اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ: أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻧﺘﺼﺮت ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮ وﺧﻔﻀﺘﻪ إﻟﻰ ٣ ٪
ﲢﻮل ﰲ ﺧﻄﺎب اﻹدارة اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻧﺸﺮ ﻣﺠﻠﺲ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ ﻟﻠﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﺗﻘﺮﻳﺮﴽ زﻋﻢ أن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺒﻼد اﻟــﻌــﺮﻳــﻘــﺔ ﻓــﻲ ﻣـﻜـﺎﻓـﺤـﺔ اﻟــﻔــﻘــﺮ أﺗـــﺖ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮه ﻣﺮاﻗﺒﻮن ﺗﺤﻮﻻ ﻓــﻲ ﺧــﻄــﺎب إدارة اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ دوﻧـــﺎﻟـــﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ اﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﳌﺎ اﻧﺘﻘﺪت ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت. وأﺷﺎر اﻟـﺒـﻌـﺾ إﻟــﻰ أن اﻟـﺘـﻘـﺮﻳـﺮ ﻳـﻀـﻢ آراء ﺗﺨﺪم ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﲔ ﻓـــﻲ ﻓــــﺮض ﺷـــﺮوط ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺌﺎت اﳌﺘﻠﻘﻴﺔ ﻟﻠﺪﻋﻢ.
وﻗــــــﺎل اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ إن ﻧــﺴــﺒــﺔ ﻗــﻠــﻴــﻠــﺔ ﻣـﻦ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﲔ ﺗــﻌــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﻔــﻘــﺮاء، ﻧــﺤــﻮ ٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ، وأن ﻧﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻫﻮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻷﻓﻀﻞ ﻻﻧﺘﺸﺎل ﻣﻦ ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮ.
وﻛـﺎن اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﻮن ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﺘﻘﺪي ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﺘﻲ اﻣﺘﺪت ﻟﻌﻘﻮد ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎﺟﺤﺔ، وﻗﺎل اﳌﺘﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ، ﺑﻮل راﻳﻦ، ﻓﻲ ﺧﻄﺔ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ اﻷﻣﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ، إن اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻟﻴﺴﻮا ﻓﻲ وﺿﻊ أﻓﻀﻞ اﻟﻴﻮم ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺑﺪء اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ٤٦٩١.
ﻟــﻜــﻦ ﻣـــﺆﺧـــﺮا أﺻـــﺒـــﺢ ﺧـــﻄـــﺎب اﻹدارة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻳــﻌــﻜــﺲ رؤﻳـــــﺔ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﺑــﺸــﺄن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، ﺣـﻴـﺚ ﻗـــﺎل اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎر اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي ﳌﺠﻠﺲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ إﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ٤٥ ﻋﺎﻣﺎ، ﻣﻨﺬ إﻋــﻼن اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻟـﻴـﻨـﺪون ﺟـﻮﻧـﺴـﻮن اﻟﺤﺮب ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﻘــﺮ، اﺳــﺘــﻬــﺪف اﻹﻧــﻔــﺎق اﻟـﻔـﻴـﺪراﻟـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺮﻓــﺎه اﻷﺳـــﺮ ﻣـﺘـﺪﻧـﻴـﺔ اﻟــﺪﺧــﻞ، وﻧـﻤـﺎ ﻫﺬا اﻹﻧﻔﺎق ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻴﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﻞ اﻟــﻀــﻐــﻮط اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ اﻟــﻮاﻗــﻌــﺔ ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ، ﺣـﻴـﺚ اﻧـﺨـﻔـﺾ اﻟـﻔـﻘـﺮ ﺑـﻨـﺤـﻮ ٠٩ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣﻨﺬ ﺑـﺪء ﻫـﺬا اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ، ﻣﺆﻛﺪا أن اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻳﻘﺪرون ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.
وﻳـــﺮى ﻣــﺮاﻗــﺒــﻮن أن اﻟـﺨـﻄـﺎب اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻹدارة ﺗــﺮﻣــﺐ ﻳـﻌـﻜـﺲ إدراﻛـــــﺎ أﻛــﺒــﺮ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل روﺑﺮت دوار، اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ إﻧﺘﺮﺑﺮاﻳﺰ »إﻧﻪ أﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻮل إن ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﺘﺨﻔﻴﺾ اﻟﻔﻘﺮ ﺑــﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ، وأﻋـﺘـﻘـﺪ أﻧــﻪ أﻛـﺜـﺮ ﻗـﺮﺑـﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ وأﻛﺜﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ.«
ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳــﺸــﻴــﺮ آﺧـــــﺮون إﻟــــﻰ أن ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎري اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻻ ﻳــﺰال ﻣﺘﺴﻘﺎ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺟﻌﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻳﻌﻤﻠﻮن أﻛﺜﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪة اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ. ﺣــﻴــﺚ ﻳــﻘــﻮل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إن ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﺮﻓﺎه ﺳـﺎﻫـﻤـﺖ ﻓــﻲ ﺗﺜﺒﻴﻂ ﻧــﺰﻋــﺔ اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋﻠﻰ اﻟـﻨـﻔـﺲ. وﻳــﺄﺗــﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑــﻴــﺾ ﻓﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﺗﺴﻌﻰ ﻓﻴﻪ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻫﻲ واﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﲔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻟﺘﻤﺮﻳﺮ أﻫﺪاﻓﻬﻢ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺸﺮط ﻣﻠﺰم ﳌﺘﻠﻘﻲ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻲ واﻟﻄﺒﻲ ودﻋﻢ اﻟﺴﻜﻦ . وﻳﻘﻮل ﻣﻨﺘﻘﺪون إن ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﺗﻔﺮض ﻋﻮاﺋﻖ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪات اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻐﺬاء ﳌﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻬﺎ، وﻳﺘﻬﻤﻮن اﻹدارة ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺼﺎﻋﺐ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻗﺘﺼﺎد ﻧﺸﻴﻂ.
وﻳـــﻌـــﺪ اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ اﻷﺧـــﻴـــﺮ ﻫـــﻮ اﻷﺣــــﺪث ﺿﻤﻦ ﺟﻬﻮد اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺜﺒﺖ أن اﻟــﻔــﻘــﺮ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ ﻫــﺎﻣــﺸــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة. وﻗــﺎﻟــﺖ اﻟــﺴــﻔــﻴــﺮة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻧﻴﻜﻲ ﻫﺎﻟﻲ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ إن أﻋـﺪاد اﻟﻮاﻗﻌﲔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮ اﳌﺪﻗﻊ ﺑﺄﻣﻴﺮﻛﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٥٢ أﻟﻔﺎ، ﻧﺎﻓﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮا أﻣﻤﻴﺎ ﻳﻘﺪر أﻋـﺪاد ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑـ٥٫٨١ ﻣﻠﻴﻮن أﻣﻴﺮﻛﻲ .
وﺗــﻘــﻮل وﻛــﺎﻟــﺔ ﺑـﻠـﻮﻣـﺒـﺮغ إن ﺗـﻘـﺪﻳـﺮات اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﺸﺪة، ﻓﺂﺧﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻟﻠﺘﻌﺪاد ﻓﻲ ٦١٠٢ ﺗﻈﻬﺮ أن ٧٫٢١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ، ﻧﺤﻮ ١٤ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ، ﻳﻘﻌﻮن ﺗﺤﺖ اﻟـﻔـﻘـﺮ، ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ﺑـــ٩١ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ. وﻓــﻲ ﺗﻌﺪاد ﻣﻨﻔﺼﻞ، ﻳـﻌـﺮف ﺑـﻤـﻌـﺪل اﻟـﻔـﻘـﺮ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ، واﻟـــــــﺬي ﻳــﻀــﻊ ﻓـــﻲ ﺣــﺴــﺎﺑــﺎﺗــﻪ اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪات اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮ واﻟﻔﺮوق اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﳌﻌﻴﺸﺔ، ﺗﻘﺪر ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﻘﺮ ﺑـ٤١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
ﻟــﻜــﻦ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﲔ ﻳـﻔـﻀـﻠـﻮن اﺳــﺘــﺨــﺪام ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻻﺳﺘﻬﻼك ﺑــﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس اﳌــﻮارد اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻸﺳﺮ، وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻻﺳﺘﻘﺼﺎءات اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺮﺻــﺪ ﻧـﻔـﻘـﺎت اﳌــﻮاﻃــﻨــﲔ ﻓـــﺈن ﻣﻌﺪل اﻟﻔﻘﺮ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ ٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، اﻟﺬي ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ إدارة ﺗﺮﻣﺐ. وﻗﺪ اﻧﺨﻔﺾ اﻟﻔﻘﺮ اﳌﻘﺎس ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﻼك ﺑﺸﻜﻞ ﺣـﺎد ﻣﻨﺬ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﻌﺪاد ﺗﻈﻬﺮ أن اﻟﻔﻘﺮ ﻛﺎن ﺷﺒﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.