أوﺑﺎﻣﺎ ﻳﺰور ﻣﺘﺤﻒ }اﳌﻠﻜﺔ ﺻﻮﻓﻴﺎ{ ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ ﺑﺮﻓﻘﺔ اﳌﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺒﻲ اﻟﺴﺎدس
ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻟﻮﺣﺘﻪ اﳌﻔﻀﻠﺔ »ﻏﲑﻧﻴﻜﺎ« وأﻋﻤﺎل ﺳﻠﻔﺎدور داﻟﻲ
ﻗـــــــﺎم اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﺑـــﺎراك أوﺑــﺎﻣــﺎ ﺑــﺰﻳــﺎرة، أﻣـــــﺲ، ﳌــﺘــﺤــﻒ اﳌــﻠــﻜــﺔ ﺻــﻮﻓــﻴــﺎ ﻓـﻲ ﻣـﺪرﻳـﺪ ﺣﻴﺚ راﻓـﻘـﻪ اﻟﻌﺎﻫﻞ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ اﳌﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺒﻲ اﻟﺴﺎدس ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ اﻟــﺒــﺎرزة وﻓــﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ »ﻏﺮﻧﻴﻜﺎ« اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺧـــﻠـــﺪ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﺑــﻴــﻜــﺎﺳــﻮ وﺣــﺸــﻴــﺔ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺬي ﺧﻠﻔﻪ ﻗﺼﻒ اﻟﻄﻴﺮان اﻟـــﻨـــﺎزي ﻟـﻠـﻤـﺪﻳـﻨـﺔ إﺑـــــﺎن اﻟــﺤــﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـــﺨـــﺘـــﺎرة ﻣــــﻦ أﻋــــﻤــــﺎل اﻟــــﺮﺳــــﺎم اﻟــﻜــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻲ ﺳـــﻠـــﻔـــﺎدور داﻟــــﻲ. وأﻓـــﺎدت ﻣـﺼـﺎدر اﻟﻘﺼﺮ اﳌﻠﻜﻲ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﺄن ﻓﻴﻠﻴﺒﻲ اﻟﺴﺎدس أﻫـــﺪى أوﺑــﺎﻣــﺎ ﻛـﺘـﺎﺑـﴼ ﻋــﻦ ﻟﻮﺣﺔ »ﻏــﺮﻧــﻴــﻜــﺎ« اﻟــﺘــﻲ ﻗــــﺎل اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻧﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺐ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ إﻟــﻴــﻪ. وأﺿـــﺎف أن زﻳــﺎرﺗــﻪ اﻷوﻟـــﻰ ﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﱳ ﻃــﺎﺋــﺮة اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﺑﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺒﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺪراﺳﺔ.
وﺟﺎء ت اﻟﺰﻳﺎرة ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻣـــﺸـــﺎرﻛـــﺔ أوﺑــــﺎﻣــــﺎ ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﺘــﺪى اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﻨﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ. وﻛــﺎن رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﻴﺪرو ﺳﺎﻧﺸﻴﺰ ﻗﺪ ﻗـﺎم ﺑﺰﻳﺎرة أوﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﻨﺪﻗﻪ، ﺣﻴﺚ أﻣﻀﻰ ﻣﻌﻪ رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ.
وﺗــــﺠــــﺪر اﻹﺷــــــــــﺎرة إﻟــــــﻰ أن أوﺑــﺎﻣــﺎ اﻟــﺬي زار ﻣـﺪرﻳـﺪ ﻣﺮﺗﲔ ﺧﻼل وﺟﻮده ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ، ﺳﺒﻖ ﻟﻪ أن زار إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺒﴼ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓﺎرد وﺗﺠﻮل ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﺪﻳﻪ أﺛﺮﴽ ﻋﻤﻴﻘﴼ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أول ﻛﺘﺎب ﺻﺪر ﻟﻪ ﻋﺎم ٥٩٩١ ﻗﺒﻴﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ﻋﻀﻮﴽ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ ﻋـﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ إﻳﻠﻴﻨﻮي ﺑﻌﻨﻮان »أﺣﻼم واﻟﺪي«.
ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻛــﺘــﺐ أوﺑـــﺎﻣـــﺎ ﻛــﻴــﻒ ﺗـــﻌـــﺮف، ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﻦ ﻣﺪرﻳﺪ إﻟﻰ ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ، ﻋﻠﻰ ﺷـﺎب ﺳﻨﻐﺎﻟﻲ ﻛـﺎن ﻫﺎرﺑﴼ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﺎرة اﳌﻮﻋﻮدة وﺗـــﺮاﻓـــﻘـــﺎ ﻓـــﻲ رﺣــﻠــﺔ ﻟـﻴـﻠـﻴـﺔ إﻟــﻰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺔ، وﻳﻘﻮل: »ﻟــﻢ ﻧﻜﺜﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻜـﻼم، وﻛــﺎن ﻫﻮ ﻳﺤﺎول ﻣﻦ ﺣﲔ ﻵﺧﺮ أن ﻳﺘﺮﺟﻢ ﻟـﻲ ﺑﻌﺾ اﻟــﻨــﻮادر اﻟﻄﺮﻳﻔﺔ ﻣﻦ أﺣـــﺪ اﻟــﺒــﺮاﻣــﺞ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛﺎن ﻳﺒﺜﻬﺎ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﻠﻔﺎز اﳌﻌﻠﻖ وراء ﻛـــﺮﺳـــﻲ اﻟـــﺴـــﺎﺋــــﻖ. وﻗــﺒــﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺗﺮﺟﻠﻨﺎ أﻣﺎم ﻣﺤﻄﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻠﺤﺎﻓﻼت، ﻓﺄﺷﺎر ﻟـﻲ ﻧﺤﻮ ﻧﺨﻠﺔ ﺑﺎﺳﻘﺔ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ وﺗﻨﺎول ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ ﻓﺮﺷﺎة ﻟﻸﺳﻨﺎن وﻣﺸﻄﴼ وزﺟﺎﺟﺔ ﻣﺎء، واﻏﺘﺴﻠﻨﺎ ﻣـﻌـﴼ ﺗـﺤـﺖ اﻟﻀﺒﺎب اﻟﻄﺎﻟﻊ ﻣﻊ اﻟﺼﺒﺎح، ﺛﻢ ﺣﻤﻠﻨﺎ ﺣــﻘــﻴــﺒــﺘــﻴــﻨــﺎ وﺗـــﻮﺟـــﻬـــﻨـــﺎ ﻧــﺤــﻮ اﳌﺪﻳﻨﺔ«.
ﺛﻢ ﻳﺘﺎﺑﻊ: ...» ﻣﺎ اﺳﻤﻪ؟ ﻟﻢ أﻋــﺪ أذﻛـــﺮ ﺳــﻮى أﻧــﻪ ﻛــﺎن رﺟــﻼ ﺟــﺎﺋــﻌــﴼ، ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﻋـــﻦ ﺑــﻴــﺘــﻪ. ﻛــﺎن واﺣـــــﺪﴽ ﻣــﻦ أﺑــﻨــﺎء اﳌـﺴـﺘـﻌـﻤـﺮات اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـﺔ -ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ واﻟـﻬـﻨـﺪ وﺑـــﺎﻛـــﺴـــﺘـــﺎن– اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﻜــﺴــﺮون ﺣــــﻮاﺟــــﺰ أﺳـــﻴـــﺎدﻫـــﻢ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﲔ ﻓــﻲ زﺣـﻔـﻬـﻢ اﳌـﺘـﻌـﺜـﺮ واﻟــﻄــﻮﻳــﻞ. ﻟــﻜــﻦ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ دﺧــﻠــﻨــﺎ ﺑـﺮﺷـﻠـﻮﻧـﺔ ورﺣﻨﺎ ﻧﺘﺠﻮل ﻓﻲ ﺟـﺎدة )ﻻس راﻣــــــــﺒــــــــﻼس(، ﺷـــــﻌـــــﺮت ﺑـــﺄﻧـــﻨـــﻲ أﻋـــﺮﻓـــﻪ ﻣــﻨــﺬ زﻣـــــﻦ ﻃـــﻮﻳـــﻞ، وأن رﺣﻠﺘﻴﻨﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎن رﻏﻢ اﻟﺒﻌﺪ اﻟـــﺠـــﻐـــﺮاﻓـــﻲ اﻟــــــﺬي ﻳــﻔــﺼــﻞ ﺑـﲔ ﺑﻠﺪﻳﻨﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻓﺘﺮﻗﻨﺎ، رﺣﺖ أﺗﺄﻣﻞ ﻃﻴﻔﻪ ﻣﺒﺘﻌﺪﴽ وﻣﺘﻼﺷﻴﴼ، ﺗـﺘـﺠـﺎذﺑـﻨـﻲ رﻏــﺒــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺪروب اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ واﻟـﺼـﺒـﺎﺣـﺎت اﻟﻜﺌﻴﺒﺔ، وإدراك أﻧــﻬــﺎ رﻏــﺒــﺔ روﻣــﺎﻧــﺴــﻴــﺔ وﻓــﻜــﺮة ﻣﻨﺤﺎزة ﻛﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ أﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻦ واﻟــﺪي أو ﻋﻦ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. وﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن ﺗﺬﻛﺮت أن ذﻟـﻚ اﻟﺸﺎب اﻟـــﺴـــﻨـــﻐـــﺎﻟـــﻲ ﻗــــــﺪ دﻋــــــﺎﻧــــــﻲ إﻟــــﻰ ﺗـﻨـﺎول ﻓﻨﺠﺎن ﻗـﻬـﻮة، وﻗـــﺪم ﻟﻲ اﳌـﺎء، وأن ذﻟﻚ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن أﻗﺼﻰ ﻣــﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﻣـﻨـﺎ أن ﻳﻨﺘﻈﺮه: ﺻﺪﻓﺔ اﻟﻠﻘﺎء، وﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ، وﻣﺠﺮد ﻟﻔﺘﺔ ﻃﻴﺒﺔ«.