Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﳌﺼﺎرف اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺪاﻋﻴﺎت اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ

ﺗﻔﺎوت ﻛﺒﲑ ﰲ أداء اﻟﺒﻨﻮك... وﺗﺒﺎﻳﻨﺎت ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﲔ ﺑﻠﺪ وآﺧﺮ

- ﻟﻨﺪن: ﻣﻄﻠﻖ ﻣﻨﲑ

ﺑـﻌـﺪ ٠١ ﺳــﻨــﻮات ﻋـﻠـﻰ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻷزﻣــــﺔ اﳌــﺎﻟــﻴـ­ـﺔ، و٤ ﺳــﻨــﻮات ﻋﻠﻰ أزﻣﺔ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﺴﻴﺎدﻳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ، ﻳــﺒــﻘــﻰ ﻓــــﻲ ﻣـــﻴـــﺰا­ﻧـــﻴـــﺎت ﻣـــﺼـــﺎر­ف اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ دﻳـﻮن ﻣﺸﻜﻮك ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﺎ، ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٠٧ ﻣـﻠـﻴـﺎر ﻳــــﻮرو، وﻓــﻘــﴼ ﻟــﻸرﻗــﺎم اﻟــــــﺼـ­ـــــﺎدرة ﻋـــــﻦ اﻟـــﺒـــﻨ­ـــﻚ اﳌــــﺮﻛــ­ــﺰي اﻷوروﺑﻲ. وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﺐء ﻓﻲ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺎت ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻨﻮك، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ دول ﺟﻨﻮب اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.

واﺗﻔﻘﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋــــــﺮض ﻣــــﺸــــ­ﺮوع ﻣـــﺸـــﺘـ­ــﺮك ﻳـﻀـﻊ ﺳــﻘــﻔــﴼ ﻟــﺘــﻠــﻚ اﻟــــﻘـــ­ـﺮوض، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﳌﻌﺪوﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ٥ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ إﺟـﻤـﺎﻟـﻲ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻻﺋـﺘـﻤـﺎن واﻻﺳـﺘـﺜـﻤ­ـﺎر اﳌﺼﺮﻓﻲ. وﻳﺬﻛﺮ أن اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷوروﺑﻲ اﻟﻌﺎم ﻟــﻬــﺬه اﻟـــﻘـــﺮ­وض ﻫــﺒــﻂ ﻣـــﻊ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺴﺐ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﺟﺪﴽ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻷوروﺑﻲ. ﻓﻔﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن وﻗﺒﺮص ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﺗﻘﺎرب اﻟﻨﺴﺒﺔ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻓـــﻲ اﻟــﺒــﺮﺗـ­ـﻐــﺎل ﺗــﺘــﺠــﺎ­وز ٥١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ١١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻓﻲ آﻳﺮﻟﻨﺪا ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.

أﻣـــﺎ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻨــ­ﻮك اﻹﺳــﺒــﺎﻧ­ــﻴــﺔ، ﻓﺈن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺪﻳﻮن اﳌﺸﻜﻮك ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﺎ واﳌــﻌــﺪو­ﻣــﺔ اﻧﺨﻔﺾ ﺗﺤﺖ ٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﳌﻌﺪل ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﻋــﻦ واﻗـــﻊ اﻟــﺤــﺎل، ﻷﻧــﻪ ﻻ ﻳـﺸـﻤـﻞ اﻟـــﻘـــﺮ­وض اﻟــﻌــﻘــ­ﺎرﻳــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﻌــﺜــﺮ ﺳـــﺪادﻫــ­ـﺎ، وﻗــﺎﺑــﻠـ­ـﻬــﺎ وﺿــﻊ ﻳــﺪ ﻣـﺼـﺮﻓـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷﺻــــﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ.

ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻷﺧﺮى، ﺗﻨﺨﻔﺾ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﻟﻰ ١٫٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وإﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓـﻲ اﻟﺒﻨﻮك اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ٩٫١ ﻓﻲ اﳌـــﺎﺋـــ­ﺔ، وﻓــــﻲ ﺑــﺮﻳــﻄــ­ﺎﻧــﻴــﺎ ٥٫١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.

وﻛﺎن اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻷوروﺑﻲ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ ﺧــﻔــﺾ اﻟــﻨــﺴــ­ﺒــﺔ إﻟــــﻰ ﻣﺎ دون ٠١ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــ­ﺔ. وﺑــﻌــﺪ ذﻟـــﻚ، ﺳـﺎرﻋـﺖ ﺑﻌﺾ اﳌـﺼـﺎرف اﳌﻌﻨﻴﺔ إﻟـــﻰ ﺑـﻴـﻊ ﻣـﺤـﺎﻓـﻆ ﻗـــﺮوض ردﻳـﺌـﺔ ﻟــﺨــﻔــﺾ اﻟــﻨــﺴــ­ﺒــﺔ ﻟـــﺪﻳـــﻬ­ـــﺎ، ﻋـﻠـﻤـﴼ ﺑــــﺄن اﻟــﺼــﻔــ­ﻘــﺎت ﺗــﺤــﺼــﻞ ﺑـﻤـﺒـﺎﻟـﻎ أﻗــﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻘﺮوض اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺜﺮ ﺳﺪادﻫﺎ. وﻛﺎن أﻛﺒﺮ ﺑﻨﻚ إﻳﻄﺎﻟﻲ »ﻳﻮﻧﻲ ﻛﺮﻳﺪﻳﺖ« ﻗﺪ ﺑﺎع ﻣﺤﻔﻈﺔ ﻗــﻴــﻤــﺘ­ــﻬــﺎ ﻧــﺤــﻮ ٨١ ﻣــﻠــﻴــﺎ­ر ﻳــــﻮرو إﻟـــــﻰ ﺻـــﻨـــﺎد­ﻳـــﻖ أﻣــﻴــﺮﻛـ­ـﻴــﺔ ﺗــﺎﺑــﻌــ­ﺔ إﻟﻰ »ﺑﻴﻤﻜﻮ« و»ﻓـﻮرﺗـﺮس«. وﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ، أﻋﻠﻦ ﺑﻨﻚ »اﻧﺘﻴﺴﺎ« اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ أﻳﻀﴼ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋـﻦ ﻣﺤﻔﻈﺔ ردﻳـﺌـﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ ١١ ﻣﻠﻴﺎر ﻳـــﻮرو. وأﻛـــﺪت ﻣﺼﺎدر اﻟﺒﻨﻚ اﳌــﺮﻛــﺰي اﻷوروﺑــــ­ﻲ ﺗﺴﺎرع إﻧــﺠــﺎز ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟــﺒــﻴــ­ﻊ ﻟﺘﻨﻈﻴﻒ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺎت.

وﻣــﻊ ذﻟـــﻚ، ﺗـﺘـﻮاﻟـﻰ اﻟـﺘـﻘـﺎرﻳ­ـﺮ اﻟـــــﺘــ­ـــﻲ ﺗـــﺸـــﻴـ­ــﺮ إﻟــــــــ­ﻰ أن اﻟـــﺒـــﻨ­ـــﻮك اﻷوروﺑـﻴـﺔ ﺗﻘﺎوم، ﻟﻜﻦ أوﺿﺎﻋﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻛﻔﺎﻳﺔ. ﻓﻔﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ اﻟــﺴــﻨــ­ﻮي اﻟــــﺬي ﻳــﺘــﻨــﺎ­ول أوﺿــــﺎع اﳌــــﺼـــ­ـﺎرف اﻷوروﺑــــ­ـﻴـــــﺔ اﻟــﻜــﺒــ­ﻴــﺮة، أﻛــــــﺪت ﺷـــﺮﻛـــﺔ »ﻛـــــﻲ ﺑــــﻲ إم ﺟــﻲ« اﻟــﻌــﺎﳌـ­ـﻴــﺔ أن اﻷداء ﺟــﻴــﺪ ﻋـﻤـﻮﻣـﴼ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك أﺳﺌﻠﺔ ﺗﺒﻘﻰ أﺟﻮﺑﺘﻬﺎ ﻣـــﻌـــﻠـ­ــﻘـــﺔ. ﻓـــﻔـــﻲ ﺑـــﻴـــﺌـ­ــﺔ ﺗــﺸــﻐــﻴ­ــﻠــﻴــﺔ ﺷــﺒــﻪ ﻣـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺑــﻤــﻌــﺪ­ﻻت ﻓــﺎﺋــﺪة ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻫﻮاﻣﺶ اﻷرﺑﺎح ﻣﻦ اﻻﺋﺘﻤﺎن، أﺑﻠﺖ ﺑﻌﺾ اﻟــﺒــﻨــ­ﻮك اﻟــﻜــﺒــ­ﻴــﺮة، وﻋـــﺪدﻫــ­ـﺎ ٧١، ﺑـــــﻼء ﺣــﺴــﻨــﴼ ﻓـــﻲ اﳌــﺠــﻤــ­ﻞ اﻟـــﻌـــﺎ­م، وأﻇــﻬــﺮت دﻳـﻨـﺎﻣـﻴـ­ﺔ ﺗـﻜـﻴـﻒ ﺟﻴﺪة ﻧﺴﺒﻴﴼ ﻟﻠﺨﺮوج ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ٧١٠٢، ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﺗﺮاﺟﻊ اﻹﻳـــــﺮا­دات ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٫١ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﻟﺘﺒﻠﻎ ٤٢٤ ﻣﻠﻴﺎر ﻳــﻮرو. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، ﻳﺘﺒﲔ أن ٧ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣـﺼـﺮﻓـﻴـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻓـﻘـﻂ )ﻣـــﻦ أﺻـﻞ ٧١( ﺳﺠﻠﺖ ارﺗـﻔـﺎﻋـﴼ ﻓـﻲ ﻧﺎﺗﺠﻬﺎ اﻟـــﺘـــﺸ­ـــﻐـــﻴــ­ـﻠـــﻲ اﻟـــــﺼــ­ـــﺎﻓـــــ­ﻲ، وﻫــــــﻲ: »ﺑــﻲ ﺑــﻲ ﻓــﻲ إﻳـــﻪ« و»ﺳــﺎﻧــﺘــ­ﺎﻧــﺪر« اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴ­ـﲔ، و»ﻟــﻮﻳــﺪز« و»آر ﺑﻲ إس« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ، و»آي إن ﺟﻲ« اﻟﻬﻮﻟﻨﺪي، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ »ﻛﺮﻳﺪي أﻏﺮﻳﻜﻮل« اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.

وﺑــﻠــﻐــ­ﺖ أرﻗـــــﺎم اﳌـﺨـﺼـﺼـﺎ­ت واﻟـــﻐـــ­ﺮاﻣـــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻜـﺒـﺪﺗـﻬ­ـﺎ ﻫــﺬه اﳌﺼﺎرف اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ٧١٠٢ ﻧﺤﻮ ٨١ ﻣـﻠـﻴـﺎر ﻳـــﻮرو، ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺴﺒﺔ ٣٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺮرة، أي أن أﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺤﺼﻮر ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ ﻓــﻘــﻂ. وﻫــﻨــﺎك ٤ ﻣــﺼــﺎرف ﻣــﻦ اﳌــﺠــﻤــ­ﻮﻋــﺔ ﺗﻜﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎر ﻳﻮرو ﻣﺨﺼﺼﺎت وﻣــﺆوﻧــﺎ­ت ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺗـﻌـﺜـﺮ ﻗــــﺮوض، أو ﻣــﻘــﺎﺑــ­ﻞ أﺻــﻮل واﺳــﺘــﺜـ­ـﻤــﺎرات ﻣــﺸــﻜــﻮ­ك ﻓــﻴــﻬــﺎ أو ﻣـﻌـﺪوﻣـﺔ، وﻫــﻲ: »دوﺗـﺸـﻴـﻪ ﺑﻨﻚ« و»ﺳﻮﺳﻴﻴﺘﻴﻪ ﺟﻨﺮال« و»ﻟﻮﻳﺪز« و»ﺳﺎﻧﺘﺎﻧﺪر«.

وﺗــﻤــﻴــ­ﺰ اﻟـــﻌـــﺎ­م اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ، ﻛﻤﺎ اﻟـــــﺴــ­ـــﻨـــــﻮ­ات اﻟــــﺴـــ­ـﺎﺑــــﻘــ­ــﺔ، ﺑـــﺴـــﺒـ­ــﺎق ﻣﺤﻤﻮم ﻟﺨﻔﺾ اﻟﻜﻠﻔﺔ، واﻟﻀﻐﻂ ﻋـــﻠـــﻰ اﳌـــــﺼــ­ـــﺮوﻓــــ­ـﺎت، ﺑـــﺎﻹﺿـــ­ﺎﻓـــﺔ إﻟــــــﻰ ﻣـــﺘـــﺎﺑ­ـــﻌـــﺔ ﺑـــﻴـــﻊ أﺻـــــــﻮ­ل ﻏــﻴــﺮ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺪرة ﻟﻠﺪﺧﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، وأﺛﻤﺮ ذﻟﻚ ارﺗﻔﺎﻋﴼ ﻓﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﳌﺨﺼﺼﺎت، ﻧﺴﺒﺘﻪ ٣٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﺑﲔ ٦١٠٢ و٧١٠٢، وﺗﺤﺴﻦ ﻣﻌﺪل اﳌـﺼـﺮوﻓـﺎ­ت إﻟــﻰ اﻹﻳـــﺮادا­ت ﻟﻴﺴﺠﻞ اﻧﺨﻔﺎﺿﴼ ﻣﻦ ٣٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ إﻟـﻰ ٨٦ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﻟﻜﻦ ﺧﻠﻒ ﻫﺬا اﳌــﻌــﺪل ﻫــﻨــﺎك ﺗــﺒــﺎﻳــ­ﻨــﺎت ﺑــﲔ ﺑﻨﻚ وآﺧــﺮ، وﺑــﲔ ﺑﻠﺪ وآﺧــﺮ، ﺣﻴﺚ إن اﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺧﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻨﻔﻘﺎت إﻟــﻰ اﻹﻳـــــﺮا­دات ﻛــﺎن »ﺳـﺎﻧـﺘـﺎﻧـ­ﺪر« )٣٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻠﻬﺎ »دوﺗﺸﻴﻪ ﺑﻨﻚ« )٣٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(.

إﻻ أن أﺑـــﺮز ﻣــﺎ أﻛـــﺪه اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻳـــــﺮﻛــ­ـــﺰ ﻋــــﻠــــ­ﻰ ارﺗـــــــ­ـﻔــــــــ­ﺎع اﻷرﺑــــــ­ـــــﺎح اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ إﻟــﻰ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٦٥ ﻣﻠﻴﺎر ﻳــﻮرو، أي أﻧﻬﺎ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﺑــﲔ ٦١٠٢ و٧١٠٢، وﻫـــﺬه اﻟﻘﻔﺰة ﺗــﺤــﻘــﻘ­ــﺖ ﺑـــﻔـــﻀـ­ــﻞ ﻋــــــﺪد ﻣـــﺤـــﺪو­د ﻣــﻦ اﳌـﺠـﻤـﻮﻋـ­ﺎت اﳌـﺼـﺮﻓـﻴـ­ﺔ، دون ﻏـﻴـﺮﻫـﺎ، اﻟــﺘــﻲ ﺣﻘﻘﺖ ﻧـﻤـﻮ أرﺑــﺎح ﻛـــﺒـــﻴـ­ــﺮﴽ، ﻣــﺜــﻞ »ﻳــــﻮﻧـــ­ـﻲ ﻛــﺮﻳــﺪﻳـ­ـﺖ« اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ اﻟـﺬي اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة ١١ ﻣﻠﻴﺎر ﻳﻮرو إﻟﻰ رﺑﺢ زاد ﻋﻠﻰ ٥ ﻣﻠﻴﺎرات. ﻛﻤﺎ ﺳﺠﻞ »إﺗﺶ إس ﺑﻲ ﺳﻲ« ﻗﻔﺰة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ أرﺑﺎﺣﻪ اﻟﺘﻲ ﺑـﻠـﻐـﺖ ﻓــﻲ ٧١٠٢ ﻧـﺤـﻮ ١١ ﻣﻠﻴﺎر ﻳـــــــﻮر­و، وﻳــــﻼﺣــ­ــﻆ أﺛـــــﺮ اﻟــﻨــﻬــ­ﻮض ﻟــﺪى ﺑـﻨـﻚ »آر ﺑــﻲ إس« و»ﺑـــﻲ إن ﺑﻲ ﺑﺎرﻳﺒﺎ« و»ﻛـﺮﻳـﺪي أﻏﺮﻳﻜﻮل« أﻳﻀﴼ.

أﻣﺎ أﺳﻌﺎر اﻷﺳﻬﻢ اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﻓــﻘــﺪ ﺗــﻤــﺎﺳــ­ﻜــﺖ ﺑـــﻮﺟـــﻪ اﻟـــﺤـــﺎ­ﻻت اﻟـﻘـﺼـﻮى، ﻣﺜﻞ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ« ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ، وﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﺳـﻌـﺎر إﻻ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﻨﻮك اﳌــﻌــﻨــ­ﻴــﺔ، وﺗــﻘــﻠــ­ﺒــﺖ ﻣـﺴـﺘـﻮﻳـﺎ­ﺗـﻬـﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻫــــﺬا اﻷﺳـــــــ­ـﺎس، ﻛــﻤــﺎ ﻳــﺆﻛــﺪ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ »ﻛـــﻲ ﺑــﻲ إم ﺟـــﻲ«، ﻟـــﺬا ﻟﻢ ﻳــــﻼﺣـــ­ـﻆ اﳌـــــﺮاﻗ­ـــــﺒــــ­ـﻮن أي ﻣــﻨــﻄــﻖ ﻣﻨﺴﺠﻢ ﻳﺸﻜﻞ ﺣﺠﺔ واﺣﺪة ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﻬﻢ واﳌﺼﺎرف.

وﻳﺆﻛﺪ ﻣﺼﺮﻓﻴﻮن أوروﺑﻴﻮن أن اﻟـــﻮاﻗــ­ـﻊ اﳌــﺼــﺮﻓـ­ـﻲ اﻷوروﺑــــ­ــﻲ، اﻟـﺬي ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺑــﻮادر ﺧﺮوج ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت اﻷزﻣـﺔ، ﻳﺆﺛﺮ ﺑــﺸــﻜــﻞ أو ﺑـــﺂﺧـــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺘــﺄﺛـ­ـﻴــﺮ اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدي ﻟــﻼﺗــﺤــ­ﺎد اﻷوروﺑــــ­ﻲ ﻋـــﻠـــﻰ اﳌــــﺴـــ­ـﺮح اﻟــــﻌـــ­ـﺎﳌــــﻲ. وﻳـــﻘـــﻮ­ل اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدي ﻏــﻴــﻮم ﻣــﻮﺟــﺎن: »إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟـﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ أﻛﺒﺮ ﻣﺼﺎرف اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻦ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﺸﺮة اﻟﻜﺒﺎر ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ إﻻ ﺑــﻨــﻜــﴼ أوروﺑـــــ­ﻴـــــﴼ واﺣـــــــ­ــﺪﴽ، ﻫـﻮ )إﺗـﺶ إس ﺑﻲ ﺳـﻲ(، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻀﻢ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻫـﺬه ٤ ﻣﺼﺎرف أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ و٥ ﺻﻴﻨﻴﺔ. وﻓﻲ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻼﺣﻖ ﻟــﻬــﺬه اﻟــﻘــﺎﺋـ­ـﻤــﺔ، ﻳــﺄﺗــﻲ ﻓــﻲ اﳌـﺮﺗـﺒـﺔ ٢١ ﺑﻨﻚ )ﺳﺎﻧﺘﺎﻧﺪر(، وﻓﻲ اﳌﺮﺗﺒﺔ ٨١ )ﺑﻲ إن ﺑﻲ ﺑﺎرﻳﺒﺎ( اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ. وﺗــﺴــﺎوي اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟـﺴـﻮﻗـﻴـ­ﺔ ﻟﺒﻨﻚ )ﺟﻲ ﺑﻲ ﻣﻮرﻏﺎن( اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ وﺣﺪه ﻗﻴﻤﺔ أﻛﺒﺮ ٥ ﺑﻨﻮك أوروﺑﻴﺔ«.

وﻳـــﻀـــﻴ­ـــﻒ: »اﺧـــﺘـــﻔ­ـــﺖ ﺑــﻨــﻮك أوروﺑـــﻴـ­ــﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻣــﻦ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ أﻛـﺒـﺮ ٠٥ ﻣــﺼــﺮﻓــ­ﴼ ﺣـــﻮل اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ، ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻣﺼﺎرف ﺻﻴﻨﻴﺔ وﻛﻨﺪﻳﺔ وﻳــﺎﺑــﺎﻧ­ــﻴــﺔ وروﺳــﻴــﺔ وأﺳــﺘــﺮا­ﻟــﻴــﺔ. وﻣــــﻦ اﳌـــﻔـــﺎ­رﻗـــﺎت أﻳـــﻀـــﴼ أن ﻗـﻴـﻤـﺔ اﻟﻔﺮع اﻟﺒﺮازﻳﻠﻲ ﻟﺒﻨﻚ )ﺳﺎﻧﺘﺎﻧﺪر( ﺗــﺴــﺎوي ﻗـﻴـﻤـﺔ )روﻳـــــﺎل ﺑـﻨـﻚ أوف ﺳـــﻜـــﻮﺗ­ـــﻼﻧـــﺪ( أو )ﺳــﻮﺳــﻴــ­ﻴــﺘــﻴــﻪ ﺟــــﻨــــ­ﺮال(، وﻗــﻴــﻤــ­ﺔ اﻟـــــــﺬ­راع اﳌــﺎﻟــﻴـ­ـﺔ ﻟـــﺸـــﺮﻛ­ـــﺔ )ﻋـــﻠـــﻲ ﺑــــﺎﺑـــ­ـﺎ( اﻟــﺼــﻴــ­ﻨــﻴــﺔ ﺗﺴﺎوي ٣ أﺿﻌﺎف ﻗﻴﻤﺔ )دوﺗﺸﻴﻪ ﺑﻨﻚ(«.

أﻣــــــﺎ أﺳــــﺒـــ­ـﺎب ﻫــــــﺬا اﻟــﺘــﺨــ­ﻠــﻒ اﻷوروﺑــــ­ــــﻲ ﻋـــﻦ اﻟــﻠــﺤــ­ﺎق ﺑــﺎﻟــﺮﻛـ­ـﺐ اﳌـــــﺼــ­ـــﺮﻓـــــ­ﻲ اﻟــــــﻌـ­ـــــﺎﳌـــ­ـــﻲ، ﻓــــﻴــــ­ﺮدﻫــــﺎ اﻗـــﺘـــﺼ­ـــﺎدﻳـــﻮ­ن إﻟـــــﻰ أن اﻟــــﻮﻻﻳـ­ـــﺎت اﳌـــﺘـــﺤ­ـــﺪة اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻴــﺔ اﺳــﺘــﻄــ­ﺎﻋــﺖ ﺳــــﺮﻳـــ­ـﻌــــﴼ اﻟـــــﻨــ­ـــﻬـــــﻮ­ض ﺑــﻘــﻄــﺎ­ﻋــﻬــﺎ اﳌـــﺼـــﺮ­ﻓـــﻲ ﺑــﻌــﺪ اﻧـــﻬـــﻴ­ـــﺎر »ﻟــﻴــﻤــﺎ­ن ﺑﺮاذرز«، وأن ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺼﲔ ﺗﻘﻮد ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺼﺎرﻓﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻻزدﻫﺎر ﻷﺳــــﺒـــ­ـﺎب اﻗـــﺘـــﺼ­ـــﺎدﻳـــﺔ وﺗـــﺠـــﺎ­رﻳـــﺔ وﺗﻨﻤﻮﻳﺔ وﺣﺘﻰ ﺳﻴﺎدﻳﺔ، وﻟﻴﺲ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺘــ­ﻮى اﳌــﺤــﻠــ­ﻲ وﺣــﺴــﺐ، ﺑـﻞ أﻳـﻀـﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎﳌﻲ. أﻣـﺎ أوروﺑــﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺼﺮﻓﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛــﺜــﺎﻓــ­ﺔ اﻟــﺘــﻌــ­ﻠــﻴــﻤــﺎ­ت اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴ­ـﻤـﻴـﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ اﳌﻜﺒﻠﺔ أﺣﻴﺎﻧﴼ، وارﺗﻔﺎع ﻋــﺪد وﻧــﻮع اﳌﻨﺘﺠﺎت واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟـــﺨـــﺮ­وج ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﺮح اﻟـﺘـﻨـﺎﻓـ­ﺲ اﻟﻌﺎﳌﻲ.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia