»ﻛﺘﺎب اﻷﺷﻴﺎء« ﻟﻠﺴﻮري ﺟﻮان ﺗﺘﺮ
ﺻﺪر اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻦ }دار اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ{ ﻓـﻲ دﻣﺸﻖ، وﺑﻤﻨﺤﺔ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ }ﻣﺆﺳﺴﺔ اﳌــﻮرد اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ{، ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻮري ﺟﻮان ﺗﺘﺮ »ﻛـﺘـﺎب اﻷﺷــﻴــﺎء« وﻳﺤﺘﻮي ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ ﻧــﺼــﻮص ﻧﺜﺮﻳﺔ ﺗﺤﺎول ﺣﻮل ﺗﻌﺮﻳﻒ اﺧـــــﺘـــــﻼف اﻷﺷــــــﻴــــــﺎء ﺧــــﻼل ﻓـــــﺘـــــﺮات اﻟــــــﺤــــــﺮوب، وﻛــﻴــﻒ ﻳـــﺨـــﺘـــﻠـــﻒ ﻣــــﻌــــﻨــــﻰ اﻟــــﺸــــﻲء وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﻪ.
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﺮواﺋﻲ اﳌﺼﺮي رﺟﺎﺋﻲ ﻣﻮﺳﻰ أن »اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻋـﻨـﺪ ﺟـــﻮان ﺗـﺘـﺮ ﻫــﻲ اﻟـﺴـﺮ، ﻟــﻜــﻨــﻪ ﻟــﻴــﺲ اﻟـــﺴـــﺮ اﻟـﻌـﻤـﻴـﻖ واﻟـﺨـﻔـﻲ، ﺑــﻞ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﺜﻞ اﻟــــﺤــــﻴــــﺎة واﳌــــﻜــــﺸــــﻮف ﻣــﺜــﻞ اﳌــــــــﻮت... أﺷـــﺒـــﻪ ﺑــﺴــﻴــﺮ ﻓﻲ اﻟـﻀـﺒـﺎب ﺑــﻼ ﻣــﻼﻣــﺢ ﺟﻠﻴﺔ أو رﻏــﺒـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺤـﻴـﺎة. وﻫﻨﺎ ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ أن ﻧـــــﻘـــــﺮأ ﻗـــﺼـــﻴـــﺪة )اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﺮﻳــﺮ(، ﻓﻬﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻋﺒﺮ اﻟﺨﻂ اﻟﻔﺎﺻﻞ واﻟﻬﺶ ﺑﲔ اﻟﺤﻴﺎة واﳌﻮت«.
اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣـــﻮﺟـــﺰ اﻟـــﺤـــﻴـــﺎة اﻟــﻴــﻮﻣــﻴــﺔ، ﺳـﻴـﺮة اﻟــﺮﺻــﺎص اﻟﻄﺎﺋﺶ، »ﻛــﺄن ﺷﻴﺌﺎ ﻟــﻢ ﻳـﺤـﺪث ﺑﻌﺪ اﻟــﻐــﻴــﺎب«، ﻫــﻲ ﻓﻘﻂ اﻟﺤﺮب ﺗــﻤــﺮ، ﺗـﻨـﺘـﻘـﻞ ﻣـــﻦ ﺑــﻴــﺖ إﻟــﻰ ﺑﻴﺖ، وﻣــﻦ ﻃﺎﺑﻖ إﻟـﻰ آﺧـﺮ، وﺗـــﺨـــﺘـــﺒـــﺊ ﻣـــﺜـــﻞ رﺻـــﺎﺻـــﺔ ﻣـــﺬﻋـــﻮرة ﻓـــﻲ زاوﻳـــــﺔ أو ﻓﻲ رﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة.
ﻓــــﻴــــﻤــــﺎ ﻛــــﺘــــﺐ اﻟــــﺸــــﺎﻋــــﺮ اﳌــﺼــﺮي ﻋــﻤــﺎد أﺑـــﻮ ﺻـﺎﻟـﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟـﺼـﺎدر: »ﺣﻔﺮ ﻋﻤﻴﻖ دون رﻋـﻮﻧـﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ وﻻ ﺛﺮﺛﺮة. ﻛــﺘــﺎﺑــﺔ ﺻـــﺎرﻣـــﺔ ﺗــﻨــﺤــﺖ ﻓﻲ ﺟﺬر اﻷﻟﻢ«.
وﺗـــــــــﺴـــــــــﺎءل اﻟــــــــﺮواﺋــــــــﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻮزي ذﺑﻴﺎن: »ﻫﻞ ﻳـــﺤـــﻖ ﻟــﻠــﻘــﺼــﻴــﺪة أن ﺗـــﺪس أﻧﻔﻬﺎ ﻓﻲ أﻣـﺮ اﻧﺘﺤﺎرﻧﺎ؟ أم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى أن ﺗﺮﺗﺪي اﻟﺰي اﻟﻌﺴﻜﺮي وﺗﻨﺘﺤﺮ؟ أﻧﺎ ﻻ أﻋـــﺮف. ﻟـﻌـﻞ ﻫــﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ ﺟـــــﻮاب ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟﺴﺆال«.
ﺟـــــﺎء اﻟـــﻜـــﺘـــﺎب ﻓــــﻲ ٠٠١ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﳌﺘﻮﺳﻂ وﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻏﻼف ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎن ﺑﺎﺳﻢ ﺻﺒﺎغ.
ﻳﺬﻛﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺴﻮري ﺟــﻮان ﺗﺘﺮ ﺑﻌﺪ دﻳﻮاﻧﻪ اﻟﻨﺜﺮي اﻟﺼﺎدر ﻟــــــﺪى دار أﺑــــﺎﺑــــﻴــــﻞ ﻟــﻠــﻨــﺸــﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ »اﳌﻮﺗﻰ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن ﻫﺒﺎء« ٧١٠٢، وأﻳﻀﴼ ﻛﺘﺎب ﺻـــــﺪر ﻟـــــﺪى }دار اﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ اﻷﺧـــــﺮى{ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة ﻋــﺎم ٠١٠٢ وﺣـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺟـﺎﺋـﺰة }اﳌــﻠــﺘــﻘــﻰ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة{.