إﻳﺮان... وﺳﻘﻮط ﺣﻜﻢ اﳌﺮﺷﺪ
ﻣﺜﻴﺮ ﺟﺪﴽ ﺷﺄن اﻟﺘﺎرﻳﺦ، ذﻟﻚ أﻧﻪ وإن ﻛﺎﻧﺖ أﺣــﺪاﺛــﻪ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر ﺣﺮﻓﻴﴼ إﻻ أﻧـﻬـﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ وﻻ ﺷــﻚ ﻋـﺒـﺮ اﻷزﻣــﻨــﺔ واﻟــﻌــﺼــﻮر، وﻟــﻌــﻞ أﺻـــﻮات اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻄﺎﻟﺐ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺄن ﻳﺘﻨﺤﻰ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ رﺟــﻊ ﺻــﺪى ﻻ ﻳﺘﻠﻜﺄ وﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﳌـﺎ ﻫﺘﻔﺖ ﺑﻪ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٣١٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﺴﻘﻮط ﺣﻜﻢ ﻣـﺮﺷـﺪ اﻹﺧــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ، وﻳـﺒـﺪو أن ﻫـﺬا ﻫـﻮ ﻣﺼﻴﺮ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺜﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ أو ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ.
ﺧـــﻼل ﺳــﺎﻋــﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻳــﺒــﺪأ ﻧــﻈــﺎم اﳌـﻼﻟـﻲ ﻣــــﻮاﺟــــﻬــــﺔ اﳌــــﺮﺣــــﻠــــﺔ اﻷوﻟـــــــــﻰ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ، وﺧـــﻼل ﺛـﻼﺛـﺔ أﺷﻬﺮ ﺳﻮف ﻳﻨﻘﻄﻊ اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺴﺮي اﳌﺼﺮﻓﻲ واﻟﺒﻨﻜﻲ اﻟـــﺬي ﻣــﻸ ﺟـﻴـﻮب اﳌــﻼﻟــﻲ ﻃـــﻮال أرﺑــﻌــﺔ ﻋـﻘـﻮد، وﻗـﺘـﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﲔ ﺗﻘﺘﻴﺮﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ، ﻣـﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺗﻜﻔﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺘﻲ روﺟﺘﻬﺎ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٩٧٩١ وﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ.
اﳌﺸﻬﺪ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻳﻜﺎد ﻳﺼﻴﺐ إﻳــﺮان ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ﻣﻦ دون إﻃﻼق رﺻﺎﺻﺔ واﺣﺪة، إذ ﺑﺎﺗﻮا ﻏـﻴـﺮ ﻗـــﺎدرﻳـــﻦ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻌـﺮﻓـﺔ اﻟــﻨــﻴــﺎت اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺗـﺮﻣـﺐ وﻓــﻲ أي ﻣﺴﻠﻚ ﻳﻤﻀﻲ، ﻓﻬﻞ ﻫـﻮ ﻳﻌﺪ ﺧﻄﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ﻛﻤﺎ أوﺻﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳌﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ، أم ﺗﺘﻄﻠﻊ إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ إﻟﻰ أن ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺟﻴﻤﺲ ﻣﺎﺗﻴﺲ وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ.
ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﺗﻀﻴﻖ ﻧﺎﻓﺬة اﻷﻣﻞ أﻣﺎم ﺣﻜﺎم ﻃـــﻬـــﺮان، وﻳـــﻜـــﺎد اﳌــــﺮء اﳌــﺘــﺘــﺒــﻊ ﳌـــﺎ ﻳــﺠــﺮي ﻓﻲ اﻟــﻜــﻮاﻟــﻴــﺲ اﻟـﺨـﻠـﻔـﻴـﺔ ﻟــﻠــﺴــﻴــﺎﺳــﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ وﺑــﺨــﺎﺻــﺔ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرﻳــﺔ اﻟــﻘــﻄــﻊ ﺑــــﺄن ﺗـﺮﻣـﺐ ﻳﻌﻤﺪ إﻟــﻰ اﻟــﺤــﺮب اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓــﻲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ، ﻛﺒﺪﻳﻞ ﻣﺘﻘﺪم وأوﻟﻲ ﻋﻦ اﻟﺤﺮب.
ﻗــﺒــﻞ ﺑــﻀــﻌــﺔ أﻳـــــﺎم أﻋــﻠــﻦ ﺗــﺮﻣــﺐ أﻧــــﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ رﺑﻤﺎ ﻟﻴﻀﻊ اﻟﻨﻈﺎم أﻣﺎم اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ، ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻴﺔ ﺗﻮﺟﻬﻪ إﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﻣﺴﺎرب أﻣﻞ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻃﻬﺮان ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ رؤاﻫﺎ، وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻴﺔ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج أﻧﻪ ﻋﺎد ﺑﻌﺪ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ اﻷوﻟـﻰ ﻟﻴﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﳌﺮة ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ.
ﻣـــﺨـــﻄـــﺊ ﻣـــــﻦ ﻳـــﻈـــﻦ أن اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ ﺗــﺮﻣــﺐ ﻳـﺘـﺼـﺮف ﻋـﻠـﻰ ﻧـﺤـﻮ ﻋــﻔــﻮي أو ارﺗــﺠــﺎﻟــﻲ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﴼ، إذ ﻳﻮﻣﴼ ﺗﻠﻮ اﻵﺧــﺮ ﻳﺜﺒﺖ أن ﻫـﻨـﺎك ﻋــﻘــﻮﻻ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗـﺘـﺠـﺎوز ﻣـﻘـﺪراﺗـﻪ اﻟـﻔـﻜـﺮﻳـﺔ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻫــﻲ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺮﺳـﻢ اﻟــﺮؤى واﻵﻓﺎق ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ إﻳﺮان اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، إن ﺟﺎز اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺳﻴﻤﺎ وأن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﻓـﻲ اﻟـﺪاﺧـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﲔ واﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﲔ ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﺪ ﺳــــــﻮاء ﺗــﻤــﻀــﻲ ﻓـــﻲ اﺗـــﺠـــﺎه واﺣـــــﺪ، وﻫـﻮ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﺳﺘﻤﺮار ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﻷرﺑـــﻌـــﺔ ﻋــﻘــﻮد أﺧـــــﺮى، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻈﻞ، وﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ »ﺳﺘﺮاﺗﻔﻮر« ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ إﻟﻰ أن اﻟﺴﻬﻢ ﻗﺪ اﻧﻄﻖ واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻗﺎدم ﻗﺒﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ٩١٠٢ اﳌﻮﻋﺪ واﳌﻮﻗﻊ ﻹﻳﺮان ﻣﻐﺎﻳﺮة.
اﻟﻨﺎﻇﺮ إﻟﻰ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻷزﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺠﺰم ﺑﺎﺳﺘﻔﺎدة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻣﻦ درس ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق، ذﻟﻚ أن إﺳﻘﺎط ﺻــﺪام ﻟـﻢ ﻳـﻮﻓـﺮ اﻟـﻐـﻄـﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟـــﻼزم ﻟﺪﻋﻢ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ، ﺑﺨﻼف اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﻮن ﺟـﺎﻫـﺪﻳـﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ وﺑﲔ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ.
اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪر ﻟﻬﻢ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﺧﻄﺎب ﺗﺮﻣﺐ اﻟــــﺬي أﻋــﻠــﻦ ﻓــﻴــﻪ اﻧــﺴــﺤــﺎب ﺑــــﻼده ﻣــﻦ اﻻﺗــﻔــﺎق اﻟﻨﻮوي ﻳﺘﺬﻛﺮون ﺟﻴﺪﴽ اﻟﻐﺰل اﻟﺸﻌﺒﻮي اﻟﺬي ﻧﺴﺠﻪ ﺗﺮﻣﺐ ﺣــﻮل اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ، واﺻﻔﴼ إﻳﺎﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺷﻌﺐ ﻟﻪ ﺗﺎرﻳﺦ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ وﻳﻮﻣﴼ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء وﺣﻜﻤﴼ ﺳﻴﻌﻮد ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﻟﺤﻈﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﺣﲔ ﻳﻨﺠﻠﻲ ﻛﺎﺑﻮس اﻟـﺤـﻮذات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟـﺬي ﺟﺜﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺪور اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ.
ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﻠﺘﻪ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻋﺪة ﻟﺘﺮﻣﺐ وﻟﻐﻴﺮه ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﲔ وﺑﺨﺎﺻﺔ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻪ ﺑﻮﻣﺒﻴﻮ، ﻃــﻮال ﻓﺘﺮات اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﺣـﺪ اﻻﻧـﺘـﻔـﺎﺿـﺎت، ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﺣـﻖ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺨﻴﺮات ﺑﻼدﻫﻢ ﻋﻮﺿﴼ ﻋﻦ اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻬﺎ.
ﻛﺎن آﺧﺮ اﳌﺘﺤﺪﺛﲔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﺑﺼﻮت ﻣــﺮﺗــﻔــﻊ اﻟــﺴــﻴــﻨــﺎﺗــﻮر اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮري ﺗــﻴــﺪ ﻛــــﺮوز، اﻟـﺤـﺼـﺎن اﻟــﻘــﺎدم وﻻ ﺷـﻚ ﻓـﻲ ﺳـﺒـﺎق اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﺧــﻼل اﻟـﻌـﻘـﺪ اﳌـﻘـﺒـﻞ، واﻟـــﺬي ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮاﺻﻠﻮن ﻣﻈﺎﻫﺮاﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع اﻟﻌﺎﻣﺔ.
أﺧــﻄــﺮ ﻣــﺎ ﻓــﻲ اﳌـﺸـﻬـﺪ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻲ اﻟـﻴـﻮم ﻫـﻮ ﻓـﻚ اﻻرﺗــﺒــﺎط اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ﺑـﲔ اﳌﻼﻟﻲ وﺑــﲔ اﻟـﺸـﺎرع اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ، ﻓﻘﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ارﺗﻔﻌﺖ اﻟﻬﺘﺎﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑـ»ﻣﻮت ﻓﻠﺴﻄﲔ«، ﻓﻲ رﻓﺾ واﺿﺢ وﻓﺎﺿﺢ ﻻﺳﺘﻐﻼل اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻛﻤﻄﻴﺔ دﻳﻤﺎﻏﻮﺟﻴﺔ ﻹﺛﺎرة ﺣــﻤــﺎﺳــﺔ وﺣــﻤــﻴــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﲔ، ﻟــﻜــﻦ ﻓــﺎﺗــﻬــﻢ أن اﻟﺸﻌﻮب وﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻴﻮش ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ.
اﻷﻳـــــــﺎم اﻟــﺨــﻤــﺴــﺔ اﻟــﻔــﺎﺋــﺘــﺔ ارﺗـــﻔـــﻊ ﺷــﻌــﺎر آﺧـــﺮ أﻛــﺜــﺮ زﻋـــﺰﻋـــﺔ ﻷرﻛـــــﺎن اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ، ﻓﻔﻲ ﺷــﻮارع اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻗــﻢ ذات اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ واﻹﺟﻼل ﺧﺮج اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون ﻳﻨﺪدون وﻳﻬﺘﻔﻮن ﺑﺴﻘﻮط »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« واﳌﻨﺎداة ﺑﺎﳌﻮت ﻟﻪ.
ﺣــــﺠــــﺔ ﻣــــﺘــــﻈــــﺎﻫــــﺮي ﻗـــــــــﻢ، ﻛــــﻤــــﺎ رددوﻫـــــــــﺎ وﻛـــﺘـــﺒـــﻮﻫـــﺎ، ﻫــــﻲ أن ﻣــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎ »ﺣــــــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﻳـﺴـﺘـﺮزﻗـﻮن ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺴـﺎب اﻟــﻔــﻘــﺮاء اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﲔ، ﺣـﻴـﺚ ﺗـﺨـﺼـﺺ ﻟـﻬـﻢ ﻣــﻮازﻧــﺔ ﺳـﻨـﻮﻳـﺔ ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﺖ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، وﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ أي رﻗﺎﺑﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ، وﺗﻜﺎد ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.
ﺑـﺎت ﺷﻌﺎر ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﳌﺮﺷﺪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺤﻲ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ أرﺟﺎء إﻳﺮان، ﻣﺼﺤﻮﺑﴼ ﺑﻔﻜﺮ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻣــﻔــﺎده أن اﳌــﻼﻟــﻲ ﺟـﻌـﻠـﻮا اﻟــﺪﻳــﻦ ﺳﻠﻤﴼ وأذﻟــﻮا اﻟﺸﻌﺐ، وﻓـﻲ اﻟﺠﻮار ﻛـﺎن اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮج اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺴﺎرع إﻟﻰ اﻟﻬﺘﺎف: »ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮا ﻛﻠﻨﺎ ﻣﻌﻜﻢ... واﳌﻮت ﻟﻠﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر«.
ﻳﻘﻮل اﻟـــﺮاوي إﻧــﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﺟـﻮزﻳـﻒ ﻏﻮﺑﻠﺰ وزﻳﺮ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﻨﺎزﻳﺔ اﻷﺷﻬﺮ، ﻳﻨﺼﺮف ﺣﺰﻳﻨﴼ ﻣـﻦ اﻟـﺸـﻮارع اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ، ﺑﻌﺪ أن ﺛﺒﺖ ﻓﺸﻞ ﺷﻌﺎره اﻟﻌﺘﻴﺪ »اﻛــﺬب... ﺛﻢ اﻛـﺬب، ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺪﻗﻚ اﻟﻨﺎس«، ﻓﻲ إﻃﺎﻟﺔ أﻣﺪ ﻧﻈﺎم اﳌﻼﻟﻲ.