وزير حقوق الإنسان اليمني: الحوثي يستهدف المدنيين بزراعة الألغام
قـــال وزيــــر حــقــوق الإنــســان الـــيـــمـــنـــي مـــحـــمـــد عــــســــكــــر، إن المــيــلــيــشــيــات الــحــوثــيــة زرعـــت نـحـو مـلـيـون لـغـم فــي عـــدد من المحافظات التي سيطرت عليها، ما تسبب في قتل وإصابة المئات من المدنيين.
وأكد عسكر في تصريحات نقلتها عنه أمس وكالة »واس«، أن الألـــــغـــــام الـــحـــوثـــيـــة حــولــت المـنـاطـق المـأهـولـة بـالـسـكـان في بلاده إلى حقول للموت، كاشفاً تسجيل ٣ آلاف حالة جراء هذه الألغام تنوعت بين قتل وإصابة وإلحاق أضرار بمنشآت وجسور ومزارع وآبار.
واســـــتـــــخـــــدم الـــحـــوثـــيـــون، بحسب الـوزيـر اليمني، الألغام الارتـــجـــالـــيـــة والمـــمـــوهـــة، حـيـث ابــــتــــكــــرت المـــيـــلـــيـــشـــيـــات طــرقــاً وأسـالـيـب جـديـدة فـي استخدام الألــــغــــام المــــضــــادة لــلــمــركــبــات، وتــــحــــويــــل اســـتـــخـــدامـــهـــا إلـــى مــضــادة لـــلأفـــراد، وذلـــك بقصد إحـــــــــداث أكــــبــــر قــــــدر مــــن الــقــتــل والإعـــــاقـــــة والــــضــــرر لـلـمـدنـيـين الأبرياء. وتنوعت أشكال الألغام وأحـجـامـهـا، كـمـا يـقـول عسكر، وأخذت الطبيعة نفسها للأرض والمكان الذي تزرع فيه، ما يؤدي إلـى صعوبة اكتشافها، مشيراً إلى أن المناطق البحرية كذلك لم تسلم مـن أذى الحوثيين الذين عمدوا إلى زراعة الألغام كذلك في المناطق التي يرتادها الصيادون اليمنيون.
وتـــــابـــــع عـــســـكـــر بــــالــــقــــول: »تفننت الميليشيات المدعومة من إيران في تفخيخ وتفجير المنازل، وتضررت منها الممتلكات العامة مــن مــقــرات حـكـومـيـة ومــــدارس ومستشفيات وشـبـكـات للمياه والكهرباء والاتصال ومن الطرق والجسور، ومن محلات تجارية ومـــركـــبـــات ومـــــــــزارع وشـــركـــات ومصانع وغـيـرهـا، وحـتـى دور العبادة والمساجد لم تسلم.«
وأكــد وزيــر حقوق الإنسان الـيـمـنـي أن عــــدد الألـــغـــام الـتـي زرعــتــهــا مـيـلـيـشـيـات الـحـوثـي بلغ أكثر من مليون لغم تسببت فــي إعــاقــة ٨١٤ مـدنـيـاً أصـيـبـوا بعاهات دائمة، منهم ٣٧٤ بترت أطرافهم، بينهم أطفال ونساء، مشيراً إلى أن أبرز المناطق التي تعرضت لعمليات زرع الألـغـام شملت أمـاكـن متفرقة فـي عـدن وأبين ومأرب والجوف والبيضاء وصـــعـــدة والـــحـــديـــدة ومـنـاطـق شــمــال صــنــعــاء. وبــــين الــوزيــر اليمني أن ميليشيات الحوثي عــمــدت إلــــى اســتــغــلال الأطــفــال فــي زراعــــة الألــغــام فــي المـنـاطـق الـــتـــي يــــطــــردون مــنــهــا أو عـلـى الــحــدود الـيـمـنـيـة - الـسـعـوديـة، وراح ضحيتها أيـضـاً الأطـفـال المجندون في صفوفها.
ونـوه عسكر بافتتاح مركز المـلـك سلمان لـلإغـاثـة والأعـمـال الإنــــســــانــــيــــة مــــــركــــــزاً لــتــأهــيــل المصابين في محافظة مأرب، كما عـرج إلـى اسـتـغـلال الميليشيات الـحـوثـيـة الأطــفــال وتجنيدهم، وإلى التعبئة الدينية التي تقوم بها وعلى وجـه الخصوص في محافظة صعدة بشمال اليمن، حــيــث تـــم تــخــصــيــص حـصـص أسـبـوعـيـة فـي المــــدارس للطلاب تتحدث عن فضيلة الحروب.
وعـن الــدور الإنساني الـذي سعى الوزير للقيام به لمساعدة ضحايا الألغام، قال عسكر: »تم التواصل مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ليلى زروقي بشأن زارعــة الألـغـام وتجنيد الأطفال وبـعـدهـا مــع فـرجـيـنـيـا غامبيا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المـعـنـيـة بـالـطـفـولـة والــنــزاعــات المسلحة بشأن الأطفال، وظهرت تلك النداءات في تقاريرهم، كما تـم عـقـد الـلـقـاءات المـسـتـمـرة مع مـنـظـمـة الـيـونـيـسـيـف، وتـقـديـم تقارير مفصلة مع الأدلة للجنة الخبراء بمجلس الأمن الدولي.«
وثمن وزير حقوق الإنسان اليمني دور السعودية الإنساني فــي بــــلاده، مـشـيـراً إلــى أن أبــرز المساعدات التي تلقاها اليمنيون كــانــت مـــن مــركــز المــلــك سـلـمـان لــلإغــاثــة والأعـــمـــال الإنـسـانـيـة، ومنها تـأمـين مـركـز متخصص لتركيب الأطراف الصناعية ذات الـجـودة العالية للمصابين في هيئة مستشفى مأرب العام.
وأشــار إلـى دعـم مركز الملك سلمان لهيئة المستشفى بمبلغ ٣١٧٤٠٤٦ ريالاً، وإلى دعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بـمـبـلـغ ١٠ مــلايــين ريــــال لمـراكـز التأهيل بعد الإصابة والأطراف الصناعية، وغيرها من المشاريع فـــي الــقــطــاع الــصــحــي ورعـــايـــة وعـــــلاج عــــدد مـــن الــجــرحــى فـي مستشفيات كثيرة في الخارج.