ﺟﻬﺎز ﻟﺤﺼﺎد اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻳﻤﺘﺺ ﻣﺎء اﻟﺸﺮب ﻣﻦ اﳍﻮاء
ﻧﺪرة اﳌﻴﺎه ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﺎﺿﻲ
ﻃـــﻮر ﺑـﺎﺣـﺜـﻮن ﻣــﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﻓــﻲ ﺑﻴﺮﻛﻠﻲ ﺟـﻬـﺎزﴽ ﻟﺤﺼﺎد اﳌـﻴـﺎه ﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣـﻴـﺎه اﻟـﺸـﺮب ﻣـﻦ اﻟـﻬـﻮاء اﻟﺼﺤﺮاوي وﻓﻲ اﻷﺟﻮاء ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ. وﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻜﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ »ﺻﻨﺪوق ﻣﺘﻮاﺿﻊ« ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﺼﺪرﴽ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ.
وﻗـــﺎل ﻋﻤﺮ ﻳـﺎﻏـﻲ اﻷردﻧــــﻲ اﻷﺻـــﻞ، اﻟـﺒـﺮوﻓـﺴـﻮر ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻣﺨﺘﺮع اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎز: »ﻻ ﺷﻲء ﻳﺸﺒﻪ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻜﺎر« ﺣﺘﻰ اﻵن. ﻳﻌﻤﻞ ﺟﻬﺎز ﺣﺼﺎد اﳌﻴﺎه ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ اﳌﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ درﺟــﺔ ﺣــﺮارة اﳌﺤﻴﻂ وﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﳌﺘﻮﻓﺮة دون اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ أي ﻣﺼﺪر آﺧﺮ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ. وأﺿﺎف أن »ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﻓـﻲ اﳌﺨﺘﺒﺮ وﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓـﻲ اﻟﺼﺤﺮاء، أﺗﺎﺣﺖ ﻟﻨﺎ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﺼﺎد اﳌﻴﺎه ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮة ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم إﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﻲ«.
ﻳــﺴــﺘــﺨــﺪم ﻫــــﺬا اﻟــﺤــﺎﺻــﺪ ﻣــﻜــﻮﻧــﺎ ﻳــﻌــﺮف ﺑـﺎﻟـﻬـﻴـﻜـﻞ اﻟﻔﻠﺰي - اﻟﻌﻀﻮي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ ذات ﻗﺪرة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺘﺼﺎص. وﺗﺤﺒﺲ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺟﺰﻳﺌﺎت اﳌﻴﺎه ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﺟﻮاء اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﺛﻢ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ إﻧﺎء، ﺗﺘﺤﻮل ﻓﻴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ إﻟﻰ ﻣﻴﺎه ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺸﺮب. وﻗﺎل ﻳﺎﻏﻲ: »إن اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻜﺎر ﻫﻮ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻓــﻲ اﻷﺟــــﻮاء اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟــﺮﻃــﻮﺑــﺔ ﻓــﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ«.
وﻳﺼﻨﻊ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻔﻠﺰي - اﻟﻌﻀﻮي MOF) - ١٠٨( اﳌﺴﺘﺨﺪم ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻣﻦ ﻣﻌﺪن اﻟﺰرﻛﻮﻧﻴﻮم اﻟﺒﺎﻫﻆ اﻟﺜﻤﻦ. وﻳﺘﻮﻗﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬا اﻟﻬﻴﻜﻞ أن ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا أﺧﻴﺮﴽ ﻣﻦ ﺣﺼﺎد ﻧﺤﻮ ٠٠٢ ﻣﻠﻠﻴﻠﺘﺮ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻠﻮﻏﺮام اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻬﻴﻜﻞ. وﻟﻜﻦ ﻳﺎﻏﻲ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﻴﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺼﻨﻮع ﺑﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻪ ﻣﻦ اﻷﳌﻮﻧﻴﻮم، ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ أﻗﻞ ﺑـ٠٥١ ﻣﺮة ﻣﻦ اﻟﺰرﻛﻮﻧﻴﻮم، ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻘﺎط ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه ﻓﻲ اﻻﺧﺘﺒﺎرات.
وﻳــﺸــﺮح ﻳــﺎﻏــﻲ: »ﺷـﻬـﺪﻧـﺎ اﻫﺘﻤﺎﻣﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﺑﺘﺴﻮﻳﻖ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻜﺎر، وﻫﻨﺎك ﺷﺮﻛﺎت ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﺑﺪأت ﻓﻌﻠﻴﴼ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺟﻬﺎز ﺣﺼﺎد ﻟﻠﻤﻴﺎه ﻷﻫﺪاف ﺗﺠﺎرﻳﺔ«. وﺳﺎﻫﻢ اﻷﳌﻮﻧﻴﻮم ﻓﻲ زﻳـﺎدة ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻬﻴﻜﻞ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﳌﻴﺎه ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺨﻔﺎض ﻛﻠﻔﺘﻪ.
وﻳـﻨـﺘـﺸـﺮ اﻟـﻬـﻴـﻜـﻞ اﻟــﻔــﻠــﺰي - اﻟــﻌــﻀــﻮي ﻋــﻠــﻰ ﺳﻄﺢ اﻟـــﺼـــﻨـــﺪوق اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻲ وﻳـــﻌـــﻤـــﻞ ﻛـــﺎﻹﺳـــﻔـــﻨـــﺠـــﺔ، وﻳــﺠــﻤــﻊ اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﳌﻴﺎه اﻟﺮاﺷﺤﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ارﺗﻔﺎع درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة.
ﻛــﻴــﻒ ﻳـﻌـﻤـﻞ ﺟــﻬــﺎز ﺣــﺼــﺎد اﳌـــﻴـــﺎه؟ ﻳــﺘــﺄﻟــﻒ ﺟـﻬـﺎز ﺣﺼﺎد اﳌـﻴـﺎه ﻣـﻦ ﺻـﻨـﺪوق ﻣـﻮﺿـﻮع ﻓـﻲ ﺻـﻨـﺪوق آﺧـﺮ. وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻟــﻬــﻮاء اﳌـﺤـﻴـﻂ ﻋـﺒـﺮ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟـﻔـﻠـﺰي - اﻟـﻌـﻀـﻮي، ﺗﺘﺼﻞ ﺟﺰﻳﺌﺎت اﳌـﻴـﺎه ﺑﺎﻷﺳﻄﺢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ دراﺳﺎت اﻟﺒﻠﻮرات ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ اﻟﺴﻴﻨﻴﺔ ﻗﺪ أﻇﻬﺮت أن ﺟﺰﻳﺌﺎت ﺑﺨﺎر اﳌﻴﺎه ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻣﻜﻌﺒﺎت.
ﺗﺮﻓﻊ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﺒﺮ اﻟﻨﺎﻓﺬة درﺟﺔ ﺣــﺮارة اﻟﻬﻴﻜﻞ وﺗﺪﻓﻊ اﳌﻴﺎه اﳌﺠﺘﻤﻌﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﳌﻜﺜﻒ، اﻟﺬي ﺗﻌﺎدل ﺣﺮارﺗﻪ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. وﻳﺘﻜﺜﻒ اﻟﺒﺨﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺳﺎﺋﻞ وﻳﻘﻄﺮ ﻓﻲ اﻹﻧﺎء. وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺎدة أن ﺗﻌﻄﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻇـﻞ درﺟــﺎت رﻃﻮﺑﺔ أﻋﻠﻰ أو أدﻧــــﻰ. وﻳـﺨـﻄـﻂ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻮن ﻹﺟــــﺮاء اﻻﺧــﺘــﺒــﺎر اﳌـﻴـﺪاﻧـﻲ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻲ أواﺧــﺮ ﻫـﺬا اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »دﻳـﺚ ﻓﺎﻟﻲ« )وادي اﳌﻮت(، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺪرﺟﺎت اﻟﺤﺮارة أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠١١ درﺟﺎت ﻣﺌﻮﻳﺔ.
ﻳـــــﺆدي أﻛـــﺜـــﺮ اﻟــــﺴــــﺮاق ﺗـﻤـﺮﺳـﺎ ﺟــﺮﻳــﻤــﺘــﻬــﻢ وﻳــﺘــﺴــﻠــﻠــﻮن ﻣـــﻦ ﻣـﻮﻗــﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺨﻔﺔ دون أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﻢ أﺣـــﺪ، وﻟـﻜـﻨـﻬـﻢ ﻗــﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ ﻳﺘﺮﻛﻮن ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻣﻼﻳﲔ اﻟﺸﻬﻮد ﻓﻲ ﻣﺴﺮح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻛﻠﻬﺎ ﻣـﻦ اﻟﺠﺮاﺛﻴﻢ! وﻗﺪ ﺗـﻮﺻـﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟــﻰ وﺳﻴﻠﺔ ﺗﺘﻴﺢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ اﳌﺠﺮﻣﲔ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺠــﺮاﺛــﻴــﻢ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺘـﺴـﺎﻗـﻂ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﺪ واﻷﻧﻒ.
وﻛـــــــــﺎن ﺟـــــــــــﺎراد ﻫــــﺎﻣــــﺒــــﺘــــﻮن - ﻣــــﺎرﺳــــﻴــــﻞ وزﻣــــــــــﻼؤه ﻣـــــﻦ ﻣــﺨــﺘــﺒــﺮ »آرﺟــــــــﻮن ﻧـــﺎﺷـــﻴـــﻮﻧـــﺎل« ﻓــــﻲ وﻻﻳـــﺔ إﻟـﻴـﻨـﻮي اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻗــﺪ أﺛـﺒـﺘـﻮا ﻋﺎم ٤١٠٢ أن اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺮﻛﻮن »ﺗﻮﻗﻴﻌﴼ« ﺟﺮﺛﻮﻣﻴﴼ ﻓﺮﻳﺪﴽ وﺧﺎﺻﴼ ﺑﻜﻞ واﺣﺪ ﻣـﻨـﻬـﻢ ﻓــﻲ ﻣــﻨــﺎزﻟــﻬــﻢ. وﻳــﺴــﻠــﻂ ﻫـﺬا اﻻﻛــﺘــﺸــﺎف اﻟــﻀــﻮء ﻋــﻠــﻰ إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺠـﺮاﺛـﻴـﻢ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻫــــﻮﻳــــﺔ اﳌـــﺸـــﺘـــﺒـــﻪ ﺑـــﻬـــﻢ ﻓــــﻲ ﺟـــﺮاﺋـــﻢ اﻟﺴﺮﻗﺔ.
وﻳﺘﺴﺎء ل ﻫﺎﻣﺒﺘﻮن - ﻣﺎرﺳﻴﻞ: »ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ اﻟﻌﺜﻮر ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻮﻗــﻴــﻊ ﻓـــﺮﻳـــﺪ وﺧــــــﺎص ﺑــﻜــﻞ ﻓﺮد؟«
وﻗﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺮﻳﻘﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻗﺪم ﻧﺘﺎﺋﺞ دراﺳﺘﻪ ﻓـــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ اﻟــﺠــﻤــﻌــﻴــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻟــﻸﺣــﻴــﺎء اﻟــﺪﻗــﻴــﻘــﺔ اﻟـــــﺬي ﻋــﻘــﺪ ﻓﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ أﺗــﻼﻧــﺘــﺎ، ﺑــﻮﻻﻳــﺔ ﺟـﻮرﺟـﻴـﺎ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﺎﺿﻲ.
اﺳـﺘـﻬـﻞ ﻫـﺎﻣـﺒـﺘـﻮن - ﻣﺎرﺳﻴﻞ دراﺳﺘﻪ ﺑﺰﻳﺎرة ﻣﺤﻘﻘﲔ ﻣﺴﺆوﻟﲔ ﻋــــﻦ أﺣــــــﺪ ﻣــــﺴــــﺎرح اﻟـــﺠـــﺮﻳـــﻤـــﺔ ﻓــﻲ ﻓـﻠـﻮرﻳـﺪا، ﻓﺸﺮﺣﻮا ﻟـﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺪﺧﻞ اﻟــــــﺴــــــﺎرﻗــــــﻮن ﻋـــــــــﺎدة إﻟــــــــﻰ اﳌـــــﻨـــــﺎزل وﺷــﺮﺣــﻮا ﻟــﻪ ﻛـﻴـﻒ ﺗـﺘـﻔـﺎوت ﺳﺮﻋﺔ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﺗﻤﺘﺪ ﺑﲔ دﻗﺎﺋﻖ وﺳﺎﻋﺎت.
ﻓــﻲ ﻋــﺎﻣــﻲ ٦١٠٢ و٧١٠٢ ﻋﻤﻞ اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺚ وزﻣــــــــــﻼؤه ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﺮﺗــﻴــﺐ اﺧـــﺘـــﺒـــﺎر ﻳــــﺸــــﺎرك ﻓـــﻴـــﻪ ٥٤ ﻃــﺎﻟــﺒــﺎ ﺟﺎﻣﻌﻴﺎ ﻳﻠﻌﺒﻮن دور ﺳﺮاق ﻣﺰﻳﻔﲔ ﻓﻲ ٠١ ﻣﻨﺎزل ﻓﻲ إﻟﻴﻨﻮي وﻓﻠﻮرﻳﺪا. ﺑـﻌـﺪﻫـﺎ، أﺧــﺬ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻮن ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣــﺨــﻠــﻔــﺎت اﻟــﺠــﺮاﺛــﻴــﻢ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﺮﻛـﻬـﺎ اﻟﺴﺮاق اﳌﺰﻳﻔﻮن.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺨﻄﻮات اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻣﺜﻤﺮة، وﻗﺎل ﻫﺎﻣﺒﺘﻮن - ﻣﺎرﺳﻴﻞ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ اﻟﺴﺮاق: »ﺳﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻟﻘﻮة، وﻳﺘﺤﺮﻛﻮن ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻳـــﺘـــﻴـــﺢ ﻷﺟــــﺴــــﺎﻣــــﻬــــﻢ ﻧــﺜــﺮ اﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت ﻓﻲ اﳌﻜﺎن«.
وأﺧـــــﻴـــــﺮﴽ، ﻋــﻤــﻞ اﻟـــﻔـــﺮﻳـــﻖ ﻋـﻠـﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻛﻞ واﺣــــﺪ ﻣــﻦ »اﻟـــﺴـــﺮاق اﳌــﺰﻳــﻔــﲔ« ﻣﻦ اﻟﺠﻠﺪ وﻣﻨﺨﺎري اﻷﻧﻒ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺴﻼﻟﺔ ﻛــﻞ ﺟــﺮﺛــﻮﻣــﺔ ﻟﻠﺘﻤﻴﺰ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ وﺑـﲔ ﻏـﻴـﺮﻫـﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺠــﺮاﺛــﻴــﻢ. وﺑــﻌــﺪ أﺧـﺬ اﻟـــﻌـــﻴـــﻨـــﺎت ﻣــــﻦ اﳌــــﺸــــﺎرﻛــــﲔ وﺟــﻤــﻊ اﻟـــﺒـــﻴـــﺎﻧـــﺎت ﻣــــﻦ دراﺳــــــــــﺎت أﺧــــــﺮى، وﺟـﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺟﻤﻊ آﻻف اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻛﺒﺼﻤﺎت ﺟﺮﺛﻮﻣﻴﺔ ﻓﺮدﻳﺔ.
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ أﻧﻬﻢ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ ﻛﻞ ﺳﺎرق ﻣــﺰﻳــﻒ ودﺧـــﻮﻟـــﻪ إﻟــــﻰ ﻣــﻨــﺰل ﻣﻌﲔ وﻟﻜﻦ ﺑﺪﻗﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وﻓﻮﺟﺊ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻋﺘﺒﺮوﻫﺎ ﺗﻄﻮرا ﺷﺪﻳﺪ اﻷﻫﻤﻴﺔ«.
ﺗــــــــﻘــــــــﻮل ﻛـــــﻠـــــﻴـــــﺮ ﻏـــــﻮﻳـــــﻨـــــﻴـــــﺖ، اﳌــــﺘــــﺨــــﺼــــﺼــــﺔ ﻓـــــــﻲ ﻋـــــﻠـــــﻢ اﻷدﻟـــــــــﺔ اﻟـــﺠـــﻨـــﺎﺋـــﻴـــﺔ اﻟـــﻄـــﺒـــﻴـــﺔ ﻣــــﻦ ﺟــﺎﻣــﻌــﺔ »ﺳــﺘــﺎﻓــﻮردﺷــﺎﻳــﺮ« ﻓــﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﳌﺠﻠﺔ »ﻧﻴﻮﺳﺎﻳﻨﺘﺴﺖ« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ: »ﺣﺘﻰ أﻛﺜﺮ اﻟﺴﺎرﻗﲔ ﺗــﻤــﺮﺳــﺎ وﺣـــــﺬرﴽ ﻳــﺘــﺮﻛــﻮن ﺧﻠﻔﻬﻢ أدﻟـﺔ ﺣﻴﺔ«. وﺗﻀﻴﻒ أن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟـﺠـﺮﺛـﻮﻣـﻴـﺔ، ﻛـﻐـﻴـﺮﻫـﺎ ﻣــﻦ أﺷـﻜـﺎل اﻵﺛﺎر اﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ﻛﺎﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي، ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت أن ﺳﺎرﻗﺎ ﻣﺎ وﺟـﺪ ﺣـﻮل ﺷـﻲء ﻣﻌﲔ ﻛﺼﻨﺪوق ﻟﻠﻤﺠﻮﻫﺮات.
وﻟﻜﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ اﳌﻌﻮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻗﻞ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﻓـــﺨـــﻼل دراﺳـــــــﺔ اﻟـــﻌـــﺎم ٤١٠٢ ﺗـــــﺮك ﺑـــﻌـــﺾ اﳌـــﺸـــﺎرﻛـــﲔ ﻣــﻨــﺰﻟــﻬــﻢ ﻓﺎرﻏﴼ ﻟﺒﻀﻌﺔ أﻳــﺎم، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗــﻠــﻒ ﺗـﻮﻗـﻴـﻌـﻬـﻢ اﻟــﺠــﺮﺛــﻮﻣــﻲ. ﻟــﺬا، ﺣـــــﺬر ﻫــﺎﻣــﺒــﺘــﻮن - ﻣــــﺎرﺷــــﺎل، ﻣـﻦ أﻧــﻪ وﻋـﻠـﻰ ﻋﻜﺲ ﺑﺼﻤﺔ اﻹﺻـﺒـﻊ، ﻳﺒﺪأ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ اﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻲ اﻟﺨﺎص ﺑــﺎﳌــﺠــﺮم ﺑــﺎﻟــﺘــﻠــﻒ ﺑــﻌــﺪ ﻣـــــﺮور ٠٣ دﻗﻴﻘﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرﺗﻪ.
ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻟﻔﺘﺖ روث ﻣﻮرﻏﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ »ﻳﻮﻧﻴﻔﺮﺳﻴﺘﻲ ﻛﻮﻟﻴﺪج ﻟﻨﺪن« إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻤﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻤﻊ اﻷدﻟﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ، ﻗﺪ ﺗــﺴــﺎﻫــﻢ ﻫــــﺬه اﻷدﻟــــــﺔ اﻟـﺠـﺮﺛـﻮﻣـﻴـﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ ﺗــﻮﻗــﻴــﺖ ﺣـﺼـﻮل اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. وأﺿﺎﻓﺖ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ: »ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أي وﺳﻴﻠﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻋﻤﺮ اﻷﺛﺮ اﳌﺘﺮوك؟ إذ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺳﺘﻠﻌﺐ دورﴽ ﺷﺪﻳﺪ اﻷﻫــﻤــﻴــﺔ ﻓـــﻲ إﻋــــــﺎدة رﺳــــﻢ ﻣﺸﻬﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ«.
ﺗــﺤــﺪث ﻫـﺎﻣـﺒـﺘـﻮن - ﻣﺎرﺳﻴﻞ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﺑﺮﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ دﻗﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌــــﺠــــﺮﻣــــﲔ ﻋـــــﻦ ﻃــــﺮﻳــــﻖ اﻟــﺘــﻮﻗــﻴــﻊ اﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻲ إﻟﻰ ٠٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، ﺗﺮى ﻣﻮرﻏﺎن أن زﻳﺎدة ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺪﻗﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪة، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻠﻔﺖ إﻟﻰ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟـ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ أﻳﻀﴼ ﻓﻌﺎﻟﺔ إذا ﻣﺎ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻣــــــﻊ ﺑــــﺼــــﻤــــﺎت اﻷﺻـــــــﺎﺑـــــــﻊ وآﺛـــــــﺎر اﻟﺤﻤﺾ اﻟــﻨــﻮوي. وأﺧــﻴــﺮﴽ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل ﺟﻤﻊ اﻷدﻟــﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺳﺘﺸﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷدوات اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﺤﻞ اﻟﺠﺮاﺋﻢ.