ﺧﻄﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﶈﺎرﺑﺔ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﻋﺎﻣﲔ
وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ: اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ
ﺧــــــﻼل اﻟـــــﻌـــــﺎم اﻟــــﺤــــﺎﻟــــﻲ، ﺿـــﺮب اﻹرﻫﺎب ﻣﺮﺗﲔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ: اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ٣٢ ﻣﺎرس )آذار( ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻛﺎرﻛﺎﺳﻮن وﺗﺮﻳﺐ »ﺟﻨﻮب اﻟﺒﻼد«، واﻷﺧﺮى ﻓﻲ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ. اﻟــﻬــﺠــﻮﻣــﺎن أوﻗــﻌــﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﻗﺘﻠﻰ وﻛـﻼﻫـﻤـﺎ أﻋـﻠـﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋـــﺶ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋـﻨـﻪ. وﻣــﻊ ﻫﺬﻳﻦ اﻟـﻬـﺠـﻮﻣـﲔ، ﺗــﻜــﻮن ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﻗــﺪ دﻓﻌﺖ ﺛــﻤــﻨــﴼ ﻣــﺮﺗــﻔــﻌــﴼ ﻟــﻠــﻐــﺎﻳــﺔ ﻟــــﻺرﻫــــﺎب؛ إذ ﺑــﻠــﻎ ﻣــﺠــﻤــﻮع ﺿــﺤــﺎﻳــﺎه، ﻣــﻨــﺬ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻋﺎم ٦٤٢ ٥١٠٢، ﻗﺘﻴﻼ وآﻻﻓــﴼ ﻋﺪة ﻣﻦ اﻟﺠﺮﺣﻰ.
واﻟﻴﻮم، ﻋﺎد اﻹرﻫﺎب ﻳﺮﺧﻲ ﺑﻈﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻳﻌﻮد ﻛﺒﺎر اﳌﺴﺆوﻟﲔ، ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻰ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ إﻟـــﻰ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﻋــﻦ »ﻣــﺨــﺎوﻓــﻬــﻤــﺎ« ﻣﻦ ﺗﻌﺮض اﻟﺒﻼد ﻣـﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﺧــﺼــﻮص ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻷﺳــﺒــﻮع اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺰاﻣﻦ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣــــﻊ ﻣــــﺎ ﻳـــﻌـــﺮﻓـــﻪ ﻣــــﻦ اﺣـــﺘـــﻔـــﺎﻻت ﺗــﻌــﻢ اﳌـﺪن واﻟﻘﺮى ﻛﺎﻓﺔ وﻧﻬﺎﺋﻴﺎت ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴﻬﺎ اﳌــﻨــﺘــﺨــﺐ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﻟــﻠــﻔــﻮز ﺑـﻜـﺄﺳـﻬـﺎ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻪ.
واﻟﻼﻓﺖ أن إدوار ﻓﻴﻠﻴﺐ، رﺋﻴﺲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ، اﺧـﺘـﺎر ﻫـﺎﺗـﲔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺘﲔ ﺑــــﺎﻟــــﺬات ﻟــﻠــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ ﺧــﻄــﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﳌــــﺤــــﺎرﺑــــﺔ اﻹرﻫــــــــــــــﺎب، ﻫـــــﻲ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻣــﻨــﺬ وﺻـــــﻮل اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﻣـــﺎﻛـــﺮون إﻟــﻰ ﻗﺼﺮ اﻹﻟـﻴـﺰﻳـﻪ، واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ.
اﺧﺘﺎر ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻣﻘﺮ اﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻦ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻲ اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﻓـﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﻟـــﻮﻓـــﺎﻟـــﻮا ﺑـــﻴـــﺮﻳـــﻪ )ﻏــــــﺮب اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ( ﻟــﻠــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ ﺗــﻔــﺎﺻــﻴــﻞ ﺧــﻄــﺘــﻪ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ٢٣ ﺗﺪﺑﻴﺮﴽ. واﻟﺤﺎل أن أﻳﴼ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﺗﺪي ﻃﺎﺑﻌﴼ »ﺛﻮرﻳﴼ« إﻧﻤﺎ ﻳﻨﺪرج ﻓﻲ إﻃﺎر اﳌﺘﺪاول ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ ﻓـﻲ اﻷﻋـــﻮام اﻷﺧــﻴــﺮة. وﺑــﻤــﻮازاة ذﻟـﻚ، ﻋﻘﺪ وزﻳــﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺟﻴﺮار ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ ﻣﺆﺗﻤﺮﴽ ﺻﺤﺎﻓﻴﴼ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻲ أﻗﺮﺗﻬﺎ اﻟــﻮزارة ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣـــــﻦ ﺧــــﻼل ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ ﻫــــﺬا اﻷﺳـــﺒـــﻮع، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ ﻓــــﻲ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ، ﺣــــﻴــــﺚ ﺳــــﻴــــﺠــــﺮى اﻟـــــــﻴـــــــﻮم اﻟــــﻌــــﺮض اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮي ﻓــــﻲ ﺟــــــﺎدة اﻟــﺸــﺎﻧــﺰﻟــﺰﻳــﻪ اﻟــــﺬي ﻳـﺴـﺘـﻘـﻄـﺐ ﻋــﺸــﺮات اﻵﻻف ﻣﻦ اﳌﺘﻔﺮﺟﲔ ﻓﺮﻧﺴﻴﲔ وﺳﻴﺎﺣﴼ. وأﻛﺜﺮ ﻣــــﺎ ﻳــﺸــﻐــﻞ ﺑــــــﺎل اﳌــــﺴــــﺆوﻟــــﲔ ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ ﺿــــﻤــــﺎن أﻣــــــﻦ اﳌــــﻮاﻃــــﻨــــﲔ واﻟـــﺴـــﻴـــﺎح ﻏـــﺪﴽ )اﻷﺣـــــﺪ( ﺑـﻤـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﻧـﻬـﺎﺋـﻴـﺔ ﻛـﺮة اﻟــﻘــﺪم؛ إذ ﻋـﻤـﺪت ﺑـﻠـﺪﻳـﺔ ﺑــﺎرﻳــﺲ إﻟـﻰ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺷـﺎﺷـﺎت ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻨﻘﻞ اﳌﺒﺎراة أﻛﺒﺮﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺑﺮج إﻳﻔﻞ اﻟﺸﻬﻴﺮ، ﺣﻴﺚ أﻗﻴﻤﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺘﻔﺮﺟﲔ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻣـﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺳﺘﲔ أﻟﻒ ﻣﺸﺎﻫﺪ، وأﺧـﺮى ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ. وﺗﺘﺨﻮف اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ ﻣـــﻦ وﻗــــــﻮع ﺗـــــﺠـــــﺎوزات ﺑـﻌـﺪ اﻧــﺘــﻬــﺎء اﳌـــﺒـــﺎراة؛ ﻧــﻈــﺮﴽ ﳌــﺌــﺎت اﻵﻻف ﻣــﻦ اﻷﺷــﺨــﺎص اﻟــﺬﻳــﻦ ﺳــﻴــﺄﺗــﻮن إﻟـﻰ اﻟــــﺸــــﻮارع ﺑــﺴــﻴــﺎراﺗــﻬــﻢ ودراﺟـــﺎﺗـــﻬـــﻢ وﺳـــﻴـــﺮﴽ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗـــــــــﺪام«. ﺗـــﺬﻛـــﺮ ﺧـﻄـﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣـﻦ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟــﺤــﺎل إﺑـــﺎن اﻟـﻌـﻤـﻞ ﺑـﺤـﺎﻟـﺔ اﻟــﻄــﻮارئ اﻟﺘﻲ داﻣﺖ ﻋﺎﻣﲔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ »ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳـــﻦ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ( ٥١٠٢ ـــــ ﻧـﻮﻓـﻤـﺒـﺮ ٧١٠٢«. ﻓــﻘــﺪ أﻋـــﻠـــﻦ وزﻳـــــﺮ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ ﺗﻌﺒﺌﺔ ٠١١ رﺟﺎل أﻣﻦ ودرك ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع، وﻳﻀﺎف إﻟــﻴــﻬــﻢ آﻻف ﻋـــﺪة ﻣـــﻦ أﻓـــــﺮاد اﻟـﺠـﻴـﺶ اﳌﻜﻠﻔﲔ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺪورﻳﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع واﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻣـــــﻦ ﻓـــﻲ اﳌــﻮاﻗـــﻊ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ. وﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ وﻣﻨﻄﻘﺘﻬﺎ، ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ٢١ أﻟﻒ رﺟﻞ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺘﻢ ﻗﻄﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﻄــﺮﻗــﺎت أﻣـــﺎم ﺣــﺮﻛــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎرات ﻟــﺘــﻼﻓــﻲ ﺗــﻜــﺮار ﻣــﺎ ﺣــﺼــﻞ ﻓــﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ، ﺣﻴﺚ دﻫﺲ ﻣﺘﻄﺮف إرﻫـﺎﺑـﻲ ﻣﻦ أﺻـﻞ ﺗﻮﻧﺴﻲ ﺑﺸﺎﺣﻨﺘﻪ اﳌﺘﻔﺮﺟﲔ واﳌﺘﻨﺰﻫﲔ ﻋﻠﻰ ﻛﻮرﻧﻴﺶ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻮﻗﻌﴼ ﻋﺸﺮات اﻟﻘﺘﻠﻰ وﻣﺌﺎت اﻟـــﺠـــﺮﺣـــﻰ ﻟــﻴــﻠــﺔ اﻻﺣــــﺘــــﻔــــﺎل ﺑــﺎﻟــﻌــﻴــﺪ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ. وﻗــــﺎل ﻛـﻮﻟـﻮﻣـﺐ أﻣـــــــﺲ، إن وزارة اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻴـــﺔ ﻗــﺎﻣــﺖ ﺑﺎﺗﺨﺎذ »اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟــﻌــﻴــﺪ )اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ( ﻓــﻲ ﺳــﻴــﺎق ﺗﻬﺪﻳﺪ إرﻫﺎﺑﻲ ﻣﺎ زال داﺋﻤﴼ ﻣﺮﺗﻔﻌﴼ«.
ﻳـــﻮم اﻷرﺑـــﻌـــﺎء اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻛﺸﻔﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﻣـﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻮل اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ واﻟــﺘــﺪاﺑــﻴــﺮ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ ﳌــﻮاﺟــﻬــﺘــﻬــﺎ. وﺟــــــﺎء ﻛــﺸــﻒ رﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻋـﻦ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ رد ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ اﻟﺘﻲ أﻗــﺮت ﺑﺎﻟﺘﻘﺪم اﻟـــــﺬي أﺣــــﺮزﺗــــﻪ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟﺼﻌﻴﺪ. ﻟﻜﻨﻬﺎ وﺿﻌﺖ اﻹﺻﺒﻊ ﻋﻠﻰ »اﻟﻨﻮاﻗﺺ« ﻓﻲ اﳌﻌﺎﻟﺠﺔ.
إذا ﻛــﺎن ﻣـﻦ »ﺟـﺪﻳـﺪ« ﻓـﻲ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ أن ﺑﺎرﻳﺲ ﻟــــــﻢ ﺗــــﻌــــﺪ ﺗـــﻌـــﻄـــﻲ اﻷوﻟـــــــﻴـــــــﺔ ﻟــﻠــﺨــﻄــﺮ اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻲ اﻵﺗـــــﻲ ﻣـــﻦ وراء اﻟـــﺤـــﺪود »ﻛــﻤــﺎ ﺣـﺼـﻞ ﻓــﻲ ﻋـــﺪد ﻣــﻦ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ٥١٠٢« ﺑﻞ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺪاﺧﻠﻲ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗــــﻮل ﻓــﻴــﻠــﻴــﺐ، إن »اﻹرﻫــــــــﺎب ﻟـــﻢ ﻳﻌﺪ ذاك اﻟــﺸــﺨــﺺ اﻟـــــﺬي ﺗــﺤــﺮﻛــﻪ ﺧـﻼﻳـﺎ ﻣـــﻮﺟـــﻮدة ﻓـــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ: إﻧــــﻪ )اﻟـــﻴـــﻮم( ﻳـﻠـﺒـﺲ وﺟـــﻪ أﺷــﺨــﺎص ﺑـﻌـﻀـﻬـﻢ ﻣﻦ ﺻـﻐـﺎر اﻟـﺠـﺎﻧـﺤـﲔ أو اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﺸﻜﻮن ﻣﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ أو ﻣﻦ ﺗﺒﻨﻮا ﻧﻬﺠﴼ رادﻳﻜﺎﻟﻴﴼ«. وﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أن ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻢ ﺗــﻌــﺪ ﻣـﺘـﺨـﻮﻓـﺔ ﻣــﻦ اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـــﻌـــﻮدون ﻣـــﻦ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ أو اﻟـــﻌـــﺮاق أو ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ، ﺑﻞ ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻣﺘﻮﺣﺪﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﻤﺪوا إﻟﻰ ارﺗﻜﺎب أﻋﻤﺎل إرﻫﺎﺑﻴﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻹرﻫﺎب »اﻟﺪاﺧﻠﻲ«.
إزاء ﻫـــــﺬه اﻟــــﺘــــﺤــــﻮﻻت، ﺗــﻘــﺘــﺮح اﻟــــﺨــــﻄــــﺔ اﻟـــــﺠـــــﺪﻳـــــﺪة ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ ﻣــﻦ اﻟـــﺘـــﺪاﺑـــﻴـــﺮ، أوﻟــــﻬــــﺎ إﻳــــﺠــــﺎد ﻧـــــﻮع ﻣـﻦ »اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ« ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻹرﻫﺎب ﻳﻌﻄﻰ ﻟــﻠــﻤــﺪﻳــﺮﻳــﺔ اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ ﻟـــﻸﻣـــﻦ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻲ »اﳌـﺨـﺎﺑـﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ اﻷﺟﻬﺰة ﻛﺎﻓﺔ، واﻟــﻘــﻴــﺎم ﺑــﺎﻻﺳــﺘــﻘــﺼــﺎءات اﳌـﻴـﺪاﻧـﻴـﺔ واﻟـــﻌـــﺪﻟـــﻴـــﺔ وإﻗــــﺎﻣــــﺔ ﻗـــﻨـــﻮات ﺗــﻮاﺻــﻞ ﺑــﲔ اﻟــﻔــﺎﻋــﻠــﲔ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﳌـــﺠـــﺎل. وﻓــﻲ ﺣــﲔ ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﻳـﺨـﺮج ﻣــﻦ اﻟﺴﺠﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟـﻌـﺎم اﳌﻘﺒﻞ، ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٠٥٤ ﻣﻌﺘﻘﻼ ﻣﺘﻄﺮﻓﴼ أو ﻣﺮﺗﺒﻄﴼ ﺑﺄﻋﻤﺎل إرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻓﺈن اﻟﺨﻄﺔ ﺗـﻨـﺺ ﻋـﻠـﻰ إﻳــﺠــﺎد »ﺧـﻠـﻴـﺔ« ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻣــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﻫـــــﺆﻻء ﻓــــﻮر ﺧـــﺮوﺟـــﻬـــﻢ ﻣـﻦ اﻟـﺴـﺠــﻦ. وﺳـﺘـﻜـﻮن »اﻟـﺨـﻠـﻴـﺔ« ﺿﻤﻦ وﺣـــــــﺪة ﺗــﻨــﺴــﻴــﻖ ﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻹرﻫـــــــﺎب واﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺴﺠﻮن. ووﻓﻖ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓﺈن ﻣﻨﻊ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻮدة ﻣـﺠـﺪدﴽ ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻹرﻫـﺎﺑـﻲ ﻳﺸﻜﻞ أﺑﺮز ﺗﺤﺪ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻠﺴﻨﻮات اﳌﻘﺒﻠﺔ.
ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﻧﺸﺎء ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋـﺎﻣـﺔ ﻋﻠﻰ اﳌـﺴـﺘـﻮى اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺗــﻜــﻮن ﻣـﺘـﺨـﺼـﺼـﺔ ﻓــﻘــﻂ ﺑـﻤـﻜـﺎﻓـﺤـﺔ اﻹرﻫــــﺎب. وﺣـﺘـﻰ اﻟــﻴــﻮم، ﺗـﻌـﻮد ﻫـﺬه اﳌـﻬـﻤـﺔ ﻹﺣـــﺪى اﻟــﻐــﺮف اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ. وﺳﺒﻖ ﻟﻮزﻳﺮة اﻟﻌﺪل أن ﻃﺮﺣﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﻗﺒﻞ أﺷــﻬــﺮ ﻋــــﺪة، ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻻﻗـــﺖ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ ﺷــﺪﻳــﺪة ﻣــﻦ اﻟـﺠـﺴـﻢ اﻟـﻘـﻀـﺎﺋـﻲ. ﻟﻜﻦ رﺋــﻴــﺲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﺧــﺘــﺎر اﻟـﻘـﻔـﺰ ﻓـﻮق اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت وﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﺬه اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﳌــــﺰﻳــــﺪ ﻣــــﻦ اﻟـــﻔـــﻌـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ ﻣــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻹرﻫـــــــــﺎب. إﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟــــﻰ ذﻟـــــﻚ، ﺗــﺮﻳــﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺟﻬﺎز اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌـﻌـﻨـﻲ ﺑـﺎﻟـﺴـﺠـﻮن. اﻟـــﺬي أﻧـﺸـﺊ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٧١٠٢، وﻳﺘﻮﻟﻰ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ٠٠٠٣ ﺷﺨﺺ، وﻳـﻘـﻮم ﺑﻨﻘﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺟﻬﺰة اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ. ﻛــﻤــﺎ أن اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، وﻓــﻖ رﺋــﻴــﺴــﻬــﺎ، ﺳـــﻮف ﺗـﻌـﻤـﺪ إﻟـــﻰ ﺗـﻌـﺰﻳـﺰ ﻣــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ اﻷﺷـــــﺨـــــﺎص اﳌـــﻮﺿـــﻮﻋـــﲔ ﺗــﺤــﺖ اﻟــﺮﻗــﺎﺑــﺔ اﻟــﻘــﻀــﺎﺋــﻴــﺔ، ﻛــﻤــﺎ أﻧــﻪ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓـﺮض اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺠﺒﺮﻳﺔ.