وزﻳﺮ أﳌﺎﻧﻲ ﻳﺤﺬر ﻣﻦ ﺧﻄﻮرة »أﻃﻔﺎل داﻋﺶ« اﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ
ﺣـــﺬر ﻫــﻴــﺮﺑــﺖ روﻳـــــﻞ، وزﻳــﺮ داﺧـﻠـﻴـﺔ وﻻﻳـــﺔ اﻟــﺮاﻳــﻦ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻓﻴﺴﺘﻔﺎﻟﻴﺎ، ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋــﻦ ﻋــــﻮدة »أﻃـــﻔـــﺎل داﻋــــﺶ« ﻣﻦ ﻣــــﻨــــﺎﻃــــﻖ اﻟــــﻘــــﺘــــﺎل ﻓـــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ واﻟﻌﺮاق إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ.
وﻗــــﺎل اﻟـــﻮزﻳـــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻫـﺎﻣـﺶ ﻣﺆﺗﻤﺮ أﻣﻨﻲ ﻟﻠﻮزارة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻳﺴﻦ، أﻣــﺲ، إن ﻫــﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﺗــــﻄــــﺮﻓــــﻮا ﻛـــﺜـــﻴـــﺮﴽ ﻓـــــﻲ أﺣـــﻀـــﺎن »داﻋــــﺶ« ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ واﻟــﻌــﺮاق، ﻣﺸﻴﺮا إﻟـﻰ ٥٧ أﳌﺎﻧﻴﴼ ﻋﺎﺋﺪﴽ ﻣﻦ اﻟـــﻘـــﺘـــﺎل ﻓــــﻲ ﻣـــﻨـــﺎﻃـــﻖ »داﻋــــــﺶ« ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ٨ ﻧــﺴــﺎء و٨١ ﻃــﻔــﻼ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ.
وأﺿــــــﺎف اﻟـــﻮزﻳـــﺮ أن ﻫــﻨــﺎك ﺛﻐﺮات أﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻟﻐﻴﺎب اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـــﻊ »أﻃـــﻔـــﺎل داﻋــــــﺶ« اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻮا ٤١ ﺳﻨﺔ. وﻳﻤﻜﻦ ﻟﺪاﺋﺮة ﺣــــﻤــــﺎﻳــــﺔ اﻟـــــﺪﺳـــــﺘـــــﻮر )ﻣــــﺪﻳــــﺮﻳــــﺔ اﻷﻣــــــــــــﻦ اﻟــــــﻌــــــﺎﻣــــــﺔ( أن ﺗــﺤــﻔــﻆ ﺑـــﻴـــﺎﻧـــﺎت ﺗــﻔــﺼــﻴــﻠــﻴــﺔ ﺟــــﺪﴽ ﺣــﻮل »اﻟﺪاﻋﺸﻴﲔ« اﻟﺒﺎﻟﻐﲔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻮﻟﺔ ﻟﺤﻔﻆ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ. وأﻛﺪ روﻳﻞ أﻧـــــﻪ ﻳـــــﺮى أن »أﻃــــﻔــــﺎل داﻋـــــﺶ« ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟـﺪاﺋـﺮة ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ اﻟـــﺪﺳـــﺘـــﻮر، ودﻋــــــﺎ إﻟــﻰ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــــــــﺎب اﻟــــــﺬي ﻳــﺴــﻤــﺢ ﺑـﺠـﻤـﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺗـــﺰﻳـــﺪ أﻋـــﻤـــﺎرﻫـــﻢ ﻋـــﻦ ٤١ ﺳــﻨــﺔ. وأﺷـــﺎر إﻟــﻰ أن وﻻﻳــﺔ ﺑـﺎﻓـﺎرﻳـﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف ﺣﺪودﴽ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ وﺗﻔﺮض اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ، وأن اﻷوان ﻗــﺪ ﺣـــﺎن ﻓــﻲ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﻷﺧـــﺮى ﻹﻋـــــﺎدة اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻓــﻲ ﻣـﻮﻗـﻔـﻬـﺎ ﻣﻦ »أﻃﻔﺎل داﻋﺶ«.
وﻛــــﺎﻧــــﺖ اﻟــﻨــﻴــﺎﺑــﺔ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﻋﻦ ﻋﺪم وﺟـﻮد أدﻟـﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻛـﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ واﻟــــــﻌــــــﺮاق، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل أو ﻓﻲ دﻋﻢ ﺟﺮاﺋﻢ »داﻋــﺶ«. واﻋﺘﺒﺮت اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ اﻻﺗــﺤــﺎدﻳــﺔ أن اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ »داﻋــﺶ« أو اﻟﻌﻴﺶ ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺖ اﻟـﺰوﺟـﻴـﺔ ﻣــﻊ داﻋـﺸـﻲ، ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻻﻋـﺘـﻘـﺎل اﻟــﻌــﺎﺋــﺪات ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ.
وﺗــﺤــﻴــﻞ اﳌــﺤــﺎﻛــﻢ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ اﻷﻃـﻔـﺎل واﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ إﻟــﻰ داﺋــﺮة رﻋﺎﻳﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻨﺪ ﺛﺒﻮت ﺗﻬﻤﺔ اﻹرﻫﺎب ﻋﻠﻰ أﺣﺪ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻟــﻜــﻦ اﻟــﻄــﻔــﻞ ﻳـﺒـﻘـﻰ ﻓــﻲ أﺣــﻀــﺎن اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ ﻋـﻨـﺪ ﻋــﺪم وﺟـــﻮد أدﻟــﺔ. وﺳﺒﻖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﻣﻨﺤﺖ ﺣﻖ رﻋــﺎﻳــﺔ ﻃــﻔــﻞ ﻋــﻤــﺮه ﺳـﻨـﺘـﲔ إﻟــﻰ ﺟﺪه اﻷﳌﺎﻧﻲ، وﻧﻘﻠﺘﻪ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﺑـﻌـﺪ ﺗــﻌــﺬر اﻹﻓــــﺮاج ﻋــﻦ اﻷم ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﻋﺮاﻗﻲ.
وﻛــــــﺎن روﻳـــــــﻞ، اﻟــــــﺬي راﻓــﻘــﻪ رﺋﻴﺲ داﺋﺮة ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻓﻲ وﻻﻳﺔ اﻟﺮاﻳﻦ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻓﻴﺴﺘﻔﺎﻟﻴﺎ ﺑــﻮرﻛــﻬــﺎرد ﻓــﺮاﻳــﺮ، ﻋـﻘـﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮﴽ ﺻـﺤـﺎﻓـﻴـﴼ ﻓــﻲ أﻳــﺴــﻦ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻧـــﻌـــﻘـــﺎد اﳌـــﺆﺗـــﻤـــﺮ اﻷﻣــــﻨــــﻲ، دﻋــﺎ ﻓﻴﻪ إﻟــﻰ ﻋــﺪم اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋـﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺬار ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻹرﻫﺎب رﻏﻢ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق.
وﺗـــﺤـــﺪث ﻓـــﺮاﻳـــﺮ ﻋــــﻦ ٠٠٠٣ ﻣﺘﺸﺪد ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ اﻟﺮاﻳﻦ اﻟـــﺸـــﻤـــﺎﻟـــﻲ ﻓــﻴــﺴــﺘــﻔــﺎﻟــﻴــﺎ، اﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﺑــﻨــﺤــﻮ ٠٢ ﻣـــﻠـــﻴـــﻮﻧـــﴼ. وﺗــﺼــﻨــﻒ داﺋـــــــﺮة ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ اﻟـــﺪﺳـــﺘـــﻮر ٣٢٨ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻤﺘﻄﺮف ﻣﺴﺘﻌﺪ ﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟــﻌــﻨــﻒ، وﻧــﺤــﻮ ٠٥٢ ﻓــﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ »اﻟـــﺨـــﻄـــﺮﻳـــﻦ« اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﻳﻨﻔﺬوا أو ﻳـﺴـﺎﻋـﺪوا ﻓـﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ أﻋﻤﺎل إرﻫﺎﺑﻴﺔ.
وﻗـﺎل ﻓﺮاﻳﺮ إن وﻻﻳـﺔ اﻟﺮاﻳﻦ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻓﻴﺴﺘﻔﺎﻟﻴﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷﻓﺮاد اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ ﻛـــﻜـــﻞ، إﻟــــﻰ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ ﻣـــﺮاﻗـــﺒـــﺔ ﻛـﻞ ﻣﺘﺸﺪد ﻋﻠﻰ ﺣــﺪة. وأرﺟــﻊ ذﻟﻚ ﻟـــﻌـــﻮدة إرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﲔ ﻣـــﻦ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟﻘﺘﺎل، اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪرﺑﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎل وﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﻤﻔﺮدﻫﻢ.
وﺣــــــﺬر ﻓــــﺮاﻳــــﺮ ﻣــــﻦ ﺳــﻬــﻮﻟــﺔ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺮف، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑـــﲔ اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب، ﺑــﺘــﺄﺛــﻴــﺮ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﺔ ﻓـﻲ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ أو ﺑــﺘــﺄﺛــﻴــﺮ اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ. وأردف رﺋﻴﺲ اﻟﺪاﺋﺮة اﻷﻣﻨﻴﺔ أن »اﻟﺘﻄﺮف أﺻﺒﺢ ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﻷﻳــﺎم ﻳـــﺤـــﺼـــﻞ ﺧـــــــﻼل ﺛــــﻼﺛــــﺔ أﺷـــﻬـــﺮ، وﻟـــﻴـــﺲ ﺧـــــﻼل ﺛـــــﻼث ﺳـــﻨـــﻮات«. ﻛﻤﺎ أﺷﺎر ﻓﺮاﻳﺮ إﻟﻰ ٦١ ﺷﺨﺼﺎ »ﺧﻄﺮﴽ« ﻓﻲ ﺳﺠﻮن اﻟﺘﺮﺣﻴﻼت ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺔ، ﻣﻨﻬﻢ ٦ »ﺧﻄﺮﻳﻦ« ﻗﺪ ﻳﺠﺮي ﺗﺴﻔﻴﺮﻫﻢ إﻟﻰ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﻓﻲ أﻗﺮب وﻗﺖ. وأﻛﺪ أن اﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﺒﺬل وﺳﻌﻬﺎ ﻟﺘﺮﺣﻴﻞ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﳌﺘﻬﻢ ﺑﺎﻹرﻫﺎب اﳌﺪﻋﻮ »ﺳﺎﻣﻲ أ.« اﻟﺬي ﺗﺘﻬﻤﻪ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ اﻟــــﻘــــﺎﻋــــﺪة اﻹرﻫـــــﺎﺑـــــﻲ، وﺑـــﻜـــﻮﻧـــﻪ اﻟــــﺤــــﺎرس اﻟــﺸــﺨــﺼــﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻدن ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن. وﻣﻌﺮوف أن ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺳﺎﻣﻲ أ. ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺼﻮل زوﺟـﺘـﻪ وأﻃـﻔـﺎﻟـﻪ ﻋﻠﻰ اﻟـﺠـﻨـﺴـﻴـﺔ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ ﺧـــﻼل ﻓـﺘـﺮة إﻗﺎﻣﺘﻪ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﺮ ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ ٧٩٩١.