ﻗﻤﺔ ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة... ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ دﻋﺎﺋﻴﺔ أم ﺗﻐﻴﺮات واﻗﻌﻴﺔ؟
ﻫــﻞ ﺳـﻴـﻀـﺤـﻰ ﺣـﻘـﴼ ﻏـــﺪﴽ اﻟـﺜـﻼﺛـﺎء ﻋﻈﻴﻤﴼ ﺑﲔ أﻳﺎم وﺷﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﻟﺠﺎري؟
ﻗﻄﻌﴼ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻘﺎء دوﻧـﺎﻟـﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﻊ ﻛﻴﻢ ﺟﻮﻧﻎ أون ﻟﻘﺎء ﻏﻴﺮ اﻋﺘﻴﺎدي وﻏــﻴــﺮ ﻣــﺴــﺒــﻮق، وﻧـﺘـﺎﺋـﺠـﻪ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗــﻐــﻴــﺮ ﻣـــﺴـــﺎر اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ – اﻵﺳــﻴــﻮﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﻘــﻮد اﻟــﻘــﺎدﻣــﺔ، ﺣــﺎل اﻟــﺘــﻮﺻــﻞ إﻟـــﻰ ﺻـﻴـﻐـﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻟﻠﻄﺮﻓﲔ.
ﻏــﻴــﺮ أن اﻟــﻘــﻤــﺔ اﳌــﺜــﻴــﺮة ﺗـﺴـﺘـﺪﻋـﻲ ﺗــﺴــﺎؤﻻت ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﺒﺪأ ﻣـﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻛـــﻴـــﻢ ﻣـــﻮﻗـــﻔـــﻪ ﻣــــﻦ اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة، وﺻـﻮﻻ إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻚ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧـﺮ ﻓﻲ ﻧﻮاﻳﺎه اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ.
ﻟـﺘـﻜـﻦ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ ﻣــﻦ ﻋـﻨـﺪ ﻛـﻴـﻢ اﻟــﺬي ﻫــــﺪد اﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﺑــﺼــﻮارﻳــﺨــﻪ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ اﻟﻌﺎﺑﺮة ﻟﻠﻘﺎرات، ﻋﻄﻔﴼ ﻋﻠﻰ اﳌــﺨــﺎوف اﻟـﺘـﻲ اﻧـﺘـﺎﺑـﺖ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن ﻣــﻦ أن ﺗﻄﺎل ﻧﻴﺮاﻧﻪ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻫﻨﺎك.
ﻣــــﺎ اﻟــــــﺬي ﺟـــــﺮى ﻟـــﻴـــﺤـــﻮل »اﻟــﻔــﺘــﻰ اﻟــــﻜــــﻮري« وﺟــﻬــﺘــﻪ ﻣـــﻦ اﻟـــﺨـــﺼـــﺎم إﻟــﻰ إرﻫﺎﺻﺎت اﻟﻮﺋﺎم ﻣﻊ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ؟
ﻻ ﺗــــــــــــﺰال اﻹﺟــــــــﺎﺑــــــــﺔ ﻋـــــــﻦ ﻋــــﻼﻣــــﺔ اﻻﺳﺘﻔﻬﺎم اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ، وﻻ ﻳﻘﻄﻊ أﺣــــﺪ ﺑــﻤــﺎ وراﺋــــﻴــــﺎت اﳌــﺸــﻬــﺪ ﺳــﻴــﻤــﺎ أن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻜﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗـﺰال ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓــﻬــﻨــﺎك ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻌــﺪ ﺧــﻄــﻮات ﻓــﻲ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ ٨٢ أﻟﻒ ﺟﻨﺪي أﻣﻴﺮﻛﻲ، وﻗــــﻮاﻋــــﺪ ﻃــــﺎﺋــــﺮات أﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﺣــﺪﻳــﺜــﺔ، وأﺧﺮى ﻟﻠﺼﻮارﻳﺦ اﻷﺣﺪث، وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺸﻌﻞ ﺑﻴﻮﻧﻎ ﻳﺎﻧﻎ إن أرادت واﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻌﺪودات.
ﻳﺤﺎﺟﺞ اﻟﺒﻌﺾ ﺑــﺄن اﻟـﺼـﲔ ﻫﻲ اﻟــﺘــﻲ ﻣــﺎرﺳــﺖ ﺿــﻐــﻮﻃــﺎت ﻋـﻠـﻰ ﻛـﻮرﻳـﺎ اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ، ﻟــﻜــﻦ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻵﺧـــﺮ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄن اﻟﺼﲔ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ وﺟـــﻮد ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻣـﻮﺿـﻮع ﻗﻮة ﻻ ﺿﻌﻒ، وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺪرك اﻷﻃﻤﺎع اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ آﺳﻴﺎ، وﺗﺤﺴﺐ ﻟﻠﻤﻮاﺟﻬﺔ ﺑﲔ اﻷﺳﺎﻃﻴﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺼﲔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ.
ﻣـــــﻦ ﺟـــﻬـــﺔ داﺧـــﻠـــﻴـــﺔ ﺗــــﻘــــﻮل أﺻـــــــــﻮات ﻛـــﻮرﻳـــﺔ ﺷــــﻤــــﺎﻟــــﻴــــﺔ إن اﻟـــــﻮﺿـــــﻊ اﻻﻗـــــــﺘـــــــﺼـــــــﺎدي اﳌــــــﺘــــــﺄزم وﺗﺮدي اﻷﺣﻮال اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﻛﻴﻢ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣــﻮاﻗــﻔــﻪ، وإﻏــﻼق ﺑـــــﻌـــــﺾ اﳌــــــــﻮاﻗــــــــﻊ اﻟــــﺘــــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻹﺟـــﺮاء اﻟــــــﺘــــــﺠــــــﺎرب اﻟـــــﻨـــــﻮوﻳـــــﺔ، وﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻓـــﻘـــﺪ ﻓـــﻀـــﻞ أن ﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻮار ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ ﻻ اﻟﺘﺼﺎدم ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ.
اﻟـــﺴـــﻄـــﻮر اﳌــﺘــﻘــﺪﻣــﺔ ﺗـــﻘـــﻮدﻧـــﺎ إﻟــﻰ ﺗـــﻌـــﻤـــﻴـــﻖ اﻟـــﺒـــﺤـــﺚ ﻓـــــﻲ ﻧـــــﻮاﻳـــــﺎ ﻛـــﻮرﻳـــﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺳﻴﻤﺎ أن زﻋﻴﻤﻬﺎ ﻟـﻢ ﻳﻌﻠﻦ اﻟـــﺒـــﺘـــﺔ ﻧـــﻴـــﺘـــﻪ اﻟـــﺘـــﺨـــﻠـــﻲ ﻋـــــﻦ اﻷﺳـــﻠـــﺤـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻤــﺘــﻠــﻜــﻬــﺎ ﺑــــــﻼده ﺑــــﺎﳌــــﺮة، ورﻏـــﻢ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوى ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أوﺿﺎع اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، إﻻ أن أﺣﺪﴽ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣــﻮزة ﻛﻴﻢ أﺳﻠﺤﺔ ذات رؤوس ﻧﻮوﻳﺔ أم ﻻ.
ﻫــﻞ ﻗــﻤــﺔ ﺳــﻨــﻐــﺎﻓــﻮرة ﺗـﻤـﺜـﻴـﻠـﻴـﺔ أم ﻣﺘﻐﻴﺮات ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ؟
ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺸﻜﻮك ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ، وﻓــﻲ ﻣﻘﺪﻣﻬﻢ اﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮر ﻣــﺎرﻛــﻮ روﺑـــﻴـــﻮ، اﻟــــﺬي ﺳــﻌــﻰ ﻟﻠﺘﺮﺷﺢ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻓﻘﺪ أﺑــﺪى ﻣﺆﺧﺮﴽ رأﻳﻪ، وﻓﻴﻪ أن ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻠﻰ أﺑﺪا ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي، وﺳﻠﻮك ﻛﻴﻢ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﳌﺸﺎﻫﺪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ.
ﻳــﻀــﻴــﻒ روﺑـــﻴـــﻮ ﻓـــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎﺗـﻪ ﻟﻘﻨﺎة (ABC) اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، أن ﻛﻴﻢ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻧﺰع اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ وﻫﻮ ﻟﻦ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ، وﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺧﻠﻖ اﻧﻄﺒﺎع ﺑﺄﻧﻪ زﻋﻴﻢ ﻣﻨﻔﺘﺢ، وأﻧــﻪ ﻣﺴﺎﻟﻢ وﻋــﻘــﻼﻧــﻲ... ﻫـﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮر اﻟﺸﺎب ﻋﻠﻰ ﺣﻖ؟
ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗـــــﻞ ﻫــﻨــﺎك ﺟــــﺰء ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ ﻓــــﻲ ﻛــــﻼﻣــــﻪ، ﻓـــﺰﻋـــﻴـــﻢ ﻛـــﻮرﻳـــﺎ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻟــﺪﻳــﻪ ارﺗــﺒــﺎط ﻋـــــــﺎﻃـــــــﻔـــــــﻲ وﺷــــﺨــــﺼــــﻲ وﻧـــــﻔـــــﺴـــــﻲ »ﺑـــﺄﺳـــﻠـــﺤـــﺘـــﻪ اﻟﻨﻮوﻳﺔ«، ﻷﻧـﻪ ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ ﻳــــﺸــــﻌــــﺮ ﺑـــــﺄﻧـــــﻪ ﺻـــﺎﺣـــﺐ ﻧـــــﻔـــــﻮذ، وﻗـــــــﺪ أﻋــــﻠــــﻦ ﻣــﻦ ﻗـــﺒـــﻞ أن ﺑـــــــﻼده وﺻــﻠــﺖ إﻟــــــــــﻰ ﻋـــــﺘـــــﺒـــــﺎت ﺣـــــﻴـــــﺎزة اﻟـﺴـﻼح اﻟــﻨــﻮوي، وﻋﻠﻴﻪ ﻓــﻤــﺎ اﻟـــــﺬي ﻳــﺠــﺒــﺮه ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺪﺧــﻮل ﻓــﻲ ﻣـﻔـﺎوﺿـﺎت ﻣﻊ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ؟
رﺑــــﻤــــﺎ ﻳــﺘــﺨــﻔــﻰ ﻓــﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻣﺘﻬﻮرة »رﺟﻞ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ ﺑـــــﺎرع« ﻳــﻌــﺮف ﻛــﻴــﻒ ﻳــﻔــﺎوض وﻳـــﻘـــﺎﻳـــﺾ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﲔ، ﻓــﺎﻹﺷــﻜــﺎﻟــﻴــﺔ اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ، ﻗـﺪ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻛﺴﻼح ردع أو أداة ﺗﻔﺎوض ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ رﻓﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻼده، وإﺟﺒﺎر اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﺤــﺐ ﻗـــﻮاﺗـــﻬـــﻢ وﻗـــﻮاﻋـــﺪﻫـــﻢ ﻣـﻦ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، وﺗـﺎﻟـﻴـﴼ إﻧــﻬــﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺤﺮب اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻜﻮرﻳﺘﲔ ودﻣﺞ ﺷﻌﻮب اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، وﻫﻢ ﻓﻲ اﻷﺻﻮل ﺷﻌﺐ واﺣﺪ.
ﻟـﻦ ﻳـﻜـﻮن ﻣــﻦ اﻟﻴﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ وزﻋــﻴــﻤــﻬــﺎ اﻷوﺣـــــﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷواﻣـــــﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﳌـﺘـﺨـﻔـﻴـﺔ ﺑــﺪورﻫــﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻃﻠﺒﺎت أﻫﻤﻬﺎ وأوﻟﻬﺎ إﺧﺮاج أﺳﻠﺤﺘﻬﺎ اﻟﻨﻮوﻳﺔ واﳌـﻮاد اﻻﻧﺸﻄﺎرﻳﺔ واﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﻣﻦ ﻗﻤﺔ ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة.
وﺑــــــــﺎﻟــــــــﻘــــــــﺪر ﻧـــــﻔـــــﺴـــــﻪ ﻻ ﻳــــﻄــــﺎﻟــــﺐ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ اﻟﺤﺠﺮ وﻛﻔﻰ، ﺑﻞ اﻟــﺴــﻌــﻲ إﻟـــﻰ ﺗـﻬـﺠـﻴـﺮ اﻟــﺒــﺸــﺮ، أي ﻧﺤﻮ ﻋـــﺸـــﺮة آﻻف ﻋـــﺎﻟـــﻢ ﻧـــــﻮوي إﻟــــﻰ ﺧـــﺎرج اﻟﺒﻼد، واﻷﻫﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﳌﻌﺮﻓﺔ اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ وﻣﺤﻮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ، ذﻟﻚ أﻧﻪ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ »اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ« ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟـــﻜـــﻮري اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻲ، ﻓــــﺈن ﺑــﻴــﻮﻧــﻎ ﻳـﺎﻧـﻎ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﺳﺮﴽ واﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ، ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ ذﻟــﻚ، ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﺑﻴﻊ أﺳﺮار ﻧﻮوﻳﺔ إﻟﻰ دول أﺧﺮى أو ﺟﻤﺎﻋﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ.
ﻣــــﺎ اﻟـــــــﺬي ﻳــــﺪﺑــــﺮه ﻛـــﻴـــﻢ ﻣــــﻦ ﺧـــﻼل اﺳﺘﺪراج ﺗﺮﻣﺐ إﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة؟
اﻟـــــﻮﺿـــــﻮح ﻟـــﻴـــﺲ ﺳـــﻴـــﺪ اﳌــــﻮﻗــــﻒ، ﻓــﺠــﺴــﻢ اﳌـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت ﻗـــﺎﺑـــﻊ ﺑـــﲔ أﻳـــﺪي رﺟﺎﻻت اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺼﺮ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺳـﻴـﻜـﻮن اﻷول ﻣــﻦ ﻧـﻮﻋـﻪ ﻣـﻨـﺬ وﺻـﻮﻟـﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ، ذﻟﻚ أن ﺟﻞ ﻣﺎ أﻗﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻜﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ، ﻻ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ إن ﺟﺎز ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ، ﻓﺈﻟﻐﺎء اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﻟـــﻢ ﻳــﺤــﻞ اﻷزﻣــــــﺔ ﻣـــﻊ إﻳـــــﺮان، واﺿﻄﺮاب اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻻ ﻳﺰال ﻗﺎﺋﻤﴼ، أﺿﻒ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﺧﻼﻓﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺪﺧﻞ ﻋﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺣﻴﺰ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻣﻊ ﺣﻠﻔﺎﺋﻪ اﻷوروﺑﻴﲔ.
ﺗـــــﺮﻣـــــﺐ ﻓـــــﻲ ﺣـــــﺎﺟـــــﺔ إﻟـــــــﻰ إﻧــــﺠــــﺎز ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﺣـﻘـﻴـﻘـﻲ ﻓــﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟـــﺪول اﻟـــﺘـــﻲ أﻃـــﻠـــﻖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﻮن ﻣـﻦ زﻣــﻦ ﺑــﻮش اﻻﺑـــﻦ »دول ﻣـﺤـﻮر اﻟـﺸـﺮ«، وﻛـﻮرﻳـﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ، وﻫــﻮ إﻧﺠﺎز ﺳــﻮف ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺧــﻼل اﻷﺷــﻬــﺮ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﻨﺼﻔﻲ ﻟﻠﻜﻮﻧﻐﺮس ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وﺧﻼل ﻋﺎﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻷرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ أم ﻻ.
ﻗـــــــﻤـــــــﺔ ﻣـــــــــﺜـــــــــﻴـــــــــﺮة، وﺗـــــﺒـــــﻌـــــﺎﺗـــــﻬـــــﺎ واﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺘﺠﺎوز واﺷﻨﻄﻦ وﺑﻴﻮﻧﻎ ﻳﺎﻧﻎ، إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺒﺮاﻣﺞ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وﻧـﻮوﻳـﺔ ﻣﻊ ﻛـﻮرﻳـﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، وﻓـﻲ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ إﻳــﺮان، وﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل إن ﻧﺠﺎح ﻗﻤﺔ ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻀﻴﻴﻖ »ﻧـﺎﻓـﺬة اﻟﺮﺣﻤﺔ« ﺗﺠﺎه إﻳـــﺮان، وإن إﺧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ دﻓـﻘـﺎت ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء اﳌﺘﺠﺪدة وإﺣﻴﺎء اﻵﻣﺎل اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻧﻮوي...
اﻟـــــــﺨـــــــﻼﺻـــــــﺔ... اﻟــــﻠــــﻴــــﺎﻟــــﻲ ﺣــﺒــﻠــﻰ ﺑﺎﳌﻔﺎﺟﺂت ﻳﻠﺪن ﻛﻞ ﻋﺠﻴﺐ.