﻣـــــــــ­ﺪارس« اﻟــﺘــﺸــ­ﺪد؛ وﻟﻴﺲ ﺗﺸﺪﻳﺪ اﻟـﻮزﻳـﺮ ﻟـﻮدرﻳـﺎن ﻋﻠﻰ أن ﺑــﻮﻏــﺪﻳـ­ـﺮ ﻣـﻨـﺘـﻤـﻴـ­ﺔ إﻟـــﻰ »داﻋـــــﺶ«، وﻗﺎﺗﻠﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، إﻻ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻏﻴﺮ اﳌﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺳﻴﺼﺪر ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻛﺎﻓﻴﴼ ﻹﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺴﺠﻮن اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻷﻃﻮل وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ.

 ??  ?? وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻮدرﻳﺎن )أ.ف.ب(
وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻮدرﻳﺎن )أ.ف.ب(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia