ارﺗﺄى ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ واﻟﻐﺮب أن اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار وأﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺐ ﰲ ﺻﺎﻟﺢ أي ﻃﺮف ﻣﻦ اﻷﻃﺮاف
)إس-٠٠٤( وﻫـــــﻲ ﻏـــﻴـــﺮ اﻟــﻘــﺎﺑــﻠــﺔ ﻟﻠﺘﺸﻐﻴﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎت ﺣﻠﻒ ﺷﻤﺎل اﻷﻃﻠﺴﻲ وﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﻷﺳـﻠـﺤـﺔ اﳌـﻌـﺘـﻤـﺪة ﻟــﺪى اﻟﺤﻠﻒ، وذﻟــﻚ ﺟــﺮاء اﻟﺘﻌﻨﺖ اﻟـﻮاﺿـﺢ ﻣﻦ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺑﺎﺗﺮﻳﻮت ﻟﻠﺪﻓﺎع اﻟﺠﻮي اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ أﻧﻘﺮة.
ﻛــﻤــﺎ أن اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﳌﺸﻜﻼت ﻛﺬﻟﻚ؛ إذ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء اﳌــﺆﺳــﺴــﲔ ﳌـﺠـﻠـﺲ أوروﺑـــــﺎ وﻓــﻖ اﳌــﻌــﺎﻳــﻴــﺮ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﺔ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺮارات اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧـــــﺴـــــﺎن. وﻣـــــﻊ ذﻟـــــــﻚ، ﺗــﺘــﻌــﺮض ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻻﻧﺘﻘﺎدات ﺷﺪﻳﺪة وﻻذﻋـﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ أوروﺑـﺎ واﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ اﻟـــﺬي ﺗﺮﻏﺐ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻴﻒ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻫــﺬا اﳌــﺴــﺎر. وﻫــﻨــﺎك أﺳــﺒــﺎب ﻟﺪى اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ أﺳﺒﺎب ﺗﺮﻛﻴﺔ ﺣـﻴـﺎل ﻫــﺬا اﻷﻣـــﺮ؛ إذ ﻳﺘﻬﻢ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟـــﻜـــﺒـــﻴـــﺮ ﻋـــــﻦ ﻣــــﻮاﻛــــﺒــــﺔ اﳌــﻌــﺎﻳــﻴــﺮ اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، ﺧﻼل إﻳﻮاء ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ، وﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻖ اﻟﻠﺠﻮء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻀﺒﺎط اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻣﻦ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻓـــﺮوا ﻣﻦ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﺧـﻴـﺮ، وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ أﳌﺎﻧﻴﺎ واﻟﻴﻮﻧﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ.
وﻣـــــــﻦ ﻧــــﺎﺣــــﻴــــﺔ أﺧـــــــــــﺮى، ﻓــــﺈن اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﻐﺮب ﺗﺸﻬﺪ ﺗـﺮاﺟـﻌـﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻓــﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟـــــﺤـــــﺎﺿـــــﺮ؛ إذ ﺗـــﻌـــﻤـــﻞ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻋﻠﻰ إﺣـــﺪاث ﻫـــﺰات ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل اﻷﺣـــﺎدﻳـــﺔ اﻟﻌﺪاﺋﻴﺔ واﻟﺸﻌﺒﻮﻳﺔ. وﺗﺘﻌﺮض ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺎت اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ ﻟــﻼﻧــﺘــﻘــﺎدات اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ اﳌـﺴـﺘـﻤـﺮة ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻻﻧـــــﺤـــــﺮاف اﻟـــﻈـــﺎﻫـــﺮ ﻋـﻦ اﳌـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻮﺣــﺪﻫــﺎ. وﺳﺒﺐ اﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺨﺮوج اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــــﻲ اﻧـﻜـﻤـﺎﺷـﴼ ﻓﻲ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟــﻰ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻻﺗﺤﺎد، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳـﻤـﺜـﻞ ﺳــﺎﺑــﻘــﺔ ﻳــﺤــﺘــﺬى ﺑــﻬــﺎ ﻟــﺪى اﻟــﺒــﻠــﺪان اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻊ ﺑﺮوﻛﺴﻞ.
وﻓـــــــﻲ ﻇــــــﻞ ﻫـــــــﺬه اﻟــــــﻈــــــﺮوف،