Asharq Al-Awsat Saudi Edition

»أوبك« تقرر بالإجماع زيادة إنتاج النفط مليون برميل يومياً

الأسواق تنتظر القرار الرسمي مع المنتجين خارج »أوبك« اليوم

- لندن: »الشرق الأوسط«

قـــررت مـنـظـمـة الــــدول المـصـدرة لـلـنـفـط (أوبـــــــ­ك)، بــالإجــم­ــاع، زيـــادة إنــتــاجـ­ـهــا الــنــفــ­طــي بــنــحــو مـلـيـون بــرمــيــ­ل فـــي الـــيـــو­م، وفــقــاً لمـــا أعـلـنـه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، الجمعة، في ختام الاجتماع نصف السنوي للمنظمة أمـس، وذلـك رغم تردد إيران.

وقال الفالح: »اتفقنا على نحو مليون برميل اقترحناها «، وأضاف: »أعتقد أن هذا سيسهم بشكل كبير فـــي تـلـبـيـة الــطــلــ­ب الإضـــافـ­ــي الـــذي نــتــوقــ­عــه فـــي الــنــصــ­ف الـــثـــا­نـــي مـن الـعـام«.وهـدف المليون برميل يومياً المـتـعـلـ­ق بــــ »أوبـــك« وعــشــرة منتجين آخرين، بينهم روسيا، ليس مذكوراً في النص الذي وقعته المنظمة، التي لا يـــزال يـتـعـين عليها الاجـتـمـا­ع مع شركائها اليوم (السبت).

واعتباراً من الآن، تطلب »أوبك« من أعضائها النظر في حجم الإنتاج بشكل شامل، بدلاً من تحديد أهداف لكل بلد، ما يمهد الطريق أمام إعادة توزيع الحصص من بلد إلى آخر.

وقـــــد ســاهــمــ­ت أهــــــــ­داف خـفـض الإنـــــت­ـــــاج، الـــتـــي وضــعــتــ­هــا »أوبــــــك« وشـــركـــ­اؤهـــا أواخــــــ­ر عــــام ٢٠١٦، أي مـا مجموعه ٢٤ بلداً منتجاً للنفط، يـمـثـلـون أكــثــر مــن ٥٠ فــي المــائــة من الإمــــــ­ـــــدادات الــعــالم­ــيــة، فـــي انــتــعــ­اش الأســـــع­ـــــار الــــتـــ­ـي كــــانـــ­ـت عـــنـــد أدنــــى مستوياتها قبل عامين.

وتعرب السعودية وروسيا عن الاعتقاد أن السوق معرضة للمخاطر في سياق تسارع الطلب، لكن اتفاق عـــام ٢٠١٦ يــتــرك مــجــالاً لـلـمـنـاو­رة، حـسـب الــســعــ­وديــة أكــبــر مــصــدر في العالم.

ومن جهته، قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ »أوبك« إن »جميع البلدان لا تبذل جهوداً مماثلة لخفض الإنتاج، وبعض الانخفاض يعود إلـى نقص الاستثمارا­ت.« وعلى وجه التحديد، يـنـبـغـي أن تـكـون الــــدول الـتـي تملك الـوسـائـل الـكـفـيـل­ـة بــزيــادة إنـتـاجـهـ­ا قـــــــــ­ادرة عـــلـــى تـــســـري­ـــع الاســـتــ­ـخـــراج لـــلـــتـ­ــعـــويــ­ـض عــــــن حـــــــــ­ــالات الـــعـــج­ـــز الافتراضية في البلدان الأخرى، وفقاً للكارتل.

ونظراً لإمكانياته­ا المحدودة، من حيث الإنتاج والتصدير، خصوصاً بسبب العقوبات الأميركية، فإن إيران كانت حتى صباح الجمعة تعترض عـلـى هـــدف المــلــيـ­ـون بـرمـيـل يـومـيـاً، كونها لا ترغب في تراجع إيراداتها وحصتها في السوق.

وفي حين فوجئ بعض المحللين في مؤتمر »أوبـك« بعدم ورود أرقام زيــادة الإنـتـاج فـي البيان الصحافي النهائي، فقد ارتفعت أسعار النفط فــور صــدور الــقــرار بنسبة ٢٫٨٤ في المـائـة إلــى ٧٥٫١٣ دولار لـخـام برنت الأوروبـــ­ـــــــــي، و٣٫٢٣ فــــي المــــائـ­ـــة إلــى ٦٧٫٦٦ دولار للخام الأمـيـركـ­ي. فيما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب مـنـظـمـة الــبــلــ­دان المـــصـــ­درة لـلـبـتـرو­ل (أوبك) إلى زيادة إنتاج النفط.

وكـــتـــب تـــرمـــب عــلــى »تــويــتــ­ر«: »آمل بأن تزيد (أوبك) الإنتاج بشكل كـــبـــيـ­ــر... نــحــتــا­ج إلــــى الإبــــقـ­ـــاء عـلـى الأسعار منخفضة .«

وقـبـيـل الاجـتـمـا­ع، أعــرب وزراء النفط مـن منظمة الــدول عـن آمالهم في التوصل إلى اتفاق لزيادة إنتاج دولهم من البترول.

ويعقد وزراء الدول الأعضاء في منظمة »أوبك« اجتماعاً في العاصمة الـنـمـسـا­ويـة فيينا لمـنـاقـشـ­ة مـشـروع لزيادة إنتاج البترول على المستوى العالمي بنسبة نحو ١ في المائة.

وحــصــلــ­ت فـــكـــرة ضــــخ كـمـيـات إضــافــيـ­ـة مــن الــبــتــ­رول فــي الأســــوا­ق على دفعة مع الارتفاع الـذي شهدته أسعار البترول خلال الأشهر الأخيرة، وترى السعودية أنه يجب كبح جماح الاتجاه لزيادة الأسعار بهدف الحفاظ على النمو الاقتصادي العالمي.

وتنتج حالياً الدول الأعضاء في »أوبــك«، التي يبلغ عددها ١٤ دولـة، إلى جانب الدول غير الأعضاء فيها، ويـبـلـغ عــددهــا ١٠ دول، وهــي كلها مشاركة في مناقشات فيينا، كميات من البترول أقل مما تم الاتفاق عليه في أواخر عام ٢٠١٦.

ويـــرجـــ­ع الــســبــ­ب فـــي ذلـــــك إلــى انخفاض الإنتاج في كل من فنزويلا وليبيا، بسبب معاناتهما من الأزمة الـسـيـاسـ­يـة الـتـي تـمـران بـهـا، بينما تـسـتـعـد إيــــران لمـواجـهـة آثــــار تـجـدد العقوبات الأميركية عليها.

وعقد وزراء »أوبــك« اجتماعهم أمــــــس، فـــي مــحــاولـ­ـة لــلــتــو­صــل إلــى إجماع حول مستوى الإنتاج الخاص بالمنظمة، كما يعتزمون غداً استكمال وضع استراتيجية حول حجم الإنتاج المــزمــع مــع الــــدول غـيـر الأعــضــا­ء في »أوبك«. وارتفع مؤشر أسعار البترول الـخـام فـي كـل مـن الــولايــ­ات المتحدة وأوروبــــ­ا بـدرجـة طفيفة أمــس قبيل الاجتماع، حيث ارتفع سعر البرميل لـغـرب تكساس بـمـقـدار ٠٫٥٥ دولار، ليصل سعره إلى ٦٦٫٣٦ دولار، بينما ارتفع سعر برميل بترول »برنت بحر الشمال« بمقدار ٠٫٦١ دولار، ليصل إلى ٧٤٫٠١ دولار.

وقــالــت مــصــادر فــي »أوبــــك« إن الــزيــاد­ة الـحـقـيـق­ـيـة سـتـكـون أقــل لأن عدة دول تنتج أقل من حصصها في الآونـــة الأخــيــر­ة ستجد صـعـوبـة في العودة إلى حصصها الكاملة، بينما لـن يُـسـمـح للمنتجين الآخـريـن بسد الفجوة.

ومن جهتها، قالت وزارة النفط العراقية إن على منتجي نفط »أوبك« التريث قبل تعديل اتفاق مستويات الإنتاج، وذلـك كي لا تزيد الإمـدادات على حاجة السوق، بما يدفع الأسعار للانخفاض. وقالت الوزارة، في بيان، إن أي تغيير يـصـل بـالمـعـرو­ض إلـى مستويات تفوق الطلب سوف »يؤدي إلـى خفض أسعار النفط، والإضـرار بـاقـتـصـا­دات الــــدول المـنـتـجـ­ة«. وفـي حين تستطيع فنزويلا زيادة إنتاجها من النفط مليون برميل يومياً بنهاية العام، في إطـار مساعيها لاستعادة الإنتاج الذي خسرته، فإن وزير النفط قـال أيـضـاً إن هـذا الـهـدف سينطوي على »تحد« لشركة »بـي دي في إس إيه « الحكومية.

وقال الرئيس نيكولاس مادورو الـشـهـر المـاضــي إن »بــي دي فــي إس إيه« ستظل تهدف إلى زيادة الإنتاج مليون برميل يومياً هذا العام، وإنها ستطلب المساعدة من روسيا والصين و»أوبك«، إذا لزم الأمر.

وهوى الإنتاج بسبب العقوبات الأميركية وأزمة اقتصادية في البلاد، وقــال وزيــر الـنـفـط مـانـويـل كيفيدو، فــي تـصـريـحـا­ت لـلـصـحـاف­ـيـين خـلال اجتماع »أوبك« في فيينا: »نأمل في أن نكون قد استعدنا الإنتاج المفقود بـنـهـايـة الـــعـــا­م. لـديـنـا الـسـعـة الـتـي تمكننا مــن هـــذا، وقــد قـلـنـا ذلــك من قبل«. وأضاف: »هذا الهدف هو لعام ٢٠١٨ الزاخر بالتحديات لشركة (بي دي فـي إس إيـــه)، لكنه الـهـدف الـذي وضعناه لأنفسنا .«

كـان الـوزيـر، وهـو أيـضـاً رئيس »بـــي دي فــي إس إيـــــه«، قــد قـــال في وقـت سـابـق إن فـنـزويـلا تضخ نحو ١٫٥ مليون برميل من النفط يومياً. وكـــانـــ­ت الـــبـــل­اد تــنــتــج نــحــو ٢٫٣٧٣ مليون برميل يومياً في ٢٠١٦، وفقاً لما تظهره بيانات »تومسون رويترز .«

وهـبـطـت صـــادرات »بــي دي في إس إيــه« النفطية ٣٢ فـي المـائـة، في النصف الأول من يونيو (حـزيـران)، مقارنة مع مايو (أيار)، وفقاً لتقارير الــتــجــ­ارة الــداخــل­ــيــة الــتــي تـنـشـرهـا الـشـركـة الـوطـنـيـ­ة، حيث أدى تراجع الإنتاج والتحفظ على بعض الأصول فــي الـكـاريـب­ـي إلــى تـعـطـيـل شحنات نفط ووقـود.ومـع اقتراب »أوبـك« من التوصل إلـى اتـفـاق لـزيـادة الإنـتـاج، قفز خام القياس العالمي مزيج برنت ١٫٦٨ دولار، أو ما يعادل ٢٫٣ في المائة، إلى ٧٤٫٧٣ دولار للبرميل، قبل أن ينزل إلــى ٧٤٫٣٠ دولار لـلـبـرمـي­ـل، بحلول الساعة ١٢:١٥ بتوقيت غرينتش.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمـيـركـ­ي دولاراً واحــــداً إلــى ٦٦٫٥٤ دولار للبرميل.

فــيــمــا أظــــهـــ­ـرت أرقـــــــ­ــام رســمــيــ­ة صـدرت هـذا الأسـبـوع انكماش عجز الميزانية العامة لسلطنة عمان بنحو ثلاثة أرباعه في أول شهرين من العام الحالي، مع ارتفاع إيرادات التصدير بقوة بفضل زيادة في أسعار النفط.

والمركز المالي للسلطنة من بين الأضــعــف بــين دول الـخـلـيـج الـغـنـيـة المــــصــ­ــدرة لــلــنــف­ــط، ولـــهـــذ­ا فــــإن هــذه الأرقــام قد تُطمئن المستثمرين، رغم أنــهــا كـشـفـت أيــضــاً عــن أن عــمــان لم تحقق تقدماً يذكر على صعيد زيادة الإيرادات غير النفطية، وهو ما يجعل الـبـلـد مـنـكـشـفـ­اً عـلـى أي تــراجــع في أسعار الخام.

وهبط عجز الميزانية الحكومية فـي يـنـايـر (كــانـون الـثـانـي) وفـبـرايـر (شــــبــــ­اط) إلــــى ٢٦٨٫٣ مــلــيــو­ن ريـــال )٦٩٧ مليون دولار) من ٩٩٧٫٨ مليون ريـال قبل عـام، حسبما ذكـرت وكالة الإحصاءات الحكومية التي استأنفت نشر بيانات الميزانية بعد توقف لستة أشهر. ولم تذكر أسباباً للتوقف، ولا لـقـرارهـا استئناف الـنـشـر. وأظـهـرت أرقام أولية وغير كاملة نشرها البنك المــركــز­ي قـبـل بـضـعـة أسـابـيـع عـجـزاً مالياً قدره ٦١٠٫٦ مليون ريال في أول شـهـريـن.وزادت الإيــرادا­ت الحكومية ١٧٫٢ في المائة إلى ١٫١٣ مليار ريال، بينما صعد صافي الإيرادات النفطية ٢٤٫٣ في المائة إلى ٧٤٩٫٢ مليون ريال.

لــكــن أرقـــــــ­ام المـــيـــ­زانـــيـــ­ة أظــهــرت ضعف إيرادات المصادر غير النفطية، حيث انكمش دخل ضريبة الشركات والرسوم الجمركية وغيرهما.

كانت السلطنة تنوي بدء العمل بضريبة قيمة مضافة ٥ في المائة هذا العام، لكنها أرجأت القرار حتى ٢٠١٩ عـلـى الأقـــل، لأسـبـاب منها المـخـاوف مــــن الــتــأثـ­ـيــر الــســلــ­بــي عــلــى إنــفــاق المستهلكين.ويعود تراجع العجز في يناير وفبراير أيضاً إلـى قيود على الإنفاق الحكومي. وبحساب الإنفاق قيد التسوية، أو الأمــوال المـرصـودة التي لم تُصرف بعد، تراجع الإنفاق إلى ١٫٤٠ مليار ريال من ملياري ريال لأسباب من بينها انخفاض الإنفاق الاستثماري.

كــــانـــ­ـت خـــطـــة مـــيـــزا­نـــيـــة عــمــان الأصلية لعام ٢٠١٨ تتوقع إنفاق ١٢٫٥ مليار ريـال هذا العام، وإيــرادات ٩٫٥ مليار ريال، مع عجز ٣ مليارات ريال، بافتراض متوسط لسعر النفط قدره ٥٠ دولاراً للبرميل.

 ??  ?? وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في ختام الاجتماع نصف السنوي للمنظمة أمس (رويترز)
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في ختام الاجتماع نصف السنوي للمنظمة أمس (رويترز)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia