إﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ »اﻟﻨﺪم« ﺣﻴﺎل ﻓﻈﺎﺋﻊ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ذﻛﺮى اﺳﺘﺴﻼم ﺑﻠﺪه
أﺣــــــــﻴــــــــﺖ اﻟــــــﻴــــــﺎﺑــــــﺎن ذﻛـــــــﺮى اﺳﺘﺴﻼﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ، أﻣــﺲ )اﻷرﺑـــﻌـــﺎء(، وﻓﻲ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﺒﺮ إﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﻴﺎﺑﺎن أﻛــﻴــﻬــﻴــﺘــﻮ ﻋــــﻦ »اﻟـــــﻨـــــﺪم« ﺣــﻴــﺎل ﻟﻔﻈﺎﺋﻊ اﻟـﺘـﻲ ارﺗــﻜــﺒــﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ، وذﻟــﻚ أﺛـﻨـﺎء ﻣـﺮاﺳـﻢ ذﻛــﺮى ﻣـﺮور ٣٧ ﻋـﺎﻣـﴼ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻬﺎﺋﻬﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻛــﺘــﻔــﻰ رﺋــﻴــﺲ اﻟــــــﻮزراء ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻫــــﺒــــﺔ ﳌـــﻌـــﺒـــﺪ ﻳــــﺎﺳــــﻮﻛــــﻮﻧــــﻲ ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ. ووﻗـﻌـﺖ اﻟﻴﺎﺑﺎن رﺳـــﻤـــﻴـــﴼ وﺛـــــﺎﺋـــــﻖ اﺳــﺘــﺴــﻼﻣــﻬــﺎ ﻓــﻲ ٢ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـﺮ )أﻳـــﻠـــﻮل( ٥٤٩١. وﻛﺎن واﻟﺪ أﻛﻴﻬﻴﺘﻮ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻫـــﻴـــﺮوﻫـــﻴـــﺘـــﻮ أﻋــــﻠــــﻦ اﺳـــﺘـــﺴـــﻼم اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻓﻲ ﺧﻄﺎب إذاﻋﻲ ﻓﻲ ٥١ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٥٤٩١.
واﻣــــﺘــــﻨــــﻊ آﺑـــــــﻲ ﻋــــــﻦ زﻳـــــــﺎرة اﻟـــﻀـــﺮﻳـــﺢ اﻟـــــــﺬي أﻗــــﻴــــﻢ ﺗــﻜــﺮﻳــﻤــﴼ ﻟـ٦٤.٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻰ اﻟﺤﺮب، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺠﺮﻣﻮ ﺣﺮب أدﻳﻨﻮا دوﻟـــﻴـــﴼ ﺑـــﺎﻟـــﺠـــﺮاﺋـــﻢ، ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــــﻦ أﻧـــــﻪ ﻣــــﻦ اﳌـــﺘـــﻮﻗـــﻊ أن ﻳــﻘــﻮم اﻟــﻌــﺸــﺮات ﻣــﻦ اﳌـﺸـﺮﻋـﲔ ﺑــﺰﻳــﺎرة اﳌــﻜــﺎن. وﺗـﺜـﻴـﺮ زﻳــــﺎرات اﻟـﺰﻋـﻤـﺎء اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﲔ ﻟــﻠــﻀــﺮﻳــﺢ ﻏـﻀـﺒـﴼ ﻓــﻲ اﻟـــﺪول اﳌــﺠــﺎورة، ﺧﺼﻮﺻﴼ اﻟﺼﲔ وﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ذﻟـــﻚ ﺗـﻤـﺠـﻴـﺪﴽ »ﻟــﻠــﻌــﺪوان اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ« ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺤﺮب.
وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻣﻦ اﳌﻘﺮر أن ﻳــــﺸــــﺎرك آﻻف اﻷﺷــــﺨــــﺎص، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر أﻛﻴﻬﻴﺘﻮ واﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرة ﻣﻴﺘﺸﻴﻜﻮ، ﻟﺘﺄﺑﲔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٣ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع.
وﻗﺎل اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ ٤٨ ﻋــﺎﻣــﴼ ﻓــﻲ ﺧــﻄــﺎب ﺑﺜﻪ اﻟــﺘــﻠــﻔــﺰﻳــﻮن إﻧـــﻪ »ﺑـﺎﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﻨﺪم ﻋﻤﻴﻖ، آﻣﻞ ﺑﺼﺪق أﻻ ﻳﺘﻜﺮر دﻣﺎر اﻟﺤﺮب أﺑـﺪﴽ«. وأﺿﺎف اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ: »ﻣـــﻊ ﻛــﻞ ﺷــﻌــﺒــﻲ، أﺣــﻴــﻲ ﻣــﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻛـﻞ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻓـﻘـﺪوا أرواﺣـﻬـﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب، ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻘﺘﺎل أو ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء، وأﺻﻠﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻟﺒﻠﺪﻧﺎ«.
وﻫـــﺬه اﳌــﺮاﺳــﻢ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺠﺮي ﺳــــﻨــــﻮﻳــــﴼ وﺗــــﺼــــﻤــــﻢ ﺑـــــﺪﻗـــــﺔ، ﻫــﻲ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ أﻛﻴﻬﻴﺘﻮ ﺑــﺼــﻔــﺘــﻪ إﻣـــــﺒـــــﺮاﻃـــــﻮرﴽ ﺑـــﻤـــﺎ أﻧـــﻪ ﺳﻴﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﻌﺮش ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﺑـﺮﻳـﻞ )ﻧـﻴـﺴـﺎن( اﳌﻘﺒﻞ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗـــــﺎﻧـــــﻮن اﺳـــﺘـــﺜـــﻨـــﺎﺋـــﻲ ﺳــﻴــﺴــﻤــﺢ ﻟﻨﺠﻠﻪ ﻧﺎروﻫﻴﺘﻮ ﺑﺎﻋﺘﻼء اﻟﻌﺮش ﻗﺒﻞ وﻓﺎة واﻟﺪه. وﻣﻊ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺷﺪد أﻛﻴﻬﻴﺘﻮ ﻃﻮال ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ آراﺋﻪ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻗﺾ واﺿﺢ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﺘﻬﺎ اﻟﻴﺎﺑﺎن إﺑﺎن ﻋﻬﺪ واﻟﺪه. وﻗﺪ أﺛﺎر ﻏﻀﺐ اﻟﻴﻤﲔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺮح ﺑﺄن ﺑــﻼده ﺳﺒﺒﺖ »آﻻﻣــﴼ ﻛﺒﻴﺮة« ﻓﻲ اﻟـﺼـﲔ، وﻋـﺒـﺮ ﻋـﻦ أﺳـﻔـﻪ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟــــﻮﺣــــﺸــــﻲ ﻟـــﻠـــﻴـــﺎﺑـــﺎن ﻓـــــﻲ ﺷــﺒــﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻜﻮرﻳﺔ.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺘــﻪ، ﺗـــﺤـــﺪث رﺋــﻴــﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﺷﻴﻨﺰو آﺑﻲ ﻓﻲ ﻫـــﺬه اﳌــﺮاﺳــﻢ أﻳــﻀــﴼ، داﻋــﻴــﴼ إﻟـﻰ إﺑﻘﺎء ﻗﺘﻠﻰ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺒﻨﺎء ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻠﻤﻲ.
وﻗــــﺎل: »ﻟــﻦ ﻧــﻜــﺮر أﺑـــﺪﴽ دﻣــﺎر اﻟﺤﺮب. ﻧﻮاﺟﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺘﻮاﺿﻊ وﻧﺆﻛﺪ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﻜﻮن أوﻓﻴﺎء ﻟﻬﺬا اﻟـــﻮﻋـــﺪ«، ﻣـﺘـﺠـﻨـﺒـﴼ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﻋﻦ أي ﻧـــﺪم أو أﺳــــﻒ. واﻣــﺘــﻨــﻊ آﺑــﻲ اﳌﻌﺮوف ﺑﻤﻮاﻗﻔﻪ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻣﻨﺬ ﻋﻮدﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛـﺎﻧـﻮن اﻷول( ٢١٠٢، ﻋﻦ زﻳـﺎرة اﳌﻘﺒﺮة ﻓﻲ ٥١ أﻏﺴﻄﺲ ﻟﺘﺠﻨﺐ إﻏــﻀــﺎب اﻟـــــﺪول اﳌـــﺠـــﺎورة. وﻗــﺪ اﻛﺘﻔﻰ، أﻣﺲ )اﻷرﺑﻌﺎء(، ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻫﺒﺔ إﻟﻰ اﳌﻮﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﺎدة، ﺣﺴﺒﻤﺎ ذﻛﺮ أﺣﺪ اﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺰب اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ.
وﺧــــــــــــﻼل ﺧـــــﻤـــــﺲ ﺳـــــﻨـــــﻮات وﻧـــﺼـــﻒ اﻟـــﺴـــﻨـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ، زار آﺑـــﻲ اﳌــﻮﻗــﻊ ﻣـــﺮة واﺣــــﺪة ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ ٣١٠٢ ﻓﻲ ذﻛﺮى ﻋﻮدﺗﻪ إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻟﻜﻦ زﻳﺎرﺗﻪ ﻫﺬه ﻟﻢ ﺗﺜﺮ اﺳﺘﻴﺎء ﺳﻴﻮل وﺑﻜﲔ ﻓــﻘــﻂ، ﺑـــﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ أﻳﻀﴼ اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮت ﻋﻦ ﺧﻴﺒﺔ أﻣﻠﻬﺎ. وﻣﻮﻗﻊ ﻳﺎﺳﻮﻛﻮﻧﻲ ﻳﺨﻠﺪ ذﻛﺮى ٥٫٢ ﻣـــﻠـــﻴـــﻮن ﺟـــﻨـــﺪي وﺷــﺨــﺺ ﻋﻤﻠﻮا ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ وﻗﺘﻠﻮا ﻣﻦ أﺟﻞ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺼﺮ ﻣﻴﺠﻲ )٩٦٨١( ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟـﺤـﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻟـــﻜـــﻦ ﻣـــﻨـــﺬ ٨٧٩١، أدرﺟـــــــــﺖ ﻓــﻲ ﺳﺠﻼﺗﻪ أﺳﻤﺎء ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﲔ أدﻳﻨﻮا ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﻣﺠﺮﻣﻲ ﺣﺮب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟـﺤـﻠـﻔـﺎء ﺑـﻌـﺪ اﻻﺳــﺘــﺴــﻼم اﻟــﺬي ﻓـﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎﺑﺎن إﺛـﺮ اﻟﻘﺼﻒ اﻟــــــﻨــــــﻮوي اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻲ ﳌــﺪﻳــﻨــﺘــﻲ ﻫــــﻴــــﺮوﺷــــﻴــــﻤــــﺎ )٦ أﻏــــﺴــــﻄــــﺲ( وﻧـﺎﻏـﺎزاﻛـﻲ )٩ أﻏﺴﻄﺲ(، اﻟﺬي أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١٢ آﻻف ﺷﺨﺺ. وﻗﺘﻞ ﻧﺤﻮ ١٫٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٠٠٨ أﻟﻒ ﻣﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺮب اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺪول اﳌﺠﺎورة ﻟﻠﻴﺎﺑﺎن اﻟﺠﻴﺶ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮري ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ.