إﻳﺮان ﺗﺨﺘﻨﻖ ﻧﻔﻄﻴﴼ واﻟﻨﺠﺪة ﻣﻨﺘﻈﺮة ﻣﻦ اﳍﻨﺪ واﻟﺼﲔ!
ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺴﺤﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان، ﻛﺎن اﻹﻋﻼم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻳﺮدد أن ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ إﻃﻼﻗﴼ ﻟﻠﻤﻘﺎﻃﻌﺔ. اﻵن ﺻﺎر ﻳﺆﻛﺪ »أن ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻨﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ«.
ﻛﺎن اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻗﺎﺗﻤﴼ ﺟﺪﴽ ﻗﺒﻞ اﻧﺴﺤﺎب ﺗﺮﻣﺐ وإﻋــﺎدة ﻓـﺮض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت. اﻵن أﺻـﺒـﺤـﺖ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ - اﻟــﺮﻳــﺎل - ﻓﻲ ﻣـﻬـﺐ اﻟــﺮﻳــﺎح، ﺣـﻴـﺚ وﺻـﻠـﺖ إﻟــﻰ اﻟـﺤـﺪ اﻷدﻧــﻰ ﻓــﻲ ﺗــﺎرﻳــﺦ إﻳـــﺮان، ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟــــﺪوﻻر. واﻟﺘﻮﻗﻌﺎت أﻧـﻬـﺎ ﺳــﻮف ﺗﺘﺪﻫﻮر أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻊ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻟــﺪول ﺷﺮاءﻫﺎ ﻟﻠﻨﻔﻂ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ(، وﻫﻮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﲔ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺪول ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻣﺸﺘﺮﻳﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ »اﻟﺼﻔﺮ«. ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻠﻖ اﻟﻨﻈﺎم ﻫﻮ اﳌﻈﺎﻫﺮة اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺟﺰﻳﺮة ﻫﺪوء وﺳﻂ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ اﳌﻈﺎﻟﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد.
اﻻﻧـــﻬـــﻴـــﺎر اﻟــﺤــﺮ ﻟـــﻠـــﺮﻳـــﺎل، ﻳــﻬــﺪد اﻟــﺤــﺴــﺎب اﻟﺠﺎري ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ، وﻳﻀﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺧــﺎرج ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻦ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﲔ. ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋـﺎم ٧١٠٢ ﻛـﺎن ﺳﻌﺮ اﻟــﺪوﻻر ٠٠٨٫٢٤ رﻳــﺎل. وﻋﺸﻴﺔ اﻧﺴﺤﺎب ﺗﺮﻣﺐ وﺻﻞ اﻟﺴﻌﺮ إﻟﻰ ٥٦ أﻟﻒ رﻳﺎل، ﻟﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﴽ ﻣﻦ ٧٢ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ وﺻـﻞ إﻟـﻰ ٠٩ أﻟﻔﴼ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫــــﺬه أﺳـــﻌـــﺎر اﻟـــﺴـــﻮق اﻟــــﺴــــﻮداء ﻷن اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺣــﺪدت اﻟﺴﻌﺮ ﺑـــ٢٤ أﻟــﻒ رﻳـــﺎل، ﻟﻜﻦ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﲔ ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻧﻪ وﻳـﻘـﻮﻣـﻮن ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ أﻣـﻮاﻟـﻬـﻢ إﻟﻰ اﻟـﺪوﻻر ﻟﻠﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺨﻢ اﳌﺘﺰاﻳﺪ. ﻣﺎ ﻛﺸﻔﻪ اﳌﺴﺎر اﻟﺘﻨﺎزﻟﻲ ﻟﻠﺮﻳﺎل أن اﻟﻮﻋﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺗـﻔـﺎق اﻟـﻨـﻮوي ﻟـﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ وﻛـﺎﻧـﺖ إﻳــﺮان ﺗﺘﺄرﺟﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺮﻛﻮد، وﻣﺎ أﻗﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮﻣﺐ أﻧﻪ وﺳﻊ اﻟﺤﻔﺮة.
ﻳــﻘــﻮل أﺣــــﺪ اﻟـــﺨـــﺒـــﺮاء اﳌـــﺎﻟـــﻴـــﲔ، إن إﺣـــﺪى إﻳﺠﺎﺑﻴﺎت ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺴﻦ روﺣﺎﻧﻲ ﻫﻲ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼت اﻟﺼﻌﺒﺔ واﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﺘﺠﺎري، وﻛﺎن ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻗﺪر ﻓﻲ ﻣـــﺎرس )آذار( اﳌــﺎﺿــﻲ، أن اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑـﺎﺣـﺘـﻴـﺎﻃـﻴـﺎت أﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ ﺗـﺒـﻠـﻎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ٢١١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، وأﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻓﺎﺋﺾ ﺣﺴﺎب ﺟﺎر ﻣﺮﺑﺤﴼ.
ﻳــﻀــﻴــﻒ: اﻵن ﺳــﺘــﺘــﺤــﻮل اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ إﻟــﻰ أﺳــﻠــﻮب إدارة اﻷزﻣــــﺎت ﻓــﻲ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﺳـﺘـﻨـﺰاف اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎﺗﻬﺎ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻃـﺎﳌـﺎ ﻇﻠﺖ ﻫﺪﻓﴼ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وﻗﺪ أدﺧﻞ روﺣﺎﻧﻲ ﺑﻌﺾ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ وﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺮب رؤوس اﻷﻣﻮال، ﻛـﻤـﺎ ﺣـﻈـﺮ اﺳــﺘــﻴــﺮاد ٠٠٣١ ﺳـﻠـﻌـﺔ اﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ أﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد ﺗﺮاﺟﻌﺖ اﻵن، وﻣـــﺎ زال ﺳــﻌــﺮ ﺻـــﺮف اﻟـــﺴـــﻮق اﻟـــﺴـــﻮداء ﻳﺘﺜﺎﻗﻞ.
ﺗﻠﻔﺘﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﺮأت اﻵﻻف ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﺿﺪ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وﺿﺪ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ، ﻛﺎن ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻛﺎﻓﻴﴼ ﻹﺟﺒﺎر اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻋﻠﻰ إﻏﻼق ﻛﻞ ﻣﺤﻄﺎت اﳌﺘﺮو ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻌﻬﺎ اﻹﺿﺎﻓﻲ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻣﻈﺎﻫﺮة ﻃﻬﺮان ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺸﻐﺐ، ﺗﻢ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ وأﻋﻤﺎل ﺗﻀﺎﻣﻦ ﻓــﻲ ﻣـــﺪن أراك، وﺷـــﻴـــﺮاز، وﺗــﺒــﺮﻳــﺰ وﻛـﺮﻣـﻨـﺸـﺎه، أﻣــــﺎ ﻓـــﻲ ﺑــــﻮراﺟــــﺎن ﺟــﻨــﻮب إﻳــــــﺮان، ﻓــﻘــﺪ دﻓـﻌـﺖ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺪرة اﳌﻴﺎه، ﺑﺈﻣﺎم ﺻﻼة ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻬﺮب، وﻟﻮﺣﻆ أن اﻟﻬﺘﺎف اﳌــﻮﺣــﺪ اﻟـــﺬي ﺟـﻤـﻊ ﻛــﻞ اﳌـﺘـﻈـﺎﻫـﺮﻳـﻦ ﻣـﻨـﺬ ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ ﻛﺎن: »رﺿﺎ ﺷﺎه. ﺗﺒﺎرﻛﺖ روﺣﻚ«.
إن أي ﻣﻈﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﺒﺎزار اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص؛ ﻧﻈﺮﴽ ﻟﺪور اﻟﺒﺎزار ﻓﻲ ﺛﻮرة ﻋﺎم ٩٧٩١ اﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﺖ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎرض اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﻓــﻲ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ ﻹﺑــﻘــﺎء اﻻﺗــﻔــﺎق اﻟــﻨــﻮوي اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﺳـﺎري اﳌﻔﻌﻮل، ﻛـﺎن ﻳﻌﺮف أن ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺗــﺘــﻮﻗــﻒ ﻋــﻠــﻰ أﻣـــﺮﻳـــﻦ: ﻣـــﺎ إذا ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﺳـﺘـﻤـﻨـﺢ ﺷــﺮﻛــﺎت اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﺗﻨﺎزﻻت ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺪاول ﻣﻊ إﻳﺮان دون أن ﻳﺘﻢ إﻗﺼﺎؤﻫﺎ ﻋﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ، وﻣــــﺎ إذا ﻛــــﺎن اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑــــــﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺟﺒﻬﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻟــﻀــﻐــﻮط اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ. ﺣــﺘــﻰ اﻵن ﻟـــﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـﻲ أي ﻣﻦ اﻷﻣﺮﻳﻦ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄن اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺳﻴﺤﺪث ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻂ، ﻣﻊ ﺗﺴﺎﺑﻖ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﺮوج.
ﻣﺴﺆول ﻓﻲ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻗﺎل، إﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك أي ﺗﻨﺎزﻻت ﻣﻘﺒﻠﺔ، وإن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺤﻠﻮل ٤ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪأ اﻟﺸﺎرون ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن وﺗﺎﻳﻮان اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺴﺤﺐ ﻣﺸﺘﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ اﻹﻳﺮاﻧﻲ.
ﻳﻘﻮل ﻣﺤﺪﺛﻲ: اﻟﺴﺆال اﳌﻄﺮوح ﻫﻮ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﺘﻔﻌﻠﻪ اﻟﻬﻨﺪ واﻟـﺼـﲔ أﻛﺒﺮ ﻣﺸﺘﺮﻳﻦ ﻟﻠﻨﻔﻂ اﻹﻳﺮاﻧﻲ! ﻟﻘﺪ ﺻﺮﺣﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗـﻌـﺘـﺮف إﻻ ﺑـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت اﻷﻣـــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة وﻟﻴﺲ ﺑــﺎﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﻷﺣــــﺎدﻳــــﺔ، وﻣـــﻊ ذﻟــﻚ، ﻓــﻲ ﻏــﻴــﺎب اﻟــﺘــﻨــﺎزﻻت ﻣــﻦ واﺷــﻨــﻄــﻦ، ﻓـﻘـﺪ ﺗﺠﺪ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ إﻳﺮان. إذ أﺻـﺒـﺢ ﺗﻮﻓﻴﺮ وﺳـﻄـﺎء ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻷﻏــﺮاض اﻟـﺘـﺄﻣــﲔ واﻟـﺸـﺤـﻦ ﻓــﻲ ﻏــﺎﻳــﺔ اﻟـﺼـﻌـﻮﺑـﺔ ﺑﺴﺒﺐ وﺟـﻮد ﻋﻘﻮﺑﺎت أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﻫﻨﺎك أﻳﻀﴼ ﻣﺴﺄﻟﺔ دﻓــﻊ ﺛﻤﻦ اﻟﻨﻔﻂ: اﻟـــﺪوﻻر اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ؛ ﻷن اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺎﻟﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﺘﻢ إﺣﻴﺎء آﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺑﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟـﺮﻳـﺎل، ﻛﻤﺎ ﻛـﺎن اﻟـﺤـﺎل ﻣـﺎ ﺑﲔ ﻋﺎم ٠١٠٢ و٤١٠٢.
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧــﺮى، ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﲔ اﳌﺸﺘﺮي اﻵﺧـﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﻨﻔﻂ اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻮردت ﻧﺤﻮ ٠٠٦ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﺧﻼل اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، أي ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل رﺑﻊ ﺻﺎدرات إﻳﺮان ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ، إﻻ أن اﻟﺼﲔ أﻗﻞ اﻋﺘﻤﺎدﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺎﻟﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ، وﻗﺪ ﺗﺨﺘﺎر ﻣﻮاﺻﻠﺔ أو ﺣﺘﻰ زﻳــﺎدة ﻣﺸﺘﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ، ﻟﻜﻦ ﻟﻮﺣﻆ أن اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﺣﺎوﻟﻮا إﻧﻤﺎ ﻣﻦ دون ﺟـﺪوى ﺗﺄﻣﲔ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﺑـﺄن ﻣﺸﺘﺮﻳﺎت اﻟﻨﻔﻂ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﺮارات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ.
ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺤﺪﺛﻲ، أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ أﻧــﻪ ﻣـﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﺤﺘﻤﻞ، أن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺸﺘﺮﻳﺎت اﻟﺼﲔ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﻛﺸﺮﻳﺤﺔ ﺗـﻔـﺎوﺿـﻴـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺮب اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ - اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻷوﺳﻊ ﻧﻄﺎﻗﴼ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﺜﻒ اﻵن.
ﻛــﺎن اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻳﻨﺰﻟﻖ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣـــﻦ ﻋـــــﺎم، وﻫــــﻮ ﻋــﻠــﻰ وﺷــــﻚ أن ﻳـــــــﺰداد ﺳــــﻮءﴽ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺎﻟﺠﺰاءات، ﻓﻴﻔﻘﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﺻﺒﺮﻫﻢ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. وإذا ﻣﺎ ﺗﻜﺮرت أﺣــﺪاث ﻋـﺎم ٩٠٠٢، ﻓﻤﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ دﻣﻮﻳﴼ؛ ﻷن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻟـﻦ ﻳﺘﺨﻠﻮا ﻋـﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ دون ﻗـﺘـﺎل. وﻗــﺪ ﺗﻜﻮن إﻳــﺮان اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﻣـــﺴـــﺆوﻟـــﻮﻫـــﺎ ﺑــﺒــﻨــﺎء وﻓـــﺘـــﺢ ﺳـــﺠـــﻮن ﺟـــﺪﻳـــﺪة، وﻳﺒﺪون أﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت!
ﻳــﺒــﻘــﻰ أن ﻧــــﺮى ﻛـــﻢ ﻣـــﻦ اﻟـــﻘـــﺪرة اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﺮ ﺳﻴﺘﻢ إﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮق. ﻗﺪ ﻳﺘﺤﺪث اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ واﻟﺼﲔ واﻟﻬﻨﺪ ﺑﻠﻐﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻜﻦ اﻷواﻣﺮ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﻤﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺎﻟﻲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ، إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ اﻋـﺘـﺒـﺎرات ﺳــﻮق اﻟﻨﻔﻂ اﻷوﺳـــﻊ وﺑﺸﻜﻞ أﺳـﺎﺳـﻲ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ »أوﺑـﻚ« وروﺳﻴﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﺎن اﺳﺘﻴﻌﺎب ﺻﺪﻣﺔ اﻟــﺴــﻮق ﻣــﻦ دون اﻟـﺘـﺴـﺒـﺐ ﻓــﻲ ارﺗـــﻔـــﺎع أﺳــﻌــﺎر ﺻﺎدﻣﺔ؛ ﻷﻧـﻪ ﻟﻴﺴﺖ اﻟـﺼـﺎدرات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻫـــﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﺘــﺎج إﻟــــﻰ اﻟــﺘــﻌــﻮﻳــﺾ ﻋــﻨــﻬــﺎ، ﺑﻞ اﻟﺼﺎدرات اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ واﻟﻠﻴﺒﻴﺔ أﻳﻀﴼ.
ﻗﺪ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﺼﲔ وﺗﺮﻛﻴﺎ وروﺳﻴﺎ واﻟﻬﻨﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻟﻜﻦ إدارة ﺗﺮﻣﺐ ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋـﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﻄﺎﻟﺐ اﻟـﺘـﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻳــﺮان: اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋـﻦ دورة اﻟــﻮﻗــﻮد اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ، وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ!
ﻣـﻦ اﳌـﺆﻛـﺪ أن اﻟـﺘـﺤـﺮﻛـﺎت ﺿـﺪ إﻳـــﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة وأﻳـﻀـﴼ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﺑﻘﺼﻔﻬﺎ ﻛﻞ اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ داﺧﻞ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻻ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻨﻈﺎم. وﻛﺎن رودي ﺟﻮﻟﻴﺎﻧﻲ ﻗﺎل ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ: »ﻫﺬا اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻻ ﻳﻨﻮي إدارة ﻇﻬﺮه ﻟﻠﻤﻘﺎﺗﻠﲔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻚ، ﻓﺴﻮف ﺗﻨﻬﺎر وﺳﺘﻜﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت أﻋﻈﻢ، وأﻋﻈﻢ وأﻋﻈﻢ«.
ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻷﺳـﺌـﻠـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺠﺐ ﻃـﺮﺣـﻬـﺎ: ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ رﺋﻴﺴﴼ، ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻛــﻞ ﺳــﻮرﻳــﺎ وإﺳــﻘــﺎط إﻳـــﺮان ﻓــﻲ ﻫــﺎوﻳــﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ اﻟﻘﻌﺮ؟
ﻳﺮد ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺪﺛﻲ: وﻫﻞ ﺳﺘﺒﻘﻰ إﻳـﺮان ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق وﺗﺤﺎول اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ واﻟﻬﻨﺪ، وﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ اﳌﻬﺮب ﻓﻲ اﻷﺳـــﻮاق اﻟـﻐـﺎﻣـﻀـﺔ؟ أم أﻧـﻬـﺎ ﺳﺘﺘﺨﺬ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة ﺑﺘﺴﺮﻳﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ﻋﻠﻰ أﻣﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺻﻔﻘﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ إدارة ﺗﺮﻣﺐ أو ﻣﻦ ﻳﺨﻠﻔﻬﺎ؟
ﻳﻨﻬﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﻠﻤﺘﲔ: اﻟﺤﻴﺎة أو اﻻﻧﺘﺤﺎر. وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻠﻘﺎء.