اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ واﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اخملﺪرات... ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﴼ
ﻣﻦ ﻧﻴﻜﺴﻮن إﻟﻰ رﻳﻐﺎن وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﺗﺮﻣﺐ
ﺑــــﺪءﴽ ﻣـــﻦ ﻳـــﻮم أول ﻣـــﻦ أﻣــﺲ )اﻟــﺠــﻤــﻌــﺔ( ﺑــﻮﺷــﺮ ﺑــﻌــﺮض ﻓﻴﻠﻢ »ﺳـــــﻴـــــﻜـــــﺎرﻳـــــﻮ: ﻳــــــــﻮم اﻟــــﺠــــﻨــــﺪي« ﻣﺼﺤﻮﺑﴼ ﺑﻤﺆﺷﺮات ﺗﻘﻮل إﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﻮأ ﻣﺮﻛﺰﴽ ﻣﺘﻘﺪﻣﴼ ﻓﻲ اﻹﻳﺮادات. ﻟــــﻴــــﺲ أﻧـــــــﻪ ﺳــﻴــﺴــﺘــﻄــﻴــﻊ إزاﺣـــــــﺔ وﺣﻮش »ﺟﻮراﺳﻴﻚ وورﻟﺪ«، ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺘﻘﺪم ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ اﻋﺘﻘﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﻫﻨﺎ.
Sicario: The Day of the Soldado ﻫﻮ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ رواﺋﻴﺔ ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ »ﺳﻴﻜﺎرﻳﻮ« اﻟﺬي أﺧﺮﺟﻪ اﻟﻜﻨﺪي دﻧﻴﺲ ﻓﻴﻠﻨﻴﻴﻒ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث ﺳــﻨــﻮات. ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻷول ﻳـﺪور ﺣﻮل ﺣﺮب اﳌﺨﺪرات ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ وﻣﺜﻠﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻈﻬﻮر اﺛــﻨــﲔ ﻣــﻦ اﳌـﻤـﺜـﻠـﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﻤﺎ ﻓﻲ أي دور: ﺑﻨﺜﻴﻮ دل ﺗـــﻮرو وﺟـــﻮش ﺑـــﺮوﻟـــﻦ. اﳌﺨﺘﻠﻒ ﻫــــﻨــــﺎ، ﻋــــــﺪا اﻟـــﻘـــﺼـــﺔ واﳌــــﻮﺿــــﻮع اﳌــﺘــﺸــﺎﺑــﻪ، ﻫـــﻮ أن إﻣــﻴــﻠــﻲ ﺑـﻠـﻨـﺖ، اﻟﺘﻲ أدت اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎ وأن اﳌﺨﺮج ﻫﻮ ﺳﺘﻴﻔﺎﻧﻮ ﺳﻮﻟﻴﻤﺎ، اﻟــﺬي ﻗـﺎم ﻣﻊ ﺛــﻼﺛــﺔ إﻳـﻄـﺎﻟـﻴـﲔ آﺧــﺮﻳــﻦ ﺑــﺈﺧــﺮاج ﺣــــﻠــــﻘــــﺎت ﻣـــﺴـــﻠـــﺴـــﻞ ﺗـــﻠـــﻔـــﺰﻳـــﻮﻧـــﻲ ﺗﺸﻮﻳﻘﻲ ﻫﻮ »ﻏﻮﻣﻮرا«.
ﻳــﻨــﺘــﻘــﻞ ﺳــﻮﻟــﻴــﻤــﺎ ﻣـــﻦ ﺗــﻨــﺎول اﻟــﻌــﺼــﺎﺑــﺎت اﻹﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺔ إﻟــــﻰ ﺗﻠﻚ اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟــﺼــﻌــﺒــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ واﺟــﻬــﺘــﻬــﺎ ﺑـﻄـﻠـﺔ اﻟـﺠـﺰء اﻷول ﻣـﻦ »ﺳـﻴـﻜـﺎرﻳـﻮ« ﻣﻦ ﺣــﻴــﺚ ﻛــﻮﻧــﻬــﺎ اﻣـــــﺮأة ﺑــﲔ اﻟــﺮﺟــﺎل اﻟـــــﺬﻳـــــﻦ ﻳـــﻌـــﺘـــﺒـــﺮون أن ﻣـــﺤـــﺎرﺑـــﺔ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻫﻮ ﺷﻐﻞ ذﻛﻮري ﻓﻘﻂ.
أﻣﲑﻛﺎ ﺑﲔ ﻣﻌﺴﻜﺮﻳﻦ
ﻟــﻜــﻦ اﻹﻃـــــﺎر اﻟـــﻌـــﺎم ﻟﻠﺤﻜﺎﻳﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ وردت ﻓــﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ. ﻧـﻌـﻢ ﻻ ﻳــﺰال »ﺳﻴﻜﺎرﻳﻮ: ﻳﻮم اﻟﺠﻨﺪي« ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﻬﺮﻳﺐ اﳌﺨﺪرات ﻟﻜﻨﻪ دﻣﺞ ﻓﻲ أﺗﻮﻧﻪ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب، إذ ﺑﲔ اﳌﺘﺴﻠﻠﲔ إﻟــﻰ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺠﻨﺪون ﻳﻔﺠﺮون أﻧﻔﺴﻬﻢ واﻟﻐﻴﺮ ﺑﻜﺒﺴﺔ زر.
إﻧـــﻬـــﺎ ﺣـــــﺮب ﻋــﻠــﻰ ﺟــﺒــﻬــﺘــﲔ، ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﺘﺠﺪدة ﺣﻮل اﳌﺘﺴﻠﻠﲔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻦ رﺣﻢ اﳌﻮﺿﻮع اﻷول، وﻟـﻮ أن ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻳﺤﻂ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺸـــﺎﺷـــﺔ ﻓـــﻲ ﺗــﺄﻛــﻴــﺪ ﻏــﻴــﺮ ﻣـﻌـﻠـﻦ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ دوﻧــﺎﻟــﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ.
أﻓــــــــﻼم اﳌــــــﺨــــــﺪرات واﻟــــﺤــــﺮب ﺿــﺪﻫــﺎ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﺟـــﺪﻳـــﺪة. وﺗــﺎرﻳــﺦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ ﺟﻬﻮد اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﺔ أﻳﻀﴼ. ﻟـﻜـﻦ ﻣــﻦ دون اﻟـﺘـﻮﻏـﻞ ﻓــﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ ﺗﻨﺎول ﻫﻮﻟﻴﻮود ﻟﻶﻓﺔ )ﻫﻨﺎك ﻓﻴﻠﻢ ﻗﺼﻴﺮ ﺻﺎﻣﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺣﻮل اﻹدﻣـﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﺒﺘﺔ اﻟﻜﻮﻻ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻧﺘﺎﺟﴼ ﻣﺨﺪرﴽ( ﻓﺈن اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي أﺷﻌﻞ ﺟﺒﻬﺔ ﻫﻮﻟﻴﻮود - واﺷﻨﻄﻦ ﻛﺎن ﻓﻴﻠﻢ »إﻳﺰي راﻳﺪر« )٩٦٩١( ﻣــﻊ دﻧـﻴـﺲ ﻫـﻮﺑـﺮ وﺑﻴﺘﺮ ﻓــﻮﻧــﺪا وﺟــﺎك ﻧﻴﻜﻮﻟﺴﻮن. ﻫﻮﺑﺮ وﻓـﻮﻧـﺪا ﻛﺘﺒﺎ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ وﻫﻮﺑﺮ ﻗﺎم ﺑﺎﻹﺧﺮاج.
دار اﻟـــﻔـــﻴـــﻠـــﻢ ﺣــــــــﻮل راﻛــــﺒــــﻲ دراﺟﺎت ﻧﺎرﻳﺔ ﻳﺼﻄﺤﺒﺎن ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻣﺤﺎم ﺷﺎب )ﻧﻴﻜﻮﻟﺴﻮن( ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. ﻓﻴﻪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻟﻮﺟﻪ ﺟﺪﻳﺪ ﻟــﻠــﺪوﻟــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺳــﺎدﺗــﻬــﺎ اﻷﻋـــــﺮاف واﻟـــﺘـــﻘـــﺎﻟـــﻴـــﺪ اﳌـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﺔ وﻟــﻠــﻐــﺮب اﻟــــﻘــــﺪﻳــــﻢ وﺷـــــﺨـــــﻮﺻـــــﻪ. اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﺔ ﻳـــﺘـــﻨـــﺎوﻟـــﻮن اﻟــﺴــﺠــﺎﺋــﺮ اﳌــﻠــﻐــﻮﻣــﺔ ﺑﺎﻟﺤﺸﻴﺶ وﻳﻮاﺟﻬﻮن اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ اﻟﺮاﻓﻀﲔ ﻟﻬﻢ. ﻓـﻲ أﺣــﺪ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻳﺴﺄل اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺒﺮيء اﻵﺗﻲ ﻣﻦ درب اﻟﻘﺎﻧﻮن: »ﳌﺎذا ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ؟«. ﻓﻴﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻮﻧﺪا: »ﻷﻧﻚ ﺣﺮ«.
اﻟﺤﺮﻳﺔ« »ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ
ﻓﻴﺠﻴﺒﻪ: »ﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ. ﺣﺮﻳﺘﻚ ﻫﺬه ﺗﺨﻴﻔﻬﻢ«.
ﻛــــــﺎن اﻟــــــﺤــــــﻮار، ﻛـــﻤـــﺎ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺑــﺄﺳــﺮه، ﺗﺤﺒﻴﺬﴽ ﻟﻔﻜﺮة أن ﺷﺒﺎن اﻟـــــــﺪراﺟـــــــﺎت اﻟــــﻨــــﺎرﻳــــﺔ ﻫـــــﻢ ﻋــﻤــﺎد اﻟﺤﺮﻛﺔ اﳌﻨﺎوﺋﺔ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ وأن ﺗﻌﺎﻃﻴﻬﻢ اﻟﺤﺸﻴﺸﺔ ﻟــﻴــﺲ ﺿــــﺎرﴽ ﻛــﻤــﺎ اﻟــﻘــﻴــﺎم ﺑﻘﺼﻒ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﻓﻴﺘﻨﺎم.
ﺳـــﻮاء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ )ﺗﺒﻌﺘﻪ أﻓﻼم ﻛﺜﻴﺮة أﻗﻞ ﻓﻨﴼ وأﻛﺜﺮ ﻓﻮﺿﻮﻳﺔ ﺣﻮل راﻛﺒﻲ اﻟﺪراﺟﺎت اﻟﻨﺎرﻳﺔ( أم ﻻ، ﻓــﺈن إدارة اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑــﻴــﺾ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ رﻳﺘﺸﺎرد ﻧﻴﻜﺴﻮن أﻋﻠﻨﺖ، وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟـــﻰ، »اﻟـﺤـﺮب ﻋـــﻠـــﻰ اﳌـــــــﺨـــــــﺪرات« ﻓـــــﻲ ﻣـــﺤـــﺎوﻟـــﺔ ﻹﻳــﻘــﺎف ﻣــﺎ ﺗــﺒــﺪى ﻣــﻦ اﻧـﺘـﺸـﺎرﻫـﺎ ﺑﲔ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻫﺬه اﻟﺤﺮب ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻘﻮاﻧﲔ ﺻــــﺎرﻣــــﺔ ﻣــــﻦ ﺑــﻴــﻨــﻬــﺎ أن ﻣــــﻦ ﻳـﺘـﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﳌﺘﻌﺎﻃﲔ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﺤﻘﻪ ﻋـﻘـﻮﺑـﺎت ﻗـﺎﺳـﻴـﺔ. ﺑـﺬﻟـﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﳌﺘﻌﺎﻃﻲ ﺿﺤﻴﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ، ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻌﴼ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ، ﺑﻞ ﻣﺠﺮم ﻛﻤﺎ اﳌﻮزع أو اﳌﺘﺎﺟﺮ.
ﺑﺬﻟﻚ أﻳﻀﴼ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﻨﻤﻮذج اﳌﻄﺮوح ﻓﻲ »إﻳﺰي راﻳـﺪر« ﻳﺸﻜﻞ ﻣـﻠـﺠـﺄ. ذﻟــﻚ اﻟــﻨــﻤــﻮذج ﺗـﺤـﺪث ﻋﻦ ﻣﺘﻤﺮدﻳﻦ ﺿﺪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺤﺎﻓﻆ. اﻟـﺤـﺮب ﻋﻠﻰ اﳌــﺨــﺪرات ﻣـﻊ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ﻫﺪﻓﺖ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺤﺎﻓﻆ واﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ دﻋﻮات اﻟﺘﻤﺮد اﻟﺸﺒﺎﺑﻲ. أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻘﺴﻤﺔ إﻟـــــﻰ ﻋـــﺎﳌـــﲔ آﻧـــــــــﺬاك: ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﻮن ﻳﻤﻴﻨﻴﻮن وﻣﺘﻤﺮدون ﻳﺴﺎرﻳﻮن أو ﻟﻴﺒﺮاﻟﻴﻮن: اﻷول - ﻓـﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻳـــﺆﻳـــﺪ اﻟــــﺤــــﺮب اﻟــﻔــﻴــﺘــﻨــﺎﻣــﻴــﺔ وﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﻹﻳﻘﺎف اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﻨﺼﺮي، واﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ ﻳــﻌــﺎرﺿــﻬــﻤــﺎ )اﻟـــﺤـــﺮب واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﻨﺼﺮي( ﻣﻌﴼ وﻳﺤﺎول ﻣﻮاﻗﻔﻪ. ﻋـــﺒـــﺮ اﻟــﺴــﻴــﻨــﻤــﺎ واﳌـــﻮﺳـــﻴـــﻘـــﻰ - اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ
اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟــــﺬي ﺟــﺴــﺪ اﻟــﻮﺿــﻊ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﻣـــﻦ دون اﻟـــﺮﺿـــﻮخ ﻟﺸﺮوط أي ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ آﻧﺬاك ﻛﺎن »اﻟﺬﻋﺮ ﻓﻲ ﻧﻴﺪل ﺑﺎرك« The Panic) (in Needle Park ﻟﻠﺠﻴﺪ ﺟﻴﺮي ﺗﺸﺎﺗﺰﺑﻴﺮغ )١٧٩١(. ﻫﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺪﻣﻨﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻴﺮوﻳﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑـــﻮﺑـــﻲ )آل ﺑــﺎﺗــﺸــﻴــﻨــﻮ( وﻫــﻴــﻠــﲔ )ﻛــﻴــﺘــﻲ وﻳــــــﻦ( واﻷﺧــــﻴــــﺮة ﻧــﺘــﺎﺑــﻊ اﻧﺤﺪارﻫﺎ اﳌﺘﺪرج ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻹدﻣﺎن إﻟﻰ ﻗﻌﺮه اﻷﺳﻮد.
ﺗــــﺸــــﺎﺗــــﺰﺑــــﻴــــﺮغ ﻛـــــــﺎن ﻣــﻌــﻨــﻴــﴼ ﺑـﺘـﻘـﺪﻳـﻢ ﺻــــﻮرة ﻟـﻠـﻮﺿـﻊ اﻟـﺴـﺎﺋـﺪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ وارد ﻣﻨﺢ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺗـــﺒـــﺮﻳـــﺮﴽ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﴼ أو إﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﴼ. ﻟﻜﻦ اﳌــﺨــﺪرات ﺑــﺪأت ﺗﺘﻨﺎوب ﻓﻲ اﻟــﻈــﻬــﻮر ﻓـــﻲ أﻓـــــﻼم ﻫــﻮﻟــﻴــﻮودﻳــﺔ ﺗﺒﻌﴼ ﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟـــﻮد ﻫـــﻮة اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﺳﺤﻴﻘﺔ اﺳــﻤــﻬــﺎ اﻹدﻣــــــﺎن أو، ﻛــﻤــﺎ اﻟــﺤــﺎل ﻓـﻲ »ﻣــﻦ ﺳﻴﻮﻗﻒ اﳌـﻄـﺮ« Who’ll Stop the Rain ﻟﻜﺎرل زاﻳﺰ )٨٧٩١(، ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻲ.
ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳉﺒﻬﺔ
ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺒﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ﻛــﺎﻧــﺖ اﻷﺷــــﺪ ﻓــﻌــﻼ ﺣــﻴــﺎل ﺟـﻬـﻮد اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ ﻣــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻹدﻣـــــــﺎن. ﺧــﻄــﺒــﺔ روﻧـــﺎﻟـــﺪ رﻳــﻐــﺎن )اﳌـﻤـﺜـﻞ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ اﻟــﺬي اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ رﺋﻴﺴﴼ( اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ »ﻗﻞ ﻻ ﻟﻠﻤﺨﺪرات« ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺮﺟﻌﴼ )اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻴﻠﻢ »ﺻﻨﻊ أﻣﻴﺮﻛﻲ« ﻟﺪوغ ﻟﻴﻤﺎن، ٧١٠٢(.
ﺧــــﻼل ذﻟــــﻚ ﻛــﺎﻧــﺖ اﳌـــﺨـــﺪرات ﺣﻘﻞ ﺗﺠﺎذب ﺑﲔ أﻓـﻼم ﻋﺼﺎﺑﺎت ﻛــــﺜــــﻴــــﺮة ﺑـــــــــﺪأت ﻋــــﺒــــﺮ »اﻟــــــﻌــــــﺮاب« ﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺲ ﻓــﻮرد ﻛـﻮﺑـﻮﻻ )٢٧٩١( وﻣﺎ ﺗﻼه ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻘﻪ ﻣﻦ أﻓﻼم ﻣﺜﻞ »ﻣﺎت اﻟـﺪون« و»أوراق ﻓﺎﻻﺗﺸﻲ« و»ذا ﻓﺮﻧﺶ ﻛﻮﻧﻜﺸﻦ«.
ﻟــﻜــﻦ اﻟــﻼﻓــﺖ ﻓــﻌــﻼ أن ﻃـﺮﻳـﻖ »اﻟﻌﺮاب« ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺎﻓﻴﺎوﻳﺔ ﻻ ﺗــﺘــﻮرع ﻋــﻦ اﻟــﻘــﺘــﻞ واﺳــﺘــﺨــﺪام اﻟـﻨـﻔـﻮذ، وﻓــﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ ﻧﻔﺴﻪ إﺛــﺎرة اﻹﻋــــﺠــــﺎب ﺑــﻬــﺎ )وﻫـــــﻮ ﻣـــﺎ ﻓـﻌـﻠـﺘـﻪ رواﻳــــــــﺔ ﻣــــﺎرﻳــــﻮ ﺑــــﻮﺗــــﺰو واﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺟــﻴــﺪﴽ( ﻫــﻮ ﻓـﺼـﻠـﻬـﺎ ﻋــﻦ اﻻﺗــﺠــﺎر ﺑﺎﳌﺨﺪرات.
ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻫﻨﺎك ذﻟﻚ اﳌﺸﻬﺪ اﳌﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﺎرﻟﻮن ﺑﺮاﻧﺪو )ﻓـﻲ دور دون ﻓﻴﺘﻮ ﻛﺎروﻟﻴﻮﻧﻲ( ﺧﻄﻴﺒﴼ ﻓــﻲ ﻟـﻘـﺎء ﺷﻤﻞ ﻋﺼﺎﺑﺎت اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ اﳌــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ إﻧﻪ إذ ﻳﺘﺮك اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻷﺧـــــﺮى ﺣــــﺮة ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺗــﻘــﻮم ﺑـــﻪ إﻻ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﺨﺪرات وﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻷﺣﺪ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻪ.
»ذا ﻓـــــــﺮﻧـــــــﺶ ﻛــــﻮﻧــــﻜــــﺸــــﻦ« )»اﻻﺗـــﺼـــﺎل اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ« ﻟﻠﻤﺨﺮج وﻳﻠﻴﺎم ﻓﺮﻳﺪﻛﻦ )١٧٩١( ﻛﺎن ﺣﻮل اﻟــﺘــﺤــﺮي )اﻟـﻔـﻌـﻠـﻲ( ﺟـﻴـﻤـﻲ دوﻳــﻞ )ﻣﺜﻠﻪ ﺟﲔ ﻫﺎﻛﻤﻦ( اﻟـﺬي ﻳﻼﺣﻖ أﻛﺒﺮ ﺗﺎﺟﺮ ﻣﺨﺪرات )ﻓﺮﻧﺎﻧﺪو راي( وﻳــﺪه اﻟﻴﻤﻨﻰ )ﻣﺎرﺳﻞ ﺑﻴﺰوﻓﻲ(. ﻟـﻜـﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻓــﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻦ اﻟـــﺤـــﺮب ﺿـــﺪ اﳌـــﺨـــﺪرات ﻛـﻤـﻨـﻬـﺞ، ﺑﻞ ﻋﻦ ﻫﻮس اﻟﺘﺤﺮي اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﺮ اﳌﺨﺪرات، ﻣﻤﺎ ﻗﻠﺐ اﻟﻔﻴﻠﻢ إﻟﻰ ﺗﺸﻮﻳﻖ ﺑﻮﻟﻴﺴﻲ ﻻ ﻳﻌﺎﻟﺞ وﺿﻌﴼ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﴼ.
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ﻫﻮ وﺗﺎرﻳﺦ إﻧﺘﺎﺟﻪ، ﻳﻤﺜﻼن ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻧـﺸـﻄـﺖ ﻫــﻮﻟــﻴــﻮود ﻓــﻲ إﻧـﺘـﺎﺟـﻬـﺎ وﺷــﻤــﻠــﺖ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻷﻓــــﻼم ﺑﻤﺎ ﻓــﻴــﻬــﺎ أﻓــــــﻼم اﻟـــﺒـــﻄــﻮﻟـــﺔ اﻟــــﺴــــﻮداء ﻣـــﺜـــﻞ »ﺷــــﺎﻓــــﺖ« و»ﺳــــﻮﺑــــﺮﻓــــﻼي« و»ﻛﻠﻴﻮﺑﺎﺗﺮا ﺟﻮﻧﺰ«.
ﻟﻜﻦ ﻫـﻮﻟـﻴـﻮود ذاﺗـﻬـﺎ أﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮار ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗـﺼـﻮﻳـﺮ أﺑـﻄـﺎﻟـﻬـﺎ وﻫــﻢ ﻳﺪﺧﻨﻮن اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ )اﻟﻌﺎدﻳﺔ(. ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻲ ﻃﺎﻣﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟــﺬي ﻗـﺎﻣـﺖ ﻓﻴﻪ اﻻﺳـﺘـﻮدﻳـﻮﻫـﺎت ﺑـــــﺎﻟـــــﺤـــــﺪ ﻣـــــــﻦ ﺗـــــﺼـــــﻮﻳـــــﺮ أﺑـــــﻄـــــﺎل أﻓــﻼﻣــﻬــﺎ ﻳــﺪﺧــﻨــﻮن رﻓــﻌــﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﳌـﺸـﺎﻫـﺪ اﻟــﺬي ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ أﺧـﻴـﺎرﴽ وأﺷـــــﺮارﴽ )ورﻣـــﺎدﻳـــﲔ( ﻳﺘﻌﺎﻃﻮن ﺷـــﻢ اﻟــﻜــﻮﻛــﺎﻳــﲔ ﻛــﻤــﺎ ﻟـــﻮ أن ﻫــﺬا ﻻ ﻳــﺴــﺎﻫــﻢ ﻓـــﻲ ﻧــﺸــﺮ اﻟــﺮﻏــﺒــﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، واﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ إدﻣﺎن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.
ﻓـﻲ »ﺻﻨﻊ أﻣﻴﺮﻛﻲ« )٧١٠٢( ﺗﺒﺮز ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ اﳌــــــــــﺰدوج: ﺗـــــﻮم ﻛــــــﺮوز ﻫــــﻮ ﻃــﻴــﺎر ﻣــــﺪﻧــــﻲ )واﻟـــﺸـــﺨـــﺼـــﻴـــﺔ وﺑـــﻌـــﺾ اﻷﺣــــﺪاث ﺣﻘﻴﻘﻲ( ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟــﺤــﺴــﺎب اﳌـــﺨـــﺎﺑـــﺮات اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﻃﺎﺋﺮة ﺻﻐﻴﺮة ﻟﻨﻘﻞ اﻟــﻮﺛــﺎﺋــﻖ واﻷﺳــﻠــﺤــﺔ ﻟﻠﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ. ﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ ﻳﺠﺪ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ زﻳﺎدة دﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﻞ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳﲔ.
ﻣﺎ ﻳﻮﻓﺮه اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻫـــﻮ ﺷــﺨــﺼــﻴــﺔ رﻣــــﺎدﻳــــﺔ ﻹﻧــﺴــﺎن ﻣـــــﺎرس اﻟــﺠــﺮﻳــﻤــﺔ ﻟــﻜــﻦ ﻣـﻌـﺎﻟـﺠـﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﻪ ﺗﺒﻘﻰ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻣــﺒــﺎﺣــﺔ وﻣــﻘــﺒــﻮﻟــﺔ ﻃــﺎﳌــﺎ أن ﺑﻄﻞ اﻟـــﻔـــﻴـــﻠـــﻢ )ﺗــــــــﻮم ﻛـــــــــﺮوز( ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟــــﻪ ﺗــﻤــﺜــﻴــﻞ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺔ ﺑــﺪﻛــﺎﻧــﺔ أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ.
ﻫــﺬا اﳌـﺒـﺪأ ﺳــﺎد ﻓﻴﻠﻢ أوﻟﻴﻔﺮ ﺳﺘﻮن »وول ﺳﺘﺮﻳﺖ: اﳌﺎل ﻻ ﻳﻨﺎم«، ﺣﻴﺚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﺗﺒﺮر ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﳌﻀﺎرﺑﺎت ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﻋﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻮرﺻــﺔ، ﻛـﻤــﺎ ﻓـﻴـﻠـﻢ ﻣــﺎرﺗــﻦ ﺳﻜﻮرﺳﻴﺰي »ذﺋﺐ وول ﺳﺘﺮﻳﺖ« )٣١٠٢( اﻟــﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺑﻌﺾ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ )ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆدﻳﻬﺎ ﻟﻴﻮﻧﺎردو دﻳﻜﺎﺑﺮﻳﻮ اﳌﻘﺘﺒﺴﺔ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻄﻠﻬﺎ ﺟﻮردان ﺑﻠﻔﻮرت( وﻫـــﻲ ﺗـﺘـﻌـﺎﻃـﻰ اﻟــﻜــﻮﻛــﺎﻳــﲔ. ﻟﻜﻦ وﻋـــــﻠـــــﻰ اﻟــــــﺮﻏــــــﻢ ﻣــــــﻦ ﻣــــﻤــــﺎرﺳــــﺎت ﺗــﻠــﻚ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ ﻏــﻴــﺮ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ )اﻟـــﺘـــﺴـــﺒـــﺐ ﻓــــﻲ ﻧـــﻬـــﺐ ﻣــﻀــﺎرﺑــﲔ وﺑـــﻨـــﺎء ﺛـــــﺮوة واﻟـــﺘـــﻬـــﺮب ﻣـــﻦ دﻓــﻊ اﻟﻀﺮاﺋﺐ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﺑــﺎﻹدﻣــﺎن( ﻓﺈن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﺮؤ ﺧﺪش اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻴــﺔ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ اﻟـــــــﻼزم وﻻ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮرة داﻛﻨﺔ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻟﺒﻄﻠﻪ دﻳﻜﺎﺑﺮﻳﻮ.
ﻻ أﺣﺪ ذﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺬي ﺑﺎدر إﻟﻴﻪ آل ﺑﺎﺗﺸﻴﻨﻮ ﻓﻲ »اﻟﺬﻋﺮ ﻓﻲ ﻧﻴﺪل ﺑﺎرك« أو ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻤﻪ اﳌﻬﻢ اﻵﺧــﺮ »ﺳـﻜـﺎرﻓـﺎﻳـﺲ« (Scarface) اﻟﺬي أﺧﺮﺟﻪ ﺑﺮاﻳﺎن دي ﺑﺎﳌﺎ ﺳﻨﺔ ٣٨٩١. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻛﻮﺑﻲ اﻧﻀﻢ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﻻﺗﻴﻨﻴﺔ ﺛﻢ ﻗﺘﻞ زﻋﻴﻤﻬﺎ ﻟﻴﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـــﻘـــﺮار. ﻟــﻢ ﻳـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ اﳌـﺨـﺮج ﻣــﻊ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑــﺮأﻓــﺔ وﻻ ﻗـــﺎم آل ﺑﺎﺗﺸﻴﻨﻮ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺤﻴﺔ. ﻛﻼﻫﻤﺎ ذﻫﺐ إﻟﻰ اﻟـﺤـﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ ﻓــﻲ ﺗـﺼـﻮﻳـﺮ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ واﻹدﻣﺎن ووﺻﻤﻬﻤﺎ ﻣﻦ دون ﺣﺴﺎﺑﺎت أﺧﺮى.