قوات النظام السوري تلقي »براميل متفجرة« على ريف درعا
حلفاء واشنطن يصدون هجوم عناصر تابعة لدمشق قرب التنف
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقياديون في المعارضة، إن مـــروحـــيـــات تــابــعــة لـلـنـظـام السوري أسقطت براميل متفجرة عـــلـــى مـــنـــاطـــق تــســيــطــر عـلـيـهـا المعارضة في جنوب غربي البلاد للمرة الأولـــى منذ عــام فـي تحدٍ لمطالب أميركية بوقف الهجوم.
وتــعــهــد الأســــــد بــاســتــعــادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش فـي تصعيد هـجـومـه هـنـاك هـذا الأسبوع، مهدداً منطقة »لخفض التصعيد « اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.
وكــــــررت الــــولايــــات المـتـحـدة الـــخـــمـــيـــس مــطــلــبــهــا بـــاحـــتـــرام المنطقة، مـحـذرة الأسـد والـروس الـــذيـــن يــدعــمــونــه مـــن »عـــواقـــب وخـيـمـة« لـلانـتـهـاكـات. واتهمت دمـشـق بـبـدء الـضـربـات الـجـويـة والــقــصــف المــدفــعــي والـهـجـمـات الصاروخية.
ويــــهــــدد شــــن هـــجـــوم كـبـيـر بتصعيد أوســع نطاقاً قـد يزيد انـــخـــراط الـــولايـــات المــتــحــدة في الــحــرب. ويـسـبـب جــنــوب غـربـي ســــــوريــــــا قـــلـــقـــاً اســـتـــراتـــيـــجـــيـــاً لإســــرائــــيــــل الـــتـــي كــثــفــت الـــعـــام المــاضـــي هــجــمــات عــلــى فـصـائـل تدعمها إيران متحالفة مع الأسد.
ويـركـز الـهـجـوم عـلـى بـلـدات عـــــــــدة خــــاضــــعــــة لـــلـــمـــعـــارضـــة، وبخاصة بصر الحرير الواقعة شــــمــــال شــــرقــــي مـــديـــنـــة درعـــــــا، ويــهــدد بـشـطـر مـنـطـقـة خاضعة للمعارضة تمتد شمالاً إلى أراضٍ تسيطر عليها قوات النظام.
وقـــــــــــــال المـــــــــرصـــــــــد، ومـــــقـــــره بــــــريــــــطــــــانــــــيــــــا، إن طــــــــائــــــــرات الـهـلـيـوكـوبـتـر أسـقـطـت أكـثـر من ١٢ برميلاً متفجراً على المنطقة؛ مما تسبب في أضرار مادية دون خـسـائـر بـشـريـة. وقـــال أبـــو بكر الحسن، المتحدث بـاسـم جماعة »جيش الثورة« التي تقاتل تحت لواء »الجيش السوري الحر«، إن هذه البراميل أسقطت على ثلاث بلدات وقرى، وإن طائرات حربية استهدفت منطقة أخرى.
وأضــــــــــــــــاف مــــتــــحــــدثــــاً إلـــــى »رويـــــــتـــــــرز«: »أعـــتـــقـــد هــــو لـــلآن (الــنــظــام) يـخـتـبـر أمــريــن: ثـبـات مـقـاتـلـي (الـجـيـش الــحــر) ومــدى التزام الولايات المتحدة الأميركية بـــاتـــفـــاق خــفــض الــتــصــعــيــد فـي الــــــجــــــنــــــوب.« ورغــــــــــم أن قــــــوات الــحــكــومــة اســتــخــدمــت الـقـصـف المـــدفـــعـــي والــــصــــاروخــــي بـشـكـل مكثف، فإنها لم تلجأ بعد للقوة الجوية التي كانت عاملاً حاسماً في استعادتها مناطق أخرى من قبضة المعارضة. ويقول مقاتلو معارضة، إن الطائرات الحربية الروسية لم تشارك.
لكن مصادر إعلامية لبنانية نقلت الجمعة عن السفير الروسي لــدى لـبـنـان ألـكـسـنـدر زاسبيكين قوله، إن الجيش السوري يستعيد الـجـنـوب الـغـربـي بـمـسـاعـدة من مـوسـكـو. وقـــال: »نـحـن نـقـول إن الـجـيـش الــســوري الآن بـدعـم من القوات الروسية يستعيد أرضه في الجنوب وإعادة بسط سلطة الـــــدولـــــة الــــســــوريــــة«. وأضـــــــاف: »لا مـبـرر لإسـرائـيـل لـلـقـيـام بـأي عـمـل مـن شـأنـه تعطيل مكافحة الإرهاب .«
واتهم قيادي بالمعارضة في الـجـنـوب إيــــران بـمـحـاولـة نسف اتـفـاق خـفـض التصعيد وتعهد بـمـقـاومـة شــرســة. وقـــال العقيد نسيم أبو عرة، قائد قوات شباب الـسـنـة »نـحـن نمتلك الكثير من الأســـــلـــــحـــــة«. وحــــصــــل مــقــاتــلــو مــــعــــارضــــة فـــــي جـــــنــــوب غـــربـــي ســوريــا عـلـى دعــم شـمـل أسلحة خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام. ويعتقد محللون للصراع، أن هــذا الـدعـم استمر حتى بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي إنهاء برنامج مساعدات عسكرية تديره وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وإن كان قد شهد تراجعاً.
واستعاد الأسد هذا العام آخر جيوب المعارضة قـرب العاصمة دمـشـق ومدينة حـمـص، بما في ذلك منطقة الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية. لكن لا تـزال هناك مناطق كبيرة خارج نطاق سيطرته. فبالإضافة إلى الجنوب الغربي يسيطر مقاتلو المعارضة أيضاً على مساحة في شـمـال غـربـي ســوريــا. وتسيطر جـمـاعـات مـعـارضـة مـدعـومـة من تــركــيــا عــلــى أجـــــزاء مــن المـنـطـقـة الـحـدوديـة الـشـمـالـيـة. ويسيطر تــحــالــف مــقــاتــلــين أكــــــراد وعـــرب تدعمهم الــولايــات المـتـحـدة على ربـــع المـنـاطـق الــســوريــة الـواقـعـة شرقي نهر الفرات. ولدى الولايات المـتـحـدة أيـضـاً قـاعـدة فـي التنف قرب الحدود مع العراق والأردن تتحكم في الطريق السريعة التي تربط دمشق وبغداد.
وقـــــــال قـــائـــد فــــي الــتــحــالــف الإقليمي الداعم للأسد، الخميس، إن ضربة أميركية قتلت أحد أفراد الجيش السوري قرب التنف. لكن وزارة الــدفــاع الأمـيـركـيـة قـالـت، إن إحـــــدى جــمــاعــات المــعــارضــة الـسـوريـة المـسـلـحـة اشـتـبـكـت مع »قـوة معادية غير مـحـددة« قرب الــتــنــف، لــكــن ذلـــك لــم يـسـفـر عن سقوط أي قتلى من الجانبين.
وأشـــــــــار المــــرصــــد الــــســــوري لحقوق الإنسان إلى »انفجارات« في جنوب شرقي صحراء تدمر على بعد ٥٠ كلم من المدينة وغير بعيد من التنف (جـنـوب)، حيث يقيم التحالف قاعدة عسكرية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن : »تبعد النقطة العسكرية التي تم استهدافها فقط ٢٠ كلم عن منطقة التنف.« وأضـاف: »لا يـزال عـدد القتلى قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة.«
لكن وزارة الدفاع الأميركية (الــبــنــتــاغــون) نــفــت مــن جهتها حصول أي ضربة. وقال المتحدث بـــــاســـــم الــــبــــنــــتــــاغــــون المـــيـــجـــور ادريــــان رانـكـين - غـالـوي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن »مقاتلي مـغـاويـر الــثــورة (فـصـيـل سـوري مــدعــوم مــن الـــولايـــات المـتـحـدة) ومستشاري التحالف في منطقة فــض الاشــتــبــاك قـــرب الـتـنـف تم استهدافهم من جانب قوة معادية لـم يتم تحديدها تتمركز خـارج منطقة فض الاشتباك.«
وأضاف المتحدث: إن المقاتلين المدعومين أميركياً ومستشاري التحالف »ردّوا بـإطـلاق النيران دفاعاً عن النفس.«
وتـقـول واشـنـطـن، إن التنف تضم معسكراً تستخدمه القوات الـــخـــاصـــة الأمـــيـــركـــيـــة لــتــدريــب مــقــاتــلــين مــــن فــصــائــل مـسـلـحـة ســوريــة تــحــارب تـنـظـيـم داعــش، ويـأتـي ذلــك بـعـد أربـعـة أيـــام من ضربة تم شنها مساء الأحـد في بلدة الهري في محافظة دير الزور والمحاذية للحدود العراقية؛ ما أدى إلى مقتل ٥٥ شخصاً بينهم ١٦ مقاتلاً موالياً للنظام السوري بحسب المرصد.
وكـــــــانـــــــت دمــــــشــــــق اتـــهـــمـــت الــتــحــالــف الـــدولـــي بــاســتــهــداف أحد مواقعها العسكرية في بلدة الــهــري؛ الأمـــر الـــذي نـفـاه كـل من التحالف الـدولـي ووزارة الدفاع الأميركية.