اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟﻲ وﺗﺄﺛﻴﺮه ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد
ﻓــــــﻲ ﻋـــــﺎﻟـــــﻢ اﻷﻋــــــــﻤــــــــﺎل، ﻏــــﺎﻟــــﺒــــﴼ ﻣــﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟــﻲ اﺳــﻢ »اﻟـﺬﻛـﺎء اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ«. إن ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎت اﻟـﺨـﻴـﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ إﻟﻰ اﻟـــﺬاﻛـــﺮة ﻣـﺸـﺎﻫـﺪ أﺟــﻬــﺰة اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﺮوﺑﻮﺗﻴﺔ، رﻏﻢ أن اﳌﻨﺘﺞ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻻﻧﺤﺪار اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ. ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟـــــﻲ ﻣـــﺎ ﻫـــﻮ إﻻ اﺳــﺘــﺨــﺪام اﻟــﺤــﺴــﺎب ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻮﻗــﻊ ﺑـــﺎﻷﺷـــﻴـــﺎء، ﻣــﺜــﻞ ﺗـﺤـﺪﻳـﺪ ﻣـــﻮﻗـــﻊ »ﻏــــﻮﻏــــﻞ« ﻣــــﺎ ﻳـــﺮﻳـــﺪ أن ﻳـﺒـﺤـﺚ ﻋـﻨـﻪ اﳌـﺴـﺘـﺨـﺪم، أو ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرة ذاﺗﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدة اﻻﻧﺤﺮاف ﻟﺘﻔﺎدي اﻻﺻﻄﺪام. ﻻ ﻳﻌﺮف أﺣﺪ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻛﻴﻔﻴﺔ إﻋــﻄــﺎء ﻧـﻈـﺎم اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن.
ﻛــﻠــﻤــﺎت رﻧـــﺎﻧـــﺔ وإﻻ ﻓــــﻼ، ﻓــﺎﳌــﺠــﺎل ﺳـﺎﺧـﻦ، واﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺗﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﳌـﺰﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻓـﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧــــــﻴــــــﺮة، وﺷـــــﺮﻛـــــﺎت اﻟــﺘــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺎ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﺜﻞ »أﻟﻔﺎﺑﻴﺖ إﻧـﻚ« و»ﻏﻮﻏﻞ« و»آﺑـــــــﻞ إﻧــــــﻚ« و»أﻣـــــــــــﺎزون دوت ﻛــــﻮم« ﺗــﺴــﺘــﺜــﻤــﺮ ﺑــﻤــﺒــﺎﻟــﻎ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻓــــﻲ ﻣــﺠــﺎل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﺪأ أول راﺗﺐ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺻﻴﲔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﺑﻤﺒﺎﻟﻎ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳﻨﻮﻳﴼ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺸﺘﺮي اﻟﻨﺎس اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻫﻈﺔ.
ﻳﺸﻌﺮ ﻣــﺪﻳــﺮو اﳌـﺆﺳـﺴـﺎت ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮات ﺧﻠﻒ ﻇﻬﻮرﻫﺎ.
ﻣــﻦ اﳌــﻬــﻢ اﻹﺷـــــﺎرة إﻟـــﻰ أن اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟـﻲ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﺑﺼﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺣﺘﻰ اﻵن. ﻓﻠﻜﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﻣــﺎ ﻗـﺎﻟـﻪ ﺧﺒﻴﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد روﺑﺮت ﺳﻮﻟﻮ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ رؤﻳــﺔ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟــﻲ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣﻜﺎن ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. ﻓـــﻘـــﺪ ﻋــــــﺎدت ﻣــــﻌــــﺪﻻت اﻟـــﺘـــﻮﻇـــﻴـــﻒ إﻟـــﻰ اﳌـﺴـﺘـﻮﻳـﺎت اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، وﻟـﻴـﺲ ﻫﻨﺎك دﻟﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ أن اﳌﺎﻛﻴﻨﺎت ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ وﻇﺎﺋﻔﻨﺎ.
ﻟـــــــﻜـــــــﻦ ﺷـــــــــــــﺄن ﺛــــــــــﻮرة اﻟــﻜــﻮﻣــﺒــﻴــﻮﺗــﺮ ﻣــﻨــﺬ ﺛــﻼﺛــﺔ ﻋــﻘــﻮد، ﻓـــﺈن اﻟـﺘـﻌـﻠـﻢ اﻵﻟــﻲ ﺳـــﻴـــﻜـــﻮن ﻟــــﻪ ﺗـــﺄﺛـــﻴـــﺮه ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣــﺮ. ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال ﻫﻮ ﻛﻴﻒ.
وﻗــــﺪ ﺣـــــﺎول ﻋــــﺪد ﻣـﻦ ﺧــﺒــﺮاء اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد إﻋــﻄــﺎء ﺑﻌﺾ اﻹﺟــﺎﺑــﺎت اﻷوﻟـﻴـﺔ. وﻓـــــــــﻲ ﻛــــــﺘــــــﺎب »ﻣــــﺎﻛــــﻴــــﻨــــﺔ اﻟﺘﻮﻗﻊ: اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﺬﻛﺎء اﻻﺻـﻄـﻨـﺎﻋـﻲ«، ﺣــﺎول إﻳـﺠـﺎي أﻏــﺮوال، وﺟـﻮﺷـﺎ ﻏـﺎﻧـﺰ وأﻓــﻲ ﻏـﻮﻟـﺪﻓـﺮاد، ﺛﻼﺛﺔ ﺑﺎﺣﺜﲔ ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟﻲ، إﻋﻄﺎء إﺟﺎﺑﺔ. وﻷن اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺠﺎل ﺑـــﺎﻟـــﻎ اﻻﺗــــﺴــــﺎع وﺣـــﺪﻳـــﺚ اﻟـــﻌـــﻬـــﺪ، ﻓـﻘـﺪ ﺟـﺎءت إﺟﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻋﺎﻣﺔ إﻟـﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ، وﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻤﲔ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗــﺨــﻤــﲔ اﳌــﻌــﺎﻧــﻲ اﳌــﺘــﻀــﻤــﻨــﺔ ﻻﺧــﺘــﺮاع ﳌﺤﺮك اﻟﺒﺨﺎر اﻟـﺬي ﻇﻬﺮ ﻋﺎم ٠٠٨١ أو اﻹﻧـﺘـﺮﻧـﺖ ﻋــﺎم ٢٩٩١. ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻧﻄﺎق ﻋﻤﻠﻬﻢ، ﻓﻘﺪ أدى أرﻏﻮال وزﻣﻼؤه ﻋﻤﻼ راﺋﻌﴼ.
ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ إرﻏﻮال وزﻣﻼؤه ﻣﻊ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟـــﻲ ﺑــﺄﺳــﻠــﻮب اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪي، وذﻟﻚ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﳌﻨﺘﺞ، ﺛﻢ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺞ. وﺑﺤﺴﺐ رؤﻳﺘﻬﻢ ﻟﻬﺎ، ﻓﺈن اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗـﻤـﺜـﻞ اﻟـــﺰﻳـــﺎدة ﻓــﻲ اﻟــﻄــﻠــﺐ ﻋــﻠــﻰ »ﻗــﻮة اﻟﺘﻮﻗﻊ« – ﻓﺄي ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻤﻞ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﻮﻗـﻊ ﺳﺘﻜﻮن اﻵن أﺳـﻬـﻞ وأرﺧــﺺ. ﻟﻜﻦ ﺧﺒﺮاء اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺮدﻳﺪ ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد. ﻓﺒﻌﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻣﻌﻤﻞ »ﻛﺮﻳﺘﻴﻒ دﻳﺴﺘﺮﻛﺸﻦ ﻻب«، وﺣــﺎﺿــﻨــﺔ اﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺎت اﻟـﻨـﺎﺷـﺌـﺔ ﺑــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ ﺗـــﻮروﻧـــﺘـــﻮ روﺗـــﻤـــﺎن ﻟـــــﻺدارة اﻟـــﺘـــﻲ أﺳــﺴــﻬــﺎ أﻏـــــﺮاوﻳـــــﻞ ﻧــﻔــﺴــﻪ، ﻓـﻘـﺪ اﺳﺘﻔﺎد اﳌﺆﻟﻔﻮن ﻣﻦ ﺛﺮوة أﻣﺜﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﺗﻌﺰز وﺗﻮﺿﺢ زﻋﻤﻬﻢ.
إن اﳌــــــــــﺆﻟــــــــــﻔــــــــــﲔ ﻻ ﻳـــﺘـــﺼـــﻮرون ﻋـــﺎﳌـــﴼ ﻳـﻌـﻤـﻞ آﻟــﻴــﴼ ﺑــﺼــﻮرة ﻛـﺎﻣـﻠـﺔ ﺗﺤﻞ ﻓﻴﻪ اﳌﺎﻛﻴﻨﺎت ﻣﺤﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮة ﻣﻦ ﺧﻄﻮات اﻹﻧـــــﺘـــــﺎج. ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﻌــﻜــﺲ، ﻓـــــﺈﻧـــــﻬـــــﻢ ﻳـــــــــــﺮون اﻟـــﺘـــﻌـــﻠـــﻢ اﻵﻟــــﻲ ﻳـﻨـﺘـﺸـﺮ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﻓـــﻲ ﺑــﻌــﺾ اﻟــــﺪواﺋــــﺮ ذات اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻮﻓﻴﺮة، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﺘﺮك اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺒﺸﺮي ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻗﻲ. ورﻏــﻢ أن ﻛﻠﻤﺔ »ﺣـﻜـﻢ« ﻛﻠﻤﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻓــﻘــﺪ ﺣـــﺪد أرﻏــــــﻮال وزﻣــــــﻼؤه ﻣﻬﻤﺘﲔ إدراﻛــــﻴــــﺘــــﲔ ﻳــﺴــﺘــﻄــﻴــﻊ ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟــﺒــﺸــﺮ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟـﺬﻛـﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﺠﻌﻞ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ﺗــﺴــﺘــﻨــﺪ إﻟـــــﻰ ﻋـــﻴـــﻨـــﺎت ﻣــــﻦ اﻟــﺒــﻴــﺎﻧــﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة وﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﻨﺠﺎح واﻟـﻔـﺸـﻞ. ﻻ ﻳـــﺰال اﻟـﺒـﺸـﺮ ﻣﺘﻔﻮﻗﲔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪوﻧﻪ وﻓﻲ ﻧﻤﺬﺟﺔ اﻷﻃﺮ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻌــﻤــﻞ ﻣـــﻦ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ ﻣـﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ.
إذا ﻛﺎن اﳌﺆﻟﻔﻮن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ، ﻓﺴﻮف ﻳﺤﺪث اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟﻲ ﺛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﺣﺪث ﺑﻬﺎ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﻜﺎدﺣﺔ ﺛﻮرة ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﳌﺎﻛﻴﻨﺎت واﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌـــــﻌـــــﺪات. وﻣــﺜــﻠــﻤــﺎ ﺗــﺴــﻤــﺢ اﳌـــﻌـــﺪات واﻵﻻت ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺑﺘﺨﻄﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﻬﺎم اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ واﺳﺘﺨﺪام ﻗﻮﺗﻬﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻀﺮورﻳﺔ، ﻓـــــﺈن أدوات اﻟــﺘــﻌــﻠــﻢ اﻵﻟــــــﻲ ﺳـﺘـﺴـﻤـﺢ ﻟــﻠــﻌــﻤــﺎل ﺑــﺎﻟــﻘــﻔــﺰ ﻓـــــﻮق ﺑـــﻌـــﺾ اﳌـــﻬـــﺎم اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﺳـﺘـﺨـﺪام ﻗـﺪراﺗـﻬـﻢ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻌﺾ اﻷﺷـﻴـﺎء اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ. وﻣﻦ اﳌﻔﺘﺮض أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ زﻳﺎدة ﻛﺒﻴﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج.
وﻓــﻲ اﻟـﺠـﺎﻧـﺐ اﻟـﺴـﻠـﺒـﻲ، إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻬﺎم اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟــــﻲ ﺗـــــﺰداد ﺑــﺴــﺮﻋــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة، ﻓـﺴـﻮف ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺧﺴﺎرة اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻮﻇﺎﺋﻔﻬﻢ، وﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺪى ﺑﻌﺪ أن ﻳﻀﻄﺮوا إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺴﻤﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ. ﻗـﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟـﻲ أﻳﻀﴼ أن ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﻧﺤﻮ إﻟﻐﺎء اﻟـﻮﻇـﺎﺋـﻒ اﻟﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ؛ ﻣﻤﺎ ﻳــﺆدي إﻟﻰ ﺧﺮوج اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ وزﻳﺎدة اﻟﻈﻠﻢ.
ﻛـــــــﺎﻧـــــــﺖ ﺗـــــﻠـــــﻚ ﺻـــــــــــــﻮرة ﻣـــﺒـــﺴـــﻄـــﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟﻲ – ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ، ﻳﻌﻨﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﻟــﻌــﺮض واﻟــﻄــﻠــﺐ. وﻓـــﻲ ﺑـﺤـﺚ ﺟـﺪﻳـﺪ، ﻳـــﻘـــﻮم ﺧــﺒــﻴــﺮ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎد اﻷﺳــــﻄــــﻮري ﻫﺎل ﻓﺎرﻳﺎن - اﻟﺬي ﺳﺎﻋﺪ »ﻏﻮﻏﻞ« ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻧــﻈــﺎم اﻟﺘﺴﻌﻴﺮ اﻟـــﺬي ﻳﺸﻜﻞ رﺑـــﺤـــﻬـــﺎ اﻟـــﻮﻓـــﻴـــﺮ – ﺑــﻤــﻌــﺎﻟــﺠــﺔ ﺑـﻌـﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺑﺸﺄن ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﳌﺎﻛﻴﻨﺎت اﻟﺬﻛﻴﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﺘﻄﻮرة. ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﻔﻴﺪﴽ؛ ﻷن اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت ﺑـﺘـﺤـﺪﻳـﺪ اﳌــﺒــﻠــﻎ اﻟــــﺬي ﻳـﻤـﻜـﻦ اﻟـﻌـﻤـﻼء دﻓﻌﻪ ﻟﺸﺮاء اﻷﺷﻴﺎء واﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻛــﻞ ﻗـــﺮش ﺑــﺤــﻮزﺗــﻬــﻢ. وﻳـﻤـﻜـﻦ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ اﻵﻟﻲ أن ﻳﻔﺎﻗﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟـﻜـﺒـﺮى؛ ﻷن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺗـﺘـﻮاﻃـﺄ ﻣــﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﴼ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻷﺳﻮاق ﻣﻦ دون أن ﻳﺸﻌﺮ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺄن ﺛﻢ ﻣﺆاﻣﺮة ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ.
ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻓـﺈن اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﳌــــﻌــــﺮﻓــــﺔ ﻣــــــﺎ ﻳـــﻔـــﻌـــﻠـــﻪ اﻟــــﺘــــﻌــــﻠــــﻢ اﻵﻟــــــﻲ ﺑــﺎﻻﻗــﺘــﺼــﺎد ﻫـــﻮ أن ﻧـﻨـﺘـﻈـﺮ ﻟــﻨــﺮى ﻣﺎ ﺳﻴﺠﺮي، وﻣﻦ اﳌﻬﻢ أن ﻧﺘﻮﻗﻊ وﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﳌﻤﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ. ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ، ﻓﺴﻮف ﺗﺨﺮج اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﻴــﺔ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ واﻟـــﺘـــﻌـــﻠـــﻢ اﻵﻟــــﻲ ﺑﻤﻔﺎﺟﺂت ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ.
* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«