Asharq Al-Awsat Saudi Edition

حزب العمل يهزم مرشح نتنياهو في انتخابات الوكالة اليهودية العالمية

- تل أبيب: »الشرق الأوسط«

حقق حـزب العمل الإسرائيلي المعارض انتصارا سياسيا بالغ الأهمية على رئيس الـــــوزر­اء الإسـرائـي­ـلـي بـنـيـامـي­ن نـتـنـيـاه­ـو في ساحة يهود العالم، إثر انتخاب رئيسه السابق يتسحاق هيرتسوغ رئيسا للوكالة اليهودية العالمية بأغلبية تسعة أصوات، مقابل صوت واحد، بينما فشل مرشح نتنياهو.

لكن بعض المراقبين يرون أن هذا الانتصار يعتبر أســـوأ مـن الـهـزيـمـ­ة، إذ إن حـربـا على وراثة هيرتسوغ في منصبه الحالي كرئيس للمعارضة البرلمانية، تهدد بتفكك تحالفاته وظهور انقسامات جديدة في صفوفه.

ويشغل هيرتسوغ منصب رئـيـس كتلة »المـعـسـكـ­ر الـصـهـيـو­نـي«، المـؤلـفـة مـن حـزبـين. ورئيس المعارضة في إسرائيل يعتبر منصبا رسـمـيـا، يحظى صـاحـبـه بالتعامل كرئيس وزراء، إذ يتنقل بسيارة مصفحة، ويحظى بحراسة دائمة. كما أن رئيس الحكومة ملزم بالاجتماع بـه مـرة فـي الشهر لتبليغه بأهم أسرار الدولة.

وهناك اتفاق بين هيرتسوغ وبين حليفته ورئيسة حزب »الحركة«، تسيبي لفني، على تـنـاوب هــذا المـنـصـب فـي الـسـنـة الأخــيــر­ة من الدورة البرلمانية، أي ابتداء من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتـم انتخاب هيرتسوغ رئيسا للوكالة الـيـهـودي­ـة الـعـالمـي­ـة، وهـــي مـؤسـسـة ضخمة تجمع ممثلي الـيـهـودي فـي الـعـالـم، وتـقـرب بينهم وبين إسرائيل. وهي تتمتع ميزانيات ضخمة، ولها نفوذ وتأثير كبير على الاقتصاد والـسـيـاس­ـة، ســواء فـي إسـرائـيـل أو الـخـارج، وبالذات في الولايات المتحدة وأوروبا.

وســقــط مــرشــح نـتـنـيـاه­ـو لــهــذا المـنـصـب يوفال شتاينتس، الذي يشغل اليوم منصب وزيـر الطاقة في الحكومة الإسرائيلي­ة، وهو بــروفــسـ­ـور فــي الــفــيــ­زيــاء. وقـــد صـــوت ضـده ممثلو يهود العالم في مجلس الأمناء، تعبيرا منهم عن رفض سياسة نتنياهو، واتهامهم له بتوسيع الشقاق بين يهود العالم وإسرائيل.

لذلك، اعتبر انتخاب هيرتسوغ انتصارا لـحـزب العمل وحلفائه فـي المـعـارضـ­ة. إلا أن هـــذا الانــتــص­ــار فـجـر أزمــــة داخــلــيـ­ـة، أولا في المعسكر الـصـهـيـو­نـي، حـيـث تـطـالـب تسيبي لفني بمنصب رئيسة المعارضة، طبقا لاتفاق الــتــنــ­اوب بـيـنـهـا وبــــين هــيــرتــ­ســوغ. وثـانـيـا داخــل حـزب العمل نفسه، حيث يريد رئيس الـحـزب أن يعين الـنـائـب شيلي يحيموفتش لهذا المنصب، بينما يريد الجنرال عومر بار ليف المنصب لنفسه. ولا يستبعد المراقبون أن ينفجر هذا الصراع بشكل واسع، ويتسبب في انقسام آخر في هذا الحزب، الذي كان ذات مرة أقوى الأحـزاب في إسرائيل. لكن الانقسامات والخلافات الداخلية هدته وفسخته، وتسببت في خسارته الحكم المرة تلو الأخرى منذ سنة ١٩٧٧. ويعتبر ضعفه وضـعـف بقية أحــزاب المعارضة مصدر قوة نتنياهو الأساسية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia