الدراما المصرية تبرز مكافحة الإرهاب بالإثارة والتفجيرات
انتقادات لتشابه الأفكار وغياب العمق في المعالجة
ببطولته الفنان المصري أمير كرارة، فـي مـضـمـونـه مـع الأعــمــال الـدرامـيـة الأخـــــرى، بـعـدمـا حـقـق الــجــزء الأول منه نجاحاً كبيراً الموسم الرمضاني الماضي، وبدأ الجزء الثاني بمطاردة الإرهابيين، بعد قيام خلية إرهابية بـقـتـل أفـــــراد عـائـلـتـه، لـيـقـرر بـعـدهـا سلسلة الانتقام.
وقال مؤلف »كلبش ٢« الدكتور بـاسـم دويــــدار، لــ »الـشـرق الأوســـط،« عــن سـبـب تــنــاولــه ظــاهــرة الإرهــــاب في الجزء الثاني من العمل: »المؤلف فـي النهاية إنـسـان يعيش فـي بيئة وتـــوجـــد حــولــه أحــــــداث، يــتــأثــر بها ويــؤثــر فـيـهـا، وتـنـعـكـس غـالـبـاً على ما يكتبه، فظاهرة الإرهاب موجودة عــلــى الــســاحــة الــعــربــيــة والأجـنـبـيـة بشكل قــوي، ولـيـس فـي مـصـر فقط. وتؤثر في حياتنا جميعاً لأننا نحتكّ بها يومياً سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لذلك من الطبيعي أن نجدها حاضرة في الدراما كما هي حاضرة في الحياة العامة.«
وأضـــــــــــاف: »هــــنــــاك مــســؤولــيــة على كـتّـاب الـدرامـا أن يلقوا الضوء عــلــىعـلــى هــــذه الـــظـــاهـــرة وعـلـى الجوانب التي لا يراها المواطنون ولا يعرفونها، وهــذا مـا حـدث معنا في مسلسل (كلبش ٢) حيث بحثنا عن زاوية جديدة لم يتم استعراضها من قبل«.
وعن رأيه في عرض أكثر من عمل يـنـاقـش هــذه القضية قــال: »بالفعل هناك نحو ٥ أو ٦ مسلسلات تناقش نفس القضية وهـي (الإرهــاب) ولكن كـل قصة منها تتناوله مـن منظور مــخــتــلــف عـــن الآخـــــــر، وذلــــــك حـسـب المــعــلــومــات الــتــي يـمـلـكـهـا والأفــكــار الـتـي يـريـد أن يـركـز عليها وقـراءتـه للأحداث .«
وأوضح : »بالنسبة إلى مسلسل (كلبش) حاولنا أن نتعرض للظاهرة بشكل غير تقليدي ونـطـرح الـزوايـا الـتـي لـم يناقشها أو يتناولها أحد من قبل، وبحكم عملي لـفـتـرة نـحـو ثــلاث سـنـوات فـي الأمـم المـتـحـدة مــا بــين لـيـبـيـا والـصـومـال، فقد تغيرت رؤيتي للأحداث، بعدما اكتسبت خبرة كافية في هذا المجال، وستكون هناك مفاجآت في الحلقات القادمة .«
ويـــــشـــــارك مــســلــســل »الـــســـهـــام المـــارقـــة« كــذلــك فــي مـعـالـجـة قضية الــتــنــظــيــمــات الإرهـــــابـــــيـــــة، ويــلــقــي الــضــوء عـلـى مـــدن عـربـيـة احـتـلـتـهـا تـلـك الـتـنـظـيـمـات، ويــبــرز الـجـوانـب الإنـسـانـيـة الـعـمـيـقـة داخــــل الــصــراع الـدمـوي، كما يبرز الأفـكـار المتشددة لـقـيـادات الـتـنـظـيـم، ويـسـلـط الـضـوء على الشبان المـغـرر بهم، لكن فكرته متشابهة مع مسلسل »غرابيب سود« الذي تم عرضه العام الماضي وناقش احــتــلال الـتـنـظـيـم الإرهـــابـــي لـبـلـدان عربية.
بدوره، قال المخرج مجدي أحمد علي: »تناول الدراما لقضية الإرهاب، يشبه تـنـاول أفــلام الأكـشـن للظاهرة نفسها، فالتركيز على عناصر الأكشن أكثر من التركيز على الأفكار التي هي أساس هذه القضية، الخطيرة جداً... فوجود هؤلاء الأشخاص بهذا الفكر وقدرتهم على الهدم هي الأهم ويجب التركيز عليها، وأنا لم أر أي مسلسل لـه طـابـع فـكـري يناقش أفـكـار هـؤلاء الـنـاس الإرهـابـيـين وخطورتهم على المجتمع، وهذا شيء محزن«.
ويضيف علي: »نحن لم نستطع حتى الآن توصيل فكرة أن الإرهـاب يـقـتـنـع ويـــمـــرر أفــــكــــاراً فـــي مـنـتـهـى الخطورة على المجتمع، ونحن نذهب بشكل سطحي ونناقشه من منظور الأكشن والتفجيرات وغيرها، كأننا نريد تقديم شكل مبهر من الناحية الحركية ولا نناقش الأفـكـار، فـلا بد من ترسيخ العديد من الحريات حتى نستطيع الوصول إلى نتيجة فاعلة في هذه القضية«.
بينما قال الكاتب والمؤلف عمرو سمير عاطف: »تناول قضايا الإرهاب درامـــيـــاً بــهــذه الـطـريـقـة الـعـشـوائـيـة تشجع عـلـى زيـــادة الإرهــــاب، فنحن نــقــع دائـــمـــاً فـــي مـشـكـلـة أنــنــا نـفـهـم الفن وتأثيره على المشاهدين بشكل خاطئ، فنحن نعتقد أن الفنان مؤثر، وعـنـدمـا يـقـول لـلـجـمـهـور شـيـئـاً في فكرة درامية سوف يصدقه خصوصاً إذا كــــان يـتـكـلـم عـــن قـضـيـة خـاصـة بالدين، فلو أن قضية دينية تناولها الفنان عادل إمام بشكل معين ثم جاء داعية وقال فيها شيئاً آخر، سيصدق المواطنون الداعية بالتأكيد، فعلاقة الناس بالفنانين مثل مقولة (لا بحبك ولا أقدر على بعدك(«.