Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻘﺒﺮة »ﺑﻄﻠﻤﻴﺔ« ﻳﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ آﺛﺎر اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ اﳌﺪﻓﻮﻧﺔ

ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺪﻓﺔ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺣﻔﺮ ﰲ ﺳﻴﺪي ﺟﺎﺑﺮ

- اﻟﻘﺎﻫﺮة: ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﻓﺮج

أﺛــــــــ­ﺎر اﻛــــﺘـــ­ـﺸــــﺎف اﻟــﺴــﻠــ­ﻄــﺎت اﳌــﺤــﻠــ­ﻴــﺔ ﺑــﻤــﺪﻳــ­ﻨــﺔ اﻹﺳــﻜــﻨـ­ـﺪرﻳــﺔ )ﺷـﻤـﺎل اﻟـﻘـﺎﻫـﺮة( أول ﻣـﻦ أﻣـﺲ، ﻣـــﻘـــﺒـ­ــﺮة أﺛـــــﺮﻳـ­ــــﺔ ﺗــــﺮﺟـــ­ـﻊ ﻟــﻠــﻌــﺼ­ــﺮ اﻟــــﺒـــ­ـﻄــــﻠـــ­ـﻤــــﻲ، اﻫـــــﺘــ­ـــﻤـــــﺎ­م أﺛــــﺮﻳــ­ــﲔ وﻧﺎﺷﻄﲔ ﺑﺎﻵﺛﺎر ﻏﻴﺮ اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﺑــــﺎﻹﺳــ­ــﻜــــﻨــ­ــﺪرﻳــــﺔ، ﺣــــﻴــــ­ﺚ ﻃـــﺎﻟـــﺐ أﺛـﺮﻳـﻮن وﺷﺒﺎن ﻣﺼﺮﻳﻮن ﺑﺒﺬل ﺟـﻬـﻮد إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻻﻛﺘﺸﺎف ﻣﺰﻳﺪ ﻣـــﻦ اﻵﺛـــــــ­ﺎر اﳌـــﺪﻓـــ­ﻮﻧـــﺔ ﻓـــﻲ ﺑــﺎﻃــﻦ اﻷرض، وﺗــــﺤـــ­ـﺖ ﺳـــﻄـــﺢ ﻣـــﻴـــﺎه اﻟـــﺒـــﺤ­ـــﺮ اﳌــــﺘـــ­ـﻮﺳــــﻂ، واﳌـــﻌـــ­ﺮوﻓـــﺔ ﺑﺎﺳﻢ »اﻵﺛـﺎر اﻟﻐﺎرﻗﺔ«، ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ أن ﻣـــﺎ ﺗـــﻢ اﻛــﺘــﺸــ­ﺎﻓــﻪ ﻓـــﻲ اﻟـﻌـﻘـﻮد اﻷﺧـــــﻴـ­ــــﺮة ﺑـــﺎﳌـــﺪ­ﻳـــﻨـــﺔ اﻟــﺴــﺎﺣـ­ـﻠــﻴــﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺟﺰءﴽ ﺑﺴﻴﻄﴼ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ آﺛﺎر اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ.

واﻛـﺘـﺸـﻔـ­ﺖ اﻷﺟــﻬــﺰة اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻣــﻘــﺒــﺮ­ة أﺛـــﺮﻳـــ­ﺔ أﺛـــﻨـــﺎ­ء أﻋـــﻤـــﺎ­ل ﺣﻔﺮ ﻣــﺠــﺴــﺎ­ت ﺑــــﺄرض أﺣــــﺪ اﳌــﻮاﻃــﻨ­ــﲔ ﺑﺸﺎرع اﻟﻜﺮﻣﻴﻠﻲ، ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﺪي ﺟـــﺎﺑـــﺮ. وﻗـــــﺎل اﻟـــﺪﻛـــ­ﺘـــﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ وزﻳـــــــ­ﺮي، اﻷﻣـــــﲔ اﻟـــﻌـــﺎ­م ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋــــــﻠ­ــــــﻰ ﻟـــــــﻶﺛ­ـــــــﺎر: »إن اﳌــــﻘـــ­ـﺒــــﺮة ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺑﻮت ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ اﻷﺳﻮد، وﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﺿﺨﻢ اﻟﺘﻮاﺑﻴﺖ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻢ اﻟـﻌـﺜـﻮر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ«.

ﻣـــــﻦ ﺟــــﺎﻧـــ­ـﺒــــﻪ، ﻗـــــــﺎل اﻟـــﺪﻛـــ­ﺘـــﻮر أﻳــــﻤـــ­ـﻦ ﻋــــﺸــــ­ﻤــــﺎوي رﺋــــﻴـــ­ـﺲ ﻗــﻄــﺎع اﻵﺛــﺎر اﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑــﻮزارة اﻵﺛــﺎر، ﻓﻲ ﺑــﻴــﺎن ﺻــﺤــﺎﻓــ­ﻲ ﺣـﺼـﻠـﺖ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــ­ــﻂ« ﻋــﻠــﻰ ﻧــﺴــﺨــﺔ ﻣـــﻨـــﻪ، إن »اﳌﻘﺒﺮة وﺟﺪت ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٥ أﻣﺘﺎر ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض، وﺗﻼﺣﻆ وﺟﻮد ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﳌﻼط، ﺑﲔ ﻏﻄﺎء وﺟﺴﻢ اﻟــﺘــﺎﺑـ­ـﻮت ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أﻧـــﻪ ﻟــﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻣﻨﺬ إﻏــﻼﻗــﻪ وﻗــﺖ ﺻﻨﻌﻪ. ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻟﻌﺜﻮر أﻳﻀﴼ ﺑﺪاﺧﻞ اﳌﻘﺒﺮة ﻋﻠﻰ رأس ﺗــﻤــﺜــﺎ­ل ﻟــﺮﺟــﻞ ﻣــﺼــﻨــﻮ­ع ﻣﻦ اﳌﺮﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺂﻛﻞ«.

وأﻛـــــــ­ﺪ اﻟـــﻌـــﺸ­ـــﻤـــﺎوي أﻧــــــﻪ ﻓـــﻮر اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺒﺮة ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﺑﺈﺑﻼغ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺠﺎورة ﻟﻠﻤﻮﻗﻊ، واﺗﺨﺎذ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﺣــﻴــﺎﻟــ­ﻪ. وأﻛــــﺪ أﺛـــﺮﻳـــ­ﻮن ﻣـﺼـﺮﻳـﻮن أن ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﺗﻢ إﻧﺸﺎؤﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻹﺳـــﻜـــ­ﻨـــﺪرﻳـــ­ﺔ اﻷﺛــــﺮﻳـ­ـــﺔ اﻟــﻘــﺪﻳـ­ـﻤــﺔ، وﻟــﻔــﺘــ­ﻮا إﻟـــﻰ أن اﳌــﺪﻳــﻨـ­ـﺔ ﺑــﻬــﺎ ﻋــﺪد ﻫــــﺎﺋـــ­ـﻞ ﻣـــــﻦ اﻵﺛـــــــ­ــﺎر اﻟــــﺘـــ­ـﻲ ﻟـــــﻢ ﻳــﺘــﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن.

وﻗـــــﺎل ﻣــﺤــﻤــﺪ ﺣـــﻤـــﺰة، ﻧــﺎﺷــﻂ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻵﺛـــﺎر واﳌﺒﺎﻧﻲ اﻟـﺘـﺮاﺛـﻴ­ـﺔ ﺑـﺎﻹﺳـﻜـﻨـ­ﺪرﻳـﺔ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــــــ­ــــﻂ«: »اﻛـــﺘـــﺸ­ـــﺎف اﻟـــﺘـــﺎ­ﺑـــﻮت اﻷﺛﺮي ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘﺎرات اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺛﺮﻳﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮ­ة ﺟــــﺪﴽ«. وأﺿـــــﺎف: »اﻟــﺰﺣــﻒ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ وﻣﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺒﻨﺎء زادت اﻷﻣـــﻮر ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ ﺑـﻌـﺪ ﻫــﺪم ﻋـﺸـﺮات اﳌـــﺒـــﺎ­ﻧـــﻲ اﻟـــﺘـــﺮ­اﺛـــﻴـــﺔ واﻷﺛـــــﺮ­ﻳـــــﺔ ﻓـﻲ اﻹﺳـﻜـﻨـﺪر­ﻳـﺔ ﻟـﺒـﻨـﺎء أﺑـــﺮاج ﺳﻜﻨﻴﺔ ﺷﺎﻫﻘﺔ«.

وﻓـــﻲ ﺳــﻴــﺎق ﻣـﻨـﻔـﺼـﻞ، ﻋـﺜـﺮت اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع ﺗﺮﻣﻴﻢ وﺻﻴﺎﻧﺔ ﻫﺮم زوﺳﺮ اﳌﺪرج ﺑـﻤـﻨـﻄـﻘـ­ﺔ ﺳـــﻘـــﺎر­ة، أول ﻣـــﻦ أﻣـــﺲ، أﻳـــﻀـــﴼ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻤــﺜــﺎ­ل ﻟـــﻺﻟـــﻪ أوزﻳـــــﺮ ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺮوﻧﺰ، وذﻟـﻚ أﺛﻨﺎء أﻋــﻤــﺎل ﺗـﺮﻣـﻴـﻢ وﺻــﻴــﺎﻧـ­ـﺔ اﻟـﻮاﺟـﻬـﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮم.

وﻗﺎل أﻣﲔ ﻋﺎم اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟـﻶﺛـﺎر اﻟـﺪﻛـﺘـﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ وزﻳــﺮي ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﺻﺤﺎﻓﻲ، إن »اﻟﺘﻤﺜﺎل ﺗﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻪ داﺧﻞ ﻓﺘﺤﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺑــــﲔ اﻟــﻜــﺘــ­ﻞ اﻟــﺤــﺠــ­ﺮﻳــﺔ اﻟــﻀــﺨــ­ﻤــﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ واﺟﻬﺔ اﻟﻬﺮم«.

ﻣـــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺒ­ـــﻪ، أوﺿــــــﺢ ﺻــﺒــﺮي ﻓﺮج، ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺛﺎر ﺳﻘﺎرة، أن اﻟﺘﻤﺜﺎل ﻳﻌﻮد ﻟﻠﻌﺼﺮ اﳌﺘﺄﺧﺮ، وﻣﻦ اﳌﺮﺟﺢ أن ﻳﻜﻮن أﺣﺪ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺠﻮﻳﻒ ﺣﻔﺎﻇﴼ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻴﻤﻨﴼ ﺑﺎرﺗﺒﺎط أوزﻳﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﻵﺧﺮ وﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻌﺚ ﻣﺮة أﺧﺮى واﻟﺨﻠﻮد. وأﺷﺎر ﻓﺮج إﻟﻰ أن اﻟﺘﻤﺜﺎل ﺗﻢ إﻳﺪاﻋﻪ ﺑﻤﻌﻤﻞ اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﺑﺎﳌﺨﺰن اﳌﺘﺤﻔﻲ ﺑﺴﻘﺎرة.

 ??  ?? اﻟﺘﻤﺜﺎل اﻷﺛﺮي اﳌﻜﺘﺸﻒ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ أﻫﺮام ﺳﻘﺎرة
اﻟﺘﻤﺜﺎل اﻷﺛﺮي اﳌﻜﺘﺸﻒ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ أﻫﺮام ﺳﻘﺎرة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia