ﻣﻴﻼﻧﻴﺎ ﺗﺮﻣﺐ ﺗﺰور ﻣﺮاﻛﺰ إﻳﻮاء اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ
رﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك »ﺻﺪم« ﻟﻨﻘﻞ ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻗﺎﺻﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ دون ﻋﻠﻤﻪ
أﻋﻠﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗــﺮﻣــﺐ، أﻣــــﺲ، أن زوﺟــﺘــﻪ ﻣﻴﻼﻧﻴﺎ ﺗـﻮﺟـﻬـﺖ إﻟــﻰ اﻟــﺤــﺪود ﻣــﻊ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﺑــﻌــﺪ ﻋــــﺪة أﻳـــــﺎم ﻣـــﻦ اﻟـــﺠـــﺪل اﻟــﺤــﺎد ﺣﻮل ﻓﺼﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻦ أﻫﻠﻬﻢ، إﺛﺮ دﺧﻮﻟﻬﻢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ.
وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ، أوﺿﺢ اﻟﺠﻬﺎز اﻹﻋــــﻼﻣــــﻲ ﻟــﻠــﺴــﻴــﺪة اﻷوﻟـــــــــﻰ، أﻧــﻬــﺎ ﺳﺘﺘﻔﻘﺪ ﻣﺮﻛﺰا ﻹﻳﻮاء اﻷﻃﻔﺎل وأﺣﺪ ﻣﻮاﻗﻊ ﺣﺮس اﻟﺤﺪود.
ووﺻـــــــﻠـــــــﺖ اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺪة اﻷوﻟـــــــــﻰ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮة إﻟﻰ ﻣﺎﻛﺎﻻن ﻓﻲ ﺗﻜﺴﺎس، وﺳﻂ ﻫﻄﻮل ﻏﺰﻳﺮ ﻟﻸﻣﻄﺎر. وﺳﺎر ﻣﻮﻛﺒﻬﺎ وﺳﻂ اﳌﻴﺎه أﺛﻨﺎء ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ »إﺑﺮﻧﻎ ﻧﻴﻮ ﻫﻮب« ﻹﻳﻮاء اﻷﻃــــــﻔــــــﺎل، وﻫــــــﻮ ﻣـــﻨـــﺸـــﺄة ﺗــﻤــﻮﻟــﻬــﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﻧﺤﻮ ٠٦ ﻃــﻔــﻼ ﻣــﻦ ﻫـــﻨـــﺪوراس واﻟــﺴــﻠــﻔــﺎدور ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻣﺎ ﺑﲔ ٥ و٧١ ﻋﺎﻣﺎ.
وﺻـﺮﺣـﺖ ﺳﺘﻴﻔﺎﻧﻲ ﻏﺮﻳﺸﺎم، ﻣﺪﻳﺮة اﻻﺗﺼﺎﻻت ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺴﻴﺪة اﻷوﻟﻰ، ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ راﻓﻘﻮﻫﺎ إﻟﻰ ﺗﻜﺴﺎس: »ﻫﺬه ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ٠٠١ ﻓﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ. ﻟـﻘـﺪ أﺻـــﺮت ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺤـﻀـﻮر، وأرادت أن ﺗﺘﻔﻘﺪ اﻷﻣـﻮر ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ«. وأﺿـــــﺎﻓـــــﺖ: »إﻧــــﻬــــﺎ ﺗـــﺪﻋـــﻢ ﻟــــﻢ ﺷـﻤـﻞ اﻟــﻌــﺎﺋــﻼت. ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧـــﻪ ﻣــﻦ اﳌــﻬــﻢ أن ﻳﺒﻘﻰ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ«.
وﺟﺎء ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﻣـﺮﺳـﻮﻣـﺎ ﻳﻨﻬﻲ ﻓـــﺼـــﻞ اﻷﻃــــــﻔــــــﺎل ﻋـــــﻦ أﻫـــﻠـــﻬـــﻢ ﺑــﻌــﺪ ﺗﻮﻗﻴﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ اﳌﻜﺴﻴﻚ، ﻟﺪى ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﻢ اﻟﻌﺒﻮر ﺑﺼﻮرة ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﺑﻌﺪ أن أﺛﺎر اﻷﻣﺮ اﺳﺘﻨﻜﺎرا ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج.
وﻗـــــــــﺎل ﺗـــــﺮﻣـــــﺐ ﺧــــــــﻼل ﺗـــﻮﻗـــﻴـــﻊ اﳌﺮﺳﻮم ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ: »اﻷﻣﺮ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑــﺈﺑــﻘــﺎء اﻟــﻌــﺎﺋــﻼت ﻣــﻌــﴼ. ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎح ﳌﺮأى اﻟﻌﺎﺋﻼت وﻗﺪ ﻓﺼﻞ أﻓﺮادﻫﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ«. وأﺿـــــــﺎف: »ﺳــﺘــﻜــﻮن ﻟــﺪﻳــﻨــﺎ ﺣـــﺪود ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪا، وﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﺒﻘﻲ اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻣﻌﺎ«، ﻓﻲ ﺣﲔ أﻧﻪ أﻋﻠﻦ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳـــﺎر( اﻋﺘﻤﺎد ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻬﺎون اﻟﺘﺎم ﻣﻊ اﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻓﺼﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٣٢ ﻗﺎﺻﺮ ﻋﻦ أﻫﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻔﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟـﺤـﺪود، وﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣــﻦ اﻟــﻔــﺎرﻳــﻦ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﻨــﻒ ﻓــﻲ وﺳــﻂ اﻟﻘﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ذﻛـﺮت وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. وﺗﺎﺑﻊ ﺗﺮﻣﺐ: »أﻋــﺘــﻘــﺪ أن أي ﺷــﺨــﺺ ﻟــﺪﻳــﻪ ﻗﻠﺐ ﻛﺎن ﺳﻴﺘﺼﺮف ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ«، ﻣــﺆﻛــﺪا أن اﺑـﻨـﺘـﻪ إﻳـﻔـﺎﻧـﻜـﺎ وزوﺟــﺘــﻪ ﻣﻴﻼﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ اﳌﺪاﻓﻌﲔ ﻋﻦ ﻗﺮاره.
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ آﺧـﺮ، أﻋﻠﻦ رﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺑﻴﻞ دي ﺑﻼزﻳﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺷﺪ ﻣﻌﺎرﺿﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ، أﻧــﻪ »ﺻـــﺪم« ﺣـﲔ ﻋﻠﻢ أن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟـﻔـﻴـﺪراﻟـﻴـﺔ ﻧﻘﻠﺖ إﻟــﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ٩٣٢ ﻣﻬﺎﺟﺮا ﻗﺎﺻﺮا ﻣﻤﻦ ﺗﻢ ﻓﺼﻠﻬﻢ ﻋﻦ ذوﻳــﻬــﻢ، ﻣــﻦ دون أن ﺗﺒﻠﻎ ﺳﻠﻄﺎت اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺬﻟﻚ.
وزار دي ﺑﻼزﻳﻮ، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻣﺮﻛﺰ إﻳـﻮاء ﻟﻸﻃﻔﺎل اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺣــﻲ ﻫــﺎرﻟــﻢ، وذﻟـــﻚ ﺑـﻌـﺪ أن ﺻــﻮرت ﻗﻨﺎة ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻟﻴﻞ اﻟﺜﻼﺛﺎء وﺻﻮل ﺧﻤﺲ ﻓﺘﻴﺎت إﻟﻰ اﳌﻠﺠﺄ. وﻗﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ: »ﻫـــﻞ ﻳـﻌـﻘـﻞ أﻻ ﻳــﻌــﺮف أﺣـــﺪ ﻣــﻨــﺎ أن ﻫﻨﺎك ٩٣٢ ﻃﻔﻼ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻨﺎ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ أن ﺗﺨﻔﻲ ﻫﻜﺬا ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ أﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ، وﺗﻤﻨﻊ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـــﻜــﻮن ﻫـــــﺆﻻء اﻷﻃـــﻔـــﺎل ﺑـﺤـﺎﺟـﺔ إﻟﻴﻬﺎ«.
وﺑﺤﺴﺐ دي ﺑـﻼزﻳـﻮ اﳌﻌﺮوف ﺑﺪﻓﺎﻋﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، ﻓﺈن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ اﻹﻳﻮاء ﻓــﻲ ﻫــﺎرﻟــﻢ ﻫــﻢ ﻣــﻦ أﻋــﻤــﺎر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻟـﻜـﻦ »أﺻـﻐـﺮ ﻣـﻦ وﺻـﻠـﻮا إﻟــﻰ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺗﺴﻌﺔ أﺷﻬﺮ« ﻓﻘﻂ، و»ﻏــﻴــﺮ ﻗـــﺎدر ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ«، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. وأﺿــــﺎف أن ﻃـﻔـﻼ آﺧـــﺮ ﻋــﻤــﺮه ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮات وﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣـﻦ ﻫــﻨــﺪوراس وﻧﻘﻞ إﻟــﻰ ﻧﻴﻮﻳﻮرك »ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﻗـﻄـﻊ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﺛــﻼﺛــﺔ آﻻف ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ، وﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﻴﺮى أﻣﻪ أم ﻻ«.
وأﺛـــﺎرت ﻣﺸﺎﻫﺪ آﻻف اﻷﻃـﻔـﺎل اﻟــﺒــﺎﻛــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ وﺿــﻌــﻮا ﻓــﻲ ﻣـﺮاﻛـﺰ ﻣﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻷﻗﻔﺎص أو ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت، ﺟﺪﻻ واﺳﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺧﺎرﺟﻬﺎ. وﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك، ﺑــﺜــﺖ ﻗــﻨــﺎة ﺗــﻠــﻔــﺰﻳــﻮﻧــﻴــﺔ، اﻷرﺑـــﻌـــﺎء، ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻇﻬﺮت ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻤﺲ ﻓﺘﻴﺎت ﻳــﺮاﻓــﻘــﻬــﻦ ﺑــﺎﻟــﻐــﻮن وﻫــــﻦ ﻳـﺘـﺤـﺪﺛـﻦ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ، وﻳـــﺴـــﺮن ﻟــﻴــﻼ ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه ﻣــﺮﻛــﺰ اﺳــﺘــﻘــﺒــﺎل ﻓــﻲ ﺣــﻲ ﻓــﻲ ﺷــﺮق ﻫﺎرﻟﻢ.
واﻧﻬﺎرت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ »إم إس إن ﺑــﻲ ﺳــﻲ« راﺷــﻴــﻞ ﻣــﺎدو ﻣﺴﺎء اﻟﺜﻼﺛﺎء ﺑﺎﻛﻴﺔ، ﻋﻨﺪ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﺧــﺒــﺮا ﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ »أﺳـﻮﺷـﻴـﻴـﺘـﺪ ﺑــﺮس« ﻳـﻔـﻴـﺪ ﺑـــﺄن اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت أﻗــﺎﻣــﺖ ﺛـﻼﺛـﺔ ﻣــﺮاﻛــﺰ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟـﻠـﺮﺿـﻊ وﺻـﻐـﺎر ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﻠﺠﻮء.