مفاوضات جنوب السودان للسلام تنتقل إلى الخرطوم
جوبا تستبعد انضمام ريك مشار للحكومة
عرض جنوب السودان السماح لمــمــثــل لــلــمــتــمــرديــن بــالانــضــمــام لـلـحـكـومـة لـكـنـه اسـتـبـعـد زعيمهم ريــك مـشـار قـائـلا إن »الـكـيـل طفح« مـن الـرجـل بعد خمس سـنـوات من الحرب الأهلية. وقـال وزيـر الإعـلام في جنوب السودان ميكايل ماكوي أمــس الـجـمـعـة فــي أديـــس أبــابــا إن حـكـومـة جـوبـا »نـفـد صـبـرهـا« من مـــشـــار، وذلـــــك غـــــداة قــمــة إقـلـيـمـيـة تهدف إلى إحياء عملية السلام في هذا البلد. وقـال ماكوي في مؤتمر صــحــافــي »نــفــد صــبــرنــا مـــن ريـــاك مشار، من الأضرار التي سببها لأهل جـنـوب الـــســـودان«. واتــهــم مـاكـوي زعـيـم المـتـمـرديـن بـأنـه حــاول طـوال حـيـاتـه المـهـنـيـة الـقـيـام بـانـقـلابـات، معتبرا أنه لهذا السبب لا مكان له في حكومة وحدة في البلاد. وقال: »لا نريده سياسيا«. ولا تبشر هذه الـتـصـريـحـات بـالـخـيـر فــي عملية المـصـالـحـة الـتـي يـحـاول كـبـار قـادة دول شـــرق أفـريـقـيـا تـحـقـيـقـهـا في جنوب السودان.
وأضــــــــاف مــــاكــــوي الــــــذي يـعـد مـــن المــتــشــدديــن فـــي نــظــام جـنـوب السودان : »بصفتي جنوب سوداني نقول كفى، وإذا كان (مشار) يريد أن يصبح رئيسا فما عليه إلا انتظار الانتخابات .«
لـــكـــن المـــــواقـــــف الــــتــــي صــــدرت عـــــن حـــكـــومـــة جــــنــــوب الــــــســــــودان، بـعـد يـومـين فـقـط عـلـى الـلـقـاء الـذي استضافته أديس أبابا تكشف عمق الخلافات بين البلدين على الرغم من الابـتـسـامـات والـعـنـاق فـي الظاهر. واتفقت الأطراف المعنية عقد جولة جــــديــــدة مــــن المــــحــــادثــــات بــرعــايــة سودانية. وقالت الخرطوم إن جولة جديدة من المحادثات ستجرى بين رئـيـس جـنـوب الــســودان سلفا كير وريـــــك مــشــار الأســـبـــوع المــقــبــل في العاصمة السودانية.
واندلعت الحرب عام ٢٠١٣ بين الـطـرفـين بـعـد أقــل مــن عـامـين على اسـتـقـلال جــنــوب الـــســـودان الـغـنـي بــالــنــفــط عـــن الـــــســـــودان. وأزهـــقـــت الحرب أرواح عشرات الآلاف وأجبرت ملايين على الـفـرار. وقبل تصويت جــنــوب الــــســــودان عــلــى الانــفــصــال عن السودان وإعـلان دولـة مستقلة فـي ٢٠١١، خـاض الـجـنـوب صراعا شرسا لأكثر من عقدين مع القوات المسلحة السودانية. ولعب المجتمع الـدولـي وخـاصـة الـولايـات المتحدة دورا كـبـيـرا فـي دعــم العملية التي أدت إلى استقلال جنوب السودان.
واجــــتــــمــــع كــــيــــر ومــــــشــــــار فــي الـعـاصـمـة الإثـيـوبـيـة أديــــس أبـابـا الأربــــعــــاء لــلــمــرة الأولــــــى مــنــذ عــام ٢٠١٦، والـتـي كـانـت قـد استضافت جــــولــــة ســــــلام فــــاشــــلــــة. لـــكـــن بـعـد الاجـتـمـاع الـــذي اسـتـضـافـه رئيس الـوزراء الإثيوبي أبيي أحمد قلص ممثلون عن كير ومشار الآمـال في انـتـهـاء الـحـرب الـدائـرة منذ خمس ســـــنـــــوات، وذلـــــــك عـــنـــدمـــا رفـــضـــوا مقترحات الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق
أفـــريـــقـــيـــا (إيــــــغــــــاد) لـتـشـكـيـل إدارة انـتـقـالـيـة. حـكـومـة الـجـنـوب وافـــقـــت عــلــى طــلــب رؤســــــاء الــــدول الأعـضـاء فـي (إيــغــاد) الـتـي تسعى إلــــى تــحــريــك عـمـلـيـة الـــســـلام مـنـذ أشـهـر مـن خــلال المـشـاركـة فـي لقاء جـديـد بـين مـشـار وكـيـر الاثـنـين في الـعـاصـمـة الــســودانــيــة الــخــرطــوم. وقال ماكوي »انه قرار لرؤساء دول إيـغـاد وسنحترمه.« وصــرح وزيـر الخارجية مارتن إيليا في المؤتمر الصحافي نفسه بأن الحكومة تبقى مصممة على التوصل إلـى السلام ولـهـذا الـهـدف وافــق كير على لقاء مــشــار. ورغــــم فـشـل الــجــهــود الـتـي جرت هذا الأسبوع لدفع كير ومشار للتوصل إلى أرضية مشتركة، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان أمــس الجمعة: »تـجـري الترتيبات الــلازمــة لإنــجــاح هـــذه المـفـاوضـات وإعـطـائـهـا دفـعـا جــديــدا«. وذكــرت الوزارة أن محادثات الأسبوع المقبل ستجري برعاية الرئيس السوداني عمر البشير الذي لعب دورا محوريا في تاريخ جنوب السودان.
والسودان عضو في إيغاد التي تـقـود عـمـلـيـة الــســلام المـتـعـثـرة في جنوب السودان. وقبل سفره لأديس أبـابـا هـذا الأسـبـوع كـان مشار قيد الإقامة الجبرية في جنوب أفريقيا منذ ٢٠١٦ .
والشهر الماضي صوت مجلس الأمــــن الـتـابـع لــلأمــم المـتـحـدة على اسـتـئـنـاف بـعـض الــعــقــوبــات على جــنــوب الــــســــودان حــتــى مـنـتـصـف يـولـيـو (تــمــوز) وعـلـى بـحـث فـرض حظر على سفر ستة من قادة جنوب الــســودان وتجميد أصـولـهـم مـا لم يتوقف الـصـراع بحلول ٣٠ يونيو (حزيران) الجاري.