Asharq Al-Awsat Saudi Edition

منتخب الأرجنتين يتحول إلى مادة للسخرية... وميسي يعيش كابوساً

الهزيمة القاسية أمام كرواتيا وضعت فريق التانغو على أعتاب الخروج من المونديال

- موسكو - لندن: »الشرق الأوسط«

بـعـد الـصـدمـة المـوجـعـة التي تعرض لها المنتخب الأرجنتيني بـالـهـزيـ­مـة الـثـقـيـل­ـة أمــــام نـظـيـره الـــكـــر­واتـــي ٣ - صــفــر، بـالـجـولـ­ة الــثــانـ­ـيــة لمــنــافـ­ـســات المــجــمـ­ـوعــة الـــــراب­ـــــعــــ­ـة، ظـــهـــر المـــــدي­ـــــر الــفــنــ­ي خــــــورخ­ــــــي ســــامـــ­ـبــــاولـ­ـــي بـــوجـــه شاحب خـلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة، في الوقت الذي من المفترض أن يبحث فيه عن شرارة الحماس بأي شكل، للحفاظ على الأمــل الضئيل لاسـتـمـرا­ر الفريق في مونديال روسيا.

وبــــعـــ­ـد أن تــلــقــى المــنــتـ­ـخــب الأرجنتيني بقيادة النجم ليونيل ميسي صدمة التعادل مع آيسلندا ١ - ١ يــــوم الــســبــ­ت المـــاضــ­ـي فـي الجولة الأولــى، تلقى الفريق ضربة أكثر قسوة بهزيمته أمــام كـرواتـيـا صـفـر - ٣ مــســاء أول مــن أمــس، عـلـى مـلـعـب »نيجني نوفغورود« ليقف على بوابة الخروج من الـدور الأول. وحــــــتـ­ـــــى لــو نجح سامباولي فــــــي إشــــعـــ­ـال حـــــــــ­ــمـــــــ­ــــاس المـــنـــ­تـــخـــب الأرجــنــ­تــيــنــي، أو حــقــق مـيـسـي صـــحـــوة بــقــمــي­ــص الــــفـــ­ـريــــق، لـم يــعــد مــصــيــر راقـــصـــ­ي الـتـانـجـ­و بأيديهم، وإنما ستحسم بطاقة الــتــأهـ­ـل الأخـــــر­ى مــن المـجـمـوع­ـة، بعد ضمان كرواتيا التأهل، في الجولة الأخيرة. وبــــيـــ­ـنــــمـــ­ـا أخــــــــ­ــذ أســــــطـ­ـــــورة كــرة الــقــدم الأرجـنـتـ­يـنـيـة دييغو مـــــاراد­ونـــــا يـــلـــوح بـقـمـيـصـ­ه مـن المـــدرجـ­ــات، وســـط هـتـافـات آلاف مـن جـمـاهـيـر بـــلاده قـبـل انـطـلاق المباراة ضد كرواتيا، كان ميسي يفرك جبهته في توتر. ولمــس مـيـسـي الــكــرة ٢٠ مـرة فقط فـي الـشـوط الأول، وهـو أقل عـدد من اللمسات بين كل لاعبي الأرجنتين، وبدا مجهدا. لكن الأســوأ جـاء فـي الشوط الثاني المرعب، وهو تلقي شـبـاك الأرجـنـتـ­ين ثـلاثـة أهـــــداف لـيـنـال الـفـريـق أثـقـل نتيجة فــي دور المــجــمـ­ـوعــات مـنـذ ٦٠ عــامــا. وغــــادر عبقري برشلونة الذي سيكمل ٣١ عــامــا مطلع الأســــــ­ـــبــــــ­ـــوع المـــــــ­قـــــــبـ­ــــــل المــلــعـ­ـب، وهــــــــ­ــــــو يبدو وحيدا ومنكسرا بعد مباراة ربـمـا أنـهـت فـرصـتـه الأخــيــر­ة في رفع كأس العالم.

وتـــحـــو­ل مـــــاراد­ونـــــا، الـفـائـز بكأس العالم ١٩٨٦، والذي يقارنه الأرجنتيني­ون دائما بميسي، من التلويح بقميص لاعب برشلونة رقم ١٠ إلى البكاء.

وسخرت الصحافة الرياضية العالمية من المنتخب الأرجنتيني الـــذي بــات عـلـى أعــتــاب الـخـروج من الدور الأول، ولم ترحم ميسي ورفــاقــه؛ حـيـث اعـتـبـرت صحيفة »أولـــيـــ­ه« الأرجـنـتـ­يـنـيـة أن رجــال المـــــــ­ـــدرب خـــــورخـ­ــــي ســـامـــب­ـــاولـــي »حطموا روحنا... المنتخب فشل مجددا .«

وتابعت: »على الرغم من أن الــفــرصـ­ـة مـــا زالـــــت قـائـمـة لـلـتـأهـل إلـــى ثـمـن الـنـهـائـ­ي، داخـــلـــ­يـــا يــشــعــر الــجــمــ­يــع بــالإقــص­ــاء. أثــنــاء الــعــودة إلـى المعسكر، الأجــواء كانت بمثابة نهاية حقبة.«

في إنجلترا، حيث »العداوة« واضحة للأرجنتين بسبب حرب الـــبـــل­ـــديـــن عـــلـــى جــــــزر فــوكــلان­ــد فـــي جـــنـــوب المــحــيـ­ـط الأطــلــس­ــي، اســتــمــ­تــعــت صــحــيــف­ــة »الـــصـــن« باللعب على أحـرف اسـم ميسي، قائلة: »يـا لها من (مـيـس(« التي تعني بالإنجليزي­ة فوضى.

أمـا صحيفة »دايـلـي مـايـل«، فـــعـــنـ­ــونـــت: »تـــاكـــس­ـــي لمــيــســ­ي«، مرفقة ذلك بصور للحارس ويلي كاباييرو الذي ارتكب خطأ فادحا جـاء منه الهدف الكرواتي الأول. ومــيــســ­ي وأســــطــ­ــورة الأرجــنــ­تــين ديـــيـــغ­ـــو مــــــــا­رادونـــــ­ـــا الــــــــ­ذي كـــان موجودا في المدرجات، وأيديهما على وجههما.

ورأت الصحيفة أن ما حصل فـي ملعب »نيجني نـوفـغـورو­د« هــو »عـجـز تكتيكي وفـنـي جعل الأرجنتين في خطر كبير، ويمكن أن يشكل نهاية جيل«.

ومـــــن ألمـــانــ­ـيـــا الـــتـــي تــعــانــ­ي بدورها بعد أن خسر أبطال العالم مباراتهم الأولـى في روسيا على يـد المكسيك (صفر - ١)، اعتبرت صحيفة »بـيـلـد« أنــه »حـتـى قبل خطأ الحارس، لم تقدم الأرجنتين شيئا على أرضية الملعب، خلافا لأسطورتها مــارادونـ­ـا الــذي قدم كل شيء في المدرجات« في إشارة إلى حماسه وتفاعله مع مجريات اللقاء، والخيبة التي بـدت عليه في نهايتها.

أما مواطنتها »دير شبيغل ،« فرأت في نسختها الإلكتروني­ة أن ميسي يعاني من تواضع مستوى زمـلائـه، و»مـيـسـي يستحق أكثر من هذا المنتخب الأرجنتيني.«

وفــــي إيــطــالـ­ـيــا الـــتـــي يـغـيـب منتخبها، بطل العالم أربع مرات، عن النهائيات للمرة الأولـى منذ ٦٠ عاما بعد سقوطه في الملحق الأوروبـــ­ي أمـام السويد، اعتبرت صحيفة »غازيتا ديلو سبورت« أن »مــــيــــ­ســــي أذل عــــلــــ­ى أيــــــدي الـكـرواتـ­يـين. الأرجـنـتـ­ين أقصيت تقريبا. خطأ لا يصدق لكاباييرو، ثم تحولت الأمسية إلى كابوس.«

ومــــــــ­ـــــن جـــــهـــ­ــتـــــهـ­ــــا، شـــمـــلـ­ــت »تــــوتـــ­ـوســــبــ­ــورت« الــجــمــ­يــع فـي وصفها لما حصل، فـ »الأرجنتين أذلـت، اكتسحت من قبل كرواتيا وأقصيت إلى حد كبير. كاباييرو كان كارثة. ميسي أخفق.«

ورأت الــــوكــ­ــالــــة الــصــيــ­نــيــة للأخبار »سي إن إس«، أنه »على الأرجـح أحلك يوم في تاريخ كرة الـقـدم الأرجنتيني­ة،« معتبرة أن ميسي مـثـل أعـظـم المـغـنـين؛ لكنه لا يستطيع أن يؤدي دون الفرقة الموسيقية، فـي إشــارة منها إلى افـتـقـاد نـجـم بـرشـلـونـ­ة لمـسـانـدة زملائه.

وكانت صحيفة »التلغراف« البريطانية قاسية في توصيفها لــــحــــ­ال المـــنـــ­تـــخـــب الأرجــنــ­تــيــنــي بالقول: »يمكن أن نقول إن ميسي حاول إنقاذهم؛ لكنه بدا أكثر كأنه عـضـو مـن عـائـلـة فـي حـالـة حـداد بجانب سرير المتوفى.«

لــكــن مـواطـنـتـ­هـا »الــتــايـ­ـمــز« حملت ميسي مسؤولية الإخفاق؛ لأنــه »بــدا كطفل تـائـه،« كــان أول الداخلين بعد المـبـاراة إلـى النفق المـــؤدي لـغـرف المـلابـس »مــن أجل البحث عن ملجأ«.

وفـــي إســبــانـ­ـيــا، حـيـث حقق ميسي كل شيء ممكن مع فريقه برشلونة، رأت صحيفة »سبورت« أنه »لم يكن باستطاعة ليو فعل أي شيء، لكي يتجنب أن يتحول فريقه إلى كاريكاتير«.

وعـــــنــ­ـــد الـــــــج­ـــــــارة الـــغـــر­يـــمـــة الــــــبـ­ـــــرازيـ­ـــــل، تـــطـــرق­ـــت صــحــيــف­ــة »غلوبو إيسبورتي« إلى تصرف الجمهور البرازيلي الموجود في روسيا لمؤازرة المنتخب الوطني، وســــخـــ­ـريــــتــ­ــهــــم مـــــــن الـــجـــم­ـــهـــور الأرجنتيني واستفزازه بعبارات مثل »ميسي تـشـاو«، أي »وداعــا مـــيـــسـ­ــي«، عـــلـــى نـــســـق الأغــنــي­ــة الــفــولـ­ـكــلــوري­ــة الإيــطــا­لــيــة »بـيـلا تشاو«.ووصل الأمر بصحيفة »أو غلوبو« البرازيلية إلى القول بأن »لاعبي الأرجنتين طالبوا بإقالة سامباولي قبل المباراة (الأخيرة في الدور الأول) ضد نيجيريا«.

لـــكـــن مــــصــــ­در فــــي المــنــتـ­ـخــب الأرجنتيني نفى الجمعة صحة هذا الخبر، مشيرا إلى أن ما قيل »غـيـر صحيح عـلـى الإطـــلاق. كل ما قيل عن اجتماع للاعبين أو أي شيء آخر غير صحيح«.

فـي ظـل مشاركته لـرابـع مرة فـي كـأس الـعـالـم، وبـقـاء الهزيمة المـؤلمـة ١ - صـفـر أمـــام ألمـانـيـا في نهائي ٢٠١٤ عالقة فـي الأذهــان، يــواجــه مـيـسـي والأرجــنـ­ـتــين الآن احتمال الخروج بشكل صادم من دور المـجـمـوع­ـات، إلا إذا جــاءت نتائج الفرق الأخـرى بالمجموعة الرابعة في صالحهم.

وسبق لميسي اعـتـزال اللعب الــدولــي، بعدما أضــاع محاولته خلال ركلات الترجيح أمام تشيلي في نهائي كأس كوبا أميركا عام ٢٠١٦؛ لكنه تراجع عن قراره بعد مـنـاشـدات مـن المشجعين وأفــراد عائلته وزملائه ومـارادونـ­ا؛ لكن مع بلوغه ٣٥ عاما في النهائيات المـقـبـلـ­ة، ومـــع انــهــيــ­اره الــواضــح تــحــت وطـــــأة الــضــغــ­وط، تـتـوقـع الأغلبية أن يعتزل ميسي اللعب الدولي في وقت ما بعد روسيا.

وفي مباراة الجولة الثانية، تفوق عليه لوكا مودريتش صانع لــعــب كـــرواتــ­ـيـــا، الــفــائـ­ـز بـجـائـزة أفــضــل لاعــــب بــالــلــ­قــاء، والــقــائ­ــد الـبـالـغ مــن الـعـمـر ٣٢ عـامـا الـذي لعب بــروح قتالية وسـجـل هدفا مدهشا. وعلى النقيض، نادرا ما ظهر ميسي في المباراة، وأخرجه المنتخب الكرواتي المنظم للغاية من اللعب، وعجز عن تسديد أي كــرة على المـرمـى، ولــم ينجح في تمرير كرات مؤثرة سوى مرة أو مرتين. وكما حدث أمـام آيسلندا حين أضاع ركلة جزاء في التعادل ١ – ١، خيم الصمت والصدمة على وجه ميسي وهو يغادر الملعب.

وقــــــــ­ـال ســــامـــ­ـبــــاولـ­ـــي مـــــدرب الأرجـــنـ­ــتـــين: »لــيــو (مــيــســي) هو قلبنا وروحـنـا؛ لكننا لـم نتمكن مــــن إيــــصـــ­ـال الــــكـــ­ـرة لــــــه« داعـــيـــ­ا المشجعين لإلقاء اللوم عليه وليس على ميسي.

ورغــم أن مـودريـتـش هـو من تفوق في مواجهة الجولة الثانية، فـــــإن المـــقـــ­ارنـــة مــــع كـريـسـتـي­ـانـو رونــــــا­لــــــدو غـــريـــم­ـــه فــــي الـــــــد­وري الإسباني هي أكثر ما يؤلم ميسي. فقد فاز اللاعب البرتغالي الكبير بـلـقـب كـبـيـر بـالـفـعـل فــي بـطـولـة أوروبـــا ٢٠١٦، وبــدأ كـأس العالم بأربعة أهداف في مباراتين. وإن لـم يـحـدث شــيء غير عـــادي، فقد يـجـلـس مـيـسـي قــريــبــ­ا لمـشـاهـدة رونالدو من خارج روسيا.

 ??  ?? ميسي وسط انهيار لاعبي الأرجنتين بعد الخسارة أمام كرواتيا (رويترز)
ميسي وسط انهيار لاعبي الأرجنتين بعد الخسارة أمام كرواتيا (رويترز)
 ??  ?? مودريتش تفوق على ميسي وقاد كرواتيا لانتصار ثمين (أ.ف.ب)
مودريتش تفوق على ميسي وقاد كرواتيا لانتصار ثمين (أ.ف.ب)
 ??  ?? تشجيع مارادونا لم يجلب الحماس للأرجنتين (رويترز)
تشجيع مارادونا لم يجلب الحماس للأرجنتين (رويترز)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia