Asharq Al-Awsat Saudi Edition

قوات النظام السوري تلقي »براميل متفجرة« على ريف درعا

حلفاء واشنطن يصدون هجوم عناصر تابعة لدمشق قرب التنف

- لندن - بيروت: »الشرق الأوسط«

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقياديون في المعارضة، إن مـــروحـــ­يـــات تــابــعــ­ة لـلـنـظـام السوري أسقطت براميل متفجرة عـــلـــى مـــنـــاط­ـــق تــســيــط­ــر عـلـيـهـا المعارضة في جنوب غربي البلاد للمرة الأولـــى منذ عــام فـي تحدٍ لمطالب أميركية بوقف الهجوم.

وتــعــهــ­د الأســــــ­د بــاســتــ­عــادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش فـي تصعيد هـجـومـه هـنـاك هـذا الأسبوع، مهدداً منطقة »لخفض التصعيد « اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.

وكــــــرر­ت الــــولاي­ــــات المـتـحـدة الـــخـــم­ـــيـــس مــطــلــب­ــهــا بـــاحـــت­ـــرام المنطقة، مـحـذرة الأسـد والـروس الـــذيـــ­ن يــدعــمــ­ونــه مـــن »عـــواقـــ­ب وخـيـمـة« لـلانـتـهـ­اكـات. واتهمت دمـشـق بـبـدء الـضـربـات الـجـويـة والــقــصـ­ـف المــدفــع­ــي والـهـجـمـ­ات الصاروخية.

ويــــهـــ­ـدد شــــن هـــجـــوم كـبـيـر بتصعيد أوســع نطاقاً قـد يزيد انـــخـــر­اط الـــولايـ­ــات المــتــحـ­ـدة في الــحــرب. ويـسـبـب جــنــوب غـربـي ســــــوري­ــــــا قـــلـــقـ­ــاً اســـتـــر­اتـــيـــج­ـــيـــاً لإســــرائ­ــــيــــل الـــتـــي كــثــفــت الـــعـــا­م المــاضـــ­ي هــجــمــا­ت عــلــى فـصـائـل تدعمها إيران متحالفة مع الأسد.

ويـركـز الـهـجـوم عـلـى بـلـدات عـــــــــ­دة خــــاضـــ­ـعــــة لـــلـــمـ­ــعـــارضـ­ــة، وبخاصة بصر الحرير الواقعة شــــمــــ­ال شــــرقـــ­ـي مـــديـــن­ـــة درعـــــــ­ا، ويــهــدد بـشـطـر مـنـطـقـة خاضعة للمعارضة تمتد شمالاً إلى أراضٍ تسيطر عليها قوات النظام.

وقــــــــ­ـــــال المـــــــ­ــرصــــــ­ـــد، ومـــــقــ­ـــره بــــــريـ­ـــــطــــ­ــانــــــ­يــــــا، إن طــــــــا­ئــــــــر­ات الـهـلـيـو­كـوبـتـر أسـقـطـت أكـثـر من ١٢ برميلاً متفجراً على المنطقة؛ مما تسبب في أضرار مادية دون خـسـائـر بـشـريـة. وقـــال أبـــو بكر الحسن، المتحدث بـاسـم جماعة »جيش الثورة« التي تقاتل تحت لواء »الجيش السوري الحر«، إن هذه البراميل أسقطت على ثلاث بلدات وقرى، وإن طائرات حربية استهدفت منطقة أخرى.

وأضـــــــ­ـــــــــا­ف مــــتــــ­حــــدثـــ­ـاً إلـــــى »رويـــــــ­تـــــــرز«: »أعـــتـــق­ـــد هــــو لـــلآن (الــنــظــ­ام) يـخـتـبـر أمــريــن: ثـبـات مـقـاتـلـي (الـجـيـش الــحــر) ومــدى التزام الولايات المتحدة الأميركية بـــاتـــف­ـــاق خــفــض الــتــصــ­عــيــد فـي الــــــجـ­ـــــنــــ­ــوب.« ورغـــــــ­ـــم أن قــــــوات الــحــكــ­ومــة اســتــخــ­دمــت الـقـصـف المـــدفــ­ـعـــي والــــصــ­ــاروخــــ­ي بـشـكـل مكثف، فإنها لم تلجأ بعد للقوة الجوية التي كانت عاملاً حاسماً في استعادتها مناطق أخرى من قبضة المعارضة. ويقول مقاتلو معارضة، إن الطائرات الحربية الروسية لم تشارك.

لكن مصادر إعلامية لبنانية نقلت الجمعة عن السفير الروسي لــدى لـبـنـان ألـكـسـنـد­ر زاسبيكين قوله، إن الجيش السوري يستعيد الـجـنـوب الـغـربـي بـمـسـاعـد­ة من مـوسـكـو. وقـــال: »نـحـن نـقـول إن الـجـيـش الــســوري الآن بـدعـم من القوات الروسية يستعيد أرضه في الجنوب وإعادة بسط سلطة الـــــدول­ـــــة الــــســـ­ـوريــــة«. وأضـــــــ­اف: »لا مـبـرر لإسـرائـيـ­ل لـلـقـيـام بـأي عـمـل مـن شـأنـه تعطيل مكافحة الإرهاب .«

واتهم قيادي بالمعارضة في الـجـنـوب إيــــران بـمـحـاولـ­ة نسف اتـفـاق خـفـض التصعيد وتعهد بـمـقـاومـ­ة شــرســة. وقـــال العقيد نسيم أبو عرة، قائد قوات شباب الـسـنـة »نـحـن نمتلك الكثير من الأســـــل­ـــــحــــ­ـة«. وحــــصـــ­ـل مــقــاتــ­لــو مــــعــــ­ارضــــة فـــــي جـــــنـــ­ـوب غـــربـــي ســوريــا عـلـى دعــم شـمـل أسلحة خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام. ويعتقد محللون للصراع، أن هــذا الـدعـم استمر حتى بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي إنهاء برنامج مساعدات عسكرية تديره وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وإن كان قد شهد تراجعاً.

واستعاد الأسد هذا العام آخر جيوب المعارضة قـرب العاصمة دمـشـق ومدينة حـمـص، بما في ذلك منطقة الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية. لكن لا تـزال هناك مناطق كبيرة خارج نطاق سيطرته. فبالإضافة إلى الجنوب الغربي يسيطر مقاتلو المعارضة أيضاً على مساحة في شـمـال غـربـي ســوريــا. وتسيطر جـمـاعـات مـعـارضـة مـدعـومـة من تــركــيــ­ا عــلــى أجـــــزاء مــن المـنـطـقـ­ة الـحـدوديـ­ة الـشـمـالـ­يـة. ويسيطر تــحــالــ­ف مــقــاتــ­لــين أكــــــرا­د وعـــرب تدعمهم الــولايــ­ات المـتـحـدة على ربـــع المـنـاطـق الــســوري­ــة الـواقـعـة شرقي نهر الفرات. ولدى الولايات المـتـحـدة أيـضـاً قـاعـدة فـي التنف قرب الحدود مع العراق والأردن تتحكم في الطريق السريعة التي تربط دمشق وبغداد.

وقـــــــا­ل قـــائـــد فــــي الــتــحــ­الــف الإقليمي الداعم للأسد، الخميس، إن ضربة أميركية قتلت أحد أفراد الجيش السوري قرب التنف. لكن وزارة الــدفــاع الأمـيـركـ­يـة قـالـت، إن إحـــــدى جــمــاعــ­ات المــعــار­ضــة الـسـوريـة المـسـلـحـ­ة اشـتـبـكـت مع »قـوة معادية غير مـحـددة« قرب الــتــنــ­ف، لــكــن ذلـــك لــم يـسـفـر عن سقوط أي قتلى من الجانبين.

وأشـــــــ­ــار المــــرصـ­ـــد الــــســـ­ـوري لحقوق الإنسان إلى »انفجارات« في جنوب شرقي صحراء تدمر على بعد ٥٠ كلم من المدينة وغير بعيد من التنف (جـنـوب)، حيث يقيم التحالف قاعدة عسكرية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن : »تبعد النقطة العسكرية التي تم استهدافها فقط ٢٠ كلم عن منطقة التنف.« وأضـاف: »لا يـزال عـدد القتلى قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة.«

لكن وزارة الدفاع الأميركية (الــبــنــ­تــاغــون) نــفــت مــن جهتها حصول أي ضربة. وقال المتحدث بـــــاســ­ـــم الــــبـــ­ـنــــتـــ­ـاغــــون المـــيـــ­جـــور ادريــــان رانـكـين - غـالـوي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن »مقاتلي مـغـاويـر الــثــورة (فـصـيـل سـوري مــدعــوم مــن الـــولايـ­ــات المـتـحـدة) ومستشاري التحالف في منطقة فــض الاشــتــب­ــاك قـــرب الـتـنـف تم استهدافهم من جانب قوة معادية لـم يتم تحديدها تتمركز خـارج منطقة فض الاشتباك.«

وأضاف المتحدث: إن المقاتلين المدعومين أميركياً ومستشاري التحالف »ردّوا بـإطـلاق النيران دفاعاً عن النفس.«

وتـقـول واشـنـطـن، إن التنف تضم معسكراً تستخدمه القوات الـــخـــا­صـــة الأمـــيــ­ـركـــيـــ­ة لــتــدريـ­ـب مــقــاتــ­لــين مــــن فــصــائــ­ل مـسـلـحـة ســوريــة تــحــارب تـنـظـيـم داعــش، ويـأتـي ذلــك بـعـد أربـعـة أيـــام من ضربة تم شنها مساء الأحـد في بلدة الهري في محافظة دير الزور والمحاذية للحدود العراقية؛ ما أدى إلى مقتل ٥٥ شخصاً بينهم ١٦ مقاتلاً موالياً للنظام السوري بحسب المرصد.

وكـــــــا­نـــــــت دمــــــشـ­ـــــق اتـــهـــم­ـــت الــتــحــ­الــف الـــدولــ­ـي بــاســتــ­هــداف أحد مواقعها العسكرية في بلدة الــهــري؛ الأمـــر الـــذي نـفـاه كـل من التحالف الـدولـي ووزارة الدفاع الأميركية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia