اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻳﻌﻴﺪ ﻗﻄﻌﴼ أﺛﺮﻳﺔ ﻋﻤﺮﻫﺎ ٥ آﻻف ﻋﺎم ﻟﻠﻌﺮاق
ﺳﺮﻗﺖ ﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﻗﺼﲑة ﻣﻦ اﻟﻐﺰو اﻷﻣﲑﻛﻲ
أﻋـــــــﺎد اﳌـــﺘـــﺤـــﻒ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﻘـــﻄـــﻊ اﻷﺛــــﺮﻳــــﺔ، ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻳـﻘـﺎرب ٥ آﻻف ﻋــﺎم ﻛﺎﻧﺖ ﻗـــﺪ ﺳـــﺮﻗـــﺖ ﻣـــﻦ ﻣـــﻮﻗـــﻊ ﻗـــﺪﻳـــﻢ ﻓـﻲ اﻟــــﻌــــﺮاق ﺑــﻌــﺪ ﻓـــﺘـــﺮة ﻗــﺼــﻴــﺮة ﻣـﻦ اﻟـــﻐـــﺰو اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ، إﻟـــﻰ اﻟــﺴــﻔــﺎرة اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟـﻨـﺪن، ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣــﻦ اﺳـﺘـﻌـﺎدﺗـﻬـﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻨﺪن.
وﺗــــــــــــﻤــــــــــــﻜــــــــــــﻨــــــــــــﺖ ﺷــــــــــﺮﻃــــــــــﺔ اﺳـــﻜـــﻮﺗـــﻠـــﻨـــﺪﻳـــﺎرد ﻣــــﻦ اﺳـــﺘـــﻌـــﺎدة اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛـﺮﻳـﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳـــــﺎر( ٣٠٠٢ ﺑــﻌــﺪ اﻻﺷــﺘــﺒــﺎه ﻓﻲ ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ وﻓﺸﻞ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ.
وأﻓــــــﺎد اﳌــﺘــﺤــﻒ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ ﺑـــﺄن اﻟــﺘــﺎﺟــﺮ ﺗــﻮﻗــﻒ ﻋــﻦ اﻟـﻨـﺸـﺎط ﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ، وأن اﻟﻘﻄﻊ - ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺟﻮاﻫﺮ وأﻗﻤﺎﻋﴼ ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ وﺧﺎﺗﻤﴼ ﻣﺰرﻛﺸﴼ ورأس ﺻﻮﻟﺠﺎن - أرﺳﻠﺖ إﻟﻰ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ.
وﻗـــــــﺪ ﺳـــــﺎﻋـــــﺪت ٣ ﻗــــﻄــــﻊ ﻣــﻦ اﻟــــﺜــــﻤــــﺎﻧــــﻲ ﻓــــــﻲ ﺗــــﺤــــﺪﻳــــﺪ ﻫـــﻮﻳـــﺔ اﳌـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ وأﺻــــﺎﻟــــﺘــــﻬــــﺎ، ﺣــﻴــﺚ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻧﻘﻮﺷﴼ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﳌﺴﻤﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ أﺣﺪ أﻗﺪم ﻟﻐﺎت اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮ واﻟﺘﻲ اﺧﺘﺮﻋﻬﺎ اﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻮن.
وأوﺿــــــــــــــــﺤــــــــــــــــﺖ ﺻـــــﺤـــــﻴـــــﻔـــــﺔ »اﻹﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« أن اﻟﻨﺺ اﻟﺴﻮﻣﺮي ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أن اﻟــﻘــﻄــﻊ ﺟــــﺎءت ﻣﻦ ﻣﻌﺒﺪ »إي ﻧـﺎﻧـﻮ« اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺟــﻴــﺮﺳــﻮ، اﳌــﻌــﺮوﻓــﺔ ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﺑﺎﺳﻢ »ﺗﻠﻮ« ﺑﺠﻨﻮب اﻟﻌﺮاق. وﻳﺸﺎر إﻟﻰ أن اﳌﻌﺒﺪ ﺑﻨﻲ ﻟﻺﻟﻪ »ﻧﻴﻨﻐﺮﺳﻮ«، أﺣﺪ آﻟﻬﺔ ﺣﻀﺎرة ﺳﻮﻣﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺠﻨﻮب ﺑﻼد اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ.
وﻳﺘﻤﺘﻊ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑـــــﺨـــــﺒـــــﺮة ﻛـــــﺒـــــﻴـــــﺮة ﻓــــــــﻲ ﺗـــﺤـــﻠـــﻴـــﻞ اﳌﻜﺘﺸﻔﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ، وﻳﺘﻮﻟﻰ اﳌﺘﺤﻒ ﺗﺪرﻳﺐ ﺧــــﺒــــﺮاء اﻵﺛــــــــﺎر اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻴـــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻠﻮ.
وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ ﺑــــﻴــــﺎن ﺻـــــــﺪر ﻋــﻦ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻓـﺈن »اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺧﺮى ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﻗﻄﻊ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻓﻲ ﺣﻔﺮﻳﺎت ﺟﺮت ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻠﻮ وﻳــﻌـــﻮد أﺻــﻠــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﻐــﺎﻟــﺐ إﻟــﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ«.
وﻧـﻬـﺒـﺖ اﻟـﻘـﻄـﻊ اﻟـﺜـﻤـﺎﻧـﻲ ﻓﻲ ﻣـــﺎﻳـــﻮ ٣٠٠٢ ﺑــﻌــﺪ ﺷــﻬــﺮﻳــﻦ ﻓـﻘـﻂ ﻣــــﻦ اﳌـــﺮﺣـــﻠـــﺔ اﻷوﻟـــــــﻰ ﻣــــﻦ اﻟــﻐــﺰو اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ، ﻣـــﻦ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﺗــﻠــﻮ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻣﺘﺰاﻣﻦ. وأﺿــﺎف اﻟﺒﻴﺎن أن »اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮت ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ورﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺢ اﻟﻠﻴﻞ وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺪد ﻣﺤﺪود ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص وﻓﻲ ﻓـﺘـﺮة وﺟــﻴــﺰة، ﻷن وﺗــﻴــﺮة اﻟﻨﻬﺐ واﻟﺴﺮﻗﺔ ودرﺟﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺎﻟﺼﻮرة ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎﻫﺎ ﻓــﻲ ﻏـﻴـﺮﻫـﺎ ﻣــﻦ اﳌـــﻮاﻗـــﻊ«. وﺗـﺎﺑـﻊ اﻟﺒﻴﺎن أن »ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻮق أوﺿﺢ أن ﻗـــﻄـــﻌـــﴼ ﻣــــﺸــــﺎﺑــــﻬــــﺔ ﻟـــﻸﻗـــﻤـــﺎع اﳌﺰﺧﺮﻓﺔ ﻗﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ«.
وﻣــﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، اﻣـﺘـﺪح اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺴﲔ ﻋﻠﻲ، اﻟﺠﻬﺪ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻄﺎﻗﻢ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﳌﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﻘﻄﻊ وأﺻﺎﻟﺘﻬﺎ. وأﺿــﺎف اﻟﺴﻔﻴﺮ أن »ﻫــﺬا اﻟﺠﻬﺪ دﻟــﻴــﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺘــﻌــﺎون ﺑــﲔ اﻟــﻌــﺮاق واﳌـــﻤـــﻠـــﻜـــﺔ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة. إن ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ اﻵﺛــــﺎر ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ دوﻟــﻴــﺔ، وﻧﺤﻦ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺮاق ﻧﺘﻄﻠﻊ إﻟــﻰ اﻟـﺘـﻌـﺎون ﻟــــﺤــــﻤــــﺎﻳــــﺔ ﺗـــــﺮاﺛـــــﻨـــــﺎ اﻟــــﺤــــﻀــــﺎري واﺳﺘﻌﺎدة آﺛﺎرﻧﺎ اﳌﻨﻬﻮﺑﺔ«.
وﻓــــــﻲ اﻟــــﺴــــﻴــــﺎق ذاﺗـــــــــﻪ، أﻓـــــﺎد ﻫــﺎرﺗــﻮﻳــﻎ ﻓـﻴـﺸـﺮ، ﻣــﺪﻳــﺮ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﺑﺄن »اﳌﺘﺤﻒ ﻣﻠﺘﺰم اﻟــﺘــﺰاﻣــﴼ ﺗـﺎﻣـﴼ ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟـﺘـﺠـﺎرة ﻏــــﻴــــﺮ اﳌــــــﺸــــــﺮوﻋــــــﺔ ﻓـــــــﻲ اﻟـــــﺘـــــﺮاث اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ، ﻓــﻬــﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗــﻌــﻨــﻴــﻨــﺎ ﺟــﻤــﻴــﻌــﴼ. وﻟــــﻘــــﺪ ﺳـــﻌـــﺪت ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﻷﻧــﻨــﺎ ﺗــﻤــﻜــﻨــﺎ ﻣـﻦ اﳌــــﺴــــﺎﻋــــﺪة ﻓــــﻲ إﻋـــــﺎدة ﺗــﻠــﻚ اﻟـﻘـﻄـﻊ اﳌـــﻬـــﻤـــﺔ ﻟـــﻠـــﻌـــﺮاق ﻣـﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓـــــﻲ ﻟـــــﻨـــــﺪن. وﻫـــــــــﺬا دﻟــــﻴــــﻞ ﻋــﻠــﻰ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺑﻄﻨﺎ ﺑـــﺰﻣـــﻼﺋـــﻨـــﺎ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻌـــــﺮاق واﻟـــﺘـــﻲ ﺗﻄﻮرت ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﲔ«.