اهتمام عالمي بـ »الحدث« السعودي وإشادة بالخطوات الإصلاحية
»الإيكونوميست« تكرس غلافها لتغطيته
ركّــزت وسـائـل إعـلامـيـة عالمية في تغطياتها أمس على ما وُصف بـ »الحدث التاريخي« الذي ستشهده المملكة العربية السعودية بدءاً من صباح غد والمتمثل بالسماح للمرأة بقيادة السيارة للمرة الأولى. وفيما ظهر إجماع على الإشادة بالخطوة السعودية وانعكاساتها الإيجابية على المجتمع السعودي، كان لافتاً أن معظم التغطيات الإخبارية، سواء فـي الـصـحـف أو مـحـطـات الـتـلـفـزة، شــددت على الــدور الأسـاسـي الـذي لعبه ولـي العهد الـسـعـودي الأمير محمد بن سلمان في رفع الحظر عن النساء في قيادة السيارات، ذلك في إطار رؤيته الإصلاحية التي تُطبق في المملكة بمجالات مختلفة.
بـــــــــــــدوره، كــــتــــب آدم تـــايـــلـــورور فـــي صـحـيـفـة »واشــنــطــن بــوســت« أمـــس: »عـلـى مــدى عــقــود، إذا أراد منتقد للسعودية أن يقدّم اختزالاً الاًً بــســيــطــاً لمـــا يــعــتــقــد أنـــــه خــطــأ فـي هـذه الـدولـة، كـان هناك مثال واحد واضـــح: الـنـسـاء الـسـعـوديـات ليس مسموحاً لهن بالقيادة. هذا القيد لـم يكن هناك مـا يـوازيـه فـي العالم الحديث، ولكثيرين فإنه كان يُظهر أن السعودية على رغـم أنـهـا تبدو حـلـيـفـة ثــريــة ومــتــطــورة لـلـولايـات المتحدة، فإن مجتمعها عالق بشكل أساسي في الماضي«.
وتـــابـــعـــت مـــقـــالـــة »واشـــنـــطـــن بـــوســـت«: »ابـــتـــداء مــن نـهـايـة هـذا الأسبوع، هذا المثال لن يعود قائماً. فـالأحـد هـو الـيـوم الأول فـي تاريخ السعودية الـذي سيكون مسموحاً فـيـه لـلـنـسـاء قــيــادة الــســيــارات في
ّ شكل قانوني، ما يمثل معلماً رمزياً للمملكة ولولي العهد الأمير محمد بـن سـلـمـان«. ولفتت المقالة إلـى أن خـطـوة الـسـمـاح لـلـنـسـاء بـالـقـيـادة الـتـي صــدرت بـنـاء على أمـــــر ســـــام فــــي سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) الماضي، تُنسب في شكل واسع إلى »تـأثـيـر مـحـمـد بـن سـلـمـان« وأنـهـا »جــزء مـن خطة أكـبـر يطبقها ولي العهد من أجـل نقل السعودية إلى المستقبل .«
وأشـــــار كــاتــب المــقــالــة إلـــى أنـه لــيــس واضـــحـــاً بــعــد عــــدد الــنــســاء الـلـواتـي سـيـقـدن ســيــارات بالفعل بعد رفع الحظر، مضيفاً أن رخص القيادة التي تم إصدارها حتى الآن للنساء ما زالت قليلة.
أما قناة »سي إن إن« الإخبارية فكتبت على موقعها أن »الخطوة (الــــســــعــــوديــــة) جــــــزء مــــن سـلـسـلـة إصـلاحـات اجتماعية واقتصادية تُــــعــــرف بــــــ(الـــــرؤيـــــة ٢٠٣٠). هـــذه
ُ الإصلاحات التي أطلقت قبل عامين، يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سـلـمـان«. وتـابـعـت: »انـتـهـاء حظر القيادة سيسمح لكثير من النساء الـــســـعـــوديـــات بــالالــتــحــاق بـسـوق الـعـمـل، وهــذا هــدف أسـاسـي لولي الـعـهـد. وحـتـى الآن، كـانـت النساء الــســعــوديــات مـضـطـرات لـتـوظـيـف سائقين من الرجال، وهو ما يؤدي إلى نقص في قيمة رواتبهن كما أنه يكون مقيّداً لبعضهن«.
وكتبت صحيفة »وول ستريت جــــورنــــال«، مــن جـهـتـهـا: »إن قــرار الــــســــمــــاح لــــلــــمــــرأة بــــالــــقــــيــــادة فـي الــســعــوديــة هـــو جــــزء مـــن بـرنـامـج أوســــــع مـــن الــتــغــيــيــر الاجــتــمــاعــي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ويهدف إلى انفتاح المملكة وتـنـويـع اقـتـصـادهـا المـعـتـمـد على النفط. إن تشجيع مزيد من النساء على الالتحاق بسوق العمل هو جزء مهم من هذه الخطة، كما أن تسهيل وصـولـهـن إلـــى مــراكــز عـمـلـهـن هو سبب أسـاسـي وراء قــرار الحكومة رفع الحظر (عن قيادتهن السيارة(«.
كـــــــــــذلـــــــــــك أشــــــــــــــــــــــــــادت مــــجــــلــــة »الإيـكـونـومـيـسـت« بـمـا يـجـري في المــمــلــكــة، ووضـــعـــت خــبــر الـسـمـاح لـــلـــمـــرأة بـــقـــيـــادة الــــســــيــــارات عـلـى صــدر غـلافـهـا، واصـفــة مـا يحصل بـــأنـــه بــمــثــابــة »ثــــــــورة« فـــي مـجـال الإصلاحات الاجتماعية.