ﻃﺮاﺑﻠﺲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻨﻘﺬ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ
ﻣﺒﺎدرات دوﻟﻴﺔ وﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺛﻬﺎ
ﻟــﻢ ﺗـﺴـﻠـﻢ »اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـﺔ« ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎت اﻹﻫﻤﺎل، وﻣﻮﺟﺎت ﻃﻤﺲ اﻟــﻬــﻮﻳــﺔ، ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻤــﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺑﲔ ﺷﻮارﻋﻬﺎ وأزﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ أﺛﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺮﻗﻲ واﻟﺮوﻋﺔ، ﺗﺠﺴﺪ ٠٠٥ ﻋﺎم ﻣﻀﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﻫﺪة ﻋﻠﻰ ﺗــﺠــﺬر ﻫـــﺬا اﻟــﺒــﻠــﺪ اﻟــﻐــﻨــﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻖ اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ، وﺗــﺠــﻴــﺐ ﻋﻦ أﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ: ﻛﻴﻒ ﳌﻦ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﺜﻞ ﻫـﺬا اﻟـﺘـﺮاث أن ﻳﻔﺮط ﻓﻴﻪ وﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ أو ﻳﺤﻤﻴﻪ؟
اﻹﺟــــﺎﺑــــﺔ ﻋــــﻦ ﻫـــــﺬا اﻟـــﺘـــﺴـــﺎؤل ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــﺴــﺒــﺐ ﻓـــﻲ إﻃــــــﻼق ﻋــﺪﻳــﺪ اﳌــــــــﺒــــــــﺎدرات، آﺧـــــﺮﻫـــــﺎ ﺟــــــﺎء ﺗــﺤــﺖ ﻋــﻨــﻮان »أﻧــﻘــﺬوا اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ« وﻧﻈﻤﺘﻬﺎ اﻟـﺴـﻔـﺎرة اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﺑﻠﺪﻳﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ، ﺑﺤﻀﻮر اﻟـــﺴـــﻔـــﻴـــﺮ ﺟــﻴــﻮﺳــﻴــﺒــﻲ ﺑـــﻴـــﺮوﻧـــﻲ، واﳌﺒﻌﻮث اﻷﻣﻤﻲ ﻟﺪى ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻏﺴﺎن ﺳﻼﻣﺔ، ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺬي ﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ، وﻗﺪر اﻹﻫﻤﺎل اﻟﺬي ﻳﻜﺘﻨﻔﻬﺎ.
وﺟـــــــــــــــﺎءت اﻷﻣــــــﺴــــــﻴــــــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ اﺣـﺘـﻀـﻨـﺘـﻬـﺎ »اﻟــﺴــﺮاﻳــﺎ اﻟــﺤــﻤــﺮاء« ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻣﺴﺎء أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻛـﺎﺷـﻔـﺔ وداﻟــــﺔ ﻋــﻦ ﻣـﻜـﻨـﻮﻧـﺎت ذﻟـﻚ اﻟﺘﺮاث اﻷﺻﻴﻞ اﻟﺬي اﺗﻀﺢ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎﳌﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض »اﻟﺠﻤﺎل اﳌﻌﻠﻖ« ﻋــﻦ ﺻــﻮر ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻫﺒﺔ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺷﻼﺑﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺷﺮﺣﴼ واﻓـﻴـﴼ ﻟﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﺤـﻘـﺒـﺔ، ﻓـﻀـﻼ ﻋــﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺻﻮرة.
وﺗــﻌــﺒــﺮ »اﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ«، اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺘﻴﻖ ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻄـﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺒـﺤـﺮ اﳌـﺘـﻮﺳـﻂ، وﻳـﺤـﻴـﻂ ﺑـﻬـﺎ ﺳـــﻮر، وﺗــﻀــﻢ ﻋــﺪدﴽ ﻫـــﺎﺋـــﻼ ﻣـــﻦ اﳌــﺒــﺎﻧــﻲ اﻷﺛـــﺮﻳـــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳــــﻌــــﻮد ﺗـــــﺎرﻳـــــﺦ إﻧـــــﺸـــــﺎء ﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻣـﺎ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋﻠﻰ ٠٠٥ ﻋــﺎم، وﻓﻘﴼ ﳌﺆرﺧﲔ ﻟﻴﺒﻴﲔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋــﺪد اﳌــﺤــﺎل واﻷﺳـــــﻮاق اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﳌﻘﺎﻫﻲ، ﻏﻴﺮ أن اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﳌــﻮﺟــﻮدة ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻣــﻦ ﺗـﻠـﻚ اﳌﺒﺎﻧﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻔﺘﺮة اﻻﺣﺘﻼﻟﲔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ واﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻲ. وﺗـــﻮﺟـــﺪ ﻓـــﻲ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ ﻣـــــﻦ اﳌــــﺒــــﺎﻧــــﻲ اﻷﺛــــﺮﻳــــﺔ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ إﻟﻰ ﻣﻘﺮات ﻟــﻘــﻨــﺼــﻠــﻴــﺎت دول ﻣــﺜــﻞ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌﺘﺤﺪة وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ.
ﻓﻤﺜﻼ اﳌﺒﻨﻰ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟـ»ﺑﻨﻚ دي روﻣﺎ« ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﺬي ﺷﻴﺪ ﻓﻲ ٧١٩١ ﺗـﺤـﻮل ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ إﻟــﻰ ﻓﺮع ﳌﺼﺮف اﻷﻣــﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺒﻨﻰ ﺳﺠﻦ ﺗﺮﻛﻲ ﺑﻨﻲ ﻓﻲ ٤٦٦١ ﺗﺤﻮل ﻻﺣﻘﴼ إﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﻟﻠﻘﻨﺼﻠﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎت ﻣﻘﺮﴽ ﳌﻜﺘﺒﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل. أﻣﺎ ﻣﺒﻨﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻓﻲ ٥١٦١ ﻓﻘﺪ أﻋﻴﺪ ﺗﺮﻣﻴﻤﻪ وﻳﺴﺘﺨﺪم ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﻛﻜﻨﻴﺴﺔ وﺟﺰء آﺧﺮ ﻛﺼﺎﻟﺔ ﻟﻌﺮض اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ.
ووﺳــــﻂ ﺗـــﺮﺣـــﺎب واﺳــــﻊ ﺟــﺎل ﺳــــﻼﻣــــﺔ وﺑــــﻴــــﺮوﻧــــﻲ ﺑــــﲔ ﺟــﻨــﺒــﺎت ﻣــﻌــﺮض »اﻟــﺠــﻤــﺎل اﳌــﻌــﻠــﻖ«، وﻗــﺎل اﳌـــﺒـــﻌـــﻮث اﻷﻣــــﻤــــﻲ إن »ﻃـــﺮاﺑـــﻠــﺲ ﻣـــﺪﻳـــﻨـــﺔ ﺟــﻤــﻴــﻠــﺔ، ﻓــﻴــﻬــﺎ ﺑــﺼــﻤــﺎت ﻣــﻌــﻤــﺎرﻳــﺔ ﻣـــﻦ ﺣــﻘــﺒــﺎت ﺗــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ ﺳـــﺎﺑـــﻘـــﺔ«، ﻣــﺘــﺤــﺪﺛــﴼ ﻋــــﻦ ﺿـــــﺮورة اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر، وﻗﺎل: »اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺮ ﺣـﻔـﺎظ ﻋﻠﻰ ذاﻛﺮﺗﻨﺎ وﺷـﺨـﺼـﻴـﺘـﻨـﺎ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ وذواﺗــﻨــﺎ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ«.
وﻣﻀﻲ ﺳﻼﻣﺔ ﻳﻜﺮر ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ اﻷﻣﻤﻴﺔ، أﻣــﺲ: »اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﻣﻦ أرﻗﻰ أﻧﻮاع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻷن اﻟـﺤـﻔـﺎظ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺬاﻛــﺮة اﳌﺒﻨﻴﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻃﻦ«.
وذﻫــــــــﺐ اﻟـــﺴـــﻔـــﻴـــﺮ اﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻲ إﻟــﻰ أن ﺗـﻌـﺎون ﺳـﻔـﺎرﺗـﻪ ﻣـﻊ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻳﻬﺪف إﻟﻰ »دﻋﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت واﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺔ اﳌــﻬــﺘــﻤــﺔ ﺑــﺎﻟــﺤــﻔــﺎظ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ«.
ورﻏﻢ أن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ اﺗﺒﻌﺖ ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺠــﴼ ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٩٠٠٢ ﻟﺘﺮﻣﻴﻢ اﳌﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ، ﻓﺈن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻹﻫﻤﺎل واﻻﻧﺪﺛﺎر ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺰﻣﻦ، ﻣﺎ دﻓــــﻊ ﻓــﺮﻳــﻖ ﻋــﻤــﻞ ﻣـﺴـﻠـﺴـﻞ »زﻧــﻘــﺔ اﻟــــﺮﻳــــﺢ« اﻟـــــﺬي ﺳــﻴــﺠــﺴــﺪ ﻣــﻌــﺎﻧــﺎة اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، إﻟﻰ ﺑﻨﺎء ﺑﻼﺗﻮه ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮه ﺑﻌﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ، وﻓﻘﴼ ﳌﺨﺮج اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻠﻴﺒﻲ أﺳﺎﻣﺔ رزق، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ إﻟﻰ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«.
وﺗـــﻌـــﺪ »اﻟــــﺴــــﺮاﻳــــﺎ اﻟـــﺤـــﻤـــﺮاء« ﻣــﻦ أﻫـــﻢ ﻣــﻌــﺎﻟــﻢ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـﺔ، وﺳـــﻤـــﻴـــﺖ ﺑـــﺬﻟـــﻚ -وﻓــــﻘــــﴼ ﳌـــﺆرﺧـــﲔ ﻟﻴﺒﻴﲔ- ﻷن ﺑﻌﺾ أﺟﺰاﺋﻬﺎ ﻃﻠﻲ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ، وﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺎرﻋﻲ ﻋﻤﺮ اﳌﺨﺘﺎر واﻟﻔﺘﺢ، وﺗﻘﻊ ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. وﺷﻴﺪت اﻟﺴﺮاﻳﺎ، أو »ﻗﻠﻌﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ« ﻛﻤﺎ ﻳـﻄـﻠـﻖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ، ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻘــﺎﻳــﺎ ﻣﺒﻨﻰ روﻣـــــــﺎﻧـــــــﻲ ﺿـــــﺨـــــﻢ، ﻳــــــــﺮى ﺑــﻌــﺾ اﻷﺛﺮﻳﲔ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن أﺣﺪ اﳌﻌﺎﺑﺪ أو اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة، ﺣﻴﺚ ﻋﺜﺮ أﺳـﻔـﻞ اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻳﺨﺘﺮق اﻟــــﻘــــﻠــــﻌــــﺔ ﻋــــﻠــــﻰ ﺑــــﻌــــﺾ اﻷﻋـــــﻤـــــﺪة واﻟﺘﻴﺠﺎن اﻟﺮﺧﺎﻣﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻘﺮﻧﲔ اﻷول أو اﻟﺜﺎﻧﻲ اﳌﻴﻼدﻳﲔ.
وﻓــــــــــﻀــــــــــﻼ ﻋــــــــــﻦ اﻟـــــــﺴـــــــﺮاﻳـــــــﺎ اﻟــــﺤــــﻤــــﺮاء، ﺗـــﻀـــﻢ اﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ أﻳــﻀــﴼ »ﻗــــــﻮس ﻣــــﺎرﻛــــﻮس أورﻳـــﻠـــﻴـــﻮس« وأﻗﻴﻢ ﻟﺘﺨﻠﻴﺪ ذﻛـﺮى اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟـﺮوﻣـﺎﻧـﻲ ﻣـﺎرﻛـﻮس أورﻳـﻠـﻴـﻮس، اﻟـــﺬي ﺣـﻜـﻢ اﻟــﺒــﻼد ﻓــﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻣﻦ ١٦١ إﻟــــﻰ ٠٨١. ﺑــﺠــﺎﻧــﺐ »ﺣـــﻮش اﻟــﻘــﺮة ﻣــﺎﻧــﻠــﻲ«، وﻫــﻮ ﻣـﻨـﺰل أﻗــﺮب إﻟـــﻰ ﻗـﺼـﺮ ﻳــﺮﺟــﻊ ﺗــﺎرﻳــﺦ إﻧـﺸـﺎﺋـﻪ إﻟﻰ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﻨﺎه ﻳـﻮﺳـﻒ اﻟــﻘــﺮه ﻣـﺎﻧـﻠـﻲ، ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻣﺜﻞ »زﻧﻘﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺲ« و»ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﺎﺷﺎ« و»ﻓﻨﺪق زﻣﻴﻂ«.
وﺗﺎرﻳﺨﻴﴼ، ﺣﻜﻤﺖ أﺳﺮة اﻟﻘﺮه ﻣﺎﻧﻠﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ وﻋﻤﻮم ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﻠﺚ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. وﺑﺴﻘﻮط ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺮة أﺻـــﺒـــﺢ اﻟــﻘــﺼــﺮ ﻣـــﻘـــﺮﴽ ﻟـﻘـﻨـﺼـﻠـﻴـﺔ دوﻗﻴﺔ ﺗﻮﺳﻜﺎﻧﺎ اﻟﻌﻈﻤﻰ، )ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ وﺳﻂ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ٩٦٥١ إﻟﻰ٩٥٨١(، واﻟﺤﻮش ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻣﻔﺘﻮح ﻟـﻠـﺰوار، وﻳﻘﺪم ﻋﺮﺿﴼ ﳌﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ وﻷﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻗﺎﻃﻨﻮه اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن.