مذكرة تفاهم بين تونس وبريطانيا لدفع المبادلات التجارية
التبادل التجاري بين البلدين تجاوز ٥٠٠ مليون دولار
وقـــعـــت تـــونـــس وبــريــطــانــيــا مـذكـرة تـفـاهـم تـهـدف إلــى تعزيز قدرة المؤسسات التونسية المهتمة بالنهوض بالصادرات على النفاذ إلى الأسواق البريطانية، وتكثيف الـــتـــعـــاون الـــتـــجـــاري والــــرفــــع مـن قيمة المبادلات بين البلدين، وذلك خلال زيـارة أليستر بيرت الوزير الـبـريـطـانـي المــســؤول عــن شــؤون الشرق الأوســط وشمال أفريقيا، إلـــــى تــــونــــس. وفـــــي هـــــذا الـــشـــأن أوضح عمر الباهي، وزير التجارة التونسي، أن هذه الاتفاقية تهدف إلــى تـعـزيـز قــدرة مـركـز النهوض بـالـصـادرات (مؤسسة حكومية) عـلـى تـقـديـم خـطـة اسـتـراتـيـجـيـة للترويج لصادرات البلاد، وتقديم المـشـورة للمصدرين التونسيين الذين يسعون إلى النفاذ إلى سوق بريطانيا.
وقـــــــــــــال الــــــبــــــاهــــــي إن لـــــدى بـريـطـانـيـا رغــبــة قــويــة لتحسين مستوى التبادل مع تونس التي ستكون بالنسبة لها بوابة للعبور إلـــى الــســوق الأفــريــقــيــة، اعـتـبـاراً مــن شـهـر يـولـيـو (تــمــوز) المـقـبـل، حيث ستصبح تونس عضواً في السوق المشتركة لأفريقيا الشرقية والـجـنـوبـيـة المـعـروفـة تـحـت اسـم »الكوميسا«.
وفــــــي الـــســـيـــاق ذاتـــــــــه، أعــلــن أن بـــعـــثـــة مــــــن رجــــــــــال الأعـــــمـــــال البريطانيين سـتـزور تـونـس في شـــهـــر ســبــتــمــبــر (أيـــــلـــــول) لــدفــع التجارة بين البلدين في مختلف الـقـطـاعـات، خـصـوصـاً فــي قطاع النسيج والخدمات البنكية.
مــــــن جــــانــــبــــه وعــــــــد الـــــوزيـــــر البريطاني بتوفير الفرص لتطوير التعاون بين البلدين، قائلاً: »على تـونـس أن تستغل فـرصـة خـروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.«
وفــي نـطـاق تعهداتها تجاه تـــــونـــــس فــــــي المــــنــــتــــدى الـــــدولـــــي للاستثمار »تونس ٢٠٢٠«، تعمل الحكومة البريطانية على تنفيذ مستشفيين فـي منطقة الجنوب الـــتـــونـــســـي، وهــــــو مــــا قــــد يـفـتـح أبواباً إضافية لتوجيه قسط من الاســتــثــمــارات الــبــريــطــانــيــة إلــى تونس.
وفـــي هـــذا الــشــأن، قـــال كـريـم بــلــكــحــلــة، الــخــبــيــر الاقـــتـــصـــادي التونسي، إن قـدوم الاستثمارات الـبـريـطـانـيـة إلــى تـونـس يتطلب وقــتــاً طـــويـــلاً وحــمــلــة إقـــنـــاع فـي صفوف المستثمرين البريطانيين بـــجـــدوى الاســتــثــمــار فـــي الــبــلاد خــــــلال هــــــذه المــــرحــــلــــة. وأكــــــــد أن »المـسـألـة سـتـأخـذ بـعـض الـوقـت، تـمـامـاً مثلما هـو الأمــر بالنسبة لاســــتــــعــــادة الـــقـــطـــاع الــســيــاحــي حيويته بعد سنوات عجاف جراء الهجمات الإرهابية«.
وفي المقابل، نبه بلكحلة إلى المـنـافـسـة الاقــتــصــاديــة الـشـديـدة الــــتــــي تـــلـــقـــاهـــا تــــونــــس كـمـتـلـق للاستثمارات من عدة بلدان، سواء الـبـلـدان ذات البنية الاقـتـصـاديـة المـشـابـهـة فــي حـــوض المـتـوسـط، أو كـذلـك دول شــرق أوروبـــا التي تـنـافـسـهـا فـــي الامـــتـــيـــازات الـتـي تـوفـرهـا للمستثمرين الأجـانـب، وكــذلــك انـــخـــراط عـــدد مــن الـــدول الأفــــريــــقــــيــــة جــــنــــوب الـــصـــحـــراء فـــي نــســق اقــتــصــادي تـصـاعـدي يـغـري بـتـوجـيـه قـسـط مـن جهود الاستثمار الدولية نحوها.
وفــيــمــا يــتــعــلــق بــالــعــلاقــات الــتــجــاريــة بـــين الـــطـــرفـــين، كـشـف هــشــام بـــن أحـــمـــد، كــاتــب الــدولــة لــلــتــجــارة الــخــارجــيــة، عــن حجم المـــبـــادلات الـتـجـاريـة بــين تـونـس وبريطانيا خلال السنة الماضية، وأكد أنها قدرت بنحو ١٫٤ مليار دينار تونسي (نحو ٥٦٠ مليون دولار)، وقــد تمكنت مـن تحقيق فائض لصالح تونس في حدود ١٥٢ مليون دينار تونسي (نحو ٦١ مليون دولار). وسجلت المبادلات التونسية البريطانية نمواً خلال الــســنــة المــنــقــضــيــة بــنــحــو ٥٤٫٩ فــي المــائــة، وهـــو مـؤشـر إيـجـابـي يـؤكـد عـلـى أهـمـيـة الـجـهـود التي بذلها الطرفان لتطوير العلاقات الاقتصادية بينهما.
وخـــــلال الــفــتــرة المــمــتــدة بين الأول مـن يـنـايـر (كـانـون الـثـانـي) ونهاية شهر مايو (أيار) من السنة الــحــالــيــة، بـلـغ حـجـم الـــصـــادرات الـتـونـسـيـة إلـــى بـريـطـانـيـا نحو ٢٥٧٫٣ مليون دينار تونسي، في حــين قـــدرت الــــــواردات فــي الـفـتـرة ذاتــــهــــا بــــــــــــ٢٨٨٫٩ مـــلـــيـــون ديـــنـــار تونسي. وتمثل قطاعات التصنيع الــــغــــذائــــي والـــنـــســـيـــج وخـــدمـــات الاتصال والتكنولوجيات الحديثة مــنــافــذ مـهـمـة لـتـعـمـيـق الــشــراكــة والاستثمار المشترك ضمن إطار تجاري أكثر نجاحاً بين البلدين.