أزﻣﺔ ﻣﻴﺎه ﺣﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺑﺴﺒﺐ ﺳﺪ »إﻟﻴﺴﻮ« اﻟﺘﺮﻛﻲ... واﻟﺒﺮﳌﺎن ﻳﻨﺎﻗﺸﻬﺎ اﻟﻴﻮم
أﻗــــــﺮ وزﻳــــــــﺮ اﳌـــــــــــﻮارد اﳌـــﺎﺋـــﻴـــﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺣﺴﻦ اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ، ﺑﺨﻄﻮرة أزﻣـــﺔ اﳌــﻴــﺎه اﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺑــﻼده ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺑــــﺪء ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﺗــﺸــﻐــﻴــﻞ ﺳﺪ »إﻟــﻴــﺴــﻮ« ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻬـﺮ دﺟــﻠــﺔ داﺧــﻞ اﻷراﺿــــــــﻲ اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺔ. وﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻟـﻢ ﺗـــﻈـــﻬـــﺮ ﺑـــﻌـــﺪ اﻵﺛــــــــــﺎر اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻴــﺔ ﻟـﺘـﺸـﻐـﻴـﻞ اﻟــﺴــﺪ ﻓــﻘــﺪ ﺗــﺤــﻮل ﻧﻬﺮ دﺟﻠﺔ اﻟﺬي ﻳﺸﻄﺮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻐﺪاد إﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺒﲔ، ﻛــﺮخ ورﺻــﺎﻓــﺔ، إﻟﻰ ﺷﺒﻪ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺒﻮره ﻣﻦ ﻛﻼ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﺴﻮب ﻣﻴﺎﻫﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﻗﻼﺋﻞ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ وﺗﻤﺮ ﺑﻪ اﻟﺴﻔﻦ واﻟﻘﻮارب.
وﻓــﻴــﻤــﺎ دﻋـــﺎ رﺋــﻴــﺲ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺠﺒﻮري، إﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﺟﻠﺴﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ، اﻟﻴﻮم )اﻷﺣــــﺪ(، ﺑﺤﻀﻮر وزراء اﳌـــﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ ﺣﺴﻦ اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ، واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺠﻌﻔﺮي، واﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻼح اﻟــﺰﻳــﺪان، أﻛــﺪ اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« أن »ﺷــﺤــﺔ اﳌــﻴــﺎه اﻟـﺘـﻲ ﻧﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟــﻴــﻮم ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺮاق إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺎﺑﺮة ﻟﻠﺤﺪود اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻫﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺄة، ﺣـﻴـﺚ ﺳـﺒـﻖ أن أﻋــﻠــﻨــﺎ ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻣﻨﺬ ﺷـــﻬـــﺮ أﻛـــﺘـــﻮﺑـــﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳـــﻦ اﻷول( اﳌـﺎﺿـﻲ وﺷﻜﻠﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺗﻀﻢ ﻋــﺪة وزارات ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻬﺬه اﻷزﻣﺔ، ﺣﻴﺚ وﺿﻌﻨﺎ ﳌﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ٤٢ إﺟﺮاء ﺗــﻮزﻋــﺖ ﻋﻠﻰ اﻟــــﻮزارات اﳌﻌﻨﻴﺔ«. وأﺿــﺎف اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ أن »اﻹﺟــﺮاءات اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﺑـﻤـﻮاﺟـﻬـﺔ اﻷزﻣـــﺔ ﺗﺤﺖ اﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﻛـــﻞ اﻟـــــــﻮزارات، وﻟـﻜـﻦ اﻟﺸﺤﺔ ﻗـﻮﻳـﺔ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﺴـﺘـﻬـﺎن ﺑــﻬــﺎ ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋــﺎم ﺗــﺤــﺖ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة«، ﻣــﻮﺿــﺤــﴼ أﻧــﻪ »ﺗــــﻢ ﺗــﺄﻣــﲔ ﻣــﻴــﺎه اﻟـــﺸـــﺮب وﻧـﺤـﻮ ٠٥٪ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﳌﻘﺮرة وﻣﻠﻴﻮن دوﻧﻢ ﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺒﺴﺎﺗﲔ«. وأﺿــــﺎف أن »اﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﻄﻮرﺗﻪ ﻟﻜﻦ أﻳﻀﴼ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺤﻞ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﺷﺤﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ إن ﻟــﻢ ﺗﻜﻦ أﻗﺴﻰ وﺗــﻢ إﻟــﻐــﺎء اﻟــﺰراﻋــﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳌﻮﺳﻢ«.
وﺗــــﺎﺑــــﻊ اﻟــﺠــﻨــﺎﺑــﻲ ﻗــــﺎﺋــــﻼ إن »ﺗﺄﺛﻴﺮات ﺳﺪ إﻟﻴﺴﻮ ﻟﻢ ﺗﺒﺪأ ﺑﻌﺪ ﻣﻊ أﻧﻪ دﺧﻞ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﻮف أﻗﻮم ﺑﺰﻳﺎرة ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ وإﻳــــﺮان ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﻣـــﺮ ﻣﻊ اﳌــﺴــﺆوﻟــﲔ ﻓــﻲ ﻛـﻠـﺘـﺎ اﻟــﺪوﻟــﺘــﲔ«. وﺑﺸﺄن ﺳﺪ اﳌﻮﺻﻞ وﻣـﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻤﻜﻨﴼ أن ﻳﺴﺪ اﻟﻨﻘﺺ اﻟﺤﺎد ﻓﻲ اﳌــﻴــﺎه، ﻗـــﺎل اﻟـﺠـﻨـﺎﺑـﻲ إن »ﺧـﺰﻳـﻦ ﺳــﺪ اﳌــﻮﺻــﻞ أﻗـــﻞ ﻣـﻤـﺎ ﺗـﻮﻗـﻌـﻨـﺎه، ﺣـﻴـﺚ ﻻ ﻳـــﺰال ﻓـﻴـﻪ ﻧـﻘـﺺ ﻧـﺤـﻮ ٣ ﻣـﻠـﻴـﺎرات ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ، ﻟﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧﺰﻳﻦ ﻣﻌﻘﻮل ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺠﺘﺎز ﻫﺬا اﻟﺼﻴﻒ ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﳌﻤﻜﻨﺔ«.
وﻳـﻨـﺒـﻊ ﻧـﻬـﺮ دﺟـﻠـﺔ ﻣــﻦ ﺟﺒﺎل ﻃﻮروس، ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ اﻷﻧﺎﺿﻮل ﻓــﻲ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ وﻳــﻤــﺮ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ٠٥ ﻛــﻴــﻠــﻮﻣــﺘــﺮﴽ ﻓـــﻲ ﺿـــﻮاﺣـــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟﻘﺎﻣﺸﻠﻲ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أراﺿﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق ﻋــﻨــﺪ ﺑــﻠــﺪة ﻓــﻴــﺸــﺨــﺎﺑــﻮر. وﻟـﻠـﻨـﻬـﺮ رواﻓــــﺪ ﺗﻨﺒﻊ ﻣــﻦ أراﺿــﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳـــﺮان وﻛـﺬﻟـﻚ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺮاق وأﻫﻤﻬﺎ اﻟﺨﺎﺑﻮر، واﻟﺰاب اﻟﻜﺒﻴﺮ، واﻟﺰاب اﻟﺼﻐﻴﺮ، واﻟﻌﻈﻴﻢ، وﻧﻬﺮ دﻳﺎﻟﻰ.
ﻣــــــﻦ ﺟــــﻬــــﺘــــﻪ، ﻳـــــﻘـــــﻮل ﻋــﻀــﻮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟــــﻌــــﺮاﻗــــﻲ أﺣـــﻤـــﺪ اﻟــــﺠــــﺒــــﻮري ﻓـﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺢ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« إن »أﺧﻄﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﻌﺮاق ﻫﻲ ﺷﺤﺔ اﳌﻴﺎه ﻓﻲ ﻧﻬﺮي دﺟــــﻠــــﺔ واﻟــــــﻔــــــﺮات ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ إﻗـــﺎﻣـــﺔ اﻟــــﺴــــﺪود ﻓـــﻲ ﺗـــﺮﻛـــﻴـــﺎ«. وﻳـﻀـﻴـﻒ اﻟﺠﺒﻮري أن »ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﻌﺪ ﻣﺆﺷﺮﴽ ﺧـﻄـﻴـﺮﴽ ﻋـﻠـﻰ ﺣـــﺮب ﻣــﻴــﺎه ﻣﻘﺒﻠﺔ، اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣـﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻟﺘﺤﺮك إﻗﻠﻴﻤﻴﴼ ودوﻟﻴﴼ واﻟـــﺪﺧـــﻮل ﻓــﻲ ﻣــﻔــﺎوﺿــﺎت ﺟــﺎدة ﻣـﻊ اﻷﺗـــﺮاك ﺣــﻮل ذﻟــﻚ«، ﻣﺒﻴﻨﴼ أن »اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ أﻳﻀﴼ اﺗﺨﺎذ ﺗﺪﺑﻴﺮ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺮي واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺷﻴﺪ اﻻﺳﺘﻬﻼك«.
ﺑــﺪوره، ﻳﻘﻮل ﺧﺒﻴﺮ اﻟﺴﺪود واﳌـــــﻮارد اﳌــﺎﺋــﻴــﺔ، ﻋــﻮن ذﻳـــﺎب، إن »اﻟــــﻌــــﺮاق ﺳــﻴــﻮاﺟــﻪ ﺻــﻴــﻔــﴼ ﺟــﺎﻓــﴼ وﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﲔ ﻣﻴﺎه اﻟﺮي ﻟـــﺰراﻋـــﺔ اﻟــﺤــﺒــﻮب واﳌــﺤــﺎﺻــﻴــﻞ«، ﻣﺒﻴﻨﴼ أن »اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺳﺘﺘﺄﺛﺮ ﺑــﺸــﺪة ﻣــﻦ اﻟـﺠـﻔـﺎف ﻫـﺬا اﻟـــﻌـــﺎم«. وأﻛـــﺪ أن »ﺗــﺤــﻮﻳــﻞ اﳌـﻴـﺎه إﻟــــﻰ ﺳـــﺪ إﻟــﻴــﺴــﻮ ﺳــﻴــﺆﺛــﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ إﻃﻼﻗﺎت ﻧﻬﺮ دﺟﻠﺔ وﻣﺎ ﺳﻴﺼﻞ ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻫﻮ ٠٩ ﻣﺘﺮﴽ ﻣﻜﻌﺒﴼ ﻓـﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓـﻘـﻂ«. وﻟﻔﺖ إﻟـﻰ إﻧﻪ »ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( إﻟﻰ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان( ﻫﻨﺎﻟﻚ واردات دﺧﻠﺖ إﻟﻰ ﺳﺪ اﳌﻮﺻﻞ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺎﳌﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﻧﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﻄﻤﺢ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻨﺴﻮب ﻣﻴﺎه اﻟﺴﺪ إﻟـﻰ ٩١٣ ﻣﺘﺮﴽ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻵن ﻫﻮ ٠١٣ أﻣﺘﺎر«.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، أﻛﺪت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ، أﻣــــﺲ، اﻧــﺘــﻬــﺎء اﳌـﺮﺣـﻠـﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺳﺪ »إﻟﻴﺴﻮ« واﻣﺘﻼء ﺧﺰاﻧﻪ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﺑﺎﳌﻴﺎه ﻣﻦ ﻧﻬﺮ دﺟﻠﺔ. وذﻛــﺮت اﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟـﻬـﻴـﺪروﻟـﻴـﻜـﻴـﺔ )ﻫـﻴـﺌـﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ( أﻧــــــــﻪ ﺗــــــﻢ إﻏـــــــــــﻼق آﺧــــــــﺮ ﺑـــــﻮاﺑـــــﺎت اﻟﺘﺨﺰﻳﻦ وﻧﻔﻖ اﻻﺷﺘﻘﺎق واﻣﺘﻼء اﻟﺴﺪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻴﺘﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ إﻏﻼق ﺑﻮاﺑﺎت ﺧﺮوج اﳌﻴﺎه، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أﻧﻪ ﺗﻢ ﺿﺦ ٠٤ أﻟﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﺨﺮﺳﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﺪار ٣ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ اﻟﺴﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻠﻚ أﻛــﺒــﺮ ﺧـــﺰاﻧـــﺎت اﳌـــﻴـــﺎه ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ واﻟـــﺬي ﺗــﻢ اﻟــﺒــﺪء ﻓــﻲ إﻧـﺸـﺎﺋـﻪ ﻋﺎم ٦٠٠٢ ﻛــﺠــﺰء ﻣــﻦ ﻣــﺸــﺮوع ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ اﻷﻧﺎﺿﻮل وﺳﻴﻮﻟﺪ ٢١٫٤ ﻣﻠﻴﺎر ﻛـﻴـﻠـﻮواط- ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء ﺳــﻨــﻮﻳــﴼ. ﻛــــﺎن اﻟـﺴـﻔـﻴـﺮ اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ ﻟــﺪى اﻟــﻌــﺮاق ﻓـﺎﺗـﺢ ﻳـﻠـﺪز، ﻗﺪ أﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻼده ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﻣـﻞء ﺧــﺰان ﺳﺪ »إﻟﻴﺴﻮ«، ﻟﻀﻤﺎن اﺳﺘﻤﺮار ﺗﺪﻓﻖ اﳌﻴﺎه إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ.
إﻟـــــــﻰ ذﻟـــــــــﻚ، ذﻛـــــــــﺮت ﺗـــﻘـــﺎرﻳـــﺮ إﻋـﻼﻣـﻴـﺔ، أﻣــﺲ، أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﺑﻌﺜﻮا ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة أﻛﺪوا ﻓﻴﻬﺎ أن ﺳﺪ إﻟﻴﺴﻮ ﻳـــﻬـــﺪد ﺑـﺘـﺠـﻔـﻴـﻒ ﺑــﺤــﻴــﺮة اﻟــﺤــﻮر اﻟــﻌــﻈــﻴــﻢ ﻓــــﻲ إﻳـــــــــﺮان، ﻓـــﻀـــﻼ ﻋـﻦ ﻣﺠﺮى ﻧﻬﺮ دﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ أزﻣﺔ وﻛﺎرﺛﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺤﻴﻄﺔ. وأﺷﺎرت اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ أن ﻣﺸﺮوع اﻟﺴﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ ﻧﻬﺮي دﺟﻠﺔ واﻟـﻔـﺮات، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻹﺿــﺮار ﺑﻤﻼﻳﲔ اﻟﻬﻜﺘﺎرات ﻣﻦ اﻷراﺿــﻲ اﻟـــﺰراﻋـــﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ واﻟـــﻌـــﺮاق، وﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ أزﻣﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺤﻮر اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ إﻳﺮان.
وﺗﻘﻮل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ إن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻮﻟـﻴـﺪ اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ، إذ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ اﻷﻧــﺎﺿــﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻔﻘﺮ ﺑــــﲔ ﺳـــﻜـــﺎﻧـــﻬـــﺎ. وﺗــــﺆﻛــــﺪ أن ﻣـﻦ ﺷﺄن ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ إﻳـﺠـﺎد ﻓــﺮص ﻋﻤﻞ ﻟﺴﻜﺎن ﻫﺬه اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ واﳌــﺴــﺎﻫــﻤــﺔ أﻳــﻀــﴼ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة وﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.