إداﻧﺔ ﺑﻠﺠﻴﻜﻲ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺗﻮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻷﻓﻜﺎر ﻣﻨﻈﻤﺎت ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ
اﳊﻜﻢ ﺑﺴﺠﻨﻪ ٤ ﺳﻨﻮات وإﺑﻌﺎده ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
أﺻــــــﺪر اﻟـــﻘـــﻀـــﺎء اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ ﻓـﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ، ﺣﻜﻤﴼ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟـــ٤ ﺳﻨﻮات ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺒــﻠــﺠــﻴــﻜــﻲ ﻣـــﻦ أﺻــــﻞ ﺗـﻮﻧـﺴـﻲ ﻓﺎروق ﺑﻦ ﻋﺒﺎس، ﺑﻌﺪ إداﻧﺘﻪ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻹرﻫـــــﺎب ﻹدارﺗـــــﻪ ﻣــﻮﻗــﻌــﴼ »ﺟــﻬــﺎدﻳــﴼ« ﻳﺮوج ﻣﻮاد ﺗﻌﺪﻫﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ.
وﻣـﺜـﻞ اﺑــﻦ ﻋـﺒـﺎس ذو اﻟــــ٢٣ ﻋﺎﻣﴼ أﻣﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺎء اﻟﺠﻤﻌﺔ، وﻧﻔﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨﻴﺪ أﺣــــــﺪ ﻋـــﺒـــﺮ ﻣــــﻮﻗــــﻊ »أﻧـــــﺼـــــﺎر اﻟـــﺤـــﻖ« اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﳌﺪار ﻣﻨﻪ، إﻻ أن اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ ردت دﻓــﺎﻋــﻪ وﻗﻀﺖ ﺑــﻄــﺮده ﻣــﻦ اﻷراﺿــــﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﺣﺒﺴﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ. ﻛﻤﺎ أداﻧﺖ اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺠـﻠـﺴـﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻣﻌﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﺸﻔﻴﺮ اﳌـﻮﻗـﻊ ﻧــﻮر اﻟـﺪﻳـﻦ ز، واﳌﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ إﻋﺪاده دﻳﻔﻴﺪ ر، وﺛﺎﻟﺜﴼ ﻣﺘﻬﻤﴼ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻃﺆ ﻣـﻊ اﺑــﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﻲ اﻟـــﺘـــﺤـــﺮﻳـــﺾ واﻟـــﺘـــﺠـــﻨـــﻴـــﺪ واﻟــــﺪﻋــــﻮى ﻟـ»اﻟﻜﻔﺎح اﳌﺴﻠﺢ« ﻋﺒﺮ اﳌﻮﻗﻊ. وأﺷﺎر اﻻدﻋـــﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻟــﻰ أن اﳌـﻮﻗـﻊ ﻛﺎن ﻳــﻨــﺸــﺮ ﻣـــــﻮاد ﻟـﻠـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت اﳌـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ وﻳـــﻌـــﺪ ﺗــﻄــﺒــﻴــﻘــﺎت ﻟــﻠــﺘــﺸــﻔــﻴــﺮ، وﻛــــﺎن »أداة ﻓﻲ ﺗﺼﺮف اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻨﻴﺪ وﺣﺘﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ«.
وﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﳌﻮﻗﻊ اﳌﺬﻛﻮر، اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺎرﻳﻮن ﺗﺎﻳﻤﻮﻧﻴﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٦ ﺳﻨﻮات، وﻗﺪ اﺧﺘﺘﻤﺖ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﺟﻠﺴﺎت اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻓﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ، اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ اﻷرﺑﻌﺎء اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ، وﻛــﺎن ﻳﺤﺎﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ أرﺑــﻌــﺔ أﺷـﺨـﺎص، أﺣــﺪﻫــﻢ ﺑـﻠـﺠـﻴـﻜـﻲ ﻣــﻦ أﺻـــﻞ ﺗـﻮﻧـﺴـﻲ ﻳـــﺪﻋـــﻰ ﻓـــــــﺎروق ﺑـــﻦ ﻋـــﺒــــﺎس، ﺑـﺼـﻔـﺘـﻪ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ أﺣﺪ اﳌﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎل.
ﻛـــﻤـــﺎ أن اﺑـــــﻦ ﻋـــﺒـــﺎس ﻛـــــﺎن ﻋـﻠـﻰ اﺗﺼﺎل ﺑﺸﺨﺺ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻳﺪﻋﻰ ﻓﺎﺑﻴﺎن ﻛﻠﲔ اﻟــﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺗــﺒــﻨــﻲ ﻫـــﺠـــﻤـــﺎت ﻧــﻮﻓــﻤــﺒــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٥١٠٢ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ، اﻟﺘﻲ أودت ﺑﺤﻴﺎة ٠٣١ ﺷﺨﺼﴼ وإﺻﺎﺑﺔ آﺧﺮﻳﻦ، واﻫﺘﻤﺖ وﺳـﺎﺋـﻞ اﻹﻋــﻼم اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ ﻓــــﻲ ﺑــــﺮوﻛــــﺴــــﻞ، ﺑــﻤــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ اﻟــﻘــﻀــﻴــﺔ وﻗــﺎﻟــﺖ »ﺟــــﺮت ﻣـﺤـﺎﻛـﻤـﺔ اﻷﺷــﺨــﺎص اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺘﺸﺪد وﺗﺠﻨﻴﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺻﻔﻮف ﻣــﻨــﻈــﻤــﺎت إرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ«. وأﺿــــﺎﻓــــﺖ، أن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﺣــﻀــﺮوا إﻟـــﻰ ﻣـﻘـﺮ اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ ﻣــﻦ دون اﻋﺘﻘﺎل، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻐﻴﺐ اﻟـﺮاﺑـﻊ وﻳﺪﻋﻰ ﻟــﻴــﻮﻧــﺎرد ﻟـﻮﺑـﻴـﺰ وﺳــﺎﻓــﺮ إﻟــﻰ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﻣـﻨـﺬ ﻋــﺎم ٥١٠٢ وﻣــﻮﺟــﻮد ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻓﻲ أﻳﺪي اﻷﻛﺮاد اﻟﺴﻮرﻳﲔ.
وﺣﺴﺐ ﻣﺎ ذﻛﺮ اﻹﻋﻼم اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ واﺟـــﻪ اﻷﺷــﺨــﺎص اﻷرﺑــﻌــﺔ اﺗـﻬـﺎﻣـﺎت ﺗــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑــﺎﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺾ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺸــﺪد وﺗﺠﻨﻴﺪ أﺷﺨﺎص ﻟﻠﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﺻﻔﻮف ﻣﻨﻈﻤﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ، وذﻟﻚ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﺑﲔ ٦٠٠٢ و٠١٠٢ وذﻟــﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣـــﻨـــﺸـــﻮرات ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻮﻗــﻊ ﻳــﺤــﻤــﻞ اﺳــﻢ »أﻧﺼﺎر اﻟﺤﻖ« اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻢ ﺳﻔﺮ اﳌــﻘــﺎﺗــﻠــﲔ إﻟــــﻰ اﳌــﻨــﻈــﻤــﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺮاﻋﺎت، وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻢ إﻏـــﻼق اﳌــﻮﻗــﻊ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ. وﻗــﺪ ﻧﻔﻰ ﻋــﺒــﺎس أﻧــﻪ ﻛــﺎن ﻳــﺪﻋــﻮ إﻟــﻰ اﳌـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﻨﺸﻮراﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، وإﻧﻤﺎ ﻗﺎم ﻓﻘﻂ ﺑﻨﺸﺮ ﺑﻌﺾ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت.
وﺟــــــﺎء اﻟــﺤــﻜــﻢ ﺿــــﺪ اﻟـﺒـﻠـﺠـﻴـﻜـﻲ ﻣـﻦ أﺻـﻞ ﺗﻮﻧﺴﻲ، ﻏــﺪاة ﺻــﺪور ﻗـﺮار ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺣﻜﻤﴼ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﳌﺪة ٠١ ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ واﻟﺪة ﻣﺘﻄﺮف أﺻﺒﺢ زﻋﻴﻤﴼ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗــﺎﺑــﻌــﺔ ﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋــــﺶ ﻓـــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، وذﻟـــﻚ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻓــﻲ أﻫــﺪاف إرﻫﺎﺑﻴﺔ، ودﻋﻢ وﺗﻤﻮﻳﻞ اﻹرﻫﺎب.
وﻗــﺎﻟــﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳـﺘـﺌـﻨـﺎف ﻓﻲ ﺑــــﺎرﻳــــﺲ، إﻧـــﻬـــﺎ ﻗـــﺪ وﻗـــﻌـــﺖ اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺔ اﻟــﻘــﺼــﻮى ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺴــﻴــﺪة اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺪﻋـﻰ ﻛﺮﻳﺴﺘﲔ رﻳﻔﻴﻴﺮ، اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٢٥، واﳌﻌﺮوﻓﺔ إﻋﻼﻣﻴﴼ ﺑـ»أم اﻟﺠﻬﺎد«، وذﻟــﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗـﺄﻛـﺪت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗـﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮال إﻟﻰ ﻣﺘﻄﺮﻓﲔ ﻓـﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ، أو رﺑﻤﺎ ﺳﻌﺖ إﻟــﻰ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ. وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ٤١٠٢، وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، وﻫﺬا ﻗﺪ ﺣﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ »أم اﻟـﺠـﻬـﺎد« ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻣـﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ أﺟــﻞ رؤﻳــﺔ اﺑـﻨـﻬـﺎ، اﻟــﺬي أﺻـﺒـﺢ ﻳﻘﻴﻢ ﻫـﻨـﺎك ﻣــﻊ ﺑـﻌـﺾ اﻷﻓــــﺮاد ﻣــﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ وﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ.