Asharq Al-Awsat Saudi Edition

محرم إينجه... مدرس الفيزياء الطامح لإزاحة إردوغان

يرى أن مراكز استطلاعات الرأى ستكون الخاسرة

- أنقرة: سعيد عبد الرازق

يــعــد مــحــرم إيــنــجــ­ه (٥٤ ســنــة)، وهو مدرّس سابق لمادة الفيزياء، من أهـم الشخصيات القيادية فـي حزب الــشــعــ­ب الـــجـــم­ـــهـــوري، الـــــذي أسـسـه مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال »أتاتورك«. أما السبب فــقــدرتـ­ـه عــلــى الــجــمــ­ع بـــين مـخـتـلـف أجـنـحـتـه. وعـلـى الــرغــم مــن اخـتـلافـه مــع رئــيــس الــحــزب كــمــال كـلـيـتـشـ­دار أوغلو حـول مسائل كثيرة، فإنه أقر بــعــجــز­ه عــن مـنـافـسـت­ـه عــلــى رئــاســة الـحـزب. إذ فشل بـالـفـوز بها مرتين، كون كليتشدار أوغلو كان أكثر قدرة منه على تحويل بعض نقاط الضعف عـنـده إلــى نـقـاط قـــوة، وهــو مــا أقنع المؤتمر العام بتأييده.

وبطبيعة الحال، استغل إردوغان هذا الأمر في الهجوم عليه، ووصفه بــ »المـتـدرّب« الــذي فشل فـي الوصول إلى رئاسة حزبه، ويريد بدلاً عن ذلك الفوز برئاسة الجمهورية.

لـقـد بـــرز إيــنــجــ­ه، الــــذي يـتـشـابـه كثيراً فـي أسلوبه الـحـاد مـع أسلوب إردوغان، ويجيد الخطابة والتلاعب بمشاعر الجماهير مثله، فضلاً عن تـمـتـعـه بـــــروح الــدعــاب­ــة والأســالـ­ـيــب المبتكرة غير المألوفة لدى السياسيين الأتراك، كأحد الاكتشافات المدهشة في حملة الانتخابات الرئاسية الراهنة. ونجح في أن يشعل حماس القاعدة الانتخابية لحزب الشعب الجمهوري، الــــــذي تــســبــب­ــت خـــســـار­تـــه المـتـتـال­ـيـة للاستحقاقا­ت الانتخابية على مدى ١٦ سنة فـي خيبة أملها وإحباطها المزمن.

ويرى خبراء أن فن الخطابة يعد من العوامل الأساسية التي ساعدت إردوغان في البقاء بالسلطة، والفوز بكل الاستحقاقا­ت الانتخابية تقريباً. وهـــــذا مـــا أعــطــى انــطــبــ­اعــاً لـغـالـبـي­ـة الشعب التركي - وصل إلى حد القناعة - بأنه لا يوجد في تركيا شخص قادر عـلـى تـحـدي إردوغـــــ­ان عـلـى الأرض. هــــذا، إلـــى أن كـشـف أداء إيـنـجـه في حملة الرئاسة عن خطأ هذه الفكرة، ومـن ثـم إطـاحـة التصور السائد عن نضوب الساحة السياسية في تركيا، وخلوها من معارضين أقوياء يمكنهم الوقوف في وجه إردوغان.

أثـبـت إيـنـجـه، الـنـائـب بـالـبـرلم­ـان عن ولاية يالوفا (شمال غربي تركيا) عن حزب الشعب الجمهوري، في غير مناسبة، قدرته على حماية الحزب من الصراعات الداخلية، والمساهمة في التوصل إلى حلول توافقية لكثير من المشكلات التي واجهها في السنوات الأخــيــر­ة، وكــذلــك مـقـاومـة مـحـاولات تفتيت المعارضة.

ويــــقـــ­ـول مــحــلــل­ــون إن مــنــافــ­س إردوغـــــ­ـــــان الأبــــــ­ــرز فــــي الانــتــخ­ــابــات الــرئــاس­ــيــة يـمـتـلـك مــيــزة أخــــرى هي الــقــدرة عـلـى الـنـقـد الــذاتــي. فـفـي عـام ٢٠١٣ انتقد حـزب الـعـدالـة والتنمية الحاكم، وهو حزب إسلامي محافظ، بسبب الطريقة التي قـام من خلالها بتسييس قضية الـحـجـاب لأغــراض انتخابية. كـذلـك وجــه الانـتـقـا­د ذاتـه لأحــــزاب المـعـارضـ­ة الـعـلـمـا­نـيـة، وفـي مقدمتها حزبه (الشعب الجمهوري) الـذي كـان أسسه أتـاتـورك عـام ١٩٢٣. وقـال في جلسة عامة في البرلمان إن شقيقته محجبة، وإنه من الضروري أن تحترم الأحزاب العلمانية الخيارات الشخصية المتعلقة بالإيمان والتدين.

وعــــمـــ­ـل إيـــنـــج­ـــه خــــــلال الــحــمــ­لــة الانـتـخـا­بـيـة عـلـى إرهـــــاق إردوغـــــ­ـان، وجــعــلــ­ه يـلـهـث وحــكــومـ­ـتــه لـتـغـطـيـ­ة الــنــقــ­اط الــتــي يـسـلـط الــضــوء عليها فـــي مــؤتــمــ­راتــه الــجــمــ­اهــيــريـ­ـة، الـتـي اتــبــع فـيـهـا أيــضــاً أســلــوب إردوغــــا­ن في الطواف بولايات البلاد والالتقاء بـالـجـمـا­هـيـر مــبــاشــ­رة. حــيــث أعـلـن أنــه سيلغي حـالـة الــطــوار­ئ المطبقة فـي الـبـلاد مـنـذ سـنـتـين، عـلـى خلفية مــحــاولـ­ـة الانـــقــ­ـلاب الــفــاشـ­ـلــة فـــي ١٥ يوليو (تموز) ٢٠١٦، فور وصوله إلى مقعد الرئاسة، وهو ما دفع إردوغان إلى إعلان أن إلغاء الطوارئ سيكون أولوية بعد فوزه بالرئاسة.

أيضاً طـرح إينجه قضية تقديم منح للمتقاعدين قبل عـيـدي الفطر والأضحى، فسارع إردوغان بتطبيق الأمـــر فــي عـيـد الـفـطـر. ومــن الـوعـود الأسـاسـيـ­ة الـتـي طرحها إينجه منذ اليوم الأول لإعلان ترشيحه للرئاسة، تحويل القصر الرئاسي الفخم الذي بـنـاه إردوغــــا­ن فـي ٢٠١٤، المـكـون من ١١٠٠ غرفة بكلفة ٦٥٠ مليون دولار، إلى مركز تعليمي للطلاب النابهين. ووعــد بتقديم مـنـح دراسـيـة وإعـفـاء جميع طلاب المدارس والجامعات من المـصـاريـ­ف الــدراســ­يــة، وتـقـديـم منح مالية لهم، أو بيع القصر الذي يعتبره رمزا للفساد، وإعادة أموال بيعه إلى خزينة الدولة.

ومـــن وعــــوده أيـضـاً الـعـمـل على تعزيز العلاقات مع اليونان، لا لأنه يتحدر مـن أسـرة هـاجـرت مـن مدينة سالونيك باليونان إلى تركيا، كعائلة أتـاتـورك؛ بل انطلاقاً من قناعة لديه بــأن الـتـوتـر بــين الـبـلـدان الـتـي تقوم بـيـنـهـا حــــدود مـشـتـركـة عــائــق كبير مــن عــوائــق الـتـنـمـي­ـة المـحـلـيـ­ة. وهــو

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia