ﻟﻮﺣﺔ ﻛﺎراﻓﺎﺟﻴﻮ اﳌﻔﻘﻮدة ﻟﻐﺰ ﻻ ﺗﺤﻠﻪ إﻻ اﳌﺎﻓﻴﺎ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ
ﻳﻘﻮل اﻟﺮواﺋﻲ واﻟﻜﺎﺗﺐ اﳌﺴﺮﺣﻲ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ آﻧـﺪرﻳـﺎ ﻛﺎﻣﻴﻠﻴﺮي، اﻟﺬي ﺑﻠﻎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺘﺴﻌﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ وﺗﺰﻳﺪ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺮاﺋﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺎﺋﺔ، إﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣــﻦ ﻏـﻴـﺮ ﻓـﻬـﻢ ﻣــﺎ ﻳــﺠــﺮي ﻓــﻲ ﺻﻘﻠﻴﺔ، وﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﺻﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﻬﻢ ﻧﻈﺎم اﳌﺎﻓﻴﺎ وﻃﻘﻮﺳﻬﺎ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻤﻠﻬﺎ.
ﻛـــﻞ اﻷﺣــــــﺪاث اﻟــﻜــﺒــﺮى واﻟــﻮﻗــﺎﺋــﻊ اﳌــﻔــﺼــﻠــﻴــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ واﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎﻋــــﻲ اﻹﻳــــﻄــــﺎﻟــــﻲ اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺚ ﻣــﻨــﺬ ﻣــﻄــﺎﻟــﻊ اﻟـــﻘـــﺮن اﳌــــﺎﺿــــﻲ، ﻛــﺎﻧــﺖ اﳌﺎﻓﻴﺎ ﺿﺎﻟﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ، ﺗﺘﻜﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮدﴽ إﻟﻰ أن ﻳﻘﺮر أﺣﺪ »اﻟــﺘــﺎﺋــﺒــﲔ« ﻛــﺸــﻒ أﺳــــﺮارﻫــــﺎ، ﻏـﺎﻟـﺒـﴼ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ أو اﻹﻓﺮاج ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ أﻣﻨﻴﺔ.
ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻟﻐﺰﴽ ﻳﺤﻴﺮ اﳌﺤﻘﻘﲔ واﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ واﻟــﺨــﺎرج ﻣﻨﺬ ﻋـﻘـﻮد، ﺳﺮﻗﺔ ﻟــﻮﺣــﺔ ﻣـــﻦ رواﺋــــــﻊ اﻟــــﺮﺳــــﺎم اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮي ﻛﺎراﻓﺎﺟﻴﻮ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣــﺼــﻠــﻰ اﻟــﻘــﺪﻳــﺲ ﻟـــﻮرﻳـــﻨـــﺰو ﺑـﻤـﺪﻳـﻨـﺔ ﺑﺎﻟﻴﺮﻣﻮ ﻋــﺎم ٩٦٩١ وﻻ ُﻳــﻌــﺮف ﺷﻲء ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن. وﻛﺎن اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺬي ﺳﺎد ﻟﺴﻨﻮات ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳌـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟــﻬــﺬا اﳌـــﻮﺿـــﻮع، أن اﻟـﻠـﻮﺣـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻴﻼد اﻟﺴﻴﺪ اﳌﺴﻴﺢ، وﻫﻲ ﻣــﻦ أﻫـــﻢ اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﺮﻣﻮ، ﻗﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﻄﻴﻌﻬﺎ ﺛﻢ ﻫﺮﺑﺖ إﻟﻰ اﻟﺨﺎرج.
ﻟـﻜـﻦ ﻳـﺒـﺪو أن ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت ﺟـﺪﻳـﺪة ﺗـــﻮﻓـــﺮت ﻣــﺆﺧــﺮا ﻟـــﺪى إدارة اﳌـﺒـﺎﺣـﺚ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﳌﺎﻓﻴﺎ، ﺗﻌﻴﺪ اﻷﻣﻞ ﺑﺎﺳﺘﺮﺟﺎع ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ ﻛﺎراﻓﺎﺟﻴﻮ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﻋﻤﺮه ﺳﻨﺔ ٩٠٦١. وﻛﺎن ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ )إف ﺑﻲ آي( ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻗﺪ وﺿﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺮﻗﺔ ﻓﻲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﲔ أﻫﻢ ٠١ ﺳﺮﻗﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ورﺟﺢ أن ﺗــﻜــﻮن اﳌــﺎﻓــﻴــﺎ وراءﻫـــــﺎ ﻧــﻈــﺮا ﻟﻠﻨﻔﻮذ اﻟــﻮاﺳــﻊ اﻟــﺬي ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑـﻪ آﻧــﺬاك ﻓـﻲ اﻟـﺠـﺰﻳـﺮة. وﻗــﺪ أدى ذﻟــﻚ اﻻﻋﺘﻘﺎد إﻟﻰ ﺗﺮوﻳﺞ اﳌﺎﻓﻴﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﺣﻮل اﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻣﻨﻬﺎ أن اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻗﺪ أﺣﺮﻗﺖ، أو أن اﻟﺨﻨﺎزﻳﺮ ﻗﺪ أﻛﻠﺘﻬﺎ، أو أﻧﻬﺎ ﺑﻴﻌﺖ ﻗﻄﻌﴼ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج.
آﺧـــﺮ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﺗـﻔـﻴـﺪ ﺑـــﺄن أﺣــﺪ اﳌﺨﺒﺮﻳﻦ اﻟﺬي ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﳌﺎﻓﻴﺎ وﻳـــﺪﻋـــﻰ ﻏــﺎﻳــﺘــﺎﻧــﻮ ﻏــــــﺮادو، أﻓــــﺎد ﺑــﺄن اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎ أي ﺿﺮر وأﻧﻬﺎ ﻣــــﻮﺟــــﻮدة ﻓـــﻲ ﻣـــﻜـــﺎن ﻣـــﺎ ﺑــﺴــﻮﻳــﺴــﺮا. وﺗﻘﻮل اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ روزي ﺑﻴﻨﺪي، وﻫﻲ رﺋﻴﺴﺔ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﳌﺎﻓﻴﺎ، إن اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻏــﺮادو ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟﻰ اﻟﻠﻮﺣﺔ.
وﻓـــﻲ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت اﻟـﺘـﻲ أدﻟـــﻰ ﺑﻬﺎ ﻏـــﺮادو أﻧــﻪ ﺑﻌﺪ ﻳـﻮﻣـﲔ ﻣﻦ ﺣــــﺪوث اﻟــﺴــﺮﻗــﺔ اﺗــﺼــﻞ ﺑـــﻪ ﻏـﺎﻳـﺘـﺎﻧـﻮ ﺑــﺎداﻻﻣــﻨــﺘــﻲ، اﻟـــﺬي ﻛـــﺎن ﻣــﻦ اﻟـﺰﻋـﻤـﺎء اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﻟﻠﻤﺎﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺻﻘﻠﻴﺔ واﳌﺸﺮف ﻋــﻠــﻰ ﺗـــﺠـــﺎرة اﻟــﻜــﻮﻛــﺎﻳــﲔ آﻧــــــﺬاك ﻗﺒﻞ اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻋﺎم ٤٨٩١، وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺳـﺮﻗـﻮا اﻟـﻠـﻮﺣـﺔ وﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﺮاء ﻫﺎ.
ﻳﻀﻴﻒ ﻏﺮادو أن ﻟﻮﺣﺔ »اﳌﻴﻼد« ﻟــــﻜــــﺎراﻓــــﺎﺟــــﻴــــﻮ اﻧــــﺘــــﻬــــﺖ ﻓــــــﻲ ﺣــــــﻮزة ﺑﺎداﻻﻣﻨﺘﻲ اﻟﺬي ﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗـﺎﺟـﺮ ﺳـﻮﻳـﺴـﺮي ﻟــﻢ ﺗﻜﺸﻒ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻛﺪت أﻧﻪ ﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة. ﻟﻜﻦ راﺑﻄﺔ أﺻــﺪﻗــﺎء اﳌﺘﺎﺣﻒ ﻓـﻲ ﺻﻘﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻫـﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت، وﺗﻌﺪ أن ﺳﺮﻗﺔ ﺗﻤﺖ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑــﻬــﺬا اﻟـﺤـﺠـﻢ ﻻ ﺑــﺪ ﻣــﻦ أن ﺗــﻜــﻮن ﻣﻦ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻋـﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷـﺨـﺎص ﻟﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻴﺪة ﺑﺎﻟﻔﻦ.
ﻳـﺬﻛـﺮ أن ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮة اﳌﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻮاﻗﻊ واﳌﻌﺎﻟﻢ اﻷﺛـــﺮﻳـــﺔ ﻓــﻲ إﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ ﺗـﻘـﺘـﻀـﻲ ﺟـﻬـﺪا ﺿﺨﻤﺎ وﻣﻮارد ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﺠﺎوز ﻗــﺪرات اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﺗﺮﺟﺢ ﻣﺼﺎدر رﺳﻤﻴﺔ أن ﻣﺌﺎت اﻟﻠﻮﺣﺎت واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ واﻟﺘﺤﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻔﻨﺎﻧﲔ إﻳﻄﺎﻟﻴﲔ ﻛﺒﺎر ﻗﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﻣﻨﺬ أرﺑﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ وﻫﺮﺑﺖ إﻟﻰ اﻟﺨﺎرج ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﳌــﺎﻓــﻴــﺎ اﻟـــﺘـــﻲ ﺣـــﺎوﻟـــﺖ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﻣــﺮة اﻟـﻀـﻐـﻂ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺪوﻟــﺔ واﺑــﺘــﺰازﻫــﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺮﻗﺔ أﻋﻤﺎل ﻓﻨﻴﺔ ﺷﻬﻴﺮة.