ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ وﻗﻊ ﺧﺮوج اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻦ درﻋﺎ
ﻣﻌﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٤ ﻛﻴﻠﻮﻣﱰات ﻣﻦ ﺧﻂ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻓﺾ اﻻﺷﺘﺒﺎك
اﺳــﺘــﻬــﺪف اﻟـــﻄـــﻴـــﺮان اﻟــﺤــﺮﺑــﻲ، ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـﻘـﻨـﻴـﻄـﺮة، ﻓــﻲ أول ﻫﺠﻮم ﻣـﻦ ﻧـﻮﻋـﻪ ﻗـﺪ ﻳـﻜـﻮن ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﳌﻌﺮﻛﺔ اﳌـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﺔ، ﻓـــﻲ وﻗـــــﺖ ﺑـــــﺪأ ﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻮ اﳌـــــﻌـــــﺎرﺿـــــﺔ اﻟــــــﺨــــــﺮوج ﻣـــــﻦ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ درﻋـﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺳﻮرﻳﺎ واﺳﺘﻤﺮار اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﳌﻨﻊ دﺧــﻮل اﻟﻨﻈﺎم إﻟﻰ »ﻧﻮى« اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ رﻳﻒ درﻋﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ.
وﺑـــــﻴـــــﻨـــــﻤـــــﺎ ﻟــــﻔــــﺘــــﺖ اﳌـــــﻌـــــﺎرﺿـــــﺔ واﳌــﺮﺻــﺪ اﻟــﺴــﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧـﺴـﺎن، إﻟـﻰ أن ﻗﺼﻒ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﺟـﺎء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓــﺸــﻞ اﳌـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت ﺣــــﻮل ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ»ﻣﺜﻠﺚ اﳌــﻮت« ﺑﺪرﻋﺎ ورﻳﻒ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة، ﺗﻀﺎرﺑﺖ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﺳـﻴـﻄـﺮة اﻟــﻨــﻈــﺎم ﻋـﻠـﻰ ﻗــﺮﻳــﺔ ﻣﺴﺤﺮة ﺑــﺎﻟــﻘــﻨــﻴــﻄــﺮة، اﻟــﻮاﻗــﻌــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻌــﺪ ١١ ﻛـﻴـﻠـﻮﻣـﺘــﺮﴽ ﻣــﻦ ﺣــــﺪود اﻟـــﺠـــﻮﻻن ﺑﻌﺪ ﻗﺼﻒ ﻋﻨﻴﻒ. إذ ﻓﻲ ﺣﲔ أﻛﺪ اﳌﺮﺻﺪ ﻫــــﺬا اﻷﻣـــــﺮ وﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻗــﻨــﺎة »اﳌـــﻴـــﺎدﻳـــﻦ« اﻟـﺘـﻠـﻔـﺰﻳـﻮﻧـﻴـﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ اﳌــﻘــﺮﺑــﺔ ﻣﻦ دﻣﺸﻖ، إن ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﺗﺘﻘﺪم ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻞ ﻣﺴﺤﺮة، ﻧﻔﺘﻪ اﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻤﺮار اﳌﻌﺎرك.
وﺗـــﻘـــﻊ اﳌــــﻌــــﺎرك ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﺎﻓــﺔ ٤ ﻛـﻴـﻠـﻮﻣـﺘـﺮات ﻣــﻦ اﻟـﺨـﻂ اﻟـــﺬي ﻳﻮﺿﺢ ﺑــــﺪاﻳــــﺔ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻗـــــﻮة اﻷﻣــــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻓﺾ اﻻﺷﺘﺒﺎك، وﻫـﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺮاﻗﺒﻬﺎ ﻗــﻮة اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٤٧٩١ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺣﺮب ٣٧٩١ ﺑﲔ اﻟﻌﺮب وإﺳﺮاﺋﻴﻞ.
ورﺟﺢ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﺮﺻﺪ واﳌﻌﺎرﺿﺔ أن ﺗﻜﻮن اﳌﻘﺎﺗﻼت اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﺼﻒ. واﺳﺘﻨﺪ اﻷول ﻓﻲ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ إﻟﻰ أن اﻟﻄﺎﺋﺮات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻖ ﻋﻠﻰ ارﺗــﻔــﺎع ﺷــﺎﻫــﻖ، وﻫــﻮ ﻣﺎ أﻛـــﺪه رﺋــﻴــﺲ ﻣــﺮﻛــﺰ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ واﻟـــﺨـــﻠـــﻴـــﺞ ﻟــﻠــﺘــﺤــﻠــﻴــﻞ اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮي – إﻧــﻴــﺠــﻤــﺎ« رﻳــــــﺎض ﻗـــﻬـــﻮﺟـــﻲ، ﺑــﻘــﻮﻟــﻪ إن »اﻟـﻄـﻴـﺮان اﻟــﺴــﻮري ﻻ ﻳـﺠـﺮؤ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻟــــﺮوﺳــــﻲ اﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻲ ﻓــــﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟﺠﻨﻮب«.
وﺗﺴﻴﻄﺮ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﻋﻠﻰ ٠٧٪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺴﻴﻄﺮ اﻟﻘﻮات اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ٠٣٪ ﻣــــﻦ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟــﻘــﻨــﻴــﻄــﺮة اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﺎذي اﻟـﺨـﻂ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﻣﻊ ﻫﻀﺒﺔ اﻟﺠﻮﻻن اﳌﺤﺘﻞ.
وﻗــﺎل ﻣﺼﺪر ﻣﻴﺪاﻧﻲ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣﻊ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم، ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ: »ﺑـــــــــﺪأت ﻗــــــــﻮات اﻟــــﻨــــﻈــــﺎم ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎﺗــﻬــﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﻓﺠﺮ اﻷﺣﺪ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪة ﻣﺴﺤﺮة ﻓﻲ رﻳﻒ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة اﻷوﺳـﻂ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺪأ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻞ اﳌﺎل ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺜﻠﺚ اﳌﻮت ﻓﻲ رﻳﻒ درﻋﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺘﻘﺪم ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة«.
ﻣـــــﻦ ﺟــــﺎﻧــــﺒــــﻪ، ﻗـــــــﺎل ﻣــــﺼــــﺪر ﻓــﻲ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، إن ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﻗﺼﻔﺖ ﺑﻠﺪات ﻣﺴﺤﺮة وﻧﺒﻊ اﻟﺼﺨﺮ وﻛﻮم اﻟﺒﺎﺷﺎ ﺑﺼﻮارﻳﺦ ﻣـﻦ ﻧـﻮع »ﻓـﻴـﻞ« وراﺟـﻤـﺎت ﺻـﻮارﻳـﺦ، وﺳــــﻂ ﺣــﺮﻛــﺔ ﻧــــﺰوح ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻣـــﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة. وﺑﺪأت ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم إرﺳﺎل ﺗﻌﺰﻳﺰات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ.
وﻗـــﺎل اﳌــﺮﺻــﺪ اﻟــﺴــﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن: »ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ ٤ ﻏﺎرات ﺟﻮﻳﺔ وإﻃــﻼق ﻧﺤﻮ ٠٥٨ ﺻـﺎروﺧـﴼ وﻗﺬﻳﻔﺔ ﺿـﺪ ﻋــﺪة ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓـﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻛﻤﺎ اﻧﺪﻟﻌﺖ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑﲔ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم واﳌﻘﺎﺗﻠﲔ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٨١ ﻋﻨﺼﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٣ ﺿــﺒــﺎط و٣١ ﻣـﻘـﺎﺗـﻼ ﻣــﻦ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ.
وﺣــﺬر اﳌــﺮﺻــﺪ ﻣــﻦ ﺗـﺪاﻋـﻴـﺎت ﻗﺪ ﺗﺴﻔﺮ ﻋــﻦ ﻫــﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺑـــﺪاﻳـــﺔ ﳌــﻌــﺮﻛــﺔ اﻟــﻘــﻨــﻴــﻄــﺮة، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻟـﻢ ﺗــﻀــﻤــﺪ ﺑــﻌــﺪ ﺟــــــﺮوح اﻟـــﻬـــﺠـــﻮم ﻋـﻠـﻰ درﻋـــــــﺎ. وﻗــــــﺎل ﻣــﻜــﺘــﺐ اﻷﻣــــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻟـﻠـﺸـﺆون اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻴــﺎن: »رﻏــﻢ ﻋﻮدة ﻋﺸﺮات آﻻف اﻟﻨﺎزﺣﲔ إﻟﻰ درﻋﺎ (...) ﻓﺈن ٠٦١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة«.
وﻟــــﻔــــﺖ ﻗـــﻬـــﻮﺟـــﻲ ﻓـــــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺢ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻓـﻲ ﻇﻞ اﻻﺗـــﻔـــﺎق اﻟــﻌــﺎم ﻋــﻠــﻰ إﻧــﻬــﺎء »داﻋــــﺶ« ﺳﺘﻜﻮن اﻟﺒﻠﺪات اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮة اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة أﻣﺎم اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻹﺧﻀﺎﻋﻬﺎ، ﳌﺎ ﺑﺎت ﻳﻌﺮف ﺑـ»اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ« ﻋﻠﻰ ﻏﺮار درﻋـﺎ، وذﻟﻚ ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ اﻻﺗــــﻔــــﺎق اﻟــــــﺬي ﻳـــﻨـــﺺ ﻋـﻠـﻰ ﺧــــﺮوج ﻛـــﻞ اﻟــﻔــﺼــﺎﺋــﻞ ﻋــﻠــﻰ اﺧــﺘــﻼف ﺗـــﻮﺟـــﻬـــﺎﺗـــﻬـــﺎ«، ﻣــﻌــﺘــﺒــﺮﴽ أن ﻣــﻮﺳــﻜــﻮ ﺳـــﺘـــﻜـــﻮن ﻓــــﻲ اﳌـــﺮﺣـــﻠـــﺔ اﳌــﻘــﺒــﻠــﺔ أﻣــــﺎم اﻣــﺘــﺤــﺎن اﻻﻟــــﺘــــﺰام ﺑــﺘــﻌــﻬــﺪاﺗــﻬــﺎ ﻋـﺒـﺮ إﺑــﻌــﺎد اﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻹﻳــــﺮان ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ أوﻟﻰ ﻋﻦ ﺣﺪودﻫﺎ وإﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣـــﻦ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻓــﻲ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ ﺛــﺎﻧــﻴــﺔ وﻫــﻮ ﻣـﺎ ﻳﺒﺪو ﺻﻌﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻮل إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺒﻘﺎء ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﺪودﻫﺎ.
ﻓــــﻲ ﻣــــــــﻮازاة ذﻟــــــﻚ، ﺑـــــﺪأ ﻣــﻘــﺎﺗــﻠــﻮ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ، أﻣﺲ، اﻟـﺨـﺮوج ﻣـﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ درﻋــﺎ ﻓـﻲ ﺟﻨﻮب ﺳـــﻮرﻳـــﺎ ﺗــﻨــﻔــﻴــﺬﴽ ﻻﺗـــﻔـــﺎق ﻳــﻨــﺺ ﻋﻠﻰ ﻋــﻮدة ﺳﻴﻄﺮة اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻋــﻠــﻦ اﳌــﺮﺻــﺪ ﻋــﻦ ﻣـﻔـﺎوﺿـﺎت ﳌﻨﻊ دﺧﻮل اﻟﻨﻈﺎم إﻟﻰ »ﻧﻮى« اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ رﻳﻒ درﻋﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ.
وﻟـــﻔـــﺖ اﳌــــﺮﺻــــﺪ إﻟــــــﻰ اﺳـــﺘـــﻤـــﺮار اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺣﻮل ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻮى اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﻒ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﳌﺪﻳﻨﺔ درﻋﺎ، ﻣﻨﻮﻫﴼ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮي ﺑﲔ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺮوﺳﻲ واﻟــــﻨــــﻈــــﺎم وﻣــﻤــﺜــﻠــﻲ اﳌــــﺪﻳــــﻨــــﺔ، ﺣـــﻮل دﺧــﻮل اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ إﻟــﻰ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ ﻣــﻊ إﺑــﻌــﺎد ﻗـــﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﺑـﻌـﺪ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟﺘﻌﻔﻴﺶ اﻟــﺘــﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺒﻠﺪات اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ. وﺗﻌﺪ ﻧﻮى أﻛﺒﺮ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ درﻋـﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ درﻋـﺎ، وﺗﻀﻢ ﻧﺤﻮ ٠٠٢ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺳﻜﺎن أﺻﻠﻴﲔ وﻧﺎزﺣﲔ.
وأﺷــــــــــــــﺎرت وﻛــــــﺎﻟــــــﺔ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ، إﻟـــﻰ أن »ﻣــﺌــﺎت اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ وأﻓـــﺮاد ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ اﺳﺘﻘﻠﻮا اﻷﺣــﺪ ٥١ ﺣﺎﻓﻠﺔ، ﺣﺎﻣﻠﲔ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮي ﺣـﺎﺟـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ، وﻏـــــﺎدروا« ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﺠﻤﻊ، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أن »ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﳌﻐﺎدرﻳﻦ ﻣﻦ اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ وﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻟــﻌــﺎﺋــﻼت«، وأﻧـــﻪ »ﺣــﺴــﺐ اﻟﺴﺠﻼت ﺳﻴﺨﺮج ٠٥٧ ﺷﺨﺼﴼ« ﻣﻦ درﻋﺎ.
وﻗـﺎل أﺑﻮ ﺷﻴﻤﺎء، وﻫﻮ ﻣﺴﺆول ﻓــﻲ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ، ﻟـــ»روﻳــﺘــﺮز«، إن ٠٠٥ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺳﻴﺴﺘﻘﻠﻮن ﻧﺤﻮ ٥١ ﺣﺎﻓﻠﺔ، وإﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﻐﺎدرﻳﻦ.
وﻗــــــــﺎل أﺑــــــﻮ ﺑـــــﻴـــــﺎن، وﻫــــــﻮ ﻗــﺎﺋــﺪ ﻋـــﺴـــﻜـــﺮي ﻓــــﻲ اﳌــــﻌــــﺎرﺿــــﺔ، ﻟــﻠــﻮﻛــﺎﻟــﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، إن أﻏـﻠـﺐ اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﻓـﻲ درﻋـﺎ ﻗﺮروا اﻟﺒﻘﺎء ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺼﻴﺮ ﻏﺎﻣﺾ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺬي ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻋـﻠـﻰ أﻣـــﻞ أن ﺗـﻔـﻲ روﺳـﻴـﺎ ﺑــﻮﻋــﻮدﻫــﺎ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺑـﺤـﻤـﺎﻳـﺘـﻬـﻢ ﻣﻦ أي ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ﻣــﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺴﻮرﻳﺔ. ﻟﻜﻦ اﳌﻘﺎﺗﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺴﺎﳌﺔ اﻟـــﺬي ﻗـــﺮر اﳌـــﻐـــﺎدرة، ﻗـــﺎل ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛـﺎن ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻟﺼﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ: »ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ آﻻف اﻟﺸﻬﺪاء وآﻻف اﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻏـــﻴـــﺮ اﻟـــﺠـــﺮﺣـــﻰ واﳌـــﻌـــﺘـــﻘـــﻠـــﲔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ اﻟـﻨـﻈـﺎم... أﻧــﺎ ﻻ أﺛــﻖ ﺑـﺎﻟـﺮوس أو اﻟﻨﻈﺎم«.
وأﻛــﺪ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﻌﻴﺪ اﻟـﻈـﻬـﺮ »ﺑـــﺪء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧـﻘـﻞ اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﲔ اﻟــﺮاﻓــﻀــﲔ ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣــﻦ درﻋـــﺎ اﻟﺒﻠﺪ ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه اﻟـﺸـﻤـﺎل ﻟــﺴــﻮري«. وأﺷـــﺎرت وﻛــﺎﻟــﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ إﻟــﻰ أﻧـﻪ »ﺗﻢ ﺗﻔﺘﻴﺶ اﻟﺮﺟﺎل ﻣﻦ ﻗﺒﻞ )اﻟﺠﻨﻮد( اﻟـــﺮوس، ﻓﻴﻤﺎ ﻓﺘﺸﺖ اﻟـﻨـﺴـﺎء ﻓﺘﻴﺎت ﻳﺆﻳﺪن اﻟﻨﻈﺎم«.
وﺗﻤﺮﻛﺰت اﻟﺤﺎﻓﻼت اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ ﺻــﺒــﺎﺣــﴼ ﻓـــﻲ ﻃــﺮﻳــﻖ »ﺳــﺠــﻨــﺔ« اﻟــﺘــﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ واﻟﻨﻈﺎم.
وﺗــــــﻢ ﻓـــﺘـــﺢ ﺧـــــﻂ اﻟــــﺘــــﻤــــﺎس ﻫـــﺬا ﻗﺒﻞ أﻳــﺎم ﺑﻌﺪ إزاﻟـــﺔ اﻟـﺴـﻮاﺗـﺮ، ﺣﺴﺐ اﻟـــﻮﻛـــﺎﻟـــﺔ. وﺑــﻌــﺪ اﻻﻧـــﻄـــﻼق ﺗـﻮﺟـﻬـﺖ ﻫــﺬه اﻟﺤﺎﻓﻼت ﻧﺤﻮ أﻃــﺮاف اﳌﺪﻳﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﻣﻦ اﳌﻘﺮر ﺗﻔﺘﻴﺸﻬﺎ ﻣﺠﺪدﴽ ﻗﺒﻞ اﻧﻄﻼﻗﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ إدﻟﺐ، ﻛﻤﺎ أﻓﺎد ﻣﺪﻳﺮ اﳌﺮﺻﺪ اﻟﺴﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن راﻣـﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. وﺗـﺘـﻌـﻠـﻖ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻹﺟــــﻼء ﺑـﺎﳌـﻘـﺎﺗـﻠـﲔ وﻋـــﺎﺋـــﻼﺗـــﻬـــﻢ اﻟــــﺬﻳــــﻦ رﻓــــﻀــــﻮا اﺗـــﻔـــﺎق »اﳌـﺼـﺎﻟـﺤـﺔ« اﻟـــﺬي ﺗــﻢ اﻟـﺘـﻮﺻـﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﲔ روﺳﻴﺎ واﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز(. وﻧﺺ اﻻﺗـﻔـﺎق اﻟــﺬي ﺟــﺎء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣـﺸـﺎورات ﺷﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻼﺣﻬﺎ اﻟﺜﻘﻴﻞ ودﺧﻮل ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ.
وذﻛـــﺮت وﻛـﺎﻟـﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ )ﺳﺎﻧﺎ( أن »اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ درﻋـــﺎ اﻟـﺒـﻠـﺪ واﺻــﻠــﺖ، أﻣــﺲ )اﻷﺣـــﺪ(، ﺗـﺴـﻠـﻴـﻢ أﺳـﻠـﺤـﺘـﻬـﺎ اﻟـﺜـﻘـﻴـﻠـﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻮري«.