أﻣﻴﺮﻛﺎ: دور اﻟﺘﻨﻮع ﻓﻲ ازدﻳﺎد اﻟﻨﻤﻮ
أﺻﺒﺤﺖ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻷرﺑﻌﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻨﻮﻋﴼ ﻣﻦ ﺣـﻴـﺚ اﻟــﻌــﺮق واﻟــﺠــﻨــﺲ. ﻓـﻘـﺪ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻧـــﺴـــﺒـــﺔ اﻟــــﺴــــﻜــــﺎن ذوي اﻷﺻـــــــــﻮل ﻏــﻴــﺮ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ ٢٦٪ ﻓﻘﻂ، ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺻﺒﺢ ذوو اﻷﺻــﻮل اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ واﻵﺳﻴﻮﻳﻮن ﻣﻌﴼ ﻳﻤﺜﻼن ٥٫٢٢٪ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن. وﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٤١٠٢، أﺻﺒﺢ ﻧﺼﻒ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ وﻟﺪوا ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻷﺑﻮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟـﺒـﻴـﺾ ﻣــﻦ اﻷﺻــــﻮل ﻏـﻴـﺮ اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺔ. وﻓـــﻲ ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت ﻣــﺜــﻞ ﺗـﻜـﺴـﺎس، ﺗﺸﻜﻞ اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻻﻳﺔ.
وﺟــﺎء ﻫـﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻲ اﻟــﺴــﺮﻳــﻊ اﻟــــﺬي ﺣـــﺪث ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة وﻻرﺗــــــﻔــــــﺎع ﻣــــﻌــــﺪﻻت اﻟـــﺨـــﺼـــﻮﺑـــﺔ ﺑـﲔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﲔ ذوي اﻷﺻــــﻮل اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺔ ﻟﻴﺜﻴﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻋﺪم اﻻرﺗﻴﺎح ﺑﻞ اﻟﺨﻮف ﻟﺪى اﻟﺒﻌﺾ، ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ أﻳﻀﴼ أﺣﺪ أﺳﺒﺎب اﻧﺘﺨﺎب اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ. ﻟﻜﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻠﻖ ﺗﻠﻚ ﺣﺪﺛﺖ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ اﻟـــــﺬي ﺑـــــﺪأت ﻓــﻴــﻪ ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟـﻬـﺠـﺮة ﻣــﻦ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ وﻛـﺬﻟـﻚ ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟـﺨـﺼـﻮﺑـﺔ ﻟـــﺪى اﻟــﺴــﻜــﺎن ﻣﻦ ذوي اﻷﺻﻮل اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاﺟﻊ.
وأﻇﻬﺮت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت أن ٩٣٪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻲ اﻟـــﺰواج ﻣـﻦ ذوي اﻷﺻــﻮل ﻏﻴﺮ اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟــﺬﻳــﻦ وﻟــــﺪوا ﻓــﻲ اﻷراﺿـــﻲ اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻴــــﺔ، و٦٤٪ ﻣــــﻦ اﻵﺳـــﻴـــﻮﻳـــﲔ ﺣﺪﻳﺜﻲ اﻟﺰواج اﻟﺬﻳﻦ وﻟﺪوا ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ وﺣﻤﻠﻮا ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ، ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺰوج ﻣﻦ أﺟﻨﺎس أﺧﺮى )ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺾ(، وﻫﻮ رﻗﻢ ﻣﺮﺷﺢ ﻟﻠﺰﻳﺎدة ﺧـــــﻼل اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﻟــــﻘــــﺎدﻣــــﺔ. وﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓـﺈن اﻷﻃـﻔـﺎل واﻷﺣـﻔـﺎد ﻣﻦ ﻧﺘﺎج ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻳﺠﺎت ﺳﻴﻌﺘﺒﺮون ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺾ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺎ أﺛﻴﺮ ﻋﻦ ﺗﺮاﺟﻊ ﺳﻜﺎن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺾ أﻣﺮﴽ ﻣﺒﺎﻟﻐﴼ ﻓﻴﻪ.
وﺳــــــﻮاء ﻛــــﺎن ذﻟــــﻚ ﻣــﺒــﺎﻟــﻐــﴼ ﻓــﻴــﻪ أم ﻻ، ﻓـــﺈن اﻟـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮ اﻟــﺪﻳــﻤــﻮﻏــﺮاﻓــﻲ ﻳﻤﺜﻞ ﺗـﺤـﺪﻳـﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ أﻣـــﺎم اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ ﺗــﺎرﻳــﺦ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻴﺾ واﻟﺴﻮد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟـﻠـﻌـﺒـﻮدﻳـﺔ واﻟـﺘـﻤـﻴـﻴـﺰ اﻟـﻌـﻨـﺼـﺮي. وﻟـﻦ ﺗﺆدي اﻟﻌﻼﻗﺎت اﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﺑﲔ اﻷﺟﻨﺎس اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﻨﺼﺮي ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ إﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺨﺘﻠﺔ وإﻟﻰ ﺿﻌﻒ اﻷداء اﻻﻗﺘﺼﺎدي.
وﺗـﻈـﻬـﺮ اﻷدﻟـــﺔ ﻓــﻲ اﻟـــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ أن اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺮﻗﻲ اﻟــﺬي ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻪ اﻟـﺤـﺪود اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ داﺋﻤﴼ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ اﻟﻀﺮر ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺑـــﺎﻟـــﺪوﻟـــﺔ إﻟــــﻰ ﺣـــﺎﻓـــﺔ اﻟــﻔــﻘــﺮ ﻓـــﻲ أﻏــﻠــﺐ اﻷﺣﻮال.
ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ اﳌـﺘـﺒـﺎدﻟـﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻗــﻮاﻧــﲔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. ﻓــﺎﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺖ اﻟــﺘــﻐــﻠــﺐ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺎت اﻟـﻨـﺎﺟـﻤـﺔ ﻋــﻦ اﻟـﺘـﻨـﻮع اﳌــﺘــﺰاﻳــﺪ. ﻓـﺎﳌـﺪن اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻨﻔﻖ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻨﻔﻖ اﳌـﺪن ﻏﻴﺮ اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ورﺑﻤﺎ أﻛﺜﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺎزج اﻟﻌﺮﻗﻲ. واﻟﻮﻻﻳﺎت اﻷﻛﺜﺮ ﺗــﻨــﻮﻋــﴼ ﻣــﺜــﻞ ﺗــﻜــﺴــﺎس وﻛــﺎﻟــﻴــﻔــﻮرﻧــﻴــﺎ، واﳌﺪن اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﻴﻮﺳﱳ، وﻟﻮس إﻧﺠﻠﻮس وﺳﺎن دﻳﺎﻏﻮ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻗــﺼــﺺ ﻧـــﺠـــﺎح )ﻧـــﺎﻫـــﻴـــﻚ ﺑــﺎﻧــﺨــﻔــﺎض ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ(. ورﺑﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻫـــﺎ اﻟـــﻠـــﻴـــﺒـــﺮاﻟـــﻲ واﻟـــﺘـــﺴـــﺎﻣـــﺢ اﻟــﻨــﺴــﺒــﻲ وﺗـــﺎرﻳـــﺦ اﻟـــﺒـــﻼد ﺑـﺎﻋـﺘـﺒـﺎرﻫـﺎ ﺑــﻠــﺪﴽ ﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻼ ﻟــﻠــﻬــﺠــﺮات، ﻓــﻘــﺪ أﺑـﻠـﺖ اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﺑــــــﻼء ﺣــﺴــﻨــﴼ ﻓـﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺛـﺮي وﻣﺘﻨﻮع وﺳﻠﻤﻲ. وﺗﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ وﻗﺒﻮل اﻟﺘﻨﻮع ﻓﻲ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي واﻟﺪراﺳﺎت اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ.
ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺮت ﻋﺎم ٢١٠٢، أرﺳﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ رﻳــﺎن إﻧــﻮس ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن اﻟﻠﻐﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻓــﻲ ﻣـﺤـﻄـﺔ اﻟــﻘــﻄــﺎر ﺑـﻤـﺪﻳـﻨـﺔ ﺑـﻮﺳـﻄـﻦ، ووﺟـــــــﺪ أن ﺳــــﻜــــﺎن ﺑـــﻮﺳـــﻄـــﻦ اﻟــﺒــﻴــﺾ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺳﻤﻌﻮﻫﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻗــﺪ ﻋـﺒـﺮوا ﻋـﻦ آراء ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻬﺠﺮة. وﻻﺣﻘﴼ ﻧﺸﺮ إﻧﻮس ﻛﺘﺎﺑﴼ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻟﻔﻀﺎء ﺑﻴﻨﻨﺎ- اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ«، ﻋــﺮض ﻣـﻦ ﺧـﻼﻟـﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ إﺛﺎرة أﻗﻠﻴﺔ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة اﻟﻌﺪد ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻚ ﻻﺿــﻄــﺮاﺑــﺎت ﻋﺮﻗﻴﺔ، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ ﻓــــﻲ ﻇــــﻞ وﺟـــــــﻮد اﻟــﺘــﻔــﺮﻗــﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ.
وﻟـــﻜـــﻲ ﻧــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣـــﻊ اﻟـــﺘـــﻨـــﻮع وﻣــﺎ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪ، ﻓﻤﻦ اﳌﻬﻢ إزاﻟﺔ اﻟــﻌــﻮاﺋــﻖ اﻟــﺠــﻐــﺮاﻓــﻴــﺔ ﺑـــﲔ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ. وﻟﺤﺴﻦ اﻟـﺤـﻆ، ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﻟﺪراﺳﺎت أن اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻛﺒﻴﺮ، ﻣـﺜـﻠـﻤـﺎ ﻋـــﺰز ﻋـــﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻟـــﺪراﺳـــﺎت اﻟـﺒـﺤـﺜـﻴـﺔ اﻟــﻨــﻈــﺮﻳــﺔ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻣــﺪ ﺟـﺴـﻮر اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻓــﻲ ﺗـﺤـﺴـﲔ ﻣــﻮاﻗــﻒ اﻟـﻨـﺎس ﺗﺠﺎه ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻨﻔﺬ ذﻟﻚ؟ ﻓــــﻲ أي اﻗـــﺘـــﺼـــﺎد ﺣـــــﺮ، ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ اﻟـــﻨـــﺎس، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ اﻷﺛــــﺮﻳــــﺎء، اﺧـﺘـﻴـﺎر اﳌــﻜــﺎن اﻟـــﺬي ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓــﻴــﻪ، ﻣـﻤـﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﻨﺼﺮي اﳌﺘﻌﻤﺪ، ﻓﻠﻮ أن اﻟﻨﺎس ﺗﻔﻀﻞ اﻟﻌﻴﺶ إﻟــــﻰ ﺟـــــﻮار أﻗـــﺮاﻧـــﻬـــﺎ ﻣـــﻦ ﻧــﻔــﺲ اﻟـــﻌـــﺮق ﻓﺴﻮف ﻳﺆدي ذﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ إﻟﻰ وﺟــﻮد ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﺗﻀﻢ اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﺮق.
اﻟﻔﻜﺮة اﻷﺧـﺮى اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟـﺘـﻐـﻠـﺐ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻤـﻴـﻴـﺰ اﻟـﻌـﻨـﺼـﺮي ﻫﻮ اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ. ﻓــﺄداء اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﻌﴼ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺨﻄﻮة اﻷﻫﻢ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﺑﲔ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﺮاق. ﻓﺘﻮﺳﻴﻊ ﻣـﺠـﺎل اﻟـﺨـﺪﻣـﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓـﻲ اﻟﺠﻴﺶ وﺗــﻨــﻔــﻴــﺬ ﺑـــﺮﻧـــﺎﻣـــﺞ اﻟـــﺨـــﺪﻣـــﺔ اﻟــﻮﻃــﻨــﻴــﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺳﻴﻀﻤﻦ ﺷـﻌـﻮر اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﻓﻲ ﻓﺮﻳﻖ واﺣﺪ.
ﻫــﻨــﺎك ﻣــﻘــﺘــﺮح آﺧـــﺮ ﺑــﺎﻟــﺘــﻮﺳــﻊ ﻓﻲ اﻟـــﺠـــﺎﻣـــﻌـــﺎت اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﻴـــﺔ ﻣــــﻊ ﻣـــﺮاﻋـــﺎة اﻟﺘﻨﻮع اﻟﻌﺮﻗﻲ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻏﺮف اﻹﺳﻜﺎن اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، وﺣﻈﺮ إﻧﺸﺎء أي ﺗﺠﻤﻌﺎت أو أﺣﺰاب ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻋﺮﻗﻴﺔ.
ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﺘﺮف ﺑــﺄن اﻟﺘﻨﻮع ﻣﻦ اﳌــﻤــﻜــﻦ أن ﻳــﺨــﻠــﻖ ﺗــﺤــﺪﻳــﺎت ﺟـﺴـﻴـﻤـﺔ، ﻟﻜﻦ اﳌــﺰاﻳــﺎ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ أﻋـﻈـﻢ. وأﻫـﻢ ﺗــﻠــﻚ اﳌــــﺰاﻳــــﺎ ﻫــــﻮ ﺧــﻠــﻖ ﻣــﺠــﺘــﻤــﻊ ﻗــﻮي وﻏﻨﻲ ﺳﻮاء ﺑﻤﺎﻟﻪ أو ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ وأﻓﻜﺎره اﳌﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول.
* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«