Asharq Al-Awsat Saudi Edition

آﺧﺮ ﺗﺎﻧﻐﻮ ﰲ ﺑﻐﺪاد

- ﺑﺎﻧﻜﻮك - ﻟﻨﺪن: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﺗﻘﺘﺮب ﻗﺼﺔ »ﻓﺘﻴﺔ اﻟﻜﻬﻒ« ﻓﻲ ﺗﺎﻳﻠﻨﺪا ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺘﺎم، إذ أﻋﻠﻨﺖ وزارة اﻟــﺼــﺤــ­ﺔ اﻟــﺘــﺎﻳـ­ـﻼﻧــﺪﻳــﺔ أﻣــــﺲ ﺧـــﺮوج اﻟﻔﺘﻴﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ إﻧﻘﺎذﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻬﻒ ﻣــــﺆﺧـــ­ـﺮﴽ وﻣـــﺪرﺑــ­ـﻬـــﻢ ﻣــــﻦ اﳌــﺴــﺘــ­ﺸــﻔــﻰ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﻘﺒﻞ .

وﻗــﺎل وزﻳــﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪي ﺑـــﻴـــﺎﺳ­ـــﺎﻛـــﻮل ﺳـــﺎﻛـــﻮ­ﻟـــﺴـــﺎﺗ­ـــﺎﻳـــﺎد­ورن ﻟـﻠـﺼـﺤـﺎﻓ­ـﻴـﲔ ﺣــﺴــﺐ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻷﳌــﺎﻧــﻴ­ــﺔ: »إﻧــﻨــﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟــﻰ ﺗﻌﺎون وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﻓﻴﻪ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻔﺘﻴﺎن وأﺳﺮﻫﻢ.«

وﻛﺸﻒ ﻣﻘﻄﻊ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺑﺜﺘﻪ وزارة اﻟــﺼــﺤــ­ﺔ اﻟــﺘــﺎﻳـ­ـﻼﻧــﺪﻳــﺔ اﻟــﻔــﺘــ­ﻴــﺎن وﻫــﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﺟــﻴــﺪة، ﺣـﻴـﺚ ﺷــﻜــﺮوا رﺟــﺎل اﻹﻧﻘﺎذ واﻟﺮأي اﻟﻌﺎم.

وﻛــﺎن رﺟــﺎل اﻹﻧــﻘــﺎذ ﻗـﺪ ﺗﻤﻜﻨﻮا اﻷﺳــــﺒــ­ــﻮع اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ ﻣـــﻦ اﻧــﺘــﺸــ­ﺎل ٢١ ﻻﻋﺐ ﻛﺮة ﻗﺪم ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑﲔ ١١ و٦١ ﻋــﺎﻣــﺎ وﻣــﺪرﺑــﻬ­ــﻢ اﻟــﺒــﺎﻟـ­ـﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٥٢ ﻋـﺎﻣـﺎ ﻣــﻦ داﺧــﻞ ﻛﻬﻒ ﺗﺎم ﻟﻮاﻧﺞ دﺧﻠﻮه ﻓﻲ ٣٢ ﺣﺰﻳﺮان ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــــﺰﻳـــ­ـﺮان( اﳌــــﺎﺿــ­ــﻲ، وﺣـــﺎﻟـــ­ﺖ ﻣــﻴــﺎه اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت دون ﺧﺮوﺟﻬﻢ ﻣﻨﻪ.

وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ، ﻋﺎد اﻟﻐﻮاﺻﻮن اﻟــﺒــﺮﻳـ­ـﻄــﺎﻧــﻴـ­ـﻮن اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﺷــــﺎرﻛــ­ــﻮا ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﻘﺎذ إﻟﻰ ﻟﻨﺪن أول ﻣﻦ أﻣﺲ وﺳﺎروا وﺳﻂ ﺗﺼﻔﻴﻖ اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر ﻫﻴﺜﺮو ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ذﻛﺮت »روﻳﺘﺮز.«

وﻓــــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــ­ﺮ ﺻــﺤــﺎﻓــ­ﻲ وﺻــﻒ ﺑــــﻴــــ­ﺘــــﺮ دﻧــــــﻴـ­ـــــﺲ رﺋــــــﻴـ­ـــــﺲ اﳌـــﺠـــﻠ­ـــﺲ اﻟــﺒــﺮﻳـ­ـﻄــﺎﻧــﻲ ﻟــﻺﻧــﻘــ­ﺎذ ﻣـــﻦ اﻟــﻜــﻬــ­ﻮف ﻋــﻤــﻠــﻴ­ــﺔ اﻹﻧــــﻘــ­ــﺎذ ﺑــﺄﻧــﻬــ­ﺎ » ﻣــﻠــﻬــﻤ­ــﺔ « ، واﻣـﺘـﺪح اﻟـﻐـﻮاص اﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪي اﻟﺬي ﺗﻮﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.

وﺗﺤﺪث اﻟﻐﻮاص رﻳﻚ ﺳﺘﺎﻧﺘﻮن ﻋــﻦ ﺣﻤﺎﺳﻪ اﻷوﻟـــﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺜﺮ ﻣﻊ ﻏﻮاص ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ آﺧﺮ ﻋﻠﻰ ٣١ ﺷﺨﺼﴼ ﺟﺎﺋﻌﲔ وﻳﺠﻠﺴﻮن ﻓﻲ ﻇﻼم داﻣﺲ ﻋـﻠـﻰ ﺿـﻔـﺔ ﻣـﻮﺣـﻠـﺔ ﺑـﻐـﺮﻓـﺔ ﻣـﻐـﻤـﻮرة ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺑﺎﳌﻴﺎه ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ أرﺑﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات داﺧﻞ ﻛﻬﻒ ﺗﺎم ﻟﻮاﻧﺞ.

وﻗـــﺎل ﺳـﺘـﺎﻧـﺘـﻮ­ن: »ﻟـﻜـﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ رﺣﻠﻨﺎ ﻛــﺎن ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻫــﻮ ﻛـﻴـﻒ ﺳﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟـﻨـﺎ إﺧـﺮاﺟـﻬـﻢ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﺸﺎﻋﺮ ارﺗﻴﺎح ﻣﻤﺘﺰﺟﺔ ﺑﻌﺪم ﻳﻘﲔ.«

وﻗــــﺎل اﻟـــﻐـــﻮ­اص ﻛــﺮﻳــﺲ ﺟﻴﻮﻳﻞ إﻧـــﻪ » ﺳـﻌـﻴـﺪ ﺑـﺎﻟـﻨـﺘـﻴ­ـﺠـﺔ اﻟـﻨـﺎﺟـﺤـ­ﺔ « ، وأﺿﺎف : » ﻟﻌﺒﻨﺎ دورا وﺳﻌﺪﻧﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﻌﺒﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺪور ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.«

وﺷــــــــ­ـــﺎرك ﻓـــــﻲ ﻋـــﻤـــﻠـ­ــﻴـــﺔ اﻹﻧـــــﻘـ­ــــﺎذ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ، اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﻳﻮم اﻟـــﺜـــﻼ­ﺛـــﺎء ٠١ ﻳــﻮﻟــﻴــ­ﻮ )ﺗــــﻤــــ­ﻮز( ﻧـﺤـﻮ ٠٩ ﻏـــﻮاﺻـــ­ﺎ، ﻓــﻲ اﳌــﺠــﻤــ­ﻞ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ٠٥ ﻣــﻦ اﻟـــﺨـــﺎ­رج، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ ﻣﺴﻌﻔﲔ وﺳﺎﺋﻘﻲ ﺳــﻴــﺎرات إﺳـﻌـﺎف وﻗـﺎﺋـﺪي ﻃــــﺎﺋـــ­ـﺮات ﻫــﻠــﻴــﻜ­ــﻮﺑــﺘــﺮ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ ﻧـﻘـﻞ اﻟــﻔــﺘــ­ﻴــﺔ ﻟــﻠــﻤــﺴ­ــﺘــﺸــﻔـ­ـﻰ ﻣـــﺒـــﺎﺷ­ـــﺮة ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺸﻴﺎﻧﻎ راي.

ﻓـــﻲ ﺑـــﻠـــﺪة ﻏــﻠــﻴــﻨ­ــﺪﻳــﻞ اﻟـــﻬـــﺎ­دﺋـــﺔ، ﻋــﻠــﻰ أﻃــــﺮاف ﻟـﻮس أﻧﺠﻠﻴﺲ، ﻳﻤﻀﻲ ﺳﺎﻣﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮر. اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﺎ ﻳﺮاه ﻓﻲ ﻣﻬﺠﺮه اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻳﺬﻛﺮه ﺑﻬﻨﺎك: اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻨﺨﻴﻞ وﺳﻤﺮة اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ ﻣــــﻦ اﳌـــﻜـــﺴ­ـــﻴـــﻚ. وﻫـــــﻮ أﺳـــﻤـــﺮ ﻣــﺜــﻠــﻬ­ــﻢ. واﺣــــــﺪ ﻣـﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﺸﺮوا ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻠﻪ اﻟﻮاﺳﻌﺔ دون أن ﻳـﺒـﺮأوا ﻣﻦ اﻟﺤﻨﲔ إﻟـﻰ »اﻟﻮﻃﻦ اﻷم.« ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺎ زال ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ دﻗﻴﻖ ﻟﻬﺎ. ﻫﺮب أﺑﻮه اﻷرﻣﻨﻲ ﻣﻦ اﳌﺬﺑﺤﺔ، واﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد. وﻓﻴﻬﺎ، وﻟﺪ ﺳﺎﻣﻲ وأﺷﻘﺎؤه وﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻪ اﻟﻜﺜﺮ. ﻟﻢ ﻳﺰر ﻳﺮﻳﻔﺎن، ﻋﺎﺻﻤﺔ أرﻣﻴﻨﻴﺎ، ﺳﻮى ﻣﺮة وﺣﻴﺪة ﺑـﻌـﺪ ﺗـﻔـﻜـﻚ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـ­ﺎﺗـﻲ. أﻳــﻜــﻮن ﻣﺴﻘﻂ اﻟــﺮأس ﻫﻮ اﻟﻮﻃﻦ اﻷم أم ﺑﻠﺪ اﻷﺟـــﺪاد؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎك اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﻤﺔ أو اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺨﺎﻟﺔ؟

ﻓــﻲ أول ﺻــﺒــﺎه، اﻣــﺘــﻠــ­ﻚ دﻛــﺎﻧــﴼ ﺻــﻐــﻴــﺮ­ﴽ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻌﻠﻜﺔ واﳌﻜﺴﺮات ﻗﺮب ﺳﻴﻨﻤﺎ ﻏﺎزي. وﻛﺎن ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻠﺮﻗﺺ اﻹﻓﺮﻧﺠﻲ ﻗـﺮﻳـﺒـﺔ ﻣــﻦ ﺣـﺪﻳـﻘـﺔ اﻷﻣـــﺔ، ﻳـﺪﻳـﺮﻫـﺎ ﺷـﺨـﺺ ﻳﺪﻋﻰ إﻟﻴﺎس ﺑﺤﺮ، أﺑﻮ ﺻﺒﺎح. وﺣﺪث أن ﻗﺼﺪ اﳌﺪرﺳﺔ رﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﺘﺎﻧﻐﻮ واﻟﻔﺎﻟﺲ. وﻃﻠﺐ أﺑﻮ ﺻـﺒـﺎح ﻣــﻦ ﺳـﺎﻣـﻲ أن ﻳﺘﻮﻟﻰ اﳌـﻬـﻤـﺔ. ﻛــﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ، ﻧﺤﻴﻼ ﻳﺮﺗﺪي ﻗﻤﻴﺼﴼ وﺳــﺮواﻻ ﻋــــﺎدﻳــ­ــﲔ، ﺧـــﺠـــﻮﻻ ﻳــﺘــﺤــﺮ­ج ﻣـــﻦ ﺗــﻘــﻠــﻴ­ــﺪ ﺧــﻄــﻮات ﻣﻌﻠﻤﻪ. ﺗﺒﺎدل ﺳﺎﻣﻲ ﻣﻌﻪ ﺑﻀﻊ ﻋـﺒـﺎرات، وﻋﺮف أﻧﻪ ﺿﺎﺑﻂ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ، ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎق ﺑﺪورة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪﴽ ﳌﺎ ﻗﺪ ﻳﺼﺎدﻓﻪ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻗﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي. ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻮده، وﺗﺮك ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺗﺪور ﺑﻪ وﻓﻖ إﻳﻘﺎﻋﻬﺎ. أﺗﻘﻦ اﻟﻔﺎﻟﺲ، وﻛﺎن ﻣﺴﺮورﴽ، وﺷﻜﺮ ﻣﻌﻠﻤﻪ وذﻫﺐ. درس وﺣﻴﺪ ﻻ ﻏﻴﺮ .

ﻳﺴﺠﻞ اﳌﺆرﺧﻮن اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻜﺒﺮى، وﻳﺘﺮﻛﻮن ﻟــﻠــﺮواﺋ­ــﻴــﲔ اﻻﻧــﺸــﻐـ­ـﺎل ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﻘــﺎط ﻣــﺎ ﻳـﺘـﺴـﺎﻗـﻂ ﻣﻦ ﺟﻴﻮب اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺮﺳﻤﻲ. ﺗﻤﺮ اﻟﻔﺼﻮل، وﺗﺘﺰﻟﺰل اﻟــﺪﻧــﻴـ­ـﺎ ﻓــﻲ ﺑــﻐــﺪاد. ﻳﻨﻘﻠﺐ اﻟـﺠـﻴـﺶ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺤـﻜـﻢ، وﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ اﳌﻠﻜﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ. ﻳﺴﻤﻊ اﻟــﻨــﺎس ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻣــﻦ اﻹذاﻋــــﺔ. ﻗـﺘـﻞ وﺳـﺤـﻞ وﺟﺜﺚ ﺗﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﳌﺒﺎﻧﻲ. ﻧﺰل ﺳﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﺔ اﻟﺒﺘﺎوﻳﲔ ﻳﺴﺘﻄﻠﻊ اﻷﺧﺒﺎر. اﻟﺠﻮ ﺣﺎر، واﻟﺒﻐﺎدة ﻓﻲ اﻟﺴﻄﻮح واﻟﺸﺮﻓﺎت وﻋﻠﻰ اﻷرﺻﻔﺔ، واﻟﺮادﻳﻮ ﻳﺒﺚ أﻧﺎﺷﻴﺪ ﺣﻤﺎﺳﻴﺔ. ﻳﺮى ﻣﻦ أول اﻟﺸﺎرع ﺻﺪﻳﻘﴼ ﻗﺪﻳﻤﴼ ﻳﺄﺗﻲ ﻃﺎﺋﺮﴽ ﻋﻠﻰ دراﺟﺔ ﻫﻮاﺋﻴﺔ، ﺑﻴﺪه ﻣﻨﺸﻮر ﻃﺒﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮرة زﻋﻴﻢ اﻟﺜﻮرة. ﺗﻔﺮس ﻓﻲ اﻟﻮرﻗﺔ، وﺗــﻌــﺮف ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟـﻀـﺎﺑـﻂ اﻟــﺬي ﻗﺼﺪ ﻣﺪرﺳﺔ إﻟﻴﺎس ﺑﺤﺮ ﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺮﻗﺺ، ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ.

ﻛﺎن أﻣﲔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، أرﺷﺪ اﻟﻌﻤﺮي، ﻗﺪ أﺻﺪر ﻗﺮارﴽ ﺑﺈزاﻟﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﻏﺎزي وﻣﺎ ﻳﺠﺎورﻫﺎ. ﻓﻘﺪ اﻟﺸﺎب اﻷرﻣﻨﻲ دﻛﺎﻧﻪ اﻟـﺬي ﻳﻌﺘﺎش ﻣﻨﻪ، واﻧﺘﻘﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓـﻲ ﺷـﺮﻛـﺔ ﺗﻘﻊ ﻓـﻲ ﺷــﺎرع اﻟـﺴـﻌـﺪون، ﺑﻨﺎﻳﺔ ﻓـﺆاد ﺣﺒﺔ. وﺗﺸﺎء اﳌﺼﺎدﻓﺎت أن ﺑﻴﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﺮع ﻧﻔﺴﻪ. ﻳﻌﻮد ﻣﻦ وزارة اﻟﺪﻓﺎع إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع اﻟﺬي ﺻﺎر اﺳﻤﻪ » ﺷﺎرع اﻟﺰﻋﻴﻢ « ، ﻓﻴﺨﺮج اﻟﺠﻴﺮان واﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﻓﻲ اﳌﻜﺎﺗﺐ ﻟﻠﺘﺼﻔﻴﻖ واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻪ. ﻳﻬﺮب اﻟﺼﺒﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻠﻘﻮا اﻟﺴﺪرة ﻓــﻲ ﺣـﺪﻳـﻘـﺘـﻪ، ﻓـﻴـﺆﺷـﺮ ﻟـﻬـﻢ وﻳــﺪﻋــﻮﻫ­ــﻢ ﻟـﻘـﻄـﻒ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻖ. وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺳﻴﺪة أرﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻮار ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻪ، اﺳﻤﻬﺎ أم زﻛﻲ. وﺑﻔﻀﻞ أم زﻛﻲ، ﻣﻨﻊ اﻟﺰﻋﻴﻢ ﻫـﺪم ﻣﻘﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ اﻷرﻣﻨﻴﺔ، اﻟﻄﺎﺷﻨﺎق، ﺑﻌﺪ وﺷﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ.

ﺗـﺠـﺎوز ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﺑﺒﻀﻊ ﺳـﻨـﻮات وﻣﺎ زال ﻳـﺪﻳـﺮ أﺳـﻄـﻮاﻧـﺔ اﻟـﺬﻛـﺮﻳـﺎ­ت ﻓـﻲ رأﺳـــﻪ. ﻳﺮﻗﺺ اﻟﻔﺎﻟﺲ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎل ﻣﻊ اﻟﻀﺎﺑﻂ اﻟﻨﺤﻴﻞ اﻟﺬي دﺧﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺻﺒﺎح ٤١ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﺳﻨﺔ ٨٥٩١، ﻗﺒﻞ ﺳﺘﲔ ﻋﺎﻣﴼ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎم واﻟﻜﻤﺎل. دﺧﻠﻪ ﻣﻨﺘﺼﺮﴽ وﺧﺮج ﻣﻨﻪ ﻗﺘﻴﻼ. ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻋﺮاﻗﻲ ﻣﺤﺘﻮم. ﺛﻮرة أم اﻧﻘﻼب؟ ﺟﺪل وﺧﻼﻓﺎت ﻓﻲ اﻵراء، وﺗﺴﻤﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﻌﺮﻳﻒ. ﻏﻴﺮ أن اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ أن اﻟﺒﻠﺪ، ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ، ﻳﺪور ﻓﻲ رﻗﺼﺔ دﻣﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﻴﺢ ﻓﺮﺻﺔ ﻻﻟﺘﻘﺎط اﻟﻨﻔﺲ .

 ??  ?? ﺻﻮرة وزﻋﺘﻬﺎ وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪﻳﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎن اﻟـ٢١ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ )أ.ف.ب(
ﺻﻮرة وزﻋﺘﻬﺎ وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪﻳﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎن اﻟـ٢١ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ )أ.ف.ب(
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia