»الولاية الخامسة« لبوتفليقة تشعل منافسة شرسة بين حزبين جزائريين
عــقــد أحــمــد أويــحــيــى رئــيــس وزراء الـجـزائـر، أمـــس، اجـتـمـاعـاً مغلقاً لـكـوادر الــحــزب الــــذي يــرأســه »الـتـجـمـع الـوطـنـي الــديــمــقــراطــي«، لـبـحـث حـمـلـة انـتـخـابـيـة مبكرة لصالح ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
ويسعى أويحيى إلى فرض منافسة شــديــدة فــي هـــذا المــوضــوع عـلـى »جـبـهـة التحرير الوطني«، حزب الرئيس، وسبق أن ناشد بوتفليقة تمديد حكمه.
وذكر قيادي بـ »التجمع«، رفض نشر اسمه، لـ »الشرق الأوسط« أن اجتماع أمس عقد على هامش دورة »المجلس الوطني« لـلـحـزب، مــبــرزاً أن أويـحـيـى »شـــدد على أهمية الـنـزول إلـى المـيـدان حتى لا يخلو لــحــزب جـبـهـة الــتــحــريــر، فــنــفــرض عليه منافسة شديدة«.
ويخوض أمين عام »جبهة التحرير« جمال ولد عباس حملة كبيرة منذ شهور، اتخذت شكل ضغط معنوي على الرئيس لإقـنـاعـه بـولايـة خـامـسـة. بينما صاحب الـشـأن لـم يفصح عما يـريـد. وصــرح ولد عــبــاس لـلـصـحـافـة بــأنــه جــمــع مـلـيـونـي توقيع من مواطنين، يناشدون بوتفليقة الاستمرار في الحكم بمناسبة »رئاسية .«٢٠١٩
وأوضــــــح قـــيـــادي الـــحـــزب، المــعــروف بانتشاره في الولايات الـ٤٨، بأن أويحيى طالب أعضاء »المجلس الوطني«، بتنظيم تجمعات في الفضاءات العامة، ولقاءات مع المواطنين في أماكن عملهم وبالمقاهي لـشـرح »الأسـبـاب الـتـي تدفعنا إلـى طلب التمديد للرئيس«.
ونقل القيادي عن أويحيى قوله خلال الاجــتــمــاع الـــذي انـتـهـى أمـــس فــي سـاعـة متأخرة: »كنا أول الأحـزاب التي ساندت بوتفليقة لما وصل إلى الحكم عام ١٩٩٩، وحافظنا على وفائنا له في كل المراحل، بما في ذلك فترات الانكسار التي مر بها، وعلينا أن نستمر فـي نـفـس الـنـهـج، ولا تـصـدقـوا مــن يـقـول إن الـرئـيـس يـريـد أن يترشح باسم حزبه، فهو معروف عنه أنه يفضل أن يحمل مشروعه عدة أحزاب«.
وعُــــــــرف أويـــحـــيـــى بــــولائــــه الــشــديــد لـلـرئـيـس، الـــذي اخــتــاره رئـيـسـا لــلــوزراء مـرتـين خـــلال ١٩ سـنـة مــن الـحـكـم، وكــان مــديــرا لــديــوانــه بــالــرئــاســة. وفـضـلـه في هـذيـن المـنـصـبـين عـلـى كـثـيـر مــن قـيـادات »جبهة التحرير«، الـذيـن انزعجوا كثيراً لمـــا عـيـنـه عــلــى رأس الــجــهــاز الـتـنـفـيـذي فـي ١٥ أغسطس (آب) ٢٠١٧، خلفا لعبد المجيد تبون، وهو محسوب على »جبهة التحرير«، التي ينتمي إليها كل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الجزائر، وعددهم سبعة.
يـشـار إلــى أن أويـحـيـى دعــا أول من أمـس الرئيس رسمياً إلـى تمديد حكمه. والـــلافـــت أن ولـــد عــبــاس يـنـتـقـده بـحـدة من سـنـوات، بحجة أنـه »يخفي رغبة في خلافة الرئيس«. ومنذ تأسيس »التجمع الـديـمـقـراطـي« عــام ١٩٩٧، بــدأت منافسة حادة بينه وبين »الجبهة«، تشتد دائماً في المواعيد الانتخابية. ويتباهى كل منهما بمن لديه ولاء للسلطة أشـد مـن الثاني. وحــاولــت أحــــزاب أخـــرى مـوالـيـة للنظام دخول هذا »المعترك«، لكنها فشلت، أهمها »تـجـمـع أمـــل الــجــزائــر« لــوزيــر الأشــغــال الـعـمـومـيـة سـابـقـاً عـمـر غـــول، و»الـجـبـهـة الشعبية الجزائرية« لوزير التجارة سابقاً عـمـارة بـن يـونـس، و»الـتـحـالـف الـوطـنـي الجمهوري« لوزير الجالية الجزائرية في الخارج بلقاسم ساحلي.
وأصدر »التجمع الديمقراطي« بياناً كـــان خــالــيــاً مــن الــحــديــث عــن بـوتـفـلـيـقـة والــولايــة الـخـامـسـة المـفـتـرضـة، جــاء فيه أن الــحــزب »يــســجــل بــاهــتــمــام الــدعــوات والمــبــادرات إلــى حــوار وطـنـي بـين الـقـوى الـسـيـاسـيـة، قـصـد الــتــوصــل إلـــى تـوافـق وطـنـي، وهـو يـبـدي اسـتـعـدادا للمشاركة فـي أي نـقـاش أو حــوار سـيـاسـي، فـي ظل احترام الدستور ومؤسسات الجمهورية«، فـي إشــارة إلـى مـبـادرات أطلقتها أحـزاب معارضة، بهدف إحداث توافق بينها وبين أحـزاب السلطة، بهدف البحث عن حلول لمـشـكـلات سـيـاسـيـة واقــتــصــاديــة تـعـانـي منها البلاد.
ودان »الـتـجـمـع« مــا سـمـاه »دعـــوات بعض الأبــواق المطالبة بانفصال منطقة الـقـبـائـل (شــــــرق)، ثــم الــلــجــوء إلـــى حمل الـسـلاح بـهـا. وتـعـد هـذه المنطقة جــزءاً لا يـتـجـزأ مـن الـجـزائـر. كـمـا أنــه يحيي ردة فعل الكثير من القوى السياسية الجديرة بــالــثــنــاء، الــتــي تـتـسـم بــالــوطــنــيــة، ضـد مـثـل هـــذه الانـــحـــرافـــات«، فــي إشــــارة إلـى فرحات مهني، رئيس »حكومة القبائل« الانـفـصـالـيـة، الــــذي دعـــا مــن فـرنـسـا إلـى إطـلاق ميليشيات مسلحة »بهدف فرض مسعى الانفصال«.