ﻣﺼﺮ: اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻌﺼﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﺳﺮات ﻓﻲ ﺗﻞ ﻏﺰاﻟﺔ
اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ »دﻓﻨﺎت ﺳﻄﺤﻴﺔ« ﻟﻜﻠﺐ وﺷﺨﺺ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء وأواٍن
ﻛﺸﻔﺖ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﺛــﺮﻳــﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـــﻮزارة اﻵﺛـــﺎر واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺘﻞ آﺛـــــﺎر ﻏـــﺰاﻟـــﺔ ﻓـــﻲ ﻣـــﺮﻛـــﺰ اﻟــﺴــﻨــﺒــﻼوﻳــﻦ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟـﺪﻗـﻬـﻠـﻴـﺔ )ﺑـﺪﻟـﺘـﺎ ﻣـﺼـﺮ(، ﻋـــﻦ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺻــﻨــﺎﻋــﻴــﺔ ﺗــﻌــﻮد ﻟﻌﺼﺮ ﻣــﺎ ﻗـﺒـﻞ اﻷﺳــــﺮات، ﻓـﻀـﻼ ﻋــﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ دﻓﻨﺎت ﺳﻄﺤﻴﺔ ﻟﻜﻠﺐ وﺷﺨﺺ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء وأوان.
ﻗـــﺎل اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر أﻳــﻤــﻦ ﻋــﺸــﻤــﺎوي، رﺋـــﻴـــﺲ ﻗـــﻄـــﺎع اﻵﺛـــــــﺎر اﳌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ، إن »اﻟﺪﻓﻨﺎت إﺣـﺪاﻫـﺎ ﺗﺨﺺ ﻛﻠﺐ ﺻﻴﺪ ﻳـــﺮﺟـــﺢ أﻧـــــﻪ ﻣـــﻦ ﻓـﺼـﻴـﻠـﺔ اﻟــﺴــﻠــﻮﻗــﻴــﺔ، وﻳــﺮﺟــﻊ إﻟـــﻰ ﻋـﺼـﺮ ﻣــﺎ ﻗـﺒـﻞ اﻷﺳـــﺮات )ﻧﻘﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ(، وﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن ﻫــﺬا اﻟـﻨــﻮع ﻣــﻦ ﻛــﻼب اﻟـﺼـﻴـﺪ ﻟــﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﺘﻨﻴﻪ ﺳـﻮى ﻓﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ، اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﺘــﻤــﺘــﻌــﻮن ﺑـــﻘـــﺪر ﻣـــﻦ اﻟـــﺜـــﺮاء، ﺣــﻴـــﺚ ﺻــــــﻮرت ﺑــﻌـــﺾ ﻫـــــﺬه اﻟــﻜــﻼب ﻋﻠﻰ ﺻﻼﻳﺎت ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﺳﺮات واﻟــــﻌــــﺼــــﺮ اﻟـــﻌـــﺘـــﻴـــﻖ، وﻫـــــــﻲ ﺗـــﻄـــﺎرد اﻟﻐﺰﻻن«.
ﺗﻞ ﻏﺰاﻟﺔ، ﻣﻌﺮوف ﺑـ »ﺗﻞ اﻟﻔﺮﺧﺔ«، وﻫـــﻮ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻼل اﻷﺛــﺮﻳــﺔ اﳌـﻬـﻤـﺔ ﺟـﺪا ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ اﻟﺒﺤﺮي ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، اﻟﺘﻲ ﻋﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺳﺮار ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﺼﺮ ﻣــﺎ ﻗــﺒــﻞ اﻷﺳـــــﺮات ﺑــﺎﻟــﻮﺟــﻪ اﻟــﺒــﺤــﺮي، وأﻳــﻀــﺎ ﺑﻌﻼﻗﺘﻪ ﺑـﺤـﻀـﺎرات ﻣــﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﺳـــﺮات ﻓــﻲ اﻟــﻮﺟــﻪ اﻟـﻘـﺒـﻠـﻲ... وﻳﻌﺪ »ﺗــﻞ ﻏــﺰاﻟــﺔ« اﳌــﻮﻗــﻊ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ اﻟـﺒـﺤـﺮي اﻟــﺬي ﻋـﺜـﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ اﻟﺠﻌﺔ )اﻟﺒﻴﺮة(، ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﺳﺮات. وﻗﺪ ﻋﺜﺮ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﻳﺎت واﻷدوات اﻟـــﺤـــﺠـــﺮﻳـــﺔ اﳌـــﺘـــﻤـــﺜـــﻠـــﺔ ﻓـــــﻲ ﺳــﻜــﺎﻛــﲔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﺮان )اﻟﺰﻟﻂ(.
وأوﺿــــــﺢ ﻋــﺸــﻤــﺎوي أن اﻟـﺒـﻌـﺜـﺔ ﻛﺸﻔﺖ أﻳــﻀــﺎ ﻋــﻦ ﻣـﻮﻗـﻌـﲔ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ﻟــﺘــﺼــﻨــﻴــﻊ اﻟـــﺠـــﻌـــﺔ، ﻳــــﻌــــﺪان إﺿـــﺎﻓـــﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﻌﺔ ﻓﻲ »ﺗــﻞ اﻟــﻐــﺰاﻟــﺔ«، اﻟـﺘـﻲ ﺳﺒﻖ أن ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻮﻗﻊ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٨٩٩١، ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻲ ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻞ ﻏﺰاﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺠﻌﺔ.
وﻳـــﻘـــﺴـــﻢ ﺧــــﺒــــﺮاء اﻵﺛــــــــﺎر ﺗـــﺎرﻳـــﺦ ﻣﺼﺮ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﻣﺒﻜﺮة ﻫﻲ »ﺣﻀﺎرة ﻧـﻘـﺎدة« ﻗﺒﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟـﺒـﻼد ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ وإدارﻳــﺎ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﻣﺮﻛﺰي ﻧﺤﻮ ﻋﺎم ٠٠١٣ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد، ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﳌﻠﻚ ﻣﻴﻨﺎ، ﻣـﺆﺳـﺲ اﻷﺳـــﺮة اﻟـﻔـﺮﻋـﻮﻧـﻴـﺔ اﻷوﻟـــﻰ. و»ﺣﻀﺎرة ﻧﻘﺎدة« اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٠٠٥٤ ﻗﺒﻞ اﳌـﻴـﻼد ﺗﻨﺴﺐ إﻟــﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻘﺎدة اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻨﺎ، وﻣﺮت ﺑﺜﻼث ﻣــﺮاﺣــﻞ ﺣــﻀــﺎرﻳــﺔ، اﻧــﺘــﻬــﺖ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟـــﺒـــﻼد. وأﺿـــــﺎف اﻟــﻌــﺸــﻤــﺎوي: »أﻣــــﺎ اﻟﺪﻓﻨﺔ اﻵدﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻞ، وﻫﻲ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻨﻔﺲ ﻋﺼﺮ اﻟﺪﻓﻨﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ )ﻋــــﺼــــﺮ ﻣـــــﺎ ﻗـــﺒـــﻞ اﻷﺳـــــــــــــﺮات، ﻧـــﻘـــﺎدة اﻟـــﺜـــﺎﻟـــﺜـــﺔ(، ﺣــﻴــﺚ وﺟــــﺪ ﺑــﻬــﺎ ﺷﺨﺺ ﻓـــــﻲ وﺿــــــﻊ اﻟــــﻘــــﺮﻓــــﺼــــﺎء، وﺑـــــﺠـــــﻮاره اﳌﺘﺎع اﻟﺠﻨﺎﺋﺰي ﻣﻜﻮﻧﴼ ﻣﻦ أوان ﻣﻦ اﻷﻟﺒﺎﺳﺘﺮ واﻟﻔﺨﺎر... واﻟﺪﻓﻨﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺠﺮة واﺣﺪة ﻣﺸﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﻄﻮب اﻟـــﻠـــﱭ، ﻳــﻌــﺘــﻘــﺪ أﻧـــﻬـــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗـﺴـﺘـﻐـﻞ ﻛﻤﻨﻄﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺧﻼل ﻋﺼﺮ ﻧﻘﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻋﺼﺮ اﻷﺳــﺮة اﻷوﻟــﻰ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺳﺎﺳﺎت اﳌﺒﺎﻧﻲ اﳌﺸﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﻄﻮب اﻟﻠﱭ ﺑﺎﻟﻜﻮم اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﺘﻞ«.
وﺗــــﺰﺧــــﺮ اﻟــﺪﻗــﻬــﻠــﻴــﺔ ﺑــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻷﺛـﺮﻳـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻘﺪﻣﺎء اﳌـﺼـﺮﻳـﲔ، ﻓﻔﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻤﻲ اﻷﻣﺪﻳﺪ ﻳﻘﻊ ﺗﻞ اﻟﺮﺑﻊ، وﻫـﻮ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣــﻨــﺪﻳــﺲ اﻟــﻔــﺮﻋــﻮﻧــﻴــﺔ، وأﻃـــﻠـــﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗـﻞ اﳌــﻨــﺪور... وﻋﺜﺮ ﺑﺘﻞ اﻟﺮﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺣﺠﺎر اﳌــﻌــﺎﺑــﺪ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻌــﻮد إﻟــــﻰ ﻋــﻬــﺪ اﳌـﻠـﻚ رﻣﺴﻴﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻛﻤﺎ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ أﺣﺠﺎر ﻣﺪون ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺳﻤﺎء ﻣﻠﻮك اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ ١٢ و٢٢ و٦٢.