ﺳﻼح ﺳﺮي ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ

ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻣﻌﺪودة ﻣﻦ إﻳﻘﺎف إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﺧﻼل إﺟﺎزة ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ وﺑﺚ ﺻﻮر ﻋﻨﺎق ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻃﺎﻟﺒﺎن وﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻷﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﲔ، ﻳﺒﺪو أن أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﻘﺘﺎل ﻣﺠﺪدﴽ ﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺣﺮﺑﴼ داﻣﺖ ٥١ ﻋﺎﻣﴼ ﺣﺘﻰ اﻵن.

ﺗـﺴـﻴـﺮ أﻃــــﻮل اﻟـــﺤـــﺮوب ﺧﺎﺿﺘﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺳﻂ أﻣﻞ ﺿﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﻇـﻞ ﻋﺠﺰ أي ﻣـﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ اﳌﺘﺤﺎرﺑﲔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺼﺮ ﻧﻬﺎﺋﻲ.

ﻛـــﻴـــﻒ ﺗــﻨــﺘــﻬــﻲ ﺣــــﺎﻟــــﺔ اﻟـــﺠـــﻤـــﻮد؟ وأﻳـﻦ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺮﻛﺰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺟﻬﻮدﻫﺎ ﻹﻳﺠﺎد ﻣﺨﺮج ﻹﻧﻬﺎء اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﺸﻌﻮاء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻋــﻠــﻰ ﻏـــــﺮار ﻣـــﺎ ﺷــﻬــﺪﻧــﺎه ﻓـــﻲ اﻟــﺒــﻠــﻘــﺎن ﻓـــﻲ ﺗــﺴــﻌــﻴــﻨــﺎت اﻟـــﻘـــﺮن اﳌـــﺎﺿـــﻲ وﻓــﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺤﺎﻟﻲ؟

ﻓـــــﻲ اﻟـــﺤـــﻘـــﻴـــﻘـــﺔ، ﻫــــﻨــــﺎك ﺟــﺒــﻬــﺘــﺎن ﻣــﺘــﺼــﻠــﺘــﺎن ﳌـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ ذﻟـــــﻚ اﻟــﺘــﺤــﺪي؛ اﻷوﻟــــﻰ ﻫــﻲ ﻣـﻌـﺎﻟـﺠـﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟـﻔـﺴـﺎد اﳌـــــﺰﻣـــــﻦ، واﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ إﻳـــــﺠـــــﺎد ﻧـــﻤـــﻮذج اﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﺒﻼد. وﻳﻌﺪ اﳌﺼﺪر اﻷﻫﻢ ﻟـــﻠـــﺜـــﺮوة اﻟــﻜــﺎﻣــﻨــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺒـــﻼد وﻛــﺬﻟــﻚ اﻟــﺴــﺒــﺐ اﻟــﺠــﻮﻫــﺮي ﻻﻧــﺘــﺸــﺎر اﻟـﻔـﺴـﺎد ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻫﻮ إﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﺜﺮوﺗﻬﺎ اﳌـــﻌـــﺪﻧـــﻴـــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻳــﻌــﺘــﻘــﺪ أﻧــــﻬــــﺎ ﺗــﻘــﺪر ﺑﻨﺤﻮ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر، ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﳌﺼﺎدر.

ﺻﺤﻴﺢ أن ﻋــﺪم اﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﻳﻘﻒ ﻋﺎﺋﻘﴼ أﻣﺎم اﺟﺘﺬاب اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﺸﺮوع ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﺑﺤﺜﴼ ﻋــﻦ ﻓــﻠــﺰات اﻟـﻠـﻴـﺜـﻴـﻮم، واﻟــﺬﻫــﺐ، واﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺪ، واﻟـــﻨـــﺤـــﺎس، واﻟـــﺮﺻـــﺎص، واﻷﺣﺠﺎر اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ وﻣﻌﺪن »اﻟﺘﻠﻚ«.

ﻟﻜﻦ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ، ﻓــﺈن ﺗﻠﻚ اﻟﺜﺮوات ﺗﻌﺪ ﻣﻮردﴽ ﻟﻠﺸﺮ وﻟﻴﺲ اﻟﺨﻴﺮ. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌـﺜـﺎل، ﻫﻨﺎك ﻣﻌﺪن اﻟﺘﻠﻚ اﳌﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء، ﺑﺪءﴽ ﻣﻦ ﺑﻮدرة اﻷﻃﻔﺎل واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺒﻼﺳﺘﻚ. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة وأوروﺑـــــﺎ اﻷﺳـــﻮاق اﳌـــــﺒـــــﺎﺷـــــﺮة واﻷﻛــــــﻴــــــﺪة ﻟــﻠــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ ﻣـﻨـﺘـﺠـﺎت اﻟــﺘــﻠــﻚ اﻷﻓـــﻐـــﺎﻧـــﻲ. ﻟﻜﻦ اﻷﺑــــــــﺤــــــــﺎث اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺜـــﺔ اﻟــﺼــﺎدرة ﻋـﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻏـــــﻠـــــﻮﺑـــــﺎل وﻳـــﺘـــﻨـــﺲ« اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺑﺤﻴﺔ، واﻟــــﺘــــﻲ ﺗــــﺮﺻــــﺪ اﻟـــﺼـــﻠـــﺔ ﺑــــﲔ اﳌـــــــﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻔﺴﺎد، أﻇﻬﺮت أن ﺟﻤﻴﻊ ﻣــﻨــﺘــﺠــﻲ اﻟـــﺘـــﻠـــﻚ اﻷﻓــــﻐــــﺎﻧــــﻲ ﻳــﺪﻓــﻌــﻮن اﻟــﻀــﺮاﺋــﺐ ﻟـﻠـﻤـﺘـﻤـﺮدﻳـﻦ. وﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳـﺮﻛـﺰ اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﺛـــــﺮوات اﻟــﺘــﻠــﻚ اﻟـﻜـﺎﻣـﻨـﺔ ﻓﻲ وﻻﻳــﺔ ﻧﻨﻜﺮﻫﺎر اﳌﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺤﺪود اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﺿﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻴﻒ أن ﻓﺮع ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺑــﺎت ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﻌﺎدن وﻳﺤﺎرب ﺑﻘﻮة ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ. وﻫﻨﺎك ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺗﻮﺳﻊ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن.

ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟــﻄــﺎﻟــﺒــﺎن، ﻓــﻘــﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻏﻠﻮﺑﺎل وﻳﺘﻨﺲ« أن »داﻋﺶ« ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ٠٠٣ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳــﻨــﻮﻳــﴼ ﻣـــﻦ ﺛــــــﺮوة اﻟـــﺒـــﻼد اﳌــﻌــﺪﻧــﻴــﺔ، وﻟــــﺬﻟــــﻚ ﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ اﳌــــﻌــــﺎدن ﺛـــﺎﻧـــﻲ أﻛــﺒــﺮ دﺧﻞ ﻟﻠﻤﺘﻤﺮدﻳﻦ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺑﻌﺪ اﳌﺨﺪرات. وﻳﻔﺘﺮض أن اﳌﺴﻠﺤﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ وﻛﺬﻟﻚ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﻳﺠﻨﻮن ﻧﻔﺲ اﻟﺜﻤﺎر. وﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣــــﺎ ﺗــﺠــﺪ ﻫـــــﺬه اﻟـــﺠـــﻤـــﺎﻋـــﺎت اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺎت داﻣﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎﺟﻢ.

وﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺗﺠﺎرة اﳌﺨﺪرات ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﻋﺔ، ﻓﺒﺈﻣﻜﺎن اﳌﻮارد اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ أن ﺗﺪر ﻋﺎﺋﺪات ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻳﺠﺮي ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎﺋﺪات ﻟﺘﺄﺟﻴﺞ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ واﺳﺘﺸﺮاء اﻟﻔﺴﺎد.

وﻳﻨﺴﺤﺐ ﺑﻨﺎ ذﻟﻚ إﻟﻰ إﺣﺪى ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ اﳌﻬﻤﺔ ﻟﻠﻘﻮات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١٠٠٢. ﻓﻤﻨﺎﺟﻢ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺗﻮﺿﺢ ﺑـــﻤـــﺎ ﻻ ﻳـــــﺪع ﻣــــﺠــــﺎﻻ ﻟــﻠــﺸــﻚ ﻛـــﻴـــﻒ أن اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﺑﻞ ﺑﻤﺸﻜﻼت أﻋﻈﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ.

ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﲔ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﳌﺘﻮاﺻﻞ؛ ﻓﻤﻨﺬ ﻋﺎم ١٠٠٢، اﺳﺘﺜﻤﺮت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺌﺎت اﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﳌﻨﺎﺟﻢ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﳌﺎل أﻧﻔﻖ ﻣﻦ دون ﺗﻨﺴﻴﻖ وﻻ رؤﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟـﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻳﺬﻛﺮ، ﺑﺤﺴﺐ ﺗـــﻘـــﺮﻳـــﺮ ﺻـــﺪر ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻋﻦ اﳌﻔﺘﺶ اﻟﻌﺎم ﻹﻋــﺎدة إﻋﻤﺎر أﻓــﻐــﺎﻧــﺴــﺘــﺎن. ﻓــﻌــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛــﻨــﺖ اﻟــﻘــﺎﺋــﺪ اﻷﻋـــﻠـــﻰ ﻟــﻘــﻮات دوﻟﻴﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ٠٥١ أﻟـﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻫﻨﺎك، رﻛــﺰﻧــﺎ ﺟــﻬــﻮدﻧــﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮد ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻷرض. وﻛـﺎن ذﻟﻚ اﻟﺠﻬﺪ ﺟﺪﻳﺮﴽ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻔﺸﻞ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﻌﺪام اﻟﺮؤﻳﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ وﻣــــﻦ دون ﻣــﻌــﺎﻟــﺠــﺔ اﳌـــﺸـــﻜـــﻼت اﻟــﺘــﻲ أﺿﺮت ﻛﺜﻴﺮﴽ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻄﺎع.

ﻓـــﻔـــﻲ ﻣـــﺮﺣـــﻠـــﺔ ﻣـــــﺎ ﻗـــﻤـــﺖ ﺑــﺘــﻌــﻴــﲔ اﻟـــﺠـــﻨـــﺮال ﻫـــﺮﺑـــﺮت ﻣــﻜــﻤــﺎﺳــﺘــﺮ ﻟـﺘـﻮﻟـﻲ ﻫﺬه اﳌﻬﻤﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ، ﻟﻜﻨﻪ رﻏﻢ ﻛﻔﺎءﺗﻪ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﻋﻼج اﳌﺸﻜﻠﺔ، ورﻏﻢ ﺗﺸﺮﻳﻌﻪ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺴﺎﻋﺪة، ﻓﻘﺪ وﺟﺪ ﻋﻤﻼ أﻓﻀﻞ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﲔ ﻣﺴﺘﺸﺎرﴽ ﻟﻸﻣﻦ اﻟــﻘــﻮﻣــﻲ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻴــﺖ اﻷﺑـــﻴـــﺾ. وﻟــﺬﻟــﻚ أوﺟﺪت اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻣﺸﻜﻼت أﺧــﺮى ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻔﺴﺎد واﻧﻌﺪام اﻟﻌﺪاﻟﺔ وﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد ﻳﻌﺘﺒﺮان اﻷﻫﻢ.

ﻓﺒﺤﺴﺐ أﺣــﺪ اﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﺮات، ﺑﻠﻐﺖ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺮﺷﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻧﺤﻮ ٣٫٣ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ اﺳـﺘـﻤـﺮار ﺿﻌﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ وﻳﻌﻄﻞ ﻣﻦ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﻳﻘﻮى ﻣﻦ ﺷﻮﻛﺔ اﳌﺘﻤﺮدﻳﻦ.

ﻳﻌﺪ اﻟﻔﺴﺎد ﺳﻼﺣﴼ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻃﺎﻟﺒﺎن وﺑـــــــﺪأ ﻳــﺘــﺠــﻪ ﻟـــﻴـــﺪ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ »داﻋـــــــﺶ« اﻹرﻫـﺎﺑـﻲ ﻳﻮﻣﴼ ﺗﻠﻮ آﺧــﺮ، ﻟﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻋﺘﺪاءاﺗﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻓﻲ إﺿﻌﺎف اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﴼ وﻓـــــﻲ إﻟــــﺤــــﺎق اﻷذى ﺑــﺎﻟــﺸــﻌــﺐ اﻟــــﺬي ﺣﻜﻤﻮه ﺑﻘﺴﻮة ﻣﻔﺮﻃﺔ.

وﻟـــﺬﻟـــﻚ ﻳـــﺄﺗـــﻲ اﻟـــﻔـــﺴـــﺎد ﻓـــﻲ ﺑـــﺆرة اﻟﻔﺸﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻟــﺸــﻌــﺐ ﻣـــﺰﻗـــﺘـــﻪ اﻟـــــﺤـــــﺮب، وﻓـــﺸـــﻞ ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻼم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﻔﺎوﺿﺎت.

* أﻣﻴﺮال ﺑﺤﺮي ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ وﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮي ﺳﺎﺑﻖ ﻟﺤﻠﻒ اﻟﻨﺎﺗﻮ وﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ ﻓﻠﻴﺘﺸﺮ ﻟﻠﺤﻘﻮق واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﺎﻓﺘﺲ

* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«

ﺑﻠﻐﺖ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺮﺷﻰ اﻟﱵ ﺗﺪﻓﻊ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻧﺤﻮ ٣٫٣ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ اﺳﺘﻤﺮار ﺿﻌﻒ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ