ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﺣﻤﻠﺔ ﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺪﻣﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻔﻘﺮاء
ﺣﻠﻢ ﲢﻮل إﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﻄﻔﻠﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻔﻜﺮة
أﻃــﻠــﻘــﺖ ﻋــﺎﺋــﻠــﺔ ﻣــﺼــﺮﻳــﺔ ﺣﻤﻠﺔ ﺗـــﺤـــﺖ ﻋــــﻨــــﻮان »دﻣــــﻴــــﺔ ﻟـــﻜـــﻞ ﻃــﻔــﻠــﺔ« ﻟـــﺘـــﻮزﻳـــﻊ اﻟــــﻌــــﺮاﺋــــﺲ واﻟـــــﺪﻣـــــﻰ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻃــــﻔــــﺎل اﻟــــﻔــــﻘــــﺮاء، وﺗــــﺒــــﺬل اﻷﺳـــــﺮة ﺟـــﻬـــﻮدﻫـــﺎ ﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ ﺣــﻠــﻢ ﻃـﻔـﻠـﺘـﻬـﻢ اﻟﺮاﺣﻠﺔ ﻫﺎﻳﻤﺎ ﺑـﺄن ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻛﻞ ﻃﻔﻠﺔ ﻋﺮاﺋﺴﻬﺎ وأﻟﻌﺎﺑﻬﺎ، ﻟﻴﺘﺤﻮل ﺣﻠﻤﻬﺎ ﺣـــﺎﻟـــﻴـــﴼ إﻟــــــﻰ واﻗـــــــﻊ ﻳــــﺮﺳــــﻢ اﻟــﺒــﻬــﺠــﺔ واﻟﻔﺮﺣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟــﻮه آﻻف اﻷﻃـﻔـﺎل، وﻣـــــﻊ ﺧــﺼــﻮﺻــﻴــﺔ أﺟــــــــﻮاء اﻷﻋـــﻴـــﺎد ﺣﺮﺻﺖ اﻟﺤﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻊ ﻫﺪاﻳﺎﻫﺎ ﻓــﻲ ﺑــﻌــﺾ ﻗـــﺮى ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺘـﻲ اﻟـﻔـﻴـﻮم واﻟﺠﻴﺰة .
ﻛﺎن ﺣﻠﻢ ﻫﺎﻳﻤﺎ اﻟﺘﻲ رﺣﻠﺖ ﻋﻦ ﻋـﺎﳌـﻨـﺎ، وﻋـﻤـﺮﻫـﺎ ٢١ ﺳـﻨـﺔ، أﻛـﺒـﺮ ﻓﻲ اﺗﺴﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺳﻨﻮات ﻋﻤﺮﻫﺎ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ، ﺣﻠﻤﺖ ﺑﺄن ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻔﻘﺮاء ﻣﻦ اﻣﺘﻼك ﻋﺮاﺋﺴﻬﻢ وأﻟﻌﺎﺑﻬﻢ . ذات ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻌﺮاﺋﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﴽ، ﻓﺎﺟﺄت واﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑــﺴــﺆال ﻳـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﳌــﻌــﺎﻧــﻲ اﻟـﺤـﺰﻳـﻨـﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺎت ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺑﺮاءﺗﻬﺎ: ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻓﻌﻼ أﻃﻔﺎل ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﺮاﺋﺲ وأﻟﻌﺎب؟ وأﻣﺎم ﺻﻤﺖ اﻷم وﺗﺠﻨﺒﻬﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ، دﺧﻠﺖ اﻟﻔﺘﺎة إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ وﺑــﺪأت ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء وﻫﻲ ﺗــــــﺪون اﻟـــﺮﺳـــﺎﻟـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ إﻟــﻰ أﻳﻘﻮﻧﺔ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻠﻬﺎ.
أﻣــــــــﺎم ﺑــــﻜــــﺎء اﻟـــﻄـــﻔـــﻠـــﺔ وﻛـــﻠـــﻤـــﺎت رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻋـﺒـﺮت ﻓﻴﻬﺎ ﻋــﻦ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﺑـــﺄن ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻛــﻞ اﻷﻃــﻔــﺎل اﻟﻔﻘﺮاء ﻋﺮاﺋﺴﻬﻢ وأﻟﻌﺎﺑﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ، وﻋﺪﺗﻬﺎ اﻷم ﺑﺄن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺸﺮاء ﺑﻌﺾ اﻟـﻌـﺮاﺋـﺲ واﻷﻟــﻌــﺎب وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻔﻘﺮاء .
رﺣـﻠــﺖ ﻫـﺎﻳـﻤـﺎ ﻋــﻦ اﻟــﺤــﻴــﺎة، ﻟﻜﻦ أﺳـــﺮﺗـــﻬـــﺎ ﻟـــﻢ ﺗــﻨــﺲ ﺣــﻠــﻤــﻬــﺎ، وﺑـــــﺪأت ﺗﺪﺷﲔ ﺣﻤﻠﺔ »دﻣﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻃﻔﻠﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓـﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣـﻦ أﻓــﺮاد اﻷﺳـﺮة ﻓﻘﻂ، وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ أﺻﺪﻗﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺤﻤﻠﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺮاﺋﺲ ﻋﻠﻰ اﻷﻃـﻔـﺎل اﻹﻧﺎث،ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻳــﻀــﴼ ﺗــﻘــﻮم ﺑــﺘــﻮزﻳــﻊ اﻷﻟـــﻌـــﺎب ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻛﻮر .
ﺗــﻘــﻮل اﻷم ﺗـﺎﺳـﻴـﻠـﻴـﺎ اﻟــﺠــﻨــﺪي، ﻣﻨﺴﻖ اﻟﺤﻤﻠﺔ، ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ:« »ﺑـﺪأﻧـﺎ اﻟﺤﻤﻠﺔ ﻛﻌﺎﺋﻠﺔ، أﻧــﺎ واﺑﻨﺘﻲ اﻟﻜﺒﺮى ﻫﺎﻧﻴﺎ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﻫﺎﻳﻤﺎ، واﺑﻨﻲ اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮ ﻋــﻠــﻲ، ﻣــﻦ ﺛـــﻢ اﻧــﻀــﻢ إﻟﻴﻨﺎ ﺑــﻌــﺾ أﺻـــﺪﻗـــﺎء أوﻻدي وأﺻـــﺪﻗـــﺎء اﻷﺳــــــﺮة، وﻗــﻤــﻨــﺎ ﺑــﺘــﻮزﻳــﻊ اﻟــﻌــﺮاﺋــﺲ واﻷﻟــﻌــﺎب ﻋﻠﻰ اﻷﻃــﻔــﺎل ﻓـﻲ اﻷﺣـﻴـﺎء اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ودور اﻷﻳﺘﺎم وﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻷﻃـﻔـﺎل، وﻧﺴﻌﻰ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﳌﻘﺒﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﺰول ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻣــــﻊ أﺳــــﺮﻫــــﻢ ﻓــــﻲ اﳌـــﻘـــﺎﺑـــﺮ ﻛــﻤــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﺒــﺴــﺎﺗــﲔ واﻹﻣـــــﺎم اﻟــﺸــﺎﻓــﻌــﻲ، وﻣــﻦ ﺑﲔ اﻷﻣﻮر اﻟﻼﻓﺘﺔ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ أﻃﻔﺎل اﻟﺠﻴﺮان واﻷﺻﺪﻗﺎء ﺗﺒﺮﻋﻮا ﺑﺒﻌﺾ أﻟﻌﺎﺑﻬﻢ وﻋﺮاﺋﺴﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻠﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣﻦ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮف اﺑﻨﺘﻲ.«
وﺗﻀﻴﻒ اﻟﺠﻨﺪي : » ﺳﺄﻋﻴﺶ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣـــﻠـــﻢ اﺑـــﻨـــﺘـــﻲ ﺑـــــﺄن ﻳــﻤــﺘــﻠــﻚ ﻛــــﻞ ﻃـﻔـﻞ وﻃـﻔـﻠـﺔ أﻟــﻌــﺎﺑــﻪ وﻋــﺮاﺋــﺴــﻪ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ، وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﻧﺴﻰ اﻟﻨﻘﺎش اﻟﺬي ﺧﻀﺘﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﺒﻴﻞ وﻓﺎﺗﻬﺎ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ وﺟﻮد ﺑﻨﺎت ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﻋـــﺮاﺋـــﺲ وأﻟـــﻌـــﺎب، ﺗـﺠـﻨـﺒـﺖ اﻹﺟــﺎﺑــﺔ ﻷﻧﻨﻲ أﻋﺮف أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺼﺪﻣﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻲ وﻋﺪﺗﻬﺎ وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄن ﻧﻨﺰل ﻋﻘﺐ اﻧﺘﻬﺎء اﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺗﻬﺎ وﻧﺸﺘﺮي ﻋﺮاﺋﺲ وأﻟﻌﺎب وﻧـــﻮزﻋـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻃـــﻔـــﺎل اﻟـــﻔـــﻘـــﺮاء.« وﺗـــﺎﺑـــﻌـــﺖ: »رﺣــــﻠــــﺖ ﻫـــﺎﻳـــﻤـــﺎ ﻗـــﺒـــﻞ أن ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳــﺄﺑــﺬل ﻛﻞ ﺟــﻬــﺪي ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ، ﻓــﺄﻧــﺎ أراﻫــــﺎ وأرى اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻓﻲ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ وﻃﻔﻠﺔ ﻳﺒﺘﻬﺠﻮن ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺮاﺋﺴﻬﻢ وأﻟﻌﺎﺑﻬﻢ.«
ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ اﻟﻄﻔﻠﺔ ﻫﺎﻳﻤﺎ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ أﻳﻘﻮﻧﺔ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ: »دﻣــﻴــﺘــﻲ ﺻــﻐــﻴــﺮة، دﻣﻴﺘﻲ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﺗـﻐـﻨـﻲ أﺣـﻠـﻰ اﻷﻧــﻐــﺎم، ﻛﻴﻒ ﻟـﻄـﻔـﻠـﺔ ﺻـﻐـﻴـﺮة أﻻ ﻳــﻜــﻮن ﻟـﻬـﺎ دﻣـﻴـﺔ ﺗﺮﻗﺺ وﺗﻐﻨﻲ، ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ
ُّ دون أﻟﻌﺎب ﻟﺘﺘﻜﻠﻢ وﺗﻠﻌﺐ ﻣﻌﻬﺎ، أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻠﺪي ﻛﺜﻴﺮ، ﺗﺮى ﻣﺎ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻟـﻲ إذا أﻋﻄﻴﺘﻬﺎ واﺣـــﺪة؟ ﻻ ﺿﺮر، ﻧﻌﻢ، ﻻ ﺿﺮر.«
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﺗﻘﻮل ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻓﻨﺼﺔ، ﺷﻘﻴﻘﺔ ﻫﺎﻳﻤﺎ، ﻟــ »اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ:« »ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻫﺎﻳﻤﺎ، ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺮأﻫﺎ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮرﻧﺎ إﻃﻼق اﻟﺤﻤﻠﺔ ﻛﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓـــﻲ اﻻﻧـــﻀـــﻤـــﺎم، ﺑــﻌــﺾ اﳌــﺘــﻄــﻮﻋــﲔ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳـﻌـﺮﻓـﻮن ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ ﻓــــﺄرادوا أن ﻳــﺸــﺎرﻛــﻮا ﻓــﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣـﻠـﻤـﻬـﺎ، وﻣـﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ودﻋﺎ آﺧﺮﻳﻦ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ.«