ﻫﻞ ﻫﻲ اﻣﺮأة أم رﺟﻞ؟
وﺑــﺸــﺄن ﺷــﻜــﻞ ﻏــﺮﻓــﺔ اﻟـﺘـﺤـﻨـﻴـﻂ، ﺷﺮﺣﺖ »اﻵﺛـــﺎر« أﻧﻬﺎ ذات »ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻣﻌﻤﺎري ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ وﻣﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ، وﻣﺸﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﻄﻮب اﻟـﻠـﱭ وأﺣــﺠــﺎر ﺟﻴﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ
ﺧﺎﺿﺖ أرﺑﻊ ﻧﺴﺎء أﻣﻴﺮﻛﻴﺎت ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻠﻨﺴﺎء اﳌﺴﻠﻤﺎت ﺑﲔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، وﺗﻘﻮم اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ارﺗﺪاء ﻟﺒﺎس اﻟﺤﺠﺎب ﻟﻴﻮم واﺣﺪ.
ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ ﻇـﻬـﺮ اﻻرﺗــﺒــﺎك واﺿــﺤــﴼ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﺸــﺎرﻛــﺎت ﻓﻲ اﻟـﺘـﺠــﺮﺑـﺔ، وﺗــﻌــﺮﺿــﻦ ﻟـﻠـﻨـﻈـﺮات اﻟـﻔـﺎﺣـﺼـﺔ ﺑــﲔ اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ، وﻓـﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﺒﺮن ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎدﻫﻦ أن ارﺗﺪاء اﻟﺤﺠﺎب ﻗﺮار ﺷﺨﺼﻲ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻷﺣﺪ اﻧﺘﻘﺎده.
وﻟﻠﺘﻮﺿﻴﺢ؛ ﻓﺎﻟﺤﺠﺎب ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎب اﻟﺬي اﺳﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻸﺳﻒ أﺳﻮأ اﺳﺘﻐﻼل، وﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿﺒﻂ ﻋﻤﻴﺪ إﺣﺪى اﻟﻜﻠﻴﺎت رﺟﺎﻻ » ﻣﻨﻘﺒﲔ « دﺧﻠﻮا اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﻢ ﺑﻨﺎت ﻃﺎﻟﺒﺎت، ﻟﻬﺬا ﻣﻨﻊ ارﺗﺪاء اﻟﻨﻘﺎب ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺘﻪ.
وﻣﺎ أن ﺳﻤﻊ ﺑﻌﺾ اﳌﺘﻌﺼﺒﲔ ﻋﻦ ﻗﺮاره، ﺣﺘﻰ ﻫﺎﺟﻤﻮا اﻟﻜﻠﻴﺔ »ﺑﺎﻟﺴﻮاﻃﻴﺮ«، ﻣﻬﺪدﻳﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ واﺟﻬﻬﻢ ﺣﺘﻰ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻴﺪ، ﺷﻔﻴﻊ اﻹﺳﻼم – وﻫﺬا ﻫﻮ اﺳﻤﻪ -، وﻗﻄﻌﻮه إرﺑﴼ إرﺑﴼ ﺣﺘﻰ ﻟﻔﻆ أﻧﻔﺎﺳﻪ.
اﻟﻨﻘﺎب ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ أﺻﺒﺢ ﺷﺒﻪ ﻣﻌﻀﻠﺔ، ﻓﺒﻌﺾ اﻟﺪول ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ، ﻛﻤﺎ أﻧـﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي اﻣــﺮأة أن ﺗﻌﺒﺮ اﳌﻄﺎرات وﻫــﻲ ﺗـﺮﺗـﺪﻳـﻪ – ﻟﻠﻨﻮاﺣﻲ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ -، ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ اﳌﺘﺴﻮﻟﲔ ﻣـﻦ اﻟـﺮﺟـﺎل ﻳـﺮﺗـﺪوﻧـﻪ ﻓـﻲ اﻟـﻄـﺮﻗـﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻧـﺴـﺎء، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﺗﻬﺮﻳﺐ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﲔ اﳌﻨﺎﻃﻖ، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻧﺴﻰ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﳌﻠﺘﺤﻲ اﻟﺬي ﺗﻨﻘﺐ وﺗﻠﻔﺢ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎءة، ودﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ أﺣـﺪ اﻷﻋــﺮاس دون أن ﻳﻠﺤﻈﻪ أو ﻳﺸﻚ ﺑﻪ أﺣﺪ، ﻏﻴﺮ أن اﻟﻐﺒﻲ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻧﺸﺮاﺣﻪ اﺳﺘﺨﻒ ﺑﻪ اﻟﻄﺮب وﻫــﻮ ﻳﺸﺎﻫﺪ اﻟﺒﻨﺎت اﻟـﺮاﻗـﺼـﺎت، ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﻣـﻊ اﻷﻏـﺎﻧـﻲ، وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﻆ أو ﻣﻦ ﺳﻮء ﺣﻈﻪ أن اﻟﻄﺮﺣﺔ اﻧﺤﺴﺮت ﻣﻦ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ واﻧﻜﺸﻒ أﻣﺮه ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺴﺎء، ﻓﻬﺠﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮب ﺑﺎﻷﻳﺎدي واﻟﺤﻘﺎﺋﺐ واﻷﺣﺬﻳﺔ )وﻣـﻦ ﻓﲔ ﻳﻮﺟﻌﻚ(، وﻟـﻮﻻ أن ارﺗــﻔــﺎع ﺻﻴﺎﺣﻪ و»ﺟـﻌـﻴـﺮه« ﻗـﺪ وﺻــﻞ ﻟﻠﺴﻜﻴﻮرﺗﻲ واﻓﺘﻜﻮه ﻣﻦ ﺑﲔ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻜﺎن ﻗﺪ ذﻫﺐ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﻛﺎن، وﻧﻘﻠﻮه إﻟﻰ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ وﻫـﻮ ﻣﻀﺮج ﺑﺪﻣﺎﺋﻪ، وﻛـﻞ ﻫـﺬا ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎت اﻟﻨﻘﺎب – وﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻜﻢ ﻳﺴﺘﺄﻫﻞ - وأﺧﺘﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺒﺮ »اﻟﻄﺎزج« اﻟﺬي ﻗﺮأﺗﻪ، وﺟﺎء ﻓﻴﻪ: إن رﺟﺎل اﳌﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻗﺪ ﻗﺒﻀﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﺗﺪي زي اﻣﺮأة ﻣﻨﻘﺒﺔ، داﺧﻞ دورة ﻣﻴﺎه ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻓﻲ »ﻣﻮل ﺳﺘﻲ ﺳﺘﺎر« ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة، واﺳﻤﻪ » ﺳﻌﻴﺪ . ع .«
وﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﺠﻮﺑﻮه اﻋﺘﺮف ﺑﻜﻞ ﺑﺠﺎﺣﺔ، ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﺮﻏﺒﺘﻪ اﻟﺠﺎﻣﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺼﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻻ أﻛﺜﺮ وﻻ أﻗﻞ.
وإﻧـــﻨـــﻲ ﻣـــﻦ ﺑــﻌــﺪﻫــﺎ ﻣـــﺎ أن أﺷـــﺎﻫـــﺪ اﻣــــــﺮأة ﻣــﻨــﻘــﺒــﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺘﺎﺣﻨﻲ اﻟﺸﻜﻮك وأﺑﺪأ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬﺎ، وأﺳﺄل ﻧﻔﺴﻲ: ﻫﻞ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺗﺮى اﻣﺮأة أم رﺟﻞ أم ﺑﲔ ﺑﲔ؟! وﺻﺪق اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل:
»ﻣﺎ ﻳﻨﻌﺮف وﺟﻪ اﻟﻐﻀﻲ ﻣﻦ ﻣﻘﻔﺎه!« اﻟﺸﻜﻞ، وﺗﺸﻤﻞ ﺑﺌﺮ ﺧﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﺤﻨﻴﻂ ﺑﻌﻤﻖ ٣١م، وﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺤﺠﺮة أﺳﻔﻞ اﻷرض وﺿــﻌــﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ أوان ﻓـﺨـﺎرﻳـﺔ ﻣــﺪوﻧــﺔ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﺑـﺎﻟـﺨـﻂ اﻟـﻬـﻴـﺮاﻃـﻴـﻘـﻲ واﻟﺪﻳﻤﻮﻃﻴﻘﻲ أﺳـﻤـﺎء ﳌــﻮاد وزﻳــﻮت اﻟــﺘــﺤــﻨــﻴــﻂ... وﺗــﻀــﻢ اﻟـــﻮرﺷـــﺔ أﻳـﻀـﴼ ﺣﻮﺿﲔ ﻣﺤﺎﻃﲔ ﺑﺠﺪران ﻣﻦ اﻟﻄﻮب اﻟﻠﱭ، أﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺧﺼﺺ ﻟﻮﺿﻊ ﻣﻠﺢ اﻟﻨﻄﺮون واﻵﺧــﺮ ﻹﻋـﺪاد ﻟﻔﺎﺋﻒ اﳌﻮﻣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺎﻧﻴﺔ.«